El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: عمل لا ينقطع اجره حتى بعد موتك " غير مثبت شرعا ً " الإثنين 2 أغسطس 2010 - 18:53 | |
| الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ووفَّقَك الله لِكُلّ خَيْر . ليست العِبرة بِأداء العَمَل بِقدْر ما هي بأمور : 1 – قَبول العمل . ولذا لما جاء سائل إلى ابن عمرفقال لابنه : أعطه دينارا ، فلما انصرف قال له ابنه : تقبل الله منك يا أبتاه ،فقال : لو علمت أن الله يقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن غائب أحب إليّ من الموت . أتدري ممن يتقبل ؟ (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . وقال فضالة بن عبيد : لأن أعلم أن الله تقبل مِنِّي مثقال حبة أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها ، لأنه تعالى يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . وكان مُطَرِّف يقول : اللهم تَقَبّل مِنِّي صلاة يوم . اللهم تَقَبّل مِنِّي صوم يوم . اللهم اكتب لي حسنة ، ثم يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . رواه ابن أبي شيبة . وقال الحسن البصري في وصف خير القرون : عَمِلُوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها ، وخافوا أن تُردّ عليهم ،إن المؤمن جمع إحسانا وخشية ، والمنافق جمع إساءة وأمنا . 2 – حُسن العمل ،
لأن قَبُول العَمَل مُتَرَتِّب على حُسْن العَمل ، وقد قال تعالى :(لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) .
وسُئل الفضيل بن عياض عن قوله تعالى : ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ) قال : هو أخلص العمل وأصوبه ، قالوا : يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : إن العمل إذا كان خَالِصًا ولم يكن صَوابا لم يُقْبَل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خَالِصًا لم يُقْبَل حتى يكون خالصا وصوابا ،فالخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنة . وكانتْ عِناية سلف الأمة بِقَبُول العمل ، وليس بكثرة الحسنات وعَدِّها ! 3 – استحضار النية في العَمل الصالح ، ولذلك كان السَّلف يقولون : الأعْمَال البهيمية مَا عُمِل بِغَيْرنِـيَّة . فلو عَمِل الإنسان أعمالا صالحة ولم يكن فيها نِـيَّـة التقرّب إلى الله ، لم تنفعه ، ولو عملها لِغير الله فإنها تضرّه ، وتكون زاده إلى النار . 4 – المحافظة على حسنات العمل ، وإن قَـلّ . فقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل ، وتصوم النهار ، وتفعل ، وتصّدّق ،وتؤذي جيرانـها بلسانـها ، فقال رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم : لا خيرفيها هي من أهل النار . قيل : وفلانة تصلى المكتوبة ، وتصّدق بأثوار ، ولا تؤذي أحداً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي من أهل الجنة . رواه البخاري في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك . وهو حديث صحيح . فليست العِبرة بأداءالعمل ، بِقدر ما هي العِبرة بقبول العمل ، ثم المحافظة على حسنات ذلك العمل من أن تذهب أو تضيع ! ثم إن الذي يقول مثل هذا ، قد يَغترّ ، ويَظن أنه حصل على آلاف الحسنات ، ثم قد يَحمِله هذا ويَدفعه إلى فِعل السيئات ، أو الإدلال على الله بالعمل . قال ابن القيم : وخَصّ الذِّكْر بالْْخُفْيَة لِحَاجَة الذَّاكر إلى الْخَوف ، فإن الذِّكْر يَستلزم الْمَحَـبَّة ويُثْمِرها ولا بُدّ ، فمن أكثر من ذِكر الله تعالى أثمر له ذلك محبته ، والمحبة ما لم تُقْرن بالخوف فإنها لا تنفع صاحبها بل قد تَضرّه ، لأنها تُوجِب الإدْلال والانبساط ، وربما آلَتْ بكثير مِن الجهال المغرورين إلى أنهم اسْتَغْنَوا بها عن الواجِبات ! . اهـ . فهذا قد يضرّ بصاحبه أكثر مما ينفعه ، وقد يشتغل بعض الناس بِحساب الحسنات عن حقيقة العمل ، فيكون يشتغل بِصورة العمل عن حقيقته ! وفرق بين إنسان عنده صورة العمل ، وآخرعنده حقيقة العمل ! والفرق بينهما كالفَرْق بين حقيقة الإنسان وصورته ! والمقصود أن لا يُشتَغل بِحساب الحسنات وعدِّها عن مسائل أهم ، من اتِّباع السنة إلى قبول العمل ، إلى غير ذلك . والله تعالى أعلم . الموضوع : عمل لا ينقطع اجره حتى بعد موتك " غير مثبت شرعا ً " المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|