بسم الله الرحمن الرحيم
------------------
الحمد لله رب العالمين ، والعافية للمتقين ، ولا عدوان اٍلا على الظالمين، نحمده ونشكره ، ونتوب اٍليه ونستغفره ونسأله أن يهدينا جميعا اٍلى صراطه ألمستقيم، ونشهد أن لا اٍله اٍلا الله خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ، ونشهد أن سيدنا وشفيعنا رسول الله سيد المجاهدين ، واٍمام المتقين، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اّله واصحابه واتباعه، الذين لم تشغلهم دنياهم عن أخراهم ، بل عمروادنياهم بالاٍيمان والعمل الصالح فكانوا من الفلحين .
اٍن الذى يقرأ القراّن الكريم بتأمل وتدبر وخشوع ، يراه قد كرر الحديث عن الموت، وعن أنه حقيقة لا مفر لأى مخلوق من ألهرب منها، ولا يستطيع أى عالالشك فيها سواء أأكان من أهل الاٍيمان أم من غيرهم، لأن الحقائق التى يراها الاٍنسان فى الصباح وفى المساء وفى غيرهما لا يستطيع أحد الشك فيها.
والقراّن عندما يكرر الحديث عن الموت وعن مقدماته وعن سكراته، اٍنما يريد من أتباعه: التذكر والاٍعتبار، والاٍتعاظ والاٍنتباه، ولقد أثر عن سيدنا عمر بن الخطاب- رضى الله عنه - أنه قال للنبى - صلى الله عليه وسلم - عظنى يا رسول الله فقال - صلى الله عليه وسلم - : " كفى بالموت واعظا يا عمر ".
القراّن عندما يفصل الحديث عن ألموت وعن أنه نهاية كل حى ، اٍنما يريد من أتباعه أن يستقبلوه بعد أن يكونوا قد عمروا دنباهم بالاٍيمان الصادق ، وبالعمل الصالح ، وبالقول الطيب ، والسلوك الحميد ، وبأداء ما يجب عليهم نحو خا لقهم ، ونحو أنفسهم ، ونحو اّبائهم وأمهاتهم ، ونحو أزواجهم وأولادهم ونحو أقاربهم وعشيرتهم لأنهم متى فعلوا ذلك استقبلتهم الملائكة وهم فى سكرات الموت بما يسرهم ويرضيهم كما قال - سبحانه - :-
( اٍن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون * نحن أولياؤكم فى الحياة الدنيا وفى الاّخرةولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم ) سورة فصلت:30 -32 .
أىاٍن الذين قالوا بكل صدق واٍخلاص فى حياتهم : ربنا الله - تعالى - وحده ، ثم استقاموا على طريق الحق ، وثبتوا عليه ، تتنزل عليهم الملائكة عند مفارقتهم لحياتهم لتقول لهم أبشروا ولا تخافوا من المستقبل ، ولا تحزنوا على الماضى من حياتكم فعما قريب ستدخلون جنة عرضها السموات والأرض ، واطمئنوا فنحن نصراؤكم وأعوانكم على الخير فى حياتكم وبعد مماتكم ، ولكم فى الجنة ما تشتهى أنفسكم من الطيبات التى أعدها خا لقكم لكم ، ولكم فيها ما تتمنونه وما تطلبونه ، ولكم فيها المنزل الطيب هيأه لكم ربكم صاحب المغفرة الواسعة ، وصاحب الرحمة التى لا حدود لها .
أن القراّن الكريم قد بين لنا فى عشرات الاّيات القراّنية أن الموت سيصيب كل اٍنسان بل كل مخلوق سواء أكان فى البر ، أم فى البحر أم فى غيرهما ، وأنه لا مفر منه مهما حاول الاٍنسان الهرب منه .
قال - تعالى -
( كل نفس ذائقة الموت واٍنما توفون أجوركم يوم القيامة ) سورة اّل عمران : 185 .
وقال - سبحانه - :
( كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة واٍلينا ترجعون ) سورةالأنبياء : 35 .
وقال - عز وجل - :
( كل نفس ذائقة الموت ثم اٍلينا ترجعون ) سورة العنكبوت : 57 .
ويقول - عز وجل -
( ولكل أمة أجل فاٍذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) سورة الأعراف :34 .
,و يقول - سبحانه - :
(ولن يؤخر الله نفسا اٍذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون ) سورة المنافقون :11 .
وقال - تعالى -:-
(اٍن أجل الله اٍذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون ):سورة نوح:4.
وقال - سبحانه -
( كل شئ هالك اٍلا وجهه له الحكم واٍليه ترجعون ) سورة ألقصص:88.
وأحيانا نجد القراّن الكريم يقرر أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو أفضل الخلق على الاٍطلاق ، سيصيبه الموت كما أصاب وسيصيب غيره فيقول :-
( اٍنك ميت واٍنهم ميتون * ثم اٍنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) سورة الزمر : 30 ، 31 .
ويقول :-
( وما محمد اٍلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفاٍن مات أ و قتل اٍنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشا كرين ) سورة اّل عمران :144 .
ويقول - سبحانه -
( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفاٍن مت فهم الخالدون ) سورة الأ نبياء : 34 .
وقال : ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة ) سورة النساء :78 .
وهكذا يسوق لنا القراّن ما يؤكد أن المحبين لا يستطيعون أن يدفعوا الموت أو يؤ خروه عمن يحبونه مهما بلغ حبهم ، ومهما كان تعلقهم بمن يريدون حياته .
واستمع اٍلى القراّن وهو يصور بأسلوبه البديع المؤثر حالة اٍ نسان يفارق الحياة ، وأحباؤه من حوله لا يملكون له نفعا فيقول :-
( أفبهذا الحديث أنتم مدهنون * وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون * فلولا اٍذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون * ونحن أقرب اٍليه منكم ولكن لا تبصرون * فلولا اٍن كنتم غير مدينين * ترجعونها اٍن كنتم صا دقين ) سورة الواقعة : 81 - 87 .
هذا جانب من حديث القراّن عن حقيقة الموت ، وأنه أمر لا دافع له ، وأن العقلاء من الناس هم الذين يستعدون لاستقباله بتعمير حياتهم بالاٍيمان الصا دق ، وبالعمل الصالح ففى الحديث الشريف : " الكيس -أى العاقل - من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ،والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأمانى " .
وأستغفر الله لى ولكم
الموضوع : كل نفس ذائقة الموت المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: الطــ الحزين ــائر توقيع العضو/ه:الطــ الحزين ــائر |
|