وجوب البراءة من البدع و أهلها

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
وجوب البراءة من البدع و أهلها
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
وجوب البراءة من البدع و أهلها Empty

شاطر | 
 

 وجوب البراءة من البدع و أهلها

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
حاملة الدعوة
المدير العام

المدير العام
حاملة الدعوة


المشاركات :
911


تاريخ التسجيل :
17/02/2010


الجنس :
انثى

وجوب البراءة من البدع و أهلها Caaaoa11وجوب البراءة من البدع و أهلها Empty

وجوب البراءة من البدع و أهلها _
مُساهمةموضوع: وجوب البراءة من البدع و أهلها   وجوب البراءة من البدع و أهلها Emptyالأحد 2 يناير 2011 - 8:58 

فإن الولاء و البراء أصل أصيل من أصول الإسلام ، و دعامة من دعائمه ، فلا يستقيم إسلام المرء حتى يوالي في الله و يعادي في الله ؛ يوالي أهل الحق ، و يعادي أهل الباطل ، غير آبه بما يعترضه في سبيل ذلك من المثنيات و المثبطات
و قد جعل أهل السنة و الجماعة الولاء و البراء قاعدة عقدية كبرى، (
و مفهوم هذه القاعدة الشريفة لديهم هو : الحب و البغض في الله ، فهم
يوالون أولياء الرحمن ، و يعادون أولياء الشيطان ، كلّ بحسب ما فيه من
الخير و الشر ... و من أولى مقتضياتها التي يثاب فاعلها و يعاقب تاركها
البراءة من أهل البدع و الأهواء )
.
[ هجر المبتدع ، للدكتور بكر أبو زيد ، ص : 18،19 ] ـ
و يلزم من الولاء الحب في الله ، كما يلزم من البراء البغض في الله تعالى .قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : ( المراد من قول لا إله إلا الله ، مع معرفتها بالقلب محبتها و محبة أهلها ، و بغض من خالفها و معاداته ) ـ


[ تفسير كلمة التوحيد ، للشيخ محمد بن عبد الوهاب ( ضمن مجموعة المؤلفات الكاملة ) : 1/363 ] .
و حقيقة الحب في الله كما قال يحيى بن معاذ : ( أن لا يزيد بالبر و لا ينقص بالجفاء ) .
[ فتح الباري ، للحافظ ابن حجر : 1/62 ] و إذا كانت الأشياء تتميز بضدها فإن حقيقة البراء و البغض في الله أن لا يزيد بالجفاء ، و لا ينقص بالبر .
يقول الدكتور إبراهيم الرحيلي وفقه الله : (
قررنا أن المحبّة في الله ينبغي أن يراد بها وجه الله ، فلا يحب الشخص إلا
لله و أن لا تزيد تلك المحبّة ببر المحبوب للمحب ، و لا تنقص بجفائه إياه ،
فإن البغض ينبغي أن يراد به وجه الله أيضاً ، و أن يكون لله لا لسبب
آخر بل يبغض الشخص إمّا لكفره ، أو ابتداعه ، أو معصيته ، فإن هذه هي أسباب
البغض في الله ) .

[
موقف أهل السنة و الجماعة من أهل الأهواء و البدع ، للدكتور إبراهيم
الرحيلي ص : 462 ، و فيه الإحالة على الإحياء ، للغزالي : 2/166،167 ].
و هذه القاعدة الجليلة الشريفة ، مؤصلة عند أهل العلم بما دلّ عليها من الكتاب و السنّة و الأثر ، بل بانعقاد الإجماع على تقريرها ..
فمن الكتاب قوله تعالى ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حادّ الله و رسوله و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) [ المجادلة : 22 ].قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : (
من أطاع الرسول ، و وحد الله ، لا يجوز له موالاة من حاد الله و رسوله ، و
لو كان أقرب قريب ، و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم )
.
[ ثلاثة الأصول ، للشيخ محمد بن عبد الوهاب ( ضمن مجموعة المؤلفات الكاملة ) : 1/183 ، و ثلاثة مسائل ، له أيضاً : 1/375 ].
و
الآية دالة على قطع حبال المودة بين من آمن بالله و اليوم الآخر، و بين من
حادّ الله و رسوله ، و لو كان من أقرب المقرّبين ، و هذه الآية الكريمة
تنزل على أهل البدع و الأهواء فيلزم منها بغضهم و معاداتهم ، و عدم التودد
إليهم ، لأن في الابتداع محادّة لله و رسوله ، فما من بدعة إلا و هي مصادمة للشريعة ، مخالفة لها ،
حتى قال السيوطي رحمه الله في تعريفها : ( البدعة عبارة عن فعلة تصادم الشريعة بالمخالفة أو توجب التعاطي عليها بزيادة أو نقصان ) .
[ الأمر بالاتباع ، للسيوطي ، ص : 24 ].و هذا هو معنى المحادّة المذكورة في الآية الكريمة .
و قد فهم السلف الصالح منها ما فهمنا ، قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره : (
استدل مالك رحمه الله بهذه الآية على معاداة القدريّة ، و ترك مجالستهم .
روى أشهب عن مالك : لا تجالس القدرية ، و عادهم في الله ، لقوله تعالى : ( لا تجد قوماً ) الآية )
.
[ الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي : 17/308 ].
أما في السنة
، فقد ورد غير حديث مدللاً على اقتضاء الشرع الحنيف الموالاة في الله ، و
معاداة المبتدعة و أهل الأهواء و البراءة منهم ، فعن أَنَسٍ عَنِ
النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «‏ ثَلاَثٌ
مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ،‏ وَأَنْ يُحِبَّ
الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ ،‏ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ
في الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ في النَّارِ
»‏ .
[
الحديث أخرجه البخاري ( كتاب الإيمان ، باب حلاوة الإيمان ) و مسلم ( كتاب
الإيمان، باب خصال من اتصف بهن ، برقم 43 ) و أحمد في المسند ( 3/103،
174،230 ) و ابن حبان في صحيحه ( 285 ) و الترمذي ( 2624 ) و لبن ماجة (
4033 ) و غيرهم ].‏
فإذا تقرر وجوب أن يكون الحب في الله و لله ، عُلم ضرورةً خطر محبة المبتدع أو موالاته ، لأنّها محبة لغير الله .
و
لا يقول عاقل : إنّ حب المبتدع - على ما فيه من مخالفةٍ و محادّةٍ للشرع –
حبٌّ لله تعالى !!و عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِىِّ
عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «‏ مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ وَأَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَنْكَحَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ »‏ .‏
[
الحديث رواه الترمذي ( 521 ) و قال : هذا حديث حسن ، و الحاكم ( 2/164 ) و
صححه و وافقه الذهبي ، و للحديث طريق أخرى عن أبي أمامة الباهلي رضي الله
عنه، بدون قوله ( أنكح لله ) رواه أبو داوود ( 4681 ) و الطبراني في المعجم
الكبير 8/159،208 ، و البغوي في شرح السنّة ، و الخطيب في المشكاة .و صحح
الألباني الحديث بمجموع الطريقين . انظر : السلسلة الصحية (380) ].
قلتُ : فإن يكن المرء لا يستكمل الإيمان حتى يبغض في الله ، كان عليه أن يبغض الكفرة و المبتدعة و العصاة في الله ، لأن الكفر و الابتداع و المعصية أسباب البغض في الله
، كما تقدم .و على ضوء ما دلت عليه نصوص الكتاب و السنة قرر أهل العلم
أتباع السنّة تنزيل قاعدة ( الولاء و البراء ) على أهل البدع و الأهواء .فقال الإمام الطحاوي رحمه الله : (
نسأل الله أن يثبتنا على الإيمان ، و يختم لنا به ، و يعصمنا من الأهواء
المختلفة ، و الآراء المتفرقة ، و المذاهب الرديّة ، من الذين خالفوا
السنّة و الجماعة ، و حالفوا الضلالة ، و نحن منهم براء ، و هم عندنا ضلال و
أردياء )
.
[ شرح الطحاوية ، لابن أبي العز ، ص : 520 ]
و قال الإمام البغوي رحمه الله : ( و قد مضت الصحابة و التابعون، و أتباعهم ، و علماء السنن على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدع و مهاجرتهم ) .


[ شرح السنّة ، للبغوي : 1/227 ] و قال الشاطبي : (
إن فرقة النجاة ، و هم أهل السنة ، مأمورون بعداوة أهل البدع ، و التشريد
بهم ، و التنكيل بمن انحاش إلى جهتهم ، و نحن مأمورون بمعاداتهم ، و هم
مأمورون بموالاتنا و الرجوع إلى الجماعة )
.
[ الاعتصام ، للشاطبي : 1/120 ].
و قال الإمام أبو عثمان إسماعيل الصابوني رحمه الله حكايةً عن أهل السنّة : (و يبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ، و لا يحبونهم ، و لا يصحبونهم ) .
[ عقيدة السلف أصحاب الحديث ، للصابوني ، ص : 118 ].
و وصفهم بأنهم (
يحابّون في الدين ، و يتباغضون فيه ، و يتقون الجدال في أصول الدين ، و
الخصومات فيه ، و يجانبون أهل البدع و الضلالات ، و يعادون أصحاب البدع و
الأهواء المرديات الفاضحات ) .
[ عقيدة السلف أصحاب الحديث ، للصابوني ، ص : 117 ].
و
قد تحقق معنى البراءة من أهل الأهواء عند سلفنا الصالح فأعرضوا عنهم ، و
أعلنوا البراءة منهم ، و أذاعوا بين الناس كراهيتهم و بغضهم .فعن ابن عباس
رضي الله تعالى عنهما أنه قال : (
ما في الأرض قوم أبغض إليّ أن يجيئوني فيخاصموني من القدريّة في القدر ، و
ما ذاك إلا أنّهم لا يعلمون قدر الله ، و أنّ الله عزّ وجل لا يُسأل عمّا
يفعل و هم يُسألون ) .
[ رواه الآجري في الشريعة برقم 213 ].و عن ابن عمر رضي الله عنهما أنّه قال في أهل القدر : ( أخبرهم أني بريء منهم ، و أنهم مني براء ) .[
رواه البغوي في شرح السنّة ( 1/227 ) و روى نحوه عبد الله بن الإمام أحمد
في شرح السنّة ( 2/420 ) و رواه الآجري في الشريعة ، ص : 205 ، و اللالكائي
( 2/588) و غيرهم ] .
و قال الفضيل بن عياض :
( الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف ، و
لا يمكن أن يكون صاحب سنّة يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق ) .
[
الإبانة الكبرى ، لابن بطة ( 2/456 ) و اللالكائي ( 1/138 ) و في كلام
الفضيل تضمين لحديث ( الأرواح جنود مجنّدة ... ) المخرّج في صحيحي البخاري (
كتاب أحاديث الأنبياء ، باب الأرواح جنود مجندة ) و مسلم ( كتاب البر و
الصلة ، باب الأرواح جنود مجندة ) و الحديث رواه أحمد أيضاً و غيره ]و قال رحمه الله أيضاً : ( من أحبّ صاحب بدعة أحبط الله عمَله ، و أخرج نور الإسلام من قلبه )
.[الإبانة الكبرى ، لابن بطة ( 440 ) و اللالكائي ( 263 ) و الحلية لأبي نعيم ( 8/103 ) و البربهاري ، ص : 138 و إسناده صحيح ]
و كان يقول : ( أحب أن يكون بيني و بين صاحب بدعةٍ حصن من حديد . آكل عند اليهودي و النصراني أحب إليّ من صاحب بدعة ) .[ رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد : 2/638 ] .و عن أوس بن عبد الله الربعي أنّه كان يقول : ( لأن يجاورني القردة و الخنازير في دار ، أحب إليّ من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء ) . [ رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد : 1/131 ، و ابن بطة في الإبانة الكبرى : 2/ 467 ].و قال عبد الله بن عون : ( لم يكن قومٌ أبغض إلى محمّدٍ من قومٍ أحدثوا في هذا القدر ما أحدثوا ) ، يريد محمد بن سيرين . [ الشريعة ، للآجري، ص : 219 ].و دُعي أيوب السختياني إلى غسل ميّت ، فخرج مع القوم حتى إذا كشف عن وجهه عرَفه ، فقال : ( أقبِلوا قِبَل صاحبكم ، فلست أغسله ، رأيته يماشي صاحب بدعة ) . [ رواه ابن بطة في الإبانة الكبرى : 2/ 467 ].
قلتُ
: إن البراءة من أهل الأهواء و البدع ليست قاصرةً على اعتقادٍ قلبيٍ ، أو
مقال باللسان ، بل هي منهج حياةٍ له ، معالمه و دلائله .و من دلائل البراءة
من القوم مخالفتهم ، فلا يكون المرء متبرّئاً بحق ما لم يخالف المتبرَّأ
منه في نهجه ، و مسلكه .و أعظم المخالفة للمبتدعة التمسك بالسنّة التي
نبذوها، و اتخذوها وراءهم ظِهريّاً ، قال العلامة البربهاري : (
و من عرف ما ترك أصحاب البدع من السنّة ، و ما فارقوا فيه فتمسك به ، فهو
صاحب سنّة ، و صاحب جماعة ، و حقيق أن يتبع ، و أن يُعان ، و أن يحفظ ، و
هو ممّن أوصى به رسول الله صلى الله عليه و سلّم )
.
[ شرح السنّة ، للبربهاري ، ص : 107 ].
و
قد كان من مخالفة السلف الصالح للمبتدعة ترك مالا بأس به، خوفاً مما به
بأس، و كانوا يتحرّزون عن العمل و إن لم يكن به بأس ، خوفاً ممّا به بأس .


[ انظر : الأمر بالاتباع ، للسيوطي ، ص : 25 ].قال أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه : ( كنّا نضحي عن النساء و أهلينا ، فلمّا تباهى الناس بذلك تركناها ) .

[ انظر: الحوادث و البدع للطرطوشي ، ص : 25 ].
فانظر – رحمك الله – كيف تركوا الأضحية عن النساء و الأهلين – و هي سنّة على أقل الأقوال – لمّا أحدث الناس المباهاة بها .قال الإمام الطرطوشي رحمه الله تعالى : ( اقتحم الصحابة ترك السنّة حذراً ، أن يضع الناس الأمر على غير وجهه ) .[ الحوادث و البدع للطرطوشي ، ص : 25 ].و من
دلائل البراءة من المبتدعة انتقاصهم و احتقارهم و التعرّض لهم بالإهانة و
هتك الأستار ، و بيان ما يحذرهم الناس بسببه ، و عدم توقيرهم كي لا يغتر
بهم العامة فينزلوهم منزلاً ليسوا أهلاً له
.لذلك كان أئمة السلف يحتقرون المبتدعة، و يهينونهم ، و حكى الإمام الصابوني
أنّ أهل السنة اتفقوا على القول بقهر أهل البدع و إذلالهم و إخزائهم و
إبعادهم و إقصائهم و التباعد منهم و عن صحبتهم و عن مجادلتهم ، و التقرّب
إلى الله ببغضهم و مهاجرتهم .
[ عقيدة السلف أصحاب الحديث ، للصابوني ، ص : 130 ].و من علم وجه تحقير المبتدعة و عدم توقيرهم و عظم ما يستلزمه عدّه من الواجبات ، قال الإمام الشاطبي رحمه الله في تعظيم صاحب البدعة و المشي إليه : (
إن المشي إليه و التوقير له تعظيم له لأجل بدعته ، و قد علمنا أن الشرع
يأمر بزجره و إهانته و إذلاله ، بما هو أشد من هذا ، كالضرب و القتل ، فصار
توقيره صدوداً عن العمل بشرع الإسلام ، و إقبالاً على ما يضاده و ينافيه ،
و الإسلام لا ينهدم إلا بترك العمل به و الإيمان بما ينافيه ، و أيضاً فإن توقي صاحب
البدعة مظنّة لمفسدتين تعودان بالهدم على الإسلام :
إحداهما :
التفات العامّة و الجهّال إلى ذلك التوقير ، فيعتقدون في المبتدع أنّه
أفضل الناس ، و أن ما هو عليه خيرٌ ممّا هو عليه غيره ، فيؤدي ذلك إلى
اتباعه على بدعته ، دون اتباع أهل السنّة على سنّتهم .
و الثانية :
أنّه إذا وُقّر من أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرض له على إنشاء
الابتداع في كلّ شيء ، و على كلٍّ حال ، فتحيا البدع، و تموت السنن ، و هو
هدم الإسلام ) .
[ الاعتصام ، للشاطبي : 1/114 ].
و لذلك قال إبراهيم بن ميسرة : ( من وقر صاحب بدعة ، فقد أعان على هدم الإسلام ) .[
رواه اللالكائي ، برقم 273 . و نسبه أبو شامة في الباعث ، ص : 17 ، و
السيوطي في الأمر بالاتباع ، ص: 18 إلى محمد بن أسلم ، و الشاطبي في
الاعتصام : 1/113 إلى هشام بن عروة ، و رواه الذهبي في الميزان مرفوعاً عن
ابن عبّاس بإسناد فيه بهلول بن عبيد الكندي الكوفي ، و هو ضعيفٌ ذاهب
الحديث ، راجع الميزان : 1/355 ].
و قال سفيان الثوري رحمه الله : ( من سمع مبتدعاً لم ينفعه الله بما سمع ، و من صافحه فقد نقض الإسلام عروةً عروةً ).
[ الأمر بالاتباع ، للسيوطي ، ص : 19 ].
و من هذا المنطلق قال طاووس لمّّا رأى مَعبد الجهني يطوف بالبيت : ( هذا معبد فأهينوه ) .[ رواه اللالكائي : 1/114 ] .
فلا
توقير ، و لا مصافحة ، بل يهان المبتدع ، و لو كان في أقدس الأماكن ، و لو
تحت أستار الكعبة ، فما أعظم جريرته !! و لو تبرّأ أهل السنة من المبتدعة و
أعرضوا عن توقيرهم و احترامهم لخنس هؤلاء ، و صار حالهم كحال بني إسرائيل
إذ ( ضربت عليهم الذلّة و المسكنة ) .قال الإمام الشاطبي رحمه الله :
( كل من ابتدع في دين الله فهو ذليل حقير بسبب بدعته ، و إن ظهر لبادئ
الأمر في عزّه و جبروته ، فهم في أنفسهم أذلاء ، ألا ترى أحوال المبتدعة في
زمان التابعين ، و فيما بعد ذلك ؟! حتى تلبسوا بالسلاطين و لاذوا بأهل
الأرض ، و من لم يقدر على ذلك استخفى ببدعته، و هرب بها عن مخالطة الجمهور )
[ الاعتصام ، للشاطبي : 1/126 ]. و
لمّا تبرأ الخيار من أهل البدع و دعاتها ضنوا عليهم بالسلام و المجالسة و
التوقير ، و كلّ حقوق المسلم ، بل ذهبوا أبعد من ذلك فتبرأوا من علومهم ،
حتى لم يكونوا يعلّمونهم أو يتعلّمون منهم خشية تسلل شبهاتهم و أهوائهم إلى
من سواهم .و خشية من هذه المفسدة ، و درءاً لها أعرض السلف عن علوم
المبتدعة ، و لم يأتمنوهم على شيء من دين الله ، و هذا ما قرره شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله بقوله :
( إنّ الدعاة إلى البدع لا تقبل شهادتهم ، و لا يصلى خلفهم ، و لا يؤخذ عنهم العلم ) .
[ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية : 28/205 ].قال يوسف ابن أسباط : ( ما أبالي سألتُ صاحب بدعة عن ديني ، أو زنيت ) .[ الإبانة الكبرى ، لابن بطة : 2/459 ].
و عن سلام بن أبي مطيع أن رجلاً من أصحاب الأهواء قال لأيوب السختياني : ( يا أبا بكر ! أسألك عن كلمة ) ؟ قال أيوب – و جعل يشير بإصبعه - : ( و لا نصف كلمة ، و لا نصف كلمة ).[ الإبانة الكبرى ، لابن بطة : 2/447 ، و شرح السنّة ، للبغوي : 1/227 ].و
عن أسماء – جدة سعيد بن عامر – قالت : دخل رجلان من أهل الأهواء على محمد
بن سيرين فقالا : يا أبا بكر : نحدثك بحديث ؟ قال : ( لا ) .قالا : فنقرأ
عليك آية من كتاب الله ؟
قال : ( لا ، لتقومان عنّي أو لأقومنّ ) .
[ الإبانة الكبرى ، لابن بطة : 2/446 ].
و
لمّا كانت شبه القوم و ضلالاتهم و أقوالهم الفاسدة مبثوثة في كتبهم حتى
تكاد تغص بها ، و تفيض من بطونها ، تبرّأ سلفنا من كتب أهل البدع ، فذمّوها
و نفّروا منها .قال ابن قدامة : ( كان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع، و النظر في كتبهم ) .
[ الآداب الشرعيّة ، لابن مفلح : 11/232 ].
و قال العلاّمة ابن القيّم : ( لا
ضمان في تحريق الكتب المضلّة و إتلافها . قال محمد بن نصر المروزي : قلت
لأحمد : استعرت كتاباً فيه أشياء رديئة أترى أن أخرقه أو أحرقه ؟قال : نعم !
فأحرقه ، و قد رأى النبي صلى الله عليه و سلّم بيد عمر كتاباً اكتتبه من
التوراة، و أعجبه موافقته للقرآن ، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه و
سلّم ، حتى ذهب به عمر إلى التنور فألقاه فيه ... و كلّ الكتب المتضمنة
لمخالفة السنّة غير مأذون فيها ، بل مأذون في محقها و إتلافها ، و ما على
الأمّة أضرّ منها ، و قد حرّق الصحابة جميع المصاحف المخالفة لمصحف عثمان
لِما خافوا على الأمّة من الاختلاف ، فكيف لو رأوا هذه الكتب التي أوقعت
الخلاف و التفرّق بين الأمّة ؟!
) .
[ الطرق الحكميّة في السياسة الشرعيّة ، لابن قيّم الجوزيّة ، ص : 275 ].فانظر
– رحمك الله – كيف أنّ البراءة من البدعة و المبتدعة استلزمت التبرؤ حتى
من علومهم و كتبهم ، لما بث فيها من السموم و الضلال .و لكي نكون منصفين في
مذهبنا إلى البراءة من أهل الأهواء و البدع لا بد من ضبط ذلك بضابط على
قدر من الأهميّة و هو :

وجوب العدل و الإنصاف في الحكم على المبتدعة

أمرنا الله تعالى بلزوم العدل مع الخصوم و المخالفين ، فقال : ( يا أيّها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) [ المائدة : 8 ].
و
إذا كنّا عادلين في باب البراءة من المبتدعة و بغضهم و مباينتهم، فلا بد
أن يكون ذلك بحسب البدعة المتَلبَّس بها ، مع موالاتهم و محبتهم لما فيهم
من الخير و البر من جهات أخرى ، هذا في حال كون البدعة غير مكفّرة ، و غير
منافيةٍ لأصول أهل السنّة و الجماعة المتفق عليها ، فيكون
( الحب و
البغض بحسب ما فيهم من خصال الخير و الشر ، فإنّ العبد يجتمع فيه سبب
الولاية و سبب العداوة، و الحب و البغض ، فيكون محبوباً من وجه ، و مبغوضاً
من وجه ، و الحكم للغالب ) .
[ شرح العقيدة الطحاويّة ، لابن أبي العز الحنفي ، ص : 434 ].
و هذا مقتضى العدل ، و قد قرره شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله في قوله : (
إذا اجتمع في الرجل الواحد خير و شر ، و فجور و طاعة و معصية ، سنة و بدعة
، استحق من الموالاة بقدر ما فيه من الخير ، و استحق من المعاداة بقدر ما
فيه من الشر ، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام و الإهانة ، فيجتمع
له من هذا و من هذا ، كاللص الفقير نقطع يده لسرقته، و يُعطى من بيت المال
ما يكفي حاجته ، هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنّة و الجماعة ) .
[ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية : 28/209 ]
و أختم هذه الرسالة بما أدين الله تعالى به وهو قولي :
إنّ
أهل البدع ليسوا على درجةٍ واحدةٍ ، ففيهم المبتدع الكافر ببدعته ، و فيهم
الفاسق بتلبسه بها ، و فيهم الداعية إليها ، و غير الداعية ، و فيهم
المعذور بجهله أو اجتهاده ، و غير المعذور، شأنهم في ذلك شأن أهل الإيمان
عند من قال إنّه يزيد بالطاعة و ينقص بالعصيان
[ و هو مذهب جمهور أهل السنة خلافاً للحنفيّة . انظر : شرح الطحاويّة ، ص : 335 و ما بعدها ] ، فلا بد أن يُنزل كلّ إنسان منزلته ، و يُحلَّ محلَّه ، و يأخذ حقّه من المعاملة ولاءً و براءً .
و هذا هو الميزان السليم ، و الصراط القويم ، و القسطاس المستقيم ، و بالله التوفيق .



المصدر:عالمى الذى احيا به
 الموضوع : وجوب البراءة من البدع و أهلها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  حاملة الدعوة

 توقيع العضو/ه:حاملة الدعوة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

زيزفونة
عضـــو جـــديد

عضـــو جـــديد
زيزفونة


المشاركات :
25


تاريخ التسجيل :
21/12/2010


الجنس :
انثى

وجوب البراءة من البدع و أهلها Caaaoa11وجوب البراءة من البدع و أهلها Empty

وجوب البراءة من البدع و أهلها _
مُساهمةموضوع: رد: وجوب البراءة من البدع و أهلها   وجوب البراءة من البدع و أهلها Emptyالسبت 8 يناير 2011 - 2:55 

بارك الله فيكم
 الموضوع : وجوب البراءة من البدع و أهلها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  زيزفونة

 توقيع العضو/ه:زيزفونة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجنه تناديني
الاشراف العام

الاشراف العام
الجنه تناديني


المشاركات :
9027


تاريخ التسجيل :
16/05/2010


الجنس :
انثى

وجوب البراءة من البدع و أهلها Caaaoa11وجوب البراءة من البدع و أهلها Empty

وجوب البراءة من البدع و أهلها _
مُساهمةموضوع: رد: وجوب البراءة من البدع و أهلها   وجوب البراءة من البدع و أهلها Emptyالسبت 25 يونيو 2011 - 0:16 

بارك الله فيكم
موضوع مميز ورائع
جعله الله فى ميزان حسناتك
نفع الله به كل من قرأه ونفع بكم المسلمين

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
 الموضوع : وجوب البراءة من البدع و أهلها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  الجنه تناديني

 توقيع العضو/ه:الجنه تناديني

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

واسلاماه
المراقبة العامة

المراقبة العامة
واسلاماه


المشاركات :
3822


تاريخ التسجيل :
23/06/2009


الجنس :
انثى

الحمدلله


وجوب البراءة من البدع و أهلها _
مُساهمةموضوع: رد: وجوب البراءة من البدع و أهلها   وجوب البراءة من البدع و أهلها Emptyالجمعة 8 يوليو 2011 - 17:40 

جزاك الله خيرا
وجوب البراءة من البدع و أهلها 811480 وجوب البراءة من البدع و أهلها 811480 وجوب البراءة من البدع و أهلها 811480
 الموضوع : وجوب البراءة من البدع و أهلها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  واسلاماه

 توقيع العضو/ه:واسلاماه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أم فهد
عـضـو ذهبي

عـضـو ذهبي
أم فهد


المشاركات :
875


تاريخ التسجيل :
18/03/2011


الجنس :
انثى

وجوب البراءة من البدع و أهلها Caaaoa11وجوب البراءة من البدع و أهلها Empty

وجوب البراءة من البدع و أهلها _
مُساهمةموضوع: رد: وجوب البراءة من البدع و أهلها   وجوب البراءة من البدع و أهلها Emptyالخميس 28 يوليو 2011 - 0:05 

جزاك ربي الجنه بغير حساب
ونفع بك
وجوب البراءة من البدع و أهلها 652117
 الموضوع : وجوب البراءة من البدع و أهلها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  أم فهد

 توقيع العضو/ه:أم فهد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

وجوب البراءة من البدع و أهلها

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: ملتقيات علوم الغاية :: عقيدة أهل السنة-