هل أنت محب لله ؟ نعم ، بالطبع بصدق ؟ ! ! نعم !!! هل أنت من المحبين للصلاة ؟ هل أنت من الخاشعين فيها ؟ هل أنت من المحافظين عليها ؟ هل تشعر أنك إذا مت الآن فإنك من الناجين ؟ من المخلصين ؟ من أصحاب اليمين ؟ الحقيقة لا أدري !!!!!!!! فلتسمع أخي في الله : ثبتنا الله وإياك عند السكرات ، وعند سؤال القبر، ولكني أخشى أنك لابد أن تدري حتى لا تموت وأنت لا تدري فيقول لك منكر ونكير في قبرك ما دريت ولا تليت فيسعر بك قبرك _ عياذا بالله _ ماذا تقول !!! نعم وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى فإن محبتك لله تستوجب أن تعرف لما تصلي ، وكيف تصلي حتى تصل إلى أعلى درجات هذا الحب فأول ما يحب الله وأول ما يسأل وأول ما يدخلك به الجنة ( الصلاة )
و الآن هل تشعر بمحبة الله لكأم أنك مازلت بعيدا جدا ؟ و كيف أصلي ليتقبل الله مني إذا ؟ ! فأنا أصلي بالفعل ولكن00 ( فترة صمت طويلة ) نعم تصلي ولكن ...... رأسك كرة أرضية ...... قلبك طاحونة تدور مع الدنيا فلا تجمع إلا الأتربة والهواء 00 فأنى تخشع جوارحك !!! أنى تشعر بحلاوة المناجاة !!! وأنى تحب الله أو يحبك الله !!! هل سألت نفسك بعد فراغك من الصلاة : بما خرجت منها ؟؟؟ ما هي قيمتها في نفسك ؟؟؟ ( هل أشعرتك بتغير ما في سلوكك وطريقة حياتك ) ؟؟؟ الحقيقة أنني ما إن يؤذن المؤذن حتى أهرول إلى الصلاة كي أفرغ منها سريعا وكأني أقول في نفسي متى تنتهي وخلالها أشعر بتثاقل كبير وأسهو وأغفل في معظمها حتى أخرج منها وهكذا يكون حالي في معظم صلواتي . نعم وكأنك تقول أرحنا منها يا بلال . وذلك لأنك لا تستشعر لذتها ولا عظمتها في قلبك أنت تأكل لأنك تحتاج إلى المأكل وكم تشعر بلذاذته وطعمه الطيب حين تناوله ... وأنت تشرب كذلك ..... وتتنزه لتستمتع بالطبيعة الخلابة فترجع وقد انشرح صدرك وزال همك ..... وأنت أيضا تجتمع مع من تحب وتأنس بهم فيبتهج لذلك فؤادك ...... وأيضا تذهب للعمل مع تعبه وكدره لتحصل المال الذي هو مفتاح سعادتك .... وأنت تصلي وتتعب جوارحك بالقيام والركوع والسجود هلا سألت نفسك لماذا ؟؟؟ ليرضى الله عني طبعا !!! و كأنك لم تسمع من قبل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" رواه مسلم فما هو حال قلبك وخاصة في الصلاة ؟ هل عملك فيها مقبول أم ناقص أم مردود عليك ملقى في وجهك ؟؟؟ أعني هل يرضى الله عن صلاتك فتكون ممن قال الله فيهم : {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} أم أن صلاتك مريضة أصابها العلل هنا وهناك أم أنها ميتة لا حياة فيها ؟؟؟ لقد خلقنا الله لعبادته وخير العبادات ما كان فيها الانكسار والذل الذي هو *سر قبولها عند الله عز وجل* كما بين صلى الله عليه وسلم " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله "ومنهم" رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه تفكر 000 تذكر 000 الله لا يرضى إلا بالحسن 000 فأين حسن صلاتك ؟؟؟ أين خشوعها ولذتها في نفسك ؟؟؟ أين سعادة قلبك قبلها وفيها وبعدها ؟؟؟ أين اشتياقك إليها في الليل والنهار في الحل والسفر ؟؟؟ أنت ضيقت صدري و أحزنتني قل لي بالله عليك كيف يكون ذلك؟ شرح الله صدرك يا أخي وجعلني وإياك من المفلحين ما رأيك هيا تعالى معي ودعنا نخشع في صلاتنا ساعة 00000 ---~~~~~~~~~~~~~--- تعلم معنى الخشوع ---~~~~~~~~~~~~~~---
* الخشوع لغة : هو الخضوع والسكون قال عز وجل {وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً }طه108 فهلا أسكنت قلبك بين يدي الله فجعلته لا ينطق إلا بالله ولله ؟! ولتدرك المعنى أكثر إليك تفصيله ..... * الخشوع اصطلاحا : هو قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل .... فهل شعرت أن قلبك يقف خاضعا ذليلا أمام الله عز وجل مستحضرا عظمته وقدرته وفضله يرجو ثوابه ويخاف عذابه أم أنه ساهي لاهي يفكر هنا وهناك ؟؟ النفس تبكي على الدنيا و قد علمت أن السعادة فيها ترك ما فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها فإن بناها بخير طاب مسكنها وإن بناها بشر خاب بانيها فاعلم أن المقصود من الصلاة هو معرفة الله ومحبته وخشيته والتي بها تقبل الصلاة واستشعار أنك تتحدث فيها إلى خالقك وتشعر بقربه منك فيها وإعانته و تسديده وتوفيقه لك بعدها ؟ فهل تشعر الآن أن كل شيء معك و أنك لا تخشى شيء ما دام الله معك ؟ قال بن رجب الحنبلي : " أصل الخشوع لين القلب ورقته وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء لأنها تابعة له " ( الخشوع لابن رجب الحنبلي ) . فأولا خشوع القلب ويتبعه خشوع الجوارح لا خشوع الجوارح دون خشوع القلب مازال الأمر مبهما قليلا !!! نعم لأننا لابد لنا أن نعرف ما هي الأمور المعينة على الخشوع فهيا بنا .....
** أسباب الخشوع **
اعلم وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى أن للخشوع أسباب تعين عليه لابد من الإتيان بها لنيل ذلك المراد العزيز وهي كالآتي : أولا : معرفة الله عز وجل : وذلك بالتفكر في الكون من حولنا و الاستدلال من خلاله على عظمة ربنا تبارك و تعالى وقدرته وبديع صنعه ومن ثم الإيمان به إلها عظيما جل في علاه ثم معرفة أمره ونهيه قال تعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ }محمد19 وإقران ذلك بالإخلاص : { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }الحديد4 ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم وإتباعه : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31 فعود نفسك مراقبة الله في أحوالك كلها حتى يورثك خشيته لأنك حينما تستحضر معية الله عز وجل في أقوالك وأفعالك فإنما تعبده بالإحسان و هو : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " رواه مسلم وهذا هو الركن الأول من أركان الإيمان ويستتبعه الإيمان بالملائكة و الكتب والرسل واليوم الآخر و القدر خيره و شره فهل استكملت معاني الإيمان في قلبك أخي أم أنك مازلت غافل أو تشك أولا تدري ؟؟؟ ثانيا : تعظيم قدر الصلاة : وهي تحصل للمسلم بتعظيم قدر ربه جل وعلا واستحضار إقبال الله تبارك وتعالى عليه ووقوفه بين يدي ربه وأن وجهه منصوب لوجهه ...... ( ويا له من مشهد عظيم ) مشهد يذكرك بموقفك بين يديه سبحانه و تعالى يوم العرض عليه ولذا قال صلى الله عليه و سلم " إذا صليتم فلا تتلفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في الصلاة ما لم يلتفت " رواه مسلم و أنظر إلى عظيم التقدير والإكبار ممن عرف الله عز وجل فقد روي عن علي بن الحسن أنه إذا توضأ اصفر لونه فيقول له أهله : " ما هذا الذي يعتريك ؟ " فيقول : " أتدرون بين يدي من أقوم " رواه الترمذي و أحمد استفق !!! بين يدي من تقوم !!! ثالثا : التفكر في معاني الأذان : ومعرفة ما به من أسرار الإقرار لله عز وجل بالعظمة والكبرياء الذي من أجله تترك كل ما في يديك فتقبل عليه بالذل والخضوع مقرا له بوحدانيته عز وجل وصدق نبيه محمد صلى الله عليه و سلم في دعوته فحينما يأمرك بالقيام لصلته عز و جل _ ويا له من شرف _ والوقوف بين يديه تاركا دنياك وراء ظهرك مقبلا على الآخرة بقلب راجي خائف متذكرا مآلك ومرجعك إليه جل وعلا فساعتها تفوز بالفلاح الذي هو الغاية والهدف المنشود من تلك العبادة العظيمة وهي مرضاته عز وجل التي تنجيك من النار وتخلدك في الجنةفما يكون منك في نهاية الأمر إلا أن تثني بالتكبير وتختم بالتوحيد الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله صوت المؤذن لم يحرك فيك شيء هز الجوامد كلها وما اهتززت له يا حي صلوا وأنت في الملاهي غارقا أولم تخف عجبا أخي عجبا أخي الله أنعمه عليك كثيرة لم تجحد تأبى الوقوف دقائق لله فيها تسجد وأضعت كل ساعات عمرك في الملاهي تعربد هيا استفق واملأ فؤادك يا أخي نورا وضي الموت يأتي مباغتا تعسا لمن غدا دون زاد سعدا لمن أدى الفرائض والنعيم لمن أزاد ماذا تجيب إذا سئلت عن الصلاة يوم التناد ماذا ستجني من الندم تالله لا لن تجني شيء ويل لمن عنها سها ترى ما جزاء التارك دع المباهج كل شيء دون ربك هالك الله يرضى عن المصلي وفي المصلي يبارك قم أدها وأحيا بها فبغيرها لا تغدو حي (3) الاستعداد للصلاة والتبكير إليها : وهو علامة حبك لله عز وجل وأن حرصك على أدائها في وقتها هو علامة حب الله تبارك وتعالى لك قال جل في علاه في الحديث القدسي : " وما تقرب إلي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه " رواه البخاري وقال صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن أحب الأعمال إلى الله عز و جل " الصلاة على وقتها " متفق عليه وإنما يكون استعدادك لها بالتفرغ لها تفرعا كاملا بحيث لا يكون في بالك شاغل يشغلك عنها وهذا لا يتحقق إلا إذا عرفت حقيقة الدنيا بأنها : ( لا تساوي عند الله جناح بعوضة ) وحقيقة مكوثك فيها وأنك : ( غريب أو عابر سبيل ) كان بن عمر رضي الله يقول " إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك " رواه البخاري . فأنت إنما تجني من دنياك ما يمحو الله لك به الخطايا ويرفع الدرجات كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع الدرجات " قلنا بلى يا رسول الله قال " إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط " . وقال عليه الصلاة والسلام " لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة والملائكة تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه حتى ينصرف أو يحدث " رواه مسلم . فماذا تنتظر ؟!! أحدثك بعجيبة اندهشت لها شخصيا ووقفت من أجلها أمام نفسي ... فقد روي عن حاتم الأصم أنه سئل عن صلاته فقال : ( إذا حانت الصلاة أسبغت الوضوء وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي ثم أقوم إلى صلاتي وأجعل الكعبة بين حاجبي والصراط تحت قدمي والجنة عن يميني والنار عن شمالي وملك الموت ورائي ... ) _ فماذا بعد ذلك؟؟ _ يقول : ( وأظنها آخر صلاتي ثم أقوم بين يدي الرجاء والخوف أكبر تكبيرا بتحقيق وأقرأ ترتيلا وأركع ركوعا بتواضع وأسجد سجودا بتخشع واتبعها بالإخلاص ...... ( ثم لا أدري أقبلت أم لا ) . انتهى كلامه رحمه الله فيا لشديد العجب !!! و يا لشديد الأسف تذكرت عندها حديث المسيء صلاته والذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع فصلي فإنك لم تصلي
فمتى نجعل صلاتنا مما يحبها الله تعالى ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : " ولا يزال العبد يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه" رواه البخاري فهل أدركت الآن ما هو معنى الخشوع ؟ وهل هذه هي كل الأسباب المعينة على الخشوع ؟ لا ... وإليك المزيد .... رابعا : اتخاذ المكان المناسب والملبس المناسب : لقول الله عز وجل { يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ }الأعراف31 فهو أحق بذلك وأولى فهو ملك الملوك جل في علاه روحك منه وإليه سبحانه فهذا أيضا من تعظيمك للصلاة وحبها . خامسا : اتخاذ السترة : لحديث النبي صلى الله عليه وسلم " إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته " رواه النسائي وأبو داوود . وهذا من الأمور التي توجب السكينة والطمأنينة في قلبك فيشعر أن هذه المساحة الصغيرة هي التي تقطعك عن الدنيا وشواغلها فأنت فيها الآن تمهد لنفسك للانتقال لجوار الرحمن في جنة عرضها السماوات والأرض فيا لسعادتك . سادسا : تكبيرة الإحرام : قال تعالى " وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ " البقرة255 قال بن عباس في تفسير هذه الآية " الكرسي موضع القدم" يا الله اجعلها تلامس قلبك الغافل عن الله عز وجل فتوقظه وتذكره بهول الموقف وعظم الأمانة التي يحملها الإنسان ولم يؤدها فتدرك حقيقة التكبير وأسراره وتنظر إلى حالك مع الله وما فرطت في جنبه سبحانه ثم تستشعر أنه عز وجل (نصب وجهه لوجهك في لحظة التكبير) لتقيم الصلاة له راجيا رحمته وخائفا من عذابه ..... إنه لموقف ترتعد له الجوارح وتذهل فيه العقول روي عن عامر بن عبد الله أنه كان من خاشعي الصلاة فقيل له ذات يوم هل تحدثك نفسك في الصلاة بشيء ؟ قال نعم بوقوفي بين يدي الله عز وجل ومنصرفي إلى إحدى الدارين قيل فهل تجد شيئا من أمور الدنيا ؟ فقال ..... " لإن تختلف الأسنة في أحب إلي من أن أجد في صلاتي ما تجدون " أي أسنة الرماح والسيوففأين أنت من هذا القلب ؟؟؟ سابعا : التأني في الصلاة والطمأنينة فيها : قال عز وجل { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من توضأ مثل وضوئي هذا ثم قام فصلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه بشيء غفر له ما تقدم من ذنبه" صحيح . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته " قالوا يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته قال " لا يتم ركوعها ولا سجودها " رواه أحمد . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تجزيء صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع و السجود " رواه النسائي وأبو داود وبن ماجه . فلما العجلة ؟ الدنيا ساعة فألزمها الطاعة وعودها القناعة . ثامنا : عدم الإلتفات في الصلاة : عن مجاهد قال كان الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود . فمن أعظم من الله يلتفت إليه !!! تاسعا : التأمل في دعاء الاستفتاح : ومنها " وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " . فتأمل و تفكر " اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما تنقي الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد " . وتب واستغفر عاشرا : الاستعاذة : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أقبل _أي الشيطان_ حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى " فاستعذ من عدوك واحتمي بأرحم الراحمين حتى تكتمل لك صلاتك ويتم لك أجرك . الحادي عشر : تدبر القرآن في الصلاة : من آيات الوعد والوعيد فما أنت عنها ببعيد وأحوال الموت ويوم القيامة والجنة والنار فهي من صفات الأبرار ومن أخبار الأنبياء والرسل ففي قصصهم معينا على النوائب ورافعا للهمم . قال تعالى {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21 . وقال عز وجل {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24 . وروى أبو هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " قال تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قال حمدني عبدي فإذا قال الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ قال الله أثنى علي عبدي فإذا قال مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال مجدني عبدي فإذا قال إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال هذا بيني وبين عبدي و لعبدي ما سأل فإذا قال اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " . استشعر حلاوة المناجاة أفق واعلم إلى من تتحدث ؟ من تخاطب ؟ ممن تطلب ؟ أيها القلب الغافل تيقن بوجود الله في كل ما حولك وأن هذا كله زائل راجع إليه . الثاني عشر : التذلل لله في الركوع : فكر في عظمة الله وكبريائه وقدرته وغناه وقل من عميق قلبك ..... " اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي " رواه مسلم . فكل الكون خاشع لله فأين خشوع قلبك يا محروم ؟!!! الثالث عشر : سمع الله لمن حمده : أي سمع الله حمد من حمد واستجاب له ..... وزد " ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد" فأنت مهما حمدت الله فلن تؤدي شكره ....... {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل18 الرابع عشر : استحضار القرب من الله في السجود : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء " رواه مسلم . قال عز و جل : { وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ } العلق19 . و قل : " سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة " رواه أبو داود والنسائي . تمسكن لله عله يرحمك وأدعو 000 " اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله أوله وآخره وعلانيته وسره ما علمت منه وما لا أعلم " عله يرحمك فتصبح من الناجين . هل شعرت بالقرب ؟ هل أحسست بدنوك من الجنة وريحها ؟ هل لمست بقلبك السماء ؟ وشعرت أنك بعيدا عن الأرض تسبح في الكون الواسع بالرغم من أنك لا تزال على ظهرها ؟ هل طار قلبك من الفرح وأنت ساجد ؟ هل اشتقت للموت ؟ هل أحببت الآخرة وزهدت في الدنيا ؟ إذن مت الآن وأنت تدري وهنيئا لك الخامس عشر : استحضار معاني التشهد : فأنت تلقي التحيات لله عز وجل والتسليم على رسوله صلى الله عليه و سلم وهو يرد عليك و استشعر معاني الأخوة في المجتمع المسلم بتسليمك على عباد الله الصالحين ثم تطلب العوذ بالله من النار ومن القبر وفتنته فيغمر قلبك معاني اللجوء إلى الله مما أنت مقبل عليه لا محالة من الشدائد والأهوال التي لا ينجي منها ويعين عليها سواه فهو مالك الملك وأرحم الراحمين . فهل بعد كل هذا الحب والخوف والتقرب والتذلل والتودد والمناجاة خمس مرات في اليوم يبقى لك ذنوب ؟؟؟ قال عليه الصلاة و السلام " أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء " قالوا لا يبقى من درنه شيء قال " فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا " . السادس عشر : ملازمة التوبة والاستغفار : قال الشافعي رحمه الله : شكوت إلي وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي فهل تحب أن تهدي هدية لراسب في امتحانه أو مقصر في واجباته _ و لله المثل الأعلى _ طهر قلبك من الدنيا تعطى المحبة والإخلاص فالتائب من الذنب _ بصدق _ لا ذنب له . السابع عشر : الاجتهاد في قيام الليل : فقيام الليل سهم لا يخيب إلى السماء فلا تدعه يفوتك فمن وفقه الله لقيامه كان من المقربين و العارفين وأفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة بالليل . الثامن عشر : الإكثار من النوافل : قال تعالى في الحديث القدسي " ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أكون سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها " فبعد شعورك بمتعة المناجاة في صلاة الفرض لن تتأخر عن صلاة النافلة لأنك تعلم أنها سبب لمحبة الله عز وجل لك أكثر . التاسع عشر : تعلم العلم الشرعي ودوام ذكر الله : عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله, فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب, وإن أبعد الناس من الله: القلب القاسي» رواه الترمذي ضعيف رغم صحة المعنى فنفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك هي بالباطل فما أعظم التعلم والذكر فإنها حياة القلوب وقل " اللهم إني أسألك علما نافعا وقلبا خاشعا ولسانا ذاكرا وعملا متقبلا " العشرون : كثرة ذكر الموت : " أكثروا من ذكر هادم اللذات " رواه البخاري . تفكر يا أخي في العاقبة وحالها وفي الموت وسكرته و في السؤال وشدته وفي القبر و ظلمته فهو مصيرك ولابد فيا لهنائك إذا كنت من المقربين ويا لشقاوتك إن كنت من المعذبين . والآن ما رأيك فيما سمعت ؟ استغفر الله استغفر الله استغفر الله كم كنت من الغافلين وأنا أحسب أنني من المصلين وكم كنت على شفا جرف هار كاد أن يوقع بي في النار ولكن من اليوم _ بإذن الله تعالى _ سأجتهد في الخشوع و طلب القرب من الله عله أن يرحمني ويغفر لي تقصيري في حقه سبحانه وتعالى وجزاك الله خير الجزاء . ( الحمد لله رب العالمين )
(جزى الله خيرا من قام على نشر هذا العمل ، ادعوا للفقير إلى الله أن يجازيه ووالديه و العاملين على هذا العمل خير الجزاء وأن يكون هذا العمل من العلم الذي ينتفع به بعد الممات) آمين