تفسير الآية 164 من سورة الأنعام

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
تفسير الآية 164 من سورة الأنعام
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
  تفسير الآية 164 من سورة الأنعام Empty

شاطر | 
 

  تفسير الآية 164 من سورة الأنعام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


  تفسير الآية 164 من سورة الأنعام _
مُساهمةموضوع: تفسير الآية 164 من سورة الأنعام     تفسير الآية 164 من سورة الأنعام Emptyالجمعة 8 يوليو 2011 - 12:41 

الآية 164 من سورة الأنعام


من
المعلوم بالضرورة في شرائع السماء عموماً، وفي شريعة الإسلام على وجه
الخصوص، أن الإنسان لا يعاقب على ذنب فعله غيره، ولا يحاسب على جرم اقترفه
إنسان آخر.

ونصوص القرآن في تقرير هذا المعنى عديدة، من ذلك قوله
تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} (البقرة:286)،
وقوله سبحانه: {وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ
وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (الأنعام:164)، وقوله تعالى: {لِتُجْزَى كُلُّ
نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} (طه:15)، ونحو ذلك من الآيات .

ومقابل هذه
الآيات التي تقرر أن المسؤولية العقابية لا يتحملها إلا الفاعل نفسه، نجد
من الآيات التي تقرر أن صاحب الذنب قد يعاقب على ذنب فعله غيره.

من
ذلك قوله تعالى: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم} (النحل:25)، وقوله
سبحانه: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ}
(العنكبوت:13)، فهاتان الآيتان يفيد ظاهرهما أن بعض الناس سوف يعاقبون على
أفعال ارتكبها غيرهم، ولم يرتكبوها أنفسهم، الأمر الذي يوحي بأن ثمة
تعارضاً بين الآيات النافية لتحمل آثام الآخرين، والآيات المثبتة لذلك .

ولا
شك، فإن كتاب الله أجلُّ وأعظم من أن يتضمن تعارضاً بين آياته؛ إذ هو من
عند الله سبحانه، {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ
خَلْفِهِ} (فصلت:42). وما يبدو من تعارض بين آياته إنما مرده لمحدودية عقل
الإنسان فحسب، وواقع الأمر ألا تعارض .

وقد أجاب العلماء على ما
يبدو من تعارض بين الآيات بأن قالوا: إن الأصل في الحساب والعقاب يوم
القيامة أن لا يحمل الإنسان تبعات غيره؛ لأن هذا يتنافى مع مبدأ العدل الذي
أقرته شرائع السماء كافة، غير أن هذا الأصل قد يطرأ عليه ما يكون استثناء
منه لسبب يقتضي ذلك، على ما سنبينه قريباً .

ونحن نمثل لذلك بمثال
من واقع الناس فنقول: لو أن شخصاً ما حرَّض شخصاً آخر على قتل إنسان ما،
فاستجاب هذا الشخص لهذا التحريض، وقام بقتل ذلك الإنسان، فإن القضاء هنا
يعاقب الفاعل المباشر وهو القاتل، ويعاقب الفاعل غير المباشر أيضاً، وهو
المحرض على القتل.

وليس من العدل أن يقال هنا: إن العقاب يجب أن
ينصب على الفاعل المباشر دون المحرض؛ لأن المحرض - باعتبار ما - يُعتبر
متسبباً في القتل من جهة أنه حرض ذلك الشخص، ودفعه إلى مباشرة القتل، ولولا
ذلك التحريض لما وقع القتل.

وعليه فلا يصح إسناد فعل القتل هنا للفاعل المباشر دون المحرض؛ إذ لو صح ذلك لكان ذلك الحكم جائراً غير عادل .

وما
نحن فيه من الآيات لا يبعد كثيراً عما مثلنا به آنفاً؛ وذلك أن تلك الآيات
تفيد تحمل العقاب على فعل فعله آخرون؛ وذلك باعتبار أن هؤلاء الحاملين
لأوزار غيرهم إنما نالوا هذا العقاب من جهة أنهم كانوا السبب وراء من ضل عن
سبيل الله، فنالهم العقاب بهذا الاعتبار، فكان العدل تحميلهم تبعات ما
قاموا به من إضلال لغيرهم .

ولا ينبغي أن يُفهم من هذا أن ما يحمله
المضلون من أوزار غيرهم يعفي الضالين من الحساب والعقاب، بل كلا الفريقين
محاسب جراء عمله، فالمضلون يحملون أوزار من أضلوهم، ويعاقبون على ذلك بسبب
إضلالهم إياهم، والضالون يحملون أوزار أنفسهم جراء اتباعهم لأولئك المضلين .
وقد
روي عن مجاهد في قوله تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا
مَّعَ أَثْقَالِهِمْ}، قال: ذنوبهم وذنوب من أطاعهم، ولا يخفف عمن أطاعهم
من العذاب شيئاً .
على أننا لو دققنا النظر في الأمر لتبين لنا أن ما
يحمله المضلون من أوزار الضالين هو في الواقع نتيجة عملهم وكسبهم؛ إذ لما
كان هؤلاء المضلون سبباً مباشراً لضلال أولئك الأتباع، صح أن يعاقبوا
ويحاسبوا على فعل كانوا هم السبب في وجوده وتحقيقه، فكان ما حملوه من عقاب
ليس بسبب فعل قام به غيرهم، وإنما بسبب فعل قاموا به بأنفسهم، فوضح بذلك أن
العقاب نالهم بما كسبت أيديهم، لا بما كسبه غيرهم .

وقد ورد في
السنة ما يدل على ما تقدم بيانه؛ فقد روى مسلم في "صحيحه" من حديث جرير بن
عبد الله رضي الله عنه قال: جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم عليهم الصوف، فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة، فحث الناس على
الصدقة فأبطؤوا عنه، حتى رئي ذلك في وجهه، ثم إن رجلاً من الأنصار جاء بصرة
من وَرِق - فضة -، ثم جاء آخر، ثم تتابعوا حتى عُرف السرور في وجهه.

فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فعُمل بها
بعده كُتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء؛ ومن سن في
الإسلام سنة سيئة فعُمل بها بعده كُتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص
من أوزارهم شيء).

وفي رواية أخرى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
مرفوعاً قال: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص
ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من
تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً) رواه مسلم .

فهذا الحديثان
يدلان دلالة واضحة على ما كنا بيناه سابقاً، من أن الإنسان يتحمل مسؤولية
عمله، إذا كان لعمله أثر مباشر أو غير مباشر على غيره .
وتأسيساً على ما
سبق بيانه، فمن كان إماماً في الضلالة ودعا إليها، واتبعه الناس عليها،
فإنه يحمل يوم القيامة وزر نفسه، ووزر من أضله من الأتباع، من غير أن ينقص
من وزر الضالين شيء .

وعلى ضوء ما تقدم، يتبين أن الأصل الذي ذكرناه
بخصوص الحساب والعقاب ليس على إطلاقه، وإنما هو مقيد بحيث لا يكون لفعل
الإنسان أثر على غيره، فإن كان ذلك كذلك كان مشتركاً في الحساب والعقاب، من
جهة أنه كان سبباً. فوضح بهذا التقرير ألا تعارض حقيقي بين تلك الآيات .
 الموضوع : تفسير الآية 164 من سورة الأنعام  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

واسلاماه
المراقبة العامة

المراقبة العامة
واسلاماه


المشاركات :
3822


تاريخ التسجيل :
23/06/2009


الجنس :
انثى

الحمدلله


  تفسير الآية 164 من سورة الأنعام _
مُساهمةموضوع: رد: تفسير الآية 164 من سورة الأنعام     تفسير الآية 164 من سورة الأنعام Emptyالجمعة 8 يوليو 2011 - 23:33 

جزاك الله خيرا أختنا في الله
متعكم الله بالصحة والعافية
بارك الله فيما قدمت
وأثابك وتقبـّل
اللهم آمين
  تفسير الآية 164 من سورة الأنعام 945344
 الموضوع : تفسير الآية 164 من سورة الأنعام  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  واسلاماه

 توقيع العضو/ه:واسلاماه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أم شروق
المراقبة العامة

المراقبة العامة
أم شروق


المشاركات :
2731


تاريخ التسجيل :
12/07/2011


الجنس :
انثى

  تفسير الآية 164 من سورة الأنعام Caaaoa11  تفسير الآية 164 من سورة الأنعام Empty

  تفسير الآية 164 من سورة الأنعام _
مُساهمةموضوع: رد: تفسير الآية 164 من سورة الأنعام     تفسير الآية 164 من سورة الأنعام Emptyالجمعة 29 يوليو 2011 - 20:52 

لا عدمنا من مواضيعك الرائعة في انتظار جديدك
دام تواصلك جعله الله فيه الفائدة
  تفسير الآية 164 من سورة الأنعام 811480   تفسير الآية 164 من سورة الأنعام 811480   تفسير الآية 164 من سورة الأنعام 811480
 الموضوع : تفسير الآية 164 من سورة الأنعام  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  أم شروق

 توقيع العضو/ه:أم شروق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

تفسير الآية 164 من سورة الأنعام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: ملتقيات علوم الغاية :: القرآن الكريم-