الصفح الجميل

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
الصفح الجميل
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
الصفح الجميل Empty

شاطر | 
 

 الصفح الجميل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الصفح الجميل _
مُساهمةموضوع: الصفح الجميل   الصفح الجميل Emptyالثلاثاء 22 يونيو 2010 - 18:06 

سُئل الشَّيخُ الإمَامُ ابن تيمية ـ




ـ عن ‏( ‏الصبر الجميل‏ )‏ و ‏(‏ الصفح الجميل ‏)‏ و‏(‏ الهجر
الجميل‏ ‏) 0‏



فأجاب ـ رحمه اللّه‏:‏


الحمد للّه، أما بعد‏:‏ فإن اللّه أمر نبيه بالهجر الجميل ،
والصفح الجميل، والصبر الجميل .



فالهجر الجميل‏ :‏ هجر بلا أذى0


والصفح الجميل‏ :‏ صفح بلا عتاب0


والصبر الجميل‏ :‏ صبر بلا شكوى 0



قال يعقوب ـ عليه الصلاة
والسلام ـ‏:‏ ‏{ ‏إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى
اللَّهِ ‏}‏‏


‏ مع قوله‏:‏ ‏ {‏ فَصَبْرٌ
جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ‏
}‏‏



فالشكوى إلى اللّه لا تنافي الصبر الجميل، ويروي عن موسى ـ عليه
الصلاة والسلام ـ



أنه كان يقول‏ :‏ ‏(‏اللهم
لك الحمد، وإليك المشتكى ، وأنت المستعان، وبك / المستغاث وعليك التكلان
‏)‏



ومن دعاء النبي صلى الله
عليه وسلم‏:‏ اللّهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس،
أنت رب المستضعفين وأنت ربي، اللّهم إلي من تكلني‏؟‏ إلى بعيد يتجهمني‏؟‏
أم إلى عدو ملكته أمري‏؟‏ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، غير أن عافيتك
هي أوسع لي‏.‏ أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا
والآخرة، أن ينزل بي سخطك، أو يحل علي غضبك، لك العتبي حتى ترضى ‏)‏‏.‏



وكان عمر بن الخطاب ـ رضي اللّه عنه ـ يقرأ في صلاة الفجر‏:‏


‏{ ‏إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي
وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ‏ }‏




ويبكي حتى يسمع نشيجه من آخر الصفوف؛ بخلاف الشكوي إلى المخلوق‏.‏
قرئ على الإمام أحمد في مرض موته أن طاووسًا كره أنين المريض، وقال‏:‏ إنه
شكوى‏.‏ فما أن حتى مات‏.‏ وذلك أن المشتكي طالب بلسان الحال، إما إزالة
ما يضره أو حصول ما ينفعه والعبد مأمور أن يسأل ربه دون خلقه، كما قال
تعالى‏ :‏ ‏{ ‏فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ‏ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ‏}‏‏



وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس‏:‏


‏( ‏إذا سألت فاسأل اللّه،
وإذا استعنت فاستعن باللّه‏ )‏‏




البصمة الأولى :
الصبر الجميل .. !


في القرآن
الكريم ورد ذكر الصبر أكثر من ثمانين مرة .. حيث جاء ذكره في القرآن على
نحو ستة عشر وجهاً :

- الأمر به .
- النهي عن ضده .
- الثناء على أهله .
- ايجاب محبة الله لهم .
- إيجاب معية
الله لهم .

- الإخبار بأن الصبر خير
لصحابه .

- إيجاب الجزاء لهم بأحسن
أعمالهم .

- إيجاب الجزاء لهم بغير
حساب .

- إطلاق البشرى لأهل الصبر .
- ضمان النصر والمدد لهم .
- الإخبار
بأن أهل الصبر هم أهل العزائم .

- الإخبار بأن
الحظوظ العظيمة لا يلقاها إلا الصابرون .

- الإخبار بأن أهل الصبر هم الذين ينتفعون بالآيات والعبر .
- الإخبار بأن النجاة في الآخرة إنما نالوها بالصبر .
- الإخبار بأن الصبر يورث الإمامة .
- اقتران الصبر بمقامات الإسلام والإيمان والتقوى والتوكل .
لكننا ونحن نقرأ في آيات الصبر يلفت النظر ذلك الأمر اللطيف
المشفق الذي تنزل من عند الرحمن وهو يأمر عبده ونبيه محمدا صلى الله عليه
وسلم بقوله : ( فاصبر صبرا جميلاً ..)

ويلفتنا الانتباه لنبي الله يعقوب عليه السلام وهو يتاسى بالصبر
على ابنه يوسف عليه السلام فيقول ( فصبر جميل .. )

فتتساءل النفس :
وهل هنالك صبر يجمل وصبر لا يجمل ..؟!
أليس كل الصبر جميلا ..!
إذن ما سرّ
هذا التوجيه الرباني .. الذي نقرأ فيه لطف التوجيه ورحمة الأمر والاعتناء

( فاصبر صبرا جميلا ..) ، ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) !
تنزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمن عزّ فيه
الناصر ، وقل فيه الرفيق والمعين

يوم كان في
مكة يكابد ألم التكذيب والإعراض حتى كاد صلى الله عليه وسلم يقتل نفسه
حزناً والماً

فياتيه هذا الأمر الذي
يمتلئ رحمة ورافة ، فيبشبش في النفس مرّ الحياة وألم المواجهة ليكون الألم
أملا

(
فاصبر صبراً جميلا ..)
ويذكره ويسليه بصبر يعقوب عليه السلام الذي
صبر صبرا جميلا فكانت له العاقبة ..!

إننا من
خلال النظر إلى واقع التنزيل للآية ، وجمع النصوص في أمر الصبر نستطيع أن
نخرج بأوصاف لابد أن تلازم الصبر ليكون الصبر صبراً جميلا ..

الصفة الأولى : إنما الصبر عند الصدمة الأولى .
صدمة الألم .. صدمة الإعراض والتكذيب .. صدمة المواجهة من أعز
قريب .

فلا جزع ولا تسخّط . . بل
إيمان ورضا . . وتفاؤل وأمل !

الداعية إلى
الله . . لا يدعو لذاته وفكره وخلقه ومبدأه ..

إنما دعوته ربانية سماوية ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله .. )
وهذه الدعوة الربانية هذا هو طريقها .. ( أم حسبتم أن تدخلوا
الجنة ولمّا يأتكم

مثل الذين خلو من قبلكم
مستهم البأساء والضراء وزلزلوا .. )

لكن كيف
تقابل هذه البأساء ،وهذه الضراء ، وهذه الزلزلة ..؟!

تقابلها بالصبر .. والصبر الجميل عند الصدمة الأولى الذي لا سخط
معه ولا جزع . !


الصفة الثانية : صبر يورث الثبات ..!
فلا ييأس أو يفتر . .
بل صبرا يزيده
ثباتا على المبدأ . .وقوة في الطرح . . وتجددا في الأسلوب والوسيلة

سرا وجهارا . . إعلانا وإسرارا . . جدالاً وحوراً . . بالحكمة
والموعظة الحسنة . . !

دعوة لا تعرف الفتور أو
الإنطفاء بمجرد همزة أو لمزة أو صلب على خشبة الإعدام . .!

دعوة لا تنهزم من واقع مرير ، أو انتفاشة الباطل . . !
إنما هي دعوة الحريص المشفق ( حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )
ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم . . !
إنه الصبر الجميل . . صبر يورث الثبات .

الصفة الثالثة : صبر الاختيار لا الإضطرار ..!
صبر في عزة لا ذلة في قهر . . !
الداعية يمنع نفسه من الغضب لذاته ، في سبيل ان يبلغ دعوته . . !
لكن إذا انتهكت محارم الله فلا ذلّة في المواجهة . .
وكثيرا ما يخلط بعض الدعاة بين حقيقة الصبر والقهر . .‍
يظن القهر صبراً ..
والذلّة حمدا
وفخرا . .

والصبر إنما هو صبر في
اختيار . . تمثّل جلياً في موقف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم

يوم الفتح حين تمكّن ممن طرده وشرده وآذاه وقتل عمه وألّب الأعراب
على حربه ورجمه

فقال كلمة المؤمن الواثق
الصابر ( . . إذهبوا فأنتم الطلقاء ) ‍ !

يخرج من الطائف مطرودا مكلوماً ، تسيل دماء قدميه الشريفتين . .
فيأبى على جبريل أن يامر ملك الأخشبين

فيطبقه
عليهم .. ( لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله . . ! )

إنه الصبر الجميل . . صبر الثبات والعزة
صبر الرضا والتصديق . . !
هذه ثلاث صفات تقترن بالصبر فتسمو به ليكون خلقا نبوياً
وأدباً ربانياً سماويا . . ( فاصبر صبرا جميلاً )

فما أحوج الدعاة اليوم أن يتأملوا هذا
الصبر الجميل في طريق سيرهم إلى الله جل في علاه .
 الموضوع : الصفح الجميل  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الصفح الجميل _
مُساهمةموضوع: رد: الصفح الجميل   الصفح الجميل Emptyالثلاثاء 22 يونيو 2010 - 18:07 

البصمة الثانية : الصفح الجميــل .!

قال الله تعالى : ( وَمَا خَلَقْنَا
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ
السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)
(الحجر:85)
هذه الآية من الآيات المكية التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه
وسلم قبل أن يؤمر بالقتال ، وبعض السلف رحمهم الله تعالى حين يتعرضون في
التفسير لهذه الآية يقولون : ( فاصفح الصفح الجميل )
كان هذا قبل أن يفرض القتال . !
فكنت أتعجب من هذا الأمر ( فاصفح الصفح
الجميل )
!
وتحدثني نفسي أن في الأمر لطائف أوسع من أن يكون أمرا بالصفح إلى
أمد . . !

فلفت نظري معنى أشار إليه
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى حين سئل عن الصفح الجميل فقال : ..
صفح بلا عتاب ..!

فوجدت أنه قد أعطى هذا
الأمر صفة مهمة في الصفح . . وفي غمرة القراءة وقعت عيني وأنا أقرأ في
تفسير هذه الاية على معنى لطيف بديع ذكره العلامة المربي الشيخ عبد الرحمن
بن سعدي - رحمه الله - في تفسيره . . يقول : ( فاصفح
الصفح الجميل )
هو الصفح الذي
لا أذية فيه ، بل قابل إساءة المسيء بالإحسان ، وذنبه بالغفران ، لتنال من
ربك جزيل الأجر والثواب .....

يقول : وقد ظهر
لي معنى أحسن مما ذكرت هنا ، وهو : أن المأمور به هو الصفح الجميل أي :
الحسن الذي قد سلم من الحقد ، والأذية القولية والفعلية . دون الصفح الذي
ليس بجميل ، وهو : الصفح في غير محله . !

فلا يصفح حيث اقتضى المقام العقوبة ، كعقوبة المعتدين الظالمين ،
الذين لا ينفع فيهم إلا العقوبة ، وهذا هو المعنى . أ . هـ

ففرحت فرحا عظيماً يهذا المعنى اللطيف البديع الذي أعطى الآية
مجالاً أوسع للعمل والتطبيق من أن تكون أمراً ينقضي بأمد أو حال معين !

ومعنىً أعمق من أن يكون الصفح جانباً من اللين دون الشدّة !
ولي أن أقف وإياكم هذه الوقفات مع ( الصفح الجميل )
الوقفة الأولى : صفح بلا أذى .
ان
الداعية والمربي الذي يتعرض للناس بالتربية والدعوة لاشك وأنه لن يعاشر
أناساً لا يخطئون أو يقصرون ، بل إنه يجد الخطأ حتى من المعين الرفيق معه
على الطريق . .

وإساءة الآخرين إما أن تكون
إساءة لك في ذاتك وشخصك وإما أن تكون إساءة في المجموعة والأفراد بعدم
التزام الأمر أو التقصير في العمل . !

ونستطيع
أن نتلمس الموقف النبوي والحكمة النبوية في الموقف من كلا الحالين بتطبيق
هذا الأمر الرباني ( فاصفح الصفح الجميل )

فأما إساءة الناس لك بالشتم أو اللمز أو الهمز أو ما شابه ذلك
فقابله بالصفح الجميل الذي لا تاب فيه ولا أذى لأن الناس من حولك منهم من
يجهلك ويجهل ما تحمل !

ومنهم من يكون غُرر به ،
ومنهم الأعرابي ومنهم الحاسد الحاقد . . فإنك حين تتعامل مع

هؤلاء بالصفح الجميل يكون أيلغ في الأثر عليهم وأدعى لقبول دعوتك .
كم قرأنا من قصص الأعراب الذين يدخلون على رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيسيئون إليه برفع الصوت أو بجبذ رداءه أو بعدم الأدب معه في
المخاطبة والطلب !

ومع ذلك لا يعدو صلى الله
عليه وسلم أن يتبسم تبسم المشفق الحريص ويعطي السائل سؤله .

اقرأ مثلا . . قصة الأعرابي الذي قال : يا محمد أعطني من مال الله
لا من مالك ولا من مال أبيك . !! وآخر يجبذ رداءه صلى الله عليه وسلم حتى
يؤثر الرداء على كتفه صلى الله عليه وسلم . !!

وآخر يدخل وهو يصرخ إنكم يابني عبد المطلب قوم مطل !!
وهكذا . . يجد منها رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا كثيرا فما
يعدوا التبسم والإشفاق على السائل والطالب .

أمّا حين يجد الداعية ممن يدعوهم خطأ أو تقصيراً أو خللاً أو سوء
تنفيذ في أمر أو مهمة فهو هنا إما أن يتجاوز وإما أن يحاسب ويعاقب .

فإن تجاوز فإنه يُخشى من أن يصيب المجموعة برود الشعور والإحساس
بالمسئولية والمحاسبة الذاتية ، وهو إن حاسب وعاقب ودقق فقد يصاب بخيبة
الهجر والترك والابتعاد والنفور !

وهنا نجد وقع
هذا الأمر الرباني ( فاصفح الصفح الجميل ) الصفح الجميل الذي يبين للمخطئ
خطأه وتقصيره لكن من غير أذى بقول أو فعل أو توبيخ .

إننا نخطئ في تربيتنا حين نركز على المخطئ لا على الخطأ . . على
أن الأهم في العملية التربوية هو تصحيح الخطأ وكسب المخطئ .

فتصحيح الخطأ يكون بالبيان والتنبيه ، وكسب المخطئ يكون بعدم
إيذائه والتشنيع عليه . . هذا المنهج نجده واضحا جلياً في حادثة الغامدية
التي زنت وجاءت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليطهرها فأقام عليها حدّ
الرجم فوقع بعض دمها على بعض الصحابة فتكلم عليها . . فنهاه صلى الله عليه
وسلم عن ذلك وقال ( لقد تابت توبة لو وُزّعت على أهل الأرض لكفتهم ) !

تأمل كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان حريصا على معالجة
الخطأ لا على التشنيع

على المخطئ .. وفي يوم
أُتي له برجل قد شار ب الخمر فلعنه أحد الصحابة رضوان الله تعالى عليهم
فقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تلعنه . إنه يحب الله ورسوله ) !

وفي يوم يدخل عليه شاب يمتلئ قوة وفتوة وهو يقول يا رسول الله :
أئذن لي بالزنا !!

فيغتاظ بعض الصحابة رضوان
الله تعالى عليهم . . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم ويدني هذا الشاب
منه ثم يقول له : أترضاه لأمك لأختك . . فكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم
وأخواتهم ..

فيخرج الشاب مؤمنا قد ذهب
ما في نفسه وكبح جماحها عن ما أراد .

ومن هذه
المدرسة النبوية تخرج الصخابة رضوان الله تعالى عليهم وساروا على هذا النهج
وقف قليلا مع هذا الموقف .

مرّ أبو الدرداء رضي الله
عنه على رجل قد أصاب ذنباً فكانوا يسبّونه فقال : أرأيتم لو وجدتموه في
قليب ألم تكونوا مستخرجيه ؟

قالوا : بلى .
قال : فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم .

قالوا : أفلا تبغضه ؟
قال : إنما
أبغض عمله ، فإذا تركه فهو أخي ،!!!

ان من
واجب الدعاة اليوم أن يتعاملوا مع من يدعون على أساس رابطة الأخوة التي
جمعهم عليها هذا الدين . . لا أن يتعاملوا معهم كغرماء خصماء ، إما أن يكون
ولا نكون أو نكون ولا يكون !!!

الوقفة الثانية : صفح في لين وصفح في شدّة .
كنت حين أقرأ عن خلق الصفح عن المسيء وعظيم الأجر فيه فقد كان
يقفز إلى الذهن ذلك المعنى المألوف أنه هوالصفح في لين بالتجاوز والتغاضي
عن المسيئ !

وحين وقعت على كلام الإمام
العلامة ابن سعدي رحمه الله تعالى وجدت أنه أفادني معنى أعمق من التجاوز
والتغاضي عن المسيئ .

إن من الصفح الجميل أن
توقع العقوبة على المخطئ متى ما كان الحال يحتّم عليك عدم التجاوز والتغاضي
. . فالصفح الجميل أن يكون اللين في محله والشدّة في محلها كما قال الأول:

فقسا ليزدجروا ومن ي
 الموضوع : الصفح الجميل  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الصفح الجميل _
مُساهمةموضوع: رد: الصفح الجميل   الصفح الجميل Emptyالثلاثاء 22 يونيو 2010 - 18:07 

البصمة الثالثة :واهجرهم هجرا جميلاً ..!

الهجر
الجميل .. !

قال
الله تعالى (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً
جَمِيلاً) (المزمل:10)

هذا الأمر الرباني نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في
مكة ..!

في
بدايات الدعوة والبلاغ. . !

الذي يدعو للتعجب في هذا الأمر أنه لم يكن أمراً بعد ما
تحققت الدعوة في الناس ، وصار لها أعواناً وحملة يبلغونها ..!

إنما كان أمراً في وقت الدعوة أشد ما تحتاج
أن تنتشر وتضرب أوتارها في الواقع الجاهلي

فهل يعني هذا الأمر من الله جل وتعالى لإمام
الدعوة وقائدها النبي الكريم محمد بن عبد الله عليه صلاة ربي وسلامه أن
يوقف دعوته وينفرد بخاصة نفسه ومن معه ، ويهجر الكافرين فلا يدعوهم في هذا
الظرف وهذا الحال ؟!!

لعل القارئ بادئ ذي بدئ يحسب الأمر كذلك . !
ومن هنا لا نستغرب من أن بعض المفسرين قد جعل
الآية منسوخة بآية القتال .!

وحين يقف القارئ المتأمل عند هذه الآية ( واهجرهم هجرا جميلا
) يجد أن هذا الأمر قد جسّد للداعية وبيّن له الموقف الرباني من قضيتين :

الأولى : موقف الداعية من المجتمع الذي يعيش فيه .
الثانية : موقف الداعي من المدعوين بشتى أصنافهم .
وحين أقف مع هذه الآية الوقفات التاليات فإني
أقف معها منطلقا من هاتين القضيتين .


الوقفة الأولى : حتى يكون الهجر جميلا .
سئل شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى
عن الهجر الجميل ؟!

فقال :
... الهجر الجميل : هجر بلا أذى .!

والإمام ابن سعدي رحمه الله له وقفة لطيفة
عند هذه الاية حيث قال : الهجر الجميل : هو الهجر حيث اقتضت المصلحة .
الهجر الذي لا أذية فيه ، بل يعاملهم بالهجر والإعراض عن أقوالهم التي
تؤذيه ، وأمره بجدالهم بالتي هي أحسن ..

وهنا أفادنا كلام الإمامين ثلاثة معاني مهمة
في الهجر الجميل :

المعنى
الأول :

أن الهجر يكون حيث اقتضت المصلحة .

المعنى الثاني : أن الهجر الجميل هجر لا أذى
فيه .

المعنى
الثالث :

أن من الهجر الجميل هجر الإعراض عن أقوال وأفعال المكذبين مع الاستمرار في
دعوتهم .

ثلاثة
معاني مهمة ينبغي على الداعية إلى الله أن يراعي هذه الوصاف حتى يكون الهجر
جميلاً .

هذه
المعاني جعلت من هذا التوجيه سموّاً في المواجهة مع المجتمع أو مع المدعوين
.

فهو
هجر جميل لا لجرح العواطف والمشاعر والتلاعب بها .

هجر جميل لا تخفف فيه من أعباء الدعوة
وتبعاتها ومشاقها ..

هجر
جميل لا يقطع بالداعية المجاهد عن العمل في أمل ..!

إنه هجر للصناعة لا للإضاعة ..!
إنك تجد من البعض من يهجر أخاه أو يهجر
مجتمعه هجراً بشتم وخصومة .

هجراً الأحقاد والأضغان ..
هجراً على درهم أو خميلة أو خميصة .، أو منصب
أو شهرة !

والله
تعالى يريد من الدعاة وحملة المبادئ أن تسمو مواقفهم لتتعدى ذواتهم إلى
مواقف حاسمة في سبيل الدعوة ومن أجلها . ويلبسون هذا الهجر لباس التقوى -
زعموا - !

حتى
إذا قيل له :ما بالك تهجر فلانا وفلاناً ...؟!

قال : ذاك رجل يأتي المنكرات ، أو فيه كيت
وكيت ...!

وهو ما
دعاه للهجر إلا خصومة أو حكومة أو تعرض للذات .!

يا سبحان الله ..
ترى كم لاقى نبي الهدى ورحمة الله المهداة
محمد بن عبد الله من الأذى والنكران حتى تنزلت عليه هذه الآية !!

وحين تنزّلت تُراه ترك دعوتهم ونصحهم ..؟!
الهجر الجميل . . هجر في ذات الله ولله .
تأمل في موقفه صلى الله عليه وسلم من كعب ابن
مالك وصحبه يوم تخلفوا عن غزوة تبوك ، موقفه مع نفر من صحابته الذين
بايعوه الدم الدم والهدم الهدم ..

الذين فدوه بأموالهم وذراريهم وانفسهم ..
أصحابه الذين هم خير خلق الله بعد الأنبياء .
.

نجد
كيف تجسّد فيه موقف المربي الحريص الحاني على صحبه ومدعويه حتى وإن بدر
منهم ما يُذم ويعاب .

لقد كان هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام
للذين خلفوا هجراً جميلا لا أذية فيه ولا تشفي ، إنما هجر العتاب الذي يزيد
المحبة ويحرص على بقاءها ..

ترى لوكان في هذا الهجر تشفياً أو انتقاماً ما تُرى كان يفعل
كعب حين وصله كتاب ملك الغساسنة ؟ !

إن لحظة التوبة والعفو لتجسّد سمو هذا الهجر
الجميل ، وشفافية هذا الأدب النبوي في لعلاج .

تأمل فرحة الصحابة الكرام واستبشار رسول الله
صلى الله عليه وسلم قبل ذلك بنزول التوبة عليهم . حتى إن أحد الصحابة لم
يتمالك من شدة الفرح إلا أن قام من مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
يستقبل كعباً ويعتنقه !

يا عجبي . . !!
هل تُراه هجراً أم تُراه وصلاً !!
وفي مقابل هذا الهجر الجميل لهؤلاء الثلاثة
نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن هذا تصرّفه مع المنافقين الذين
اعتذروا له عن تخلفهم ..!

مما يدلنا على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن ليهجر الناس
جزافاً ، بل كان عن حكمة ومصلحة . فليت شعري ماذا كسب المعتذرون من بقاء
الوصل ..

وكم
حاز السبق من ألظّه ألم الهجر ..؟!


الهجر الجميل . . .
هجر يورّث العمل والحرص عليه .
هجر يحمي نفس الداعية من الانخراط في براثن
المنكر والفحشاء ..

فهو
يرى المنكر ولا يعايشه ولا هو بمعرض عنه إعراضاً بلا توجيه ... بل هجرا
جميلا يحمي النفس من الضعف ويُعلي الهمّة للإنكار ، والعمل .

من الدعاة من يترك العمل الدعوى ،والأنشطة
والبرامج الدعوية لمشاغل أشغلته ومكاسب ألهته ، ومتاعب أرقت ليله ونهاره ؛
فيتخفف من أعباء دعوته بحجة ( الهجر الجميل ) وأن المجتمع أصبح مجتمع فتنة
!!

وأن
هذا هو زمن الهجر والعزلة .!!

وهم بذلك إنما يبررون تخاذلهم عن أن يقوموا بدعوة الله حق
القيام .

ولقد
اخبرن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن ( المسلم إذا كان مخالطا الناس
ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم )

فبيّن صلى الله عليه وسلم أن واجب الدعاة إلى
الله أن يخالطوا الناس .. ليست هي مخالطة التعايش والموافقة وإنما مخالطة
علامتها الصبر !

وما
هو داعي الصبر ؟!

إنه
العمل والدعوة والنصيحة .

إذن هي مخالطة لا تعايش فيها مع المنكر والباطل إنما هي
معايشة للبذل والنصح والتضحية والتغيير ، وهنا تكمن الخيرية ( يخالط الناس -
كل الناس بشتى أصنافهم - ويصبر على أذاهم ) ، أمّا ذلك المسلم الذي رضي أن
يكون صلاحه على خاصة نفسه فهجر الناس وتركهم لم ينل من هذه الخيرية ما
ناله الأول .

لا
لأنه هجر الناس والمجتمع فحسب ، وإنما لأنه هجر الناس والمجتمع لخلل في
خاصة نفسه وهو أنه لا يصبر على الأذى !

على أن هذا الهجر لا يُذم مطلقاً كما أنه لا
يُحمد مطلقاً ..!

إنما
يُحمد منه ما كان هجراً جميلاً !

وكيف يكون هجراً جميلاً ؟!
إن من واجب الدعاة اليوم أن يكونوا أكثر خُلطة
بالناس لدعوتهم وبذل النصح لهم ، على فساد المجتمع وادلهام الفتن ؛
وواجبهم هنا على وجه المقابلة أن يعيشوا الهجر الجميل لمجتمع ضج بالفتن
والمغريات .

ولنترك
لابن مسعود رضي الله عنه يصف لنا هذا الهجر الجميل .. حيث يقول : ( خالطوا
الناس وزايلوهم وصافحوهم ودينكم لا تُكلموه )- لا تكلموه بمعنى لا تجرحوه -
 الموضوع : الصفح الجميل  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الصفح الجميل _
مُساهمةموضوع: رد: الصفح الجميل   الصفح الجميل Emptyالثلاثاء 22 يونيو 2010 - 18:08 

يا سبحان الله . . هذه تجربة الخبير ...
خالطوهم وصافحوهم
ومع هذا زايلوهم ( المزايلة هي البراءة
القلبية . ) حتى لا تجرحوا دينكم !!

وإن قال لي : ماذا ترى ؟ يستشيرني *** يجدني
ابن عمي مخلط الأمر مزيلا


وهنا لابد من التنبيه على أنه ليس من حق اي أحد أن يحكم
بفساد الزمان وأهله ، فقد حذّر صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله ( من قال
هلك الناس فهو أهلكهم ) !

إن فساد الزمان وأهله منوط بأوصاف وصفها صلى الله عليه وسلم
في أحاديث يمكن تلخيصها في النقاط التالية :

علامات فساد الزمان :
- الشح المطاع .
- الهوى المتبع .
- الدنيا المؤثرة .
- الاختلاف والتنازع .
- ضياع الأمانة .
- الإعجاب بالرأي .
- الهرج والمرج .
- تصدّر الأصاغر للحكم في النوازل ومستجدات الأحداث
هذه أوصاف مهمّة لابد ان يستحضرها الداعي إلى
الله قبل أن يبني تصرفا أو موقفا له بحجة فساد الزمان !

على أن تحقق هذه الأوصاف يختلف في زمن دون
زمن وفي قطر دون قطر !

وحين يفسد الزمان ، ويكثر الخبث ، فإن الدعاة - البقية
الباقية منهم في ذلك الزمن - من واجبهم أن يسعوا إلى الإصلاح

وهم مع ذلك يهجرون زمنهم وما فيه هجراً
جميلاً سعياً في الإصلاح والتغيير لا رضاً بالواقع وأهله !

ولنحاول أن نتلمس بعض صور الهجر الجميل عند
فساد الزمان وأهله :

-هجر الكلام حين الفتن عن أبى سعيد قال : قيل يا
رسول الله ( أي الناس أفضل ؟

قال : مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله ، قالوا ثم من ؟
قال : مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع
الناس من شره ) ، واليوم حين تشتد الفتن نجد من المتعالمين من ينصّب نفسه
لحل معضلات لوعرضت على عمر ابن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر !

بل ونجد من يجرّح ويلمز في اهل العلم لموقف -
اقل ما فيه - أنه يقبل الاجتهاد ويتسع فيه الرأي ، فنجده يطالبهم بأمر ما
يدري

لو كان
هو مكانهم هل يقف موقفهم - الضعيف في نظره - أو تُرى يكون له شأن آخر ؟!

إن الهجر الجميل في زمن المحن والفتن أن يهجر
المسلم الخوض فيما يفسد ولا يصلح ، ويفرّق ولا يجمع ، وأن يسعى جهده أن
يصلح من أمره وأمر من حوله ما استطاع إلى ذلك سبيلا .. بالبيان والحجة
والبرهان والحكمة والموعظة الحسنة !

-من الهجر الجميل زمن
الفتن والمحن والابتلاء أن يعرض الداعية إلى الله عن أقوال المتخرصين
البطّالين إعراضاً لا يتركهم في غيّهم وفسادهم
بل هو إعراض يورّث القلب
ثباتاً من أن يلتفت إلى ما يشغله عن هدفه وغايته .

وانظر لموقف رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم أحد حين حلّت بالمسلمين الهزيمة ، واختلط عليهم الأمر وكثر الهرج
والمرج ، في هذه الحالة يتنحّى رسول الله صلى الله عليه وسلم جانباً هو
وبعض الصحابة ... وفي هذه الأثناء يصيح أبا سفيان بأعلى صوته شامتاً :

أفيكم محمد ؟
أفيكم أبو بكر ؟
أفيكم عمر ؟!
ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجيب ولا
يأمر أحداً من صحابته أن يجيب !

ثم لمّا قال :أُعلُ هبل ..!
هنا كان لابد للموقف أن يتغير لأنه لم يعد
موقفاً شخصياً ، بل أصبح موقف مبدأ وعقيدة

فصار لابد من الصدع حتى ولو كان الزمن زمن
فتنة ومحنة !

فقال :
صلى الله عليه وسلم : ألا تجيبوه ؟!

قالوا : وبم نجيبه يا رسول الله ؟
قال : قولوا الله أعلى وأجل !
فقال أبو سفيان : يوم بيوم بدر !
فقال : قولوا : لا سواء قتلانا في الجنة
وقتلاكم في النار !

إنه
حين يُتعرض للمبادئ الراسخات فهنا لا يسوغ السكوت ولا تسوغ المداراة ولا
المداهنة بل لا بد من الصدع والبيان ؛ أمّأ حين يكون التعرّض للأشخاص
والذوات فهنا يتسع الأمر في الإعراض والتغاضي والترك تحقيقاً لمصلحة أعظم
من مصلحة الذات والشخصية !

إننا في هذا الزمن بأمسّ حاجة إلى هذا الداعية الواعي الذي
يعرف كيف يقيس الأمور بنظر الشرع لا بنظر لا يتجاوز أرنبة الأنف !

والمصالح الشخصية .. يؤثر راحته وأُنسه في
الحياة بلذائذها إلى التعب والموت في سبيل كلمة الحق .

وفي زمن الفتن لا يسوغ به أن يهجر الناس
ويتركهم يموجون . . بل يهجر فعالهم من أن تمسّه أو تصيبه بدخنها ، ويعمل
على إشاعة الحق جنباً إلى الهجر الجميل !

- الحرص على الجماعة
.

جاء عند أحمد
والطبراني بسند فيه انقطاع عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : ( ان الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة
القاصية والناحية ، فإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة في المسجد )

لك أن تتعجب أخي القارئ وتتساءل وكيف يكون
لزوم الجماعة من صور الهجر الجميل زمن الفتنة ؟!

من سنة الله في خلقه أن خلقهم مختلفين لوناً
وجنساً ومشرباً ومواهباً وتفكيراً ...

قال الله تعالى { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ
لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا
مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } (هود: من الآية 118- 119 )

وإن الواجب على الدعاة في زمن الفتنة أن
تجتمع كلمتهم ولو اختلفت آرائهم فيما يسوغ فيه تعدد الرأي ، وأن يصبروا على
هذا الاجتماع .. لأن انتصار الإنسان لفكرته التي يعتقد صحتها وأنها هي
الحق مما جُبل عليه الناس . وحين يكون زمن الفتنة فإنه لابد أن يُؤخّر هذا
الانتصار لمصلحة الاجتماع وتوحيد الكلمة .

وهنا يكون الهجر الجميل مع من هم على المنهج
الواحد . . هجراً بلا منِّ ولا أذى !

فإنه يهجر ما يعتقد بطلانه من آراء الآخرين
هجراً شعورياً في سبيل توحيد الصف ويصبر على هذا الهجر . .

ومن هنا نعرف حكمة ا من حكم التعقيب بالصبر
في قول الله تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا
فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ
الصَّابِرِينَ) (لأنفال:46)

اصبروا على ما تجدوه من ألم لزوم الجماعه والتخلي عن بعض
حظوظ النفس لمصلحة جمع الكلمة وتوحيد الصف ولزوم الجماعه .

وحتى لا نكون لقمة سائغة لذئب البشرية (
ابليس ) فيتخطفنا كما تتخطف السائمة القاصية


الوقفة الثانية : الهجر
الجميل وانتصار الأبد !

قد يشعر الداعية إلى الله جل وتعالى أن موقف الهجر موقفا
انهزامياً .

هذا
الشعور قد يجعله في احيان يتهور تهوراً يجني فيه على الدعوة وأهلها ..!

ولكن حين نتأمل تعقيب الآيات بعد الأمر
بالهجر الجميل نجد أن ما يعقبها من الآيات فيها :

(وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي
النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً) (المزمل:11)

وهذا سر الانتصار .. بل هو الانتصار الحقيقي .
الانتصار الحقيقي أن ينتصر لك الله جل في
علاه .. ومن الذي ينتصر له الله فلا ينتصر ؟!

ومن هذا الحقير الذي يريد أن يحجب نصر الله
أو لا يؤمن به ؟!

إنك
أيها الداعي إلى الله حين تحتّم عليك المصلحة أن تهجر من حولك هجرا جميلاً
فإن هذا لا يعني ضعفك أو انهزامك .. - وإن كانت النفس جُبلت على حب
الانتصار وخصوصا وهي تعتقد صحة ما هي عليه - بل موقفك هذا الذي فرضته مصلحة
الدعوة إنما يصنع انتصار الدعوة وانتصارك تبعاً لها .

فلا تيأس أو تتهور وتظن أن النصر من عندك . .

إننا
أحياناً نخطئ حين نظن أن انتصار المبادئ - دائماً - يكون بعلو صوت من
يحملونها .!

- ونحن نكون كذلك حين نكون (
ظاهرة صوتية ) كما سمّاها بعض الدعاة ..! -

إنما انتصار المبادئ يكون بمدى تحقيقها
ونشرها في الواقع عملا وسلوكاً ، مراعياً في ذلك المصلحة الشرعية في سبيل
تحقيقها وتمكينها .

 الموضوع : الصفح الجميل  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الصفح الجميل _
مُساهمةموضوع: رد: الصفح الجميل   الصفح الجميل Emptyالثلاثاء 22 يونيو 2010 - 18:08 

الوقفة الثانية : الهجر الجميل وانتصار الأبد !
قد يشعر الداعية إلى الله جل وتعالى أن موقف الهجر موقفا
انهزامياً .

هذا
الشعور قد يجعله في احيان يتهور تهوراً يجني فيه على الدعوة وأهلها ..!

ولكن حين نتأمل تعقيب الآيات بعد الأمر
بالهجر الجميل نجد أن ما يعقبها من الآيات فيها :

(وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي
النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً) (المزمل:11)

وهذا سر الانتصار .. بل هو الانتصار الحقيقي .
الانتصار الحقيقي أن ينتصر لك الله جل في
علاه .. ومن الذي ينتصر له الله فلا ينتصر ؟!

ومن هذا الحقير الذي يريد أن يحجب نصر الله
أو لا يؤمن به ؟!

إنك
أيها الداعي إلى الله حين تحتّم عليك المصلحة أن تهجر من حولك هجرا جميلاً
فإن هذا لا يعني ضعفك أو انهزامك .. - وإن كانت النفس جُبلت على حب
الانتصار وخصوصا وهي تعتقد صحة ما هي عليه - بل موقفك هذا الذي فرضته مصلحة
الدعوة إنما يصنع انتصار الدعوة وانتصارك تبعاً لها .

فلا تيأس أو تتهور وتظن أن النصر من عندك . .

إننا
أحياناً نخطئ حين نظن أن انتصار المبادئ - دائماً - يكون بعلو صوت من
يحملونها .!

- ونحن نكون كذلك حين نكون (
ظاهرة صوتية ) كما سمّاها بعض الدعاة ..! -

إنما انتصار المبادئ يكون بمدى تحقيقها
ونشرها في الواقع عملا وسلوكاً ، مراعياً في ذلك المصلحة الشرعية في سبيل
تحقيقها وتمكينها .


عد أيها الأحبة ... هذه ثلاث بصمات دعوية أشار غليها القران
إشارات لطيفة بديعة

كان
يربي فيها القرآن هذا النبي الكريم في زمن يشتد عليه فيه البلاء .. فتتنزل
عليه هذه التوجيهات الربانية التي تخالط شفافية النفس فتسمو بها من أن تعيش
حياة أرضية لتسمو إلى روعة السماء وطهر السحاب . وحين نتأمل هذه
التوجيهات: ( الصبر الجميل ) ( الصفح الجميل ) ( الهجر الجميل )

نجد أنها منظومة عقد لا ينفرط جوهره ..
الصبر الجميل .. صبرا لا جزع فيه ولا تسخط .
صبر يشع بروح الإيمان بوعد الله والثقة به .
صبر يبعث الأمل مع العمل . .
صبر الثبات ..
ثم بعد الصبر صفحاً جميلاً لا أذية فيه أو
تشمّت أو شعور بالكبر وازدراء الآخرين

صفح يجمع القلوب . .
صفح جميل يرشّد الخطأ ويعزز الصواب .
وبعد الصفح هجراً ..
هجر جميل . . لا يعرف الحقد والضغن .!
هجر جميل . . يزيد الحب حبا .. والوصل وصلا !
هجر جميل . . يؤنس القلب ويزيد العمل .
 الموضوع : الصفح الجميل  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبوسيف
المدير العام

المدير العام
أبوسيف


المشاركات :
4405


تاريخ التسجيل :
28/10/2009


الجنس :
ذكر

sms :
لاتحزن


الصفح الجميل _
مُساهمةموضوع: رد: الصفح الجميل   الصفح الجميل Emptyالخميس 4 أغسطس 2011 - 14:11 

بارك الله في جهودكم
وجعل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
 الموضوع : الصفح الجميل  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  أبوسيف

 توقيع العضو/ه:أبوسيف

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

الصفح الجميل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: الملتقى الشرعي العام-