لابتلاء سنّة من سنن الله جارية على الدعوة والدعاة منذ فجر التاريخ وقد
يكون صعباً على النفوس ، ولكن يرفع الله به درجة الأنبياء ويمحو الله به
خطايا الصالحين:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير،
وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته
ضراء صبر فكان خيراً له" [رواه البخاري ], ولا ريب أن ذكر "المؤمن" هنا له
من الدلالة ما فيه, حيث العقيدة وعاء جامع يتجاوز حدود النظري في دراستها
إلى رحابة التطبيق العملي في شؤون الحياة التي تمس كل شاردة وواردة تمر
بالمرء, فتبدو صورة المؤمن صابراً عند اللأواء شاكراً عند النعماء, تأخذ
الدنيا منه بعض الاهتمام لكنها أبداً لا تملك عليه حياته أو تملك قلبه
وتأسر فؤاده..
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اله صلى الله عليه وسلم قال (( من يرد الله به خيراً يصب منه )) رواه البخاري
قال الفضيل بن عياض رحمه الله (( من شكا مصيبة نزلت به فكأنما شكا ربه
)) . كيف يصبر الإنسان؟
الصبر ليس لحظة آنية يخرج منها الصابر.فالصبر مخزون إيماني داخل
القلب،:والله لا يكلف نفساً إلا وسعها،وفي معاني هذه الآية:أن الله لا
يبتلي العبد فوق طاقته وإلا لضاع مخ العبد.
قال العلماء لو أن الابتلاءات صُورت بشكل مادي، على شكل كرات مثلاً، ووضعناها في ثوب واح، ووقف صاحب الابتلاء طوابير وقيل لهم اختاروا أقل الابتلاءات، ما اختار كل واحد منهم إلا ايتلاءه...
لماذا إذن لا يصبر الناس؟
لأن الإيمان شيء وادعاءه شيء آخر. والصبر نصف الإيمان،يقول ابن القيم سوف ترى إذا انجلى الغبار، أفرس تحتك أم حمار).والصبر عند الشدائد، والأنبياء صبروا لأن عندهم رصيد.
والمؤمن ينبغي ألا يتعرض لبلاء الله وامتحانه ، بل يتطلع إلى عافيته ورحمته.
قال تعالى (( ولبنلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ))
ويقول تعالى (( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب
من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيرا وان تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم
الأمور )).
أنواع الابتلاء :
1-عبد سادر منحرف: بعيد عن الله، لا يقيم الطاعات، بل ويرتكب المعاصي،
والطاعة بالنسبة له ثقيلة ومريرة، بينما المعصية لها حلاوة، ولكن: فيه شيء
من خير ،فالله سبحانه يبتليه، كي يوقظه من غفلته.
وكان العباس يسأل رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: أما شفعت لعمك أبي طالب؟
قال: نعم، أخف عذاب أهل النار أبو طالب، يلبس نعلين في النار، فيغلي منهما
دم رأسه. فيكون(رفقاء السوء) ابتلاء من فعل العبد: أن الإنسان ينجذب إلى
شبيهه، والطيور على أشكالها تقع.
قيل لأبي الحسن تعالَ صلِّ على أبي نواس، فرفض. فجاؤوا لتغسيله، فوجدوا
ورقة في جيبه، فسألوا زوجته عنها. فقالت: هذه آخر ما رأيته يكتب، ثم مات.
فأخذوها لأبي الحسن ليقرأها، فوجد فيها: (يا رب، إن عظمت ذنوبي كثرة، فلقد
علمتُ أن عفوك أعظم، إن كان يرجوك إلا لا محسن، فبمن يلوذ ويستجير المجرم،
مالي إليك وسيلة إلا الرجى وجميل عفوك، ثم إني مسلم). فقال أبو الحسن: هيا
نصلي على أبي نواس.
2- النوع الثاني من الإبتلاء:< b> إنسان مستقيم، طعامه حلال، ويتقي
الله، وتنزل عليه الإبتلاءات من كل جانب، فهذا حبيب الرحمن. لأن الله تعالى
يريد أن ينقيه، حتى روي أنه يسير على الأرض بلا خطيئة، وتشير الملائكة
إليه، هذا هو الطاهر الشريف، الطاهر من الذنوب، الشريف من العيوب. (وأكثر
الناس ابتلاءاً، الأنبياء ثم الأتقى فالأتقى) . فالابتلاء لهؤلاء هو لرفع
الدرجات
أراد أبو جعفر المنصور أن يعطي عطاءً، منحةً لأبي حنيفة، فبعث إليه عشرة
آلاف درهم، وكان أبو حنيفة قد رفض أن يتولى القضاء، فحفظ أبو حنيفة النقود
في كيس، وقال لابنه: إذا مت، أعد هذه إلى أبي جعفر وقل له: (هذه هي الأمانة
التي استودعتها أبي) فهذا الإنسان المستقيم، تكون عنده بعض الهفوات-بحكم
أنه بشر- فيريد الله تعالى أن ينقيه ويرفع درجاته.
: أنه سبحانه يحب من عباده تكميل عبوديتهم على السراء والضراء، وفي حال
العافية والبلاء، وفي حال إدالتهم والإدالة عليهم، فلله سبحانه على العباد
في كلتا الحالين عبودية بمقتضى تلك الحال، لا تحصل إلا بها ولا يستقيم
القلب بدونها، كما لا تستقيم الأبدان إلا بالحر والبرد، والجوع والعطش،
والتعب والنصب، وأضدادها، فتلك المحن والبلايا شرط في حصول الكمال الإنساني
والاستقامة المطلوبة منه، ووجود الملزوم بدون لازمه ممتنع
اخ اعلم ان الدنيا دار عمل والاخره هي دار القرار
لاتركنن الى الدنيا ومافيها لاشك ان الموت يفنينا ويفنيها
يا من تملّـك الحزن قلبه.. وكتم الهمّ نفسه.. وضيّق صدره.. فتكدرت
به الأحوال .. وأظلمت أمامه الآمال .. فضاقت عليه الحياة على سعتها..
وضاقت به نفسه وأيامها وساعته وأنفاسه !
لا تحزن .. فالبلوى تمحيص .. والمصيبة بإذن الله اختبار ..
والنازلة امتحان .. وعند الامتحان يُكرم المرء أو يهان ..
أدعية لفك الكرب والأمان من الخوف
لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين . يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث . حسبى الله ونعم الوكيل : أمان كل خائف
اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتى و قلت حيلتى و هوانى على الناس , يا ارحم
الراحمين , إلى من تكلنى ؟ إلى عدو يتجهمنى ؟ أم إلى قريب ملكته أمرى ؟ إن
لم تكن ساخطاً على فلا أبالى , غير أن عافيتك أوسع لى , و أعوذ بنور وجهك
الكريم الذى أضائت له السموات و الأرض و أشرقت له الظلمات و صلح عليه أمر
الدنيا و الأخرة أن تحل على غضبك أو تنزل على سخطك , لك العتبى حتى ترضى ,
ولا حول و قوة إلا بك
الموضوع : وقفات مع الابتلاء المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya