{مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً}

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
{مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً}
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
{مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً} Empty

شاطر | 
 

 {مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً}

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


{مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً} _
مُساهمةموضوع: {مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً}   {مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً} Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:48 

أما بعد: فيا عباد الله، آية في كتاب الله سبحانه
وتعالى أحسِب أنه ما من إنسان آمن بالله جل جلاله، وآمن برسوله صلى الله
عليه وسلم وتلا هذه الآية إلا وفاض كيانه خجلاً من الله سبحانه وتعالى،
إنها آية يتحبب فيها الرَّب عزَّ وجلَّ إلى عباده، يقول: {مَنْ ذا الَّذِي
يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً
وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 2/245].

ما
الذي يُخْجِل العبد من ملاه عندما يقرأ هذه الآية بتمعُّن؟ إنك تعلم أن
الله سبحانه وتعالى هو الذي يرزقك، وهو الذي أعطاك من المال ما أعطاك،
فالمال ماله، والملك ملكه، ولم أجد في القرآن آية تثبت ملكية الإنسان
للمال، وإنما يستخلف الله عز وجل عباده على هذا المال {وَأَنْفِقُوا مِمّا
جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} [الحديد: 57/7] أو يقول: {وَآتُوهُمْ
مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ} [النور: 24/33].

فالمال
الذي بين يديك إنما هو لله عز وجل، والذي أرسله إليك رزقاً هو الله عز
وجل، ومع ذلك فهو يقول: {مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً
فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً} [البقرة: 2/245] يخاطبك وكأنه
يقول: ألا تقرضني شيئاً من هذا المال الذي هو بين يديك؟ إن أقرضتني شيئاً
منه أعدك بأنني أعيده إليك أضعافاً مضاعفة، كيف يمكن ألا يخجل الإنسان من
مولاه إذ يخاطبه بهذا الكلام المحبب؟ يعطيني المال - والمال ماله - ثم
يقول: ألا تقرضني شيئاً من هذا المال الذي معك؟ وكيف أقرض الله عز وجل؟ وما
المراد بهذا الإقراض؟

من الواضح أن الله عز وجل هو
الغني، وكل من عدا الله، وما عدا الله فقراء، ولكن المعنى المراد من ذا
الذي ينفق من هذا المال الذي أغدقه الله عز وجل عليه إلى المحتاجين
والفقراء الذين ابتلاه الله عز وجل بهم؟ عبّر البيان الإلهي عن هذا بإقراض
الله سبحانه وتعالى.

ويرحم الله ابن عطاء الله إذ
يقول: (من تمام فضله عليك إذ خلق فيك ونسب إليك) يكرمك بالمال، ثم يعدك
المثوبة الكبرى إن أنت أنفقت من هذا المال للمحتاجين، ويَعُدُّ البيان
الإلهي ذلك إقراضاً منك لله سبحانه وتعالى، هذه الآية لا ريب أنها تثير
مشاعر الخجل والاستحياء من الله عز وجل، والمفروض من العبد الذي أكرمه الله
بشفافية إيمانية أن يخاطب مولاه قائلاً: يا ربّ العبد عبدك، والمال مالك،
كيف تجعلني مقرضاً لك إن أنا وهبت أو أعطيت الفقراء الذي ابتليتني بهم
شيئاً من مالك أنت الذي جعلته وديعة عندي، ثم إنك تُلْزِم ذاتك العلية بأن
تعيده إلي أضعافاً مضاعفة وليس في ذلك أي من الربا المحرم - كما تعلمون -؟ّ

هذه
الآية ما ينبغي أن يتيه الإنسان عنها إطلاقاً، ما دام الباري عز وجل قد
أكرمه بشيء من النعم التي أغدقها عليه، وابتلاه الله عز وجل بها، ولاسيما
في هذا الشهر المبارك، ومن استوعب هذا الكلام الرباني، ومن تدبره وتأمله لا
يمكن أن يجد البخلُ سبيلاً إلى كيانه قط، ولا يمكن أن يتسربَ الشحُّ في
ساعة من الساعات إلى نفسه قط. كيف؟

هو يعلم أن الله لا
يخلف الميعاد، وهو يعلم أن المال مال الله، وهو يسمع كلام الله عز وجل
القائل: {فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً} لعل الأضعاف لا تقف عند
العشرة، لعلها تزيد على ذلك، وليس لهذا العطاء الرباني سقف قط، ومن ثَم فإن
المؤمن بالله عز وجل لا يمكن أن يجد البخلُ سبيلاً إلى نفسه قط.

وقد
روى الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان يقول أحدهما: اللهم
أعطِ منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكاً تلفاً). الحديث متفق
عليه، والكلام كلام رسول الله، والمضمون إنما هو تأكيد لهذا الذي يقوله
الله سبحانه وتعالى: {مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً
فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.

أن يصورَ لك البيان الإلهي
في هذا الكلام أنه يقف منك موقف المقترض وأنت تقف منه موقف المقرض كيف
هذا!؟!

لابد أن تقول لمولاك وخالقك: يا رب أنت ربي
ومالكي، المال مالك، وأنت الذي أعطيتنيه، أفأقرضك مالاً هو مالك؟! أفيقرضك
عبد هو مملوك لك؟! لا؛ بل العبد وكل ما في يديه ملكك. نعم؛ هكذا يقف العبد
المؤمن بالله عز وجل من هذا البيان الإلهي المحبب الذي يخاطب الله سبحانه
وتعالى به عباده.

هذا بالنسبة للإنفاق المطلق الذي
يشمل الزكاة وغير الزكاة، وإن في المال حقاً سوى الزكاة، ولكن كيف عندما
يكون الإنسان مرهَقاً تحت مسؤوليات الزكاة التي خاطبه الله عز وجل بها، ومع
ذلك فإن الله عز وجل يُخْرِج زكاة مالك - التي أنت مكلف بها - يُخْرِج ذلك
منك مخرج الإقراض لله سبحانه وتعالى، هذا المعنى يبنغي أن نتذكره دائماً
كلما رأينا نعمة بين أيدينا من النعم التي يغدقها الله عز وجل علينا، ولكن
ينبغي أن نزداد شعوراً بهذا المعنى خلال هذا الشهر المبارك.

وينبغي
أن نعلم - أيها الإخوة - أن الغنى والفقر أمران نسبيان، فما من إنسان من
الناس إلا وهو غني بالنسبة لمن كان دونه في الامتلاك، وما من إنسان إلا وهو
فقير بالنسبة لمن كان فوقه في التمويل، فالمسألة نسبية، وإذا عرفنا هذا
فلنعلم أن هذا الخطاب الرباني موجه إلى الناس جميعاً، لا يقولن قائل: إنني
لست من الأغنياء، وإنما يخاطب الله عز وجل بهذا الموسرين من عباده.

لا
ما من إنسان إلا وهو موسر بالنسبة للبعض وهو فقير بالنسبة للآخرين أيضاً،
نعم. وما من إنسان يعاني من الفقر والضنك، وعالج فقيرة وضنكه بالإنفاق إلا
أبدل الله بفقره الغنى، وأكرمه الله سبحانه وتعالى بالنعمة، وخطاب الله عز
وجل لا يلحقه خُلْف قط.

على أننا نذكر أنفسنا - أقل
المراتب - بما افترضه الله عز وجل علينا؛ وهو
إخراج الزكاة،
الزكاة التي هي حق الله عز وجل في مال الإنسان، هذا المال الذي بلغ نصاباً
لله عز وجل فيه حق ثابت، ومعنى ذلك أن للفقراء الذين تحدث البيان الإلهي
عنهم كمستحقين للزكاة لهم في هذا المال حق ثابت، ولو أن إنساناً باع مالَه
كلَّه وقد تعلق به الزكاة قبل أن يخرج زكاته لما صح ذلك البيع في جزء من
هذا المال لأنه ليس ماله.

أذكِّر نفسي وأذكِّركم بهذا
الذي ينبهنا إليه بيان الله عز وجل، وأذكركم بأن الإنفاق الذي أمرنا به
الله عز وجل هو الحصن الذي يقي الإنسان من المصائب، هو الحصن الذي يقي
الإنسان من الأمراض، هو الحصن الذي يقي الإنسان من الفقر والعوز.

هذه
حقيقة ينبغي أن نعلمها يا عباد الله، وإذا تَشَبَّع الإنسان بهذا البيان
الإلهي لا يمكن أن يجد الشّح إلى نفسه سبيلاً قط، ومن ثَم فلابد أن يتقدم
بفضل ماله الذي أكرمه الله عز وجل به يقول لمولاه وخالقه: يا رب تفضلت عليّ
فجعلتني مقرضاً لك، وجعلت من ذاتك العلية مقترضاً مني، لا؛ أنا عبدك،
المال مالك، والكل ملكك، وها أنا ذا أعود بالمال الذي هو ملكك لمن أمرتني
أن أتوجه بالمال إليه.

وهنا لابد أن أنبّه نفسي وإياكم
إلى حكم ينبغي أن نعلمه جميعاً، إذا تعلقت الزكاة بالنقدين وجب إخراج
الزكاة من جنس النقدين، إذا تعلقت الزكاة بعروض التجارة؛ بالسلع التجارية
وجب إخراج الزكاة من جنس ذلك السلع، إذا تعلقت الزكاة بالأنعام والمواشي
يجب إخراج الزكاة من جنس ما تعلقت به الزكاة، إذن إذا تعلقت الزكاة بالنقد
من مالي لا يجوز لي أن أجعل نفسي مخرجاً للزكاة التي أمرني الله عز وجل بها
عن طريق المآدب، وعن طريق إطعام الفقراء.

هذا ليس
زكاة، تعلقت الزكاة بالنقدين ينبغي أن أدفع للفقراء النقدين، أما أن أبسط
الموائد الرمضانية فهذا شيء حسن، و
من أفطر صائماً
كان له من الأجر القدر العظيم الذي لا يحصيه أحد، ولكن على ألا يكون هذا
زكاة، زكاتك تعلقت بسلع تجارية، تعلقت بنقدين، تجعل من الموائد الرمضانية
حساباً تحسبه على الله عز وجل، لنقول في آخر هذا الشهر: لقد أنفقت على هذه
المآدب وعلى هذه المآدب الرمضانية كذا وكذا وكذا، فقد برئتُ إذن من الزكاة
التي افترضها الله عز وجل علي.

لا؛ هذا تحايل على الله
سبحانه وتعالى، لا تحاول أن تُرِيَ الفقراءَ إحسانَك وبرَّك بهم لتمنن
بذلك على الله عز وجل أنك قد دفعت زكاة مالك. ليت الناس يعرفون هذه
الحقيقة. هنالك كثير من المآدب تبسط في رمضان، أجل،
الموائد الرمضانية
شيء جيد، لكن ما ينبغي أن نُهْدِر الزكاة عن طريق هذه الموائد، ما ينبغي
أن نمسخ الزكاة عن طريق هذه الموائد.

أسأل الله سبحانه
وتعالى أن يكرمنا بالصدق في إيماننا بالله، وأسأله سبحانه وتعالى أن
يكرمنا بالصدق في التعامل مع الله سبحانه وتعالى، أقول قولي هذا، وأستغفر
الله العظيم.
 الموضوع : {مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً}  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


{مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً} _
مُساهمةموضوع: رد: {مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً}   {مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً} Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:51 

إن محبة الرسول -صلى الله علـيـه وسلم- أصل عظيم
من أصول الدين، فلا إيمان لمن لم يكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحب إليه
من ولده ووالده والناس أجمعين قال الله تعالى: {قل إن كان آباؤكم
وأبـنـاؤكـم وإخــوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون
كسادها ومساكن ترضونها أحـب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا
حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}.

قال
القاضي عياض في شرح الآية: (فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على
إلزام محبته، ووجوب فرضها، وعظم خطرها، واستحقاقه لها -صلى الله عليه
وسلم-، إذ قرّع الله من كان ماله وأهله وولده أحـب إليه من الله ورسـوله
وتوعدهم بقوله تعالى: (فتربصوا حتى يأتي الله بأمره)، ثم فسقهم بتمام
الآية، وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله).

ولكن
السؤال هنا: كم من الناس يدعي محبة النبي عليه الصلاة والسلام وهو كاذب في
دعواه؟ ما أكثر المتشدقين بحبه المدعين تعظيمه وتوقيره في قلوبهم، ولكن هذه
الدعواى لا تثبت عند تمحيصها وتنقيتها.

فمن هم المحبون حقا له صلى
الله عليه وسلم؟ من هم أولى الناس بشفاعته يوم القيامة؟ من هم رفقاؤه في
الجنة؟

إن أقواما من هذه الأمة يأتون يوم القيامة والآمال تحدوهم
أن يلتقوا بالنبي الكريم وينالوا شفاعته ويشربوا من حوضه في يوم الحر
الشديد، يوم القيامة فيطردون عنه ويبعدون والعياذ بالله.

واسمع إن
شئت لما رواه البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ
مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا لَيَرِدَنَّ
عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي
وَبَيْنَهُمْ فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي
مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ
بَعْدِي).

إن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ليست
مجرد كلمات ومدائح يتغنى بها المنشدون في الموالد والمناسبات من غير أن
يكون لهذه الكلمات أي أثر من عمل واتباع لمن يزعم محبته وتعظيمه، ليس والله
ذاك هديـَه ولا هدي أصحابه ولا من تبعهم بإحسان.

إن التقرب إلى
الله وطلب مرضاته والاقتداء برسوله لا ينال بالرقص والطرب العابث، ولا
بالترنيمات البدعية التي يزعم أصحابها أنهم محبوه صلوات الله وسلامه عليه.

إننا حين ندعو إلى الوسطية في إعطاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
المكانة اللائقة به من غير جفاء ولا غلو إننا حين ننادي بذلك فإنما نحن
متبعون له لا مبتدعون.

ولا يصح بأي حال أن يرمى من
يدعو إلى ذلك بأنه لا يحب الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم _ فداه آباؤنا
وأمهاتنا وأنفسنا وما نملك _ بل إن الداعي إلى الوسطية في ذلك هو المتبع
بحق وصدق للنبي صلى الله عليه وسلم. روى البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب
قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن
مـريـم إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله).

وروى
الإمام أحمد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا مُحَمَّدُ
يَا سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا وَخَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
عَلَيْكُمْ بِتَقْوَاكُمْ وَلَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَاللَّهِ مَا
أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ).

ولقد لقد غلا بعض الناس في مدح النبي
عليه السلام حتى أضفى عليه بعضهم صفات لا تجوز إلا في حق الله الكبير
المتعال. كنسبة علم الغيب له والاستغاثة به من دون الله وربما سمعنا البعض
وهو ينهض من مقامه يقول: يا سيدي يا رسول الله!! واعتقد بعضهم أن أمر الكون
بيده!!كما قال البوصيري في قصيدته التي يمدح بها النبي عليه السلام كما
زعم ونرى مع الأسف بعض المسلمين يرددها ويترنم بها يقول:

يا أكرم
الرسل ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكـن في
معادي آخذاً بيدي *** فضلاً وإلا فقل: يا زلة القـدم
فإن من جودك الدنيا
وضرتَـها *** ومن علومك علم اللوح والقلم

نعوذ بالله
من سخطه وعقابه. من الذي بيده أمر الدنيا والآخرة؟ من يعلم الغيب سواه جل
وتقدّس؟ (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله..) (أمن يجيب
المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).

وهذا أحد الشعراء
الغلاة يستنجد ويستغيث بالرسول صلى الله عليه وسلم، يقول:
يا سيدي يا
رسول الله يا أملي *** يا موئلي يا مـلاذ يوم تلقاني
فأنت أقرب من ترجى
عواطفه *** عندي وإن بعدت داري وأوطاني

ألم يعلم هذا
المفتون بقول الله جل وعلا لرسوله المصطفى عليه الصلاة والسلام وهو رسوله
ومجتباه: {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ
يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ}.

ومن
مقتضيات المحبة الصادقة له صلى الله عليه وسلم: أنه لا يجوز في أي حال من
الأحوال أن يقدم قول أحد من البشر على قوله.

لما سئل ابن عباس في
مسأله فأفتى بكلام النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: لكنّ أبا بكر يقول
كذا وعمر يقول كذا!! فغضب وقال (يوشك أن تنزل بكم حجارة من السماء أقول لكم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر!!...) هذا في
حق أبي بكر وعمر فكيف بمن جاء بعدهما؟!

وقال الحميدي:
(كنا عند الشافعي رحمه الله فأتاه رجل، فسأله في مسألة؟ فقال: قضى فيها
رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فقال رجل للشافعي: ما تقول أنت؟!
فقال: سبحان الله! أتراني في كنيسة! أتراني في بيعة! أترى على وسطي زنارا؟!
أقول لك: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تقول: ما تقول
أنت؟!).

وقال شيخ الإسلام: (وليس لأحد أن ينصب للأمة
شخصاً يدعو إلى طريقته، ويوالي ويعادي عليها، غير النبي -صلى الله عليه
وسلم-، ولا يَنصِّب لهم كلاماً يوالي عليه ويعادي، غير كلام الله ورسوله
وما اجتمعت عليه الأمة. بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصّبون لهم شخصاً
أو كلاماً يفرقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة
ويعادون).

ومن لوازم محبتة أن تكون محبته أحب إليك من نفسك ومالك.
يقول الله تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) وروى البخاري عن أنس
قال عليه السلام (لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده
والناس أجمعين)

ومن لوازم محبته أيضا الشوق إليه حين يأتي ذكره،
والحنينُ إلى لقياهُ والأنسِ برفقته في الجنة.

قال القاضي عياض:
ذكر عن مالك أنه سئل عن أيوب السختياني؟ فقال: (ما حدثتكم عن أحد إلا وأيوب
أوثق منه) وقال عنه مالك: (وحج حجتين، فكنت أرمقه، ولا أسمع منه، غير أنه
كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى أرحمـَه، فلما رأيت منه ما
رأيت، وإجلاله للنبي صلى الله عليه وسلم كتبت عنه).

وذكر أبو نعيم
في (حلية الأولياء) عن مالك قال عن محمد بن المنكدر -وكان سيد القراء-: (لا
نكاد نسأله عن حديث أبدا إلا يبكي حتى نرحمه)

وجاء في (سير أعلام
النبلاء) للإمام الذهبي عن الحسن البصري –رحمه الله- أنه كان إذا ذكر حديث
حنين جذع يوم بكى على فراق النبي عليه السلام (الحديث في البخاري...) يقول:
(يا معشر المسلمين، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إلى
لقائه؛ فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه).

ومن لوازم محبته
كثرة الصلاة عليه فقد حثنا ربنا على ذلك فقال " (إن الله وملائكته..) و
قال صلى الله عليه وسلم: (البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي...) وقال: (رغم
أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل علي) وقال: (من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها
عشرا) وقال (أكثروا من الصلاة والسلام علي ليلة الجمعة ويومها فإن صلاتكم
تبلغني حيث كنتم).

اللهم صل عليه وعلى آله وأصحابه
وسلم تسليما كثيرا.

المصدر: موقع صيد الفوائد
 الموضوع : {مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً}  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبوسيف
المدير العام

المدير العام
أبوسيف


المشاركات :
4405


تاريخ التسجيل :
28/10/2009


الجنس :
ذكر

sms :
لاتحزن


{مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً} _
مُساهمةموضوع: رد: {مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً}   {مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً} Emptyالخميس 4 أغسطس 2011 - 0:37 

بارك الله في جهودكم
وجعل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
 الموضوع : {مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً}  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  أبوسيف

 توقيع العضو/ه:أبوسيف

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

{مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً}

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: الملتقى الشرعي العام-