><>< قواعدالعمل المقبول ><><
*************
سئل الفضيل بن عياض : ما هو العمل المقبول ؟ ، قال :
ما كان خالصاً وصواباً ،
فحينما سئل هذا السؤال ، سئل بمناسبة قوله تعالى :{ ..وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ..}[ سورة النمل : الآية 19]
فهذا العمل الذي تمناه أحد الأنبياء قيده بأن يرضى الله عنه ، أي أن يقبله ،
فقيل له : يا فضيل ، ما العمل الصالح الذي يرضاه الله ؟ فقال :
ما كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة ،
ففي كثير من الأحيان يكون خالصاً ، ولا يكون صواباً،
من يزعم أو من يتوهم أن اليانصيب الخيري الذي يرصد ريعه لليتامى هذا العمل نيته طيبة ، ولكنه لا يتوافق مع الشريعة ، اليانصيب محرم ،
وتلك الحفلة الغنائية التي يرصد ربحها للفقراء ، أيضاً يبدو أن هذا العمل طيب ، ولكن صورته مخالفة للشريعة ، أي يكون خالصاً ، وأن يكون صواباً ، شرطان لازمان غير كافيين ، يعني كل منهما شرط لازم غير كاف ، فلا يكفي أن يكون العمل صواباً ، والنية سيئة ، كما أنه لا يكفي أن يكون العمل خالصاً ، والصورة سيئة ، فالعمل الذي يقبله الله عز وجل ما كان خالصاً وصواباً .
فيا أيها الإخوة : الإنسان عليه أن يحرر نيته ،
وقد وضع العلماء بعض القواعد :
* إن عملك الصالح إذا ازداد أمام الناس وضعف فهذا مؤشر خطير أن النوايا ليست لله عز وجل ، وسبحان الله هذا شيء جانبي ، كأن الله سبحانه وتعالى أحبط أعمال أهل العصر ، فالأقوياء إن احسنوا من أجل الانتخابات والضعفاء ، إن أحسنوا بضغط من الأقوياء ، كلاهما ليس له أجر ، الأقوياء إن أحسنوا من أجل أن ينجحوا في دورة انتخابية قادمة ، لا يبتغي وجه الله ، وليس في قلبه رحمة ، إنما يسعى لتمديد سنوات منصبه ، بينما الضعاف يأتيهم ضغط من الأقوياء ، فيحسنوا معاملتهم للناس ، فلا هؤلاء لهم أجر عند الله ، ولا هؤلاء لهم أجر ، لكن العمل لا يقبل إلا إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة .
فالعمل إذا ازداد أمام الناس ، وضعف فيما بينك وبين الله هذا مؤشر خطير ،
* والعمل إذا ازداد على المديح ، وضعف على النقد أيضاً هذا مؤشر خطير .
والمؤشر الثالث : أنك إذا عملت عملاً صالحاً ، لأن هذا العمل خالصاً لوجه الله ينبغي أن تشعر بعده براحة نفسية ، أما إذا كنت في ضيق ، وفي ضجر فقد يكون هذا العمل ليس لله ، فالحالة النفسية السكينة ، أنت رفعت إلى الله عملاً ، فثاب عليك ، أي رجع الناس يقولون لك ثواب ما الثواب ؟
[ أنك إذا رفعت إلى الله عملاً عاد عليك سكينة ، وطمأنينة ، وسعادة ، وبشراً وثقة بالله عز وجل ، هذا من علامات الإخلاص ، والعلامة الثانية أن العمل الصالح لا يزداد أمام الناس ، ولا يضعف أمام الله ، والعلامة الثالثة أنه لا يزداد على المديح ، ولا يضعف على الذم ، هذا الإخلاص فإذا كان العمل صورته وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ونيته عالية كان مقبولاً .]
أسأل الله لي ولكم أن يتقبل صلاتنا وصيامنا .
والحمد لله رب العالمين
><><><><><><><><
الموضوع : قواعد العمل المقبول عند الله المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya