El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: البكاء في التراويح الأحد 15 أغسطس 2010 - 13:03 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. أما بعد: فمن المظاهر السيئة التي يجب إنكارها، ما نراه في بعض المساجد وبخاصة في صلاة التراويح من ارتفاع الأصوات بالبكاء والصراخ والتنحيب سواء من بعض الأئمة هداهم الله أو من كثير من المصلين وهذا ليس من منهج النبي وليس من هديه هدي صحابته وسلف هذه الأمة في الاستماع إلى القرآن، فقد قال النبي لابن مسعود: «اقرأ عليّ القرآن» قلت: يا رسول الله! أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل؟ قال: «إني أحب أن أسمعه من غيري». قال: فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا } [النساء: 41] قال: «حسبك الآن» قال ابن مسعود فالتفت فإذا عيناه تذرفان. متفق عليه وهذا يدل على أن بكاءه عند استماع القرآن كان بدون صوت، لأن ابن مسعود لم يعلم به حتى التفت إليه ورأى عينيه تذرفان. وعن عبدالله بن الشخير قال: «أتيت النبي وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء».رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني. والجوف هو الصدر وما كان داخله، وهذا أيضاً يدل على أنه لم يكن بصوت مرتفع، بل إن البكاء كان ينبع من صدره، حتى أن لجوفه صوتاً كصوت الإناء الذي يغلي بالماء. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "وأما بكاؤه عليه الصلاة والسلام فكان من جنس ضحكه، لم يكن بشهيق ورفع صوت، كما لم يكن ضحكة بقهقهة، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا ويسمع لصدره أزيز. فأين هذا مما يفعله بعض الأئمة والمصلين هداهم الله من الصراخ والصياح والتشويش على المصلين؟! أما يخشى هؤلاء أن يكون هذا الفعل تلبسياً من الشيطان عليهم ليوقعهم في الرياء وملاحظة الخلق؟! وإذا كان بكاؤهم هذا لله لا سمعة فيه ولا رياء وهو المظنون بهم فالواجب عليهم إخفاؤه وكظمه ما استطاعو لأن إخفاء الطاعات إذا لم يكن في إظهارها مصلحة هو ما كان عليه سلف هذه الأمة والأئمة المتبعون. هذا فيما يتعلق بالبكاء، أما الصراخ والصياح فهذا يجب تركه لأنه ليس من العبادة في شيء بل هو من طريقة غلاة المتصوفة وغيرهم من أهل البدع. وقد علمنا الله تبارك وتعالى أدب الدعاء والمناجاة فقال: { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } [الأعراف: 55] فسمى الله سبحانه رفع الصوت بالدعاء لغير حاجة اعتداءً فكيف بالضجيج والصراخ؟ وقال تعالى: { وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا} [الإسراء: 110] ولما سمع النبي قوماً يرفعون أصواتهم بالتكبير قال لهم: «أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً بصيراً». متفق عليه. فكيف بالذين يجهرون بالصراخ والعويل؟! ومما يزيد الأمر سوءاً أنهم يفعلون ذلك بواسطة مكبرات الصوت، فيسمع صراخهم أهل الحي وربما الأحياء المجاورة ووصل الأمر إلى أنك تصلي في مسجد وتتابع ما يجري في مسجد آخر بسب المبالغة في رفع الصوت. هدي السلف في إخفاء الأعمال وستر الحال 1-في ترجمة منصور بن المعتمر قال زائدة: صام منصور أربعين سنة وقام ليلها، وكان يبكي فتقول له أمه: يا بني! قتلت قتيلاً؟ فيقول: أنا أعلم بما صنعت بنفسي فإذا كان الصبح كحل عينيه، ودهن رأسه وبرق شفتيه وخرج إلى الناس!! فانظر إلى إخلاص هذا العبد الصالح، وتأمل حالي وحالك، نسأل الله السلامة والعافية. 2-وكان عبدالله بن عمر يطفئ المصباح بالليل حتى لا يعلم به أحد ثم يبكي حتى تلتصق عينيه. 3-وكان أبو وائل إذا صلى في بيته ينشج نشيجاً لو جعلت له الدنيا على أن يفعله واحدٌ يراه ما فعله! 4-وعن الأعمش قال: كنت عند إبراهيم وهو يقرأ في المصحف فاستأذن عليه رجل فغطاه وقال: لا يرى هذا أني أقرأ فيه كل ساعة! 5-وكان لصفوان بن محرز سرب يبكي فيه. 6-وقال الحسن: إن كان الرجل ليجلس المجلس، فتجيء عبرته فيردها، فإذا خشي أن تسبقه قام. 7-وعن عبدالكريم بن رشيد قال: كنت في حلقة الحسن، فجعل رجل يبكي فارتفع صوته فقال الحسن: إن الشيطان ليبكي هذا الآن. 8-وعن حماد بن زيد قال: كان أيوب ربما حدث بالحديث فيرق قلبه، فيلتفت فيمتخط ويقول: ما أشد الزكام!! 9-وعن أبي التياح قال: أدركت أبي ومشيخة الحي إذا صام أحدهم أدهن ولبس صالح ثيابه. 10-وروي عن أبي أمامة أنه مر برجل ساجد قد أطال السجود وهو يبكي، فحركه برجله وقال: يا لها من سجدة لو كانت في بيتك! 11-وقال يزيد بن عبدالله بن الشخير: كنا نأتي عامر بن عبدالله وهو يصلي في مسجده فإذا رآنا تجوز في صلاته، ثم انصرف فقال لنا: ما تريدون؟ وكان يكره أن يرونه يصلي. 12-وقال محمد بن واسع: لقد أدركت رجالاً، كان الرجل منهم يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة قد بل ما تحت خده من دموعه، لا تشعر به امرأته ولقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده، لا يشعر به الذي بجانبه!! 13-وكان ناس من أهل المدينة يعيشون ولا يدرون من أين معاشهم فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يجدونه في الليل! 14-وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله، ويخفي ذلك. 15-وقال الثوري: لا أعتد بما ظهر من عملي. فأين نحن من هؤلاء؟! ************************************* الموضوع : البكاء في التراويح المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| |
الجنه تنادينيالاشراف العام
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: البكاء في التراويح الجمعة 24 يونيو 2011 - 11:49 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم بلغنا رمضان واعنا على الصيام والقيام
جميل جدااا ما قدمتي اخيتي في ميزان حسناتك ان شاء الله الموضوع : البكاء في التراويح المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: الجنه تناديني توقيع العضو/ه:الجنه تناديني | |
|
|