El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: فضل.صوم 6 من شوال الأحد 12 سبتمبر 2010 - 6:30 | |
| الحمد لله المتفضِّل بالنِّعم، وكاشف الضرَّاء والنِّقم، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وآله وأصحابه أنصار الدين. وبعد:
أخي المسلم: لا شك أن المسلم مطالب بالمداومة على الطاعات، والاستمرار في الحرص على تزكية النفس. ومن أجل هذه التزكية شُرعت العبادات والطاعات، وبقدر نصيب العبد من الطاعات تكون تزكيته لنفسه، وبقدر تفريطه يكون بُعده عن التزكية. لذا كان أهل الطاعات أرق قلوباً، وأكثر صلاحاً، وأهل المعاصي أغلظ قلوباً، وأشدفساداً. والصوم من تلك العبادات التي تطهِّر القلوب من أدرانها، وتشفيها من أمراضها.. لذلك فإن شهر رمضان موسماً للمراجعة، وأيامه طهارة للقلوب. وتلك فائدة عظيمة يجنيها الصائم من صومه، ليخرج من صومه بقلب جديد، وحالة أخرى.
وصيام الستة من شوال بعد رمضان، فرصة من تلك الفرص الغالية، بحيث يقف الصائم علىأعتاب طاعة أخرى، بعد أن فرغ من صيام رمضان. وقد أرشدأمته إلى فضل الست من شوال، وحثهم بأسلوب يرغِّب في صيام هذه الأيام.. قال رسول الله: { من صام رمضان ثمأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر} [رواه مسلم وغيره]. قال الإمام النووي رحمه الله: قال العلماء: (وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنةبعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين.. ). ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك: (قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان فيالفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضاً).
أخي المسلم: صيام هذه الست بعد رمضان دليل على شكر الصائم لربه تعالى على توفيقهلصيام رمضان، وزيادة في الخير، كما أن صيامها دليل على حب الطاعات، ورغبة فيالمواصلة في طريق الصالحات.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: (فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضانبارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً).
أخي المسلم: ليس للطاعات موسماً معيناً، ثم إذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسانإلى المعاصي! بل إن موسم الطاعات يستمر مع العبد في حياته كلها، ولا ينقضي حتى يدخل العبدقبره.
. قيل لبشر الحافي رحمه الله: إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان. فقال: (بئسالقوم قوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنةكلها).
أخي المسلم: في مواصلة الصيام بعد رمضان فوائدعديدة، يجد بركتها أولئك الصائمين لهذه الست من شوال. وإليك هذه الفوائد أسوقها إليك من كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله: 1- إن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله.
2- إن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكملبذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامة.. وأكثرالناس في صيامه للفرض نقص وخلل، فيحتاج إلى ما يجبره من الأعمال.
3- إن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذاتقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمنعمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها، كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى، كما أن منعمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها.
4- إن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، ، وأن الصائمين لرمضانيوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراًلهذه النعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، كان النبييقوم حتى تتورّم قدماه، فيقال له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر؟! فبقول: { أفلا أكون عبداً شكورا} . وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره، وغير ذلكمن أنواع شكره، فقال: وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَوَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[البقرة:185] فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان، وإعانته عليه،ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكراً عقيب ذلك. كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح في نهارها صائماً، ويجعلصيامه شكراً للتوفيق للقيام.
وكان وهيب بن الورد يسأل عن ثواب شيء من الأعمال كالطواف ونحوه، فيقول: لاتسألوا عن ثوابه، ولكن سلوا ما الذي على من وفق لهذا العمل من الشكر، للتوفيق والإعانة عليه.
كل نعمة على العبد من الله في دين أو دنيا يحتاج إلى شكر عليها، ثم التوفيقللشكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثان، ثم التوفيق للشكر الثاني نعمة أخرى يحتاجإلى شكر آخر، وهكذا أبداً فلا يقدر العباد على القيام بشكر النعم. وحقيقة الشكرالاعتراف بالعجز عن الشكر. إن الأعمال التي كان العبد يتقرب يها إلى ربه في شهر رمضان لا تنقطع بإنقضاءرمضان بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حياً. . كان النبي صلى الله عليه وسلم عمله ديمة.. وسئلت السيدة عائشة - رضي الله عنها -: هل كان النبييخص يوماً من الأيام؟ فقالت: لا كانعمله ديمة. وقالت: كان النبيلا يزيد في رمضان و لا غيره على إحدى عشرة ركعة، وقدكان النبي}يقضي ما فاته من أوراده في رمضان في شوال، فترك في عاماعتكاف العشر الأواخر من رمضان، ثم قضاه في شوال، فاعتكف العشر الأول منه.
فتاوى تتعلق بالست من شوال
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: هل يجوز صيام ستة من شوال قبل صيامما علينا من قضاء رمضان؟
الجواب: ( قد اختلف العلماء في ذلك، والصواب أن المشروع تقديم القضاء على صومالست، وغيرها من صيام النفل، لقول النبي:صلى الله عليه وسلم { من صام رمضان ثمأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر}. [خرجه مسلم في صحيحه]. ومنقدم الست على القضاء لم يتبعها رمضان، وإنما أتبعها بعد رمضان، ولأن القضاء فرض،وصيام الست تطوع، والفرض أولى بالاهتمام ). [مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز بنعبدالله بن باز:5/273]. وسئلت اللجنةالدائمة للإفتاء: هل صيام الأيام الستة تلزم بعد شهر رمضان عقب يومالعيد مباشرة، أو يجوز بعد العيد بعدة أيام متتالية في شهر شوال أو لا؟ الجواب: ( لا يلزمه أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعدالعيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما تيسر له،والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة ). [فتاوى اللجنة الدائمة: 10/391 فتوىرقم: 3475]. وسئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: بدأت في صيام الست من شوال،ولكنني لم أستطع إكمالها بسبب بعض الظروف والأعمال، حيث بقي عليّ منها يومان، فماذاأعمل يا سماحة الشيخ، هل أقضيها وهل عليّ إثم في ذلك؟ الجواب:( صيام الأيام الستة من شوال عبادة مستحبة غير واجبة، فلك أجر ما صمتمنها، ويرجى لك أجرها كاملة إذا كان المانع لك من إكمالها عذراً شرعياً، لقول النبي: { إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحاًمقيماً}. [رواه البخاري في صحيحه]، وليس عليك قضاء لما تركت منها. والله الموفق ) [مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز: 5/270]. أخي المسلم: تلك بعض الفتاوى التي تتعلق بصيام الست من شوال، فعلى المسلم أنيستزيد من الأعمال الصالحة، التي تقربه من الله تعالى، والتي ينال بها العبد رضاالله تعالى.. وكما مرّ معك من كلام الحافظ ابن رجب بعض الفوائد التي يجنيها المسلم من صيامالست من شوال، والمسلم حريص على ما ينفعه في أمر دينه ودنياه.. وهذه المواسم تمرّ سريعاً، فعلى المسلم أن يغتنمها فيما يعوود عليه بالثوابالجزيل، وليسأل الله تعالى أن يوفقه لطاعته.. والله ولي من استعان به، واعتصم بدينه.. وصل الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلِّم.. الموضوع : فضل.صوم 6 من شوال المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
غالي الذكرىعضو فعال
تاريخ التسجيل : 12/09/2010
| موضوع: رد: فضل.صوم 6 من شوال الجمعة 17 سبتمبر 2010 - 8:39 | |
| جزاك الله كل خير وجعله في موازين حسناتكم الموضوع : فضل.صوم 6 من شوال المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: غالي الذكرى توقيع العضو/ه:غالي الذكرى | |
|
|
شهرزادعضـــو نشــط
تاريخ التسجيل : 12/09/2010
| موضوع: رد: فضل.صوم 6 من شوال الأحد 3 أكتوبر 2010 - 6:22 | |
| |
|
الجنه تنادينيالاشراف العام
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: فضل.صوم 6 من شوال الجمعة 24 يونيو 2011 - 13:20 | |
| " بارك الله لنا فى رجب وشعبان وبلغنا وإياكم رمضان " بارك الله فيكم أختنا فى الله راجية رضى الله جزاكم الله خيرا ً بما اخترتم وقدمتم جعله الله فى ميزان حسناتكم الموضوع : فضل.صوم 6 من شوال المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: الجنه تناديني توقيع العضو/ه:الجنه تناديني | |
|
|