ل مازن بن عبدالكريم الفريح
لقد حث النبي صلي الله عليه وسلم علي طيب القول وحسن الكلام كما في قوله
صلي الله عليه وسلم : { الكلمة الطيبة صدفة } لما لها من اثر في تاليف
القلوب و تطييب النفوس ، فليس من المهم توصيل الحقيقة إلي الناس فقط و لكن
الاهم هو الوعاء الذي سيحمل تلك الحقيقة .
فإذا كان صلي الله عليه و سلم يقول : { زينوا القران باصواتكم فإن الصوت
الحسن يزيد القران حسنا } فمن باب اولي ان نقول للدعاة زينوا الدعوة بحسن
كلامكم فإن الكلام الرقيق الطيب يزيد الدعوة حسنا وجاذبية ، وخاصة عند
النصح ، لان النصح علاج مر فليصحبه شئ من حلو الكلام .
فكن من الذين يعملون الحق و يرحمون الخلق .
و اسمع إلي يحيي بن معاذ : احسن شئ كلام رقيق ، يستخرج من بحر عميق ، علي لسان رجل رقيق .
و كم من كلمة سوء نابية القاها صاحبها و لم يبال بتبعاتها فرقت بين القلوب ،
و مزقت الصفوف ، وزرعت الحقد و البغضاء و الكراهية و الشحناء في النفوس .
و لذلك ثبت عنه صلي الله عليه و سلم انه قال : { إن العبد ليتكلم بالكلمة
ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار ابعد مما بين المشرق و المغرب }
و لا يفوتنا ان نذكر هنا هذا الموقف التربوي الذي دار بين رسول الله صلي الله عليه و سلم وزوجه عائشة رضي الله عنها :
دخل رهط من اليهود علي رسول الله صلي عليه وسلم ، فقالوا السام عليكم _ اي
الموت _ قالت عائشة ففهمتها فقلت : عليكم السام و اللعنة .
فقالت : قال رسول الله صلي عليه و سلم { مهلا يا عائشة } فقلت : يارسول الله او لم تسمع ما قالوا ؟
فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم : { قد قلت و عليكم }
فكلام رسول الله صلي عليه و سلم مع اهل الفجور و الفسق و الكفر يحتاج منا
إلي درجة متأنية ؛ ففيه البصيرة النافذة و الحكمة البالغة فهو قدوتنا
الحسنة في كل شئ .
صلي الله عليه وسلم
الموضوع : حسن الكلام من الوسائل الدعوية لكسب القلوب المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya