كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 4:30 | |
| [b]والمشهورعن الجمهور أنه كان حكيما وليا ولم يكن نبيا وقد ذكره الله تعالى فيالقرآن فأثنى عليه وحكى من كلامه فيما وعظ به ولده الذي هو أحب الخلق إليه، وهو أشفق الناس عليه فكان من أول ما وعظ به أن قال(( يَا بُنَيَّ لَاتُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)) فنهاه عنه وحذره منه. وقدقال البخاري : حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عنعبد الله قال لما نزلت " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " شق ذلكعلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : أينا لم يلبس إيمانهبظلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه ليس بذاك ألم تسمع إلىقول لقمان ؟ " يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " ورواه مسلم منحديث سليمان بن مهران الأعمش به ثم اعترض تعالى بالوصية بالوالدين وبيانحقهما على الولد وتأكده وأمر بالإحسان إليهما حتى ولو كانا مشركين ولكن لايطاعان على الدخول في دينهما إلى أن قال مخبرا عن لقمان فيما وعظ به ولده ((يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِيصَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُإِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)) ينهاه عن ظلم الناس ولو بحبة خردل فإن الله يسأل عنها ويحضرها حوزة الحساب ويضعها في الميزان كما قال تعالى ((إِنَّاللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وقال تعالى وَنَضَعُالْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌشَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَاوَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ )) وأخبرهأن هذا الظلم لو كان في الحقارة كالخردلة ولو كان في جوف صخرة صماء لا بابلها ، ولا كوة أو لو كانت ساقطة في شيء من ظلمات الأرض أو السماوات فياتساعهما وامتداد أرجائهما لعلم الله مكانها ((إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌخَبِيرٌ)) أي علمه دقيق فلا يخفى عليه الذر مما تراءى للنواظر أو توارىكما قال تعالى(( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَاحَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِيكِتَابٍ مُبِينٍ وقال وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِإِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ وقال عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُمِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُمِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )) وقد زعمالسدي في خبره عن الصحابة أن المراد بهذه الصخرة الصخرة التي تحت الأرضينالسبع وهكذا حكي عن عطية العوفي وأبي مالك والثوري والمنهال بن عمرووغيرهم وفي صحة هذا القول من أصله نظر ثم في أن هذا هو المراد نظر آخر فإنهذه الآية نكرة غير معرفة فلو كان المراد بها ما قالوه لقال : فتكن فيالصخرة وإنما المراد فتكن في صخرة أي صخرة كانت كما قال الإمام أحمد حدثناحسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدريعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليسلها باب ولا كوة لخرج عمله للناس كائنا ما كان ثم قال(( يَا بُنَيَّأَقِمِ الصَّلَاةَ)) أي أدها بجميع واجباتها من حدودها وأوقاتها وركوعهاوسجودها وطمأنينتها وخشوعها وما شرع فيها واجتنب ما نهي عنه فيها ثم قال((وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ)) أي بجهدك وطاقتك أيإن استطعت باليد فباليد وإلا فبلسانك فإن لم تستطع فبقلبك ثم أمره بالصبرفقال وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ وذلك أن الآمر بالمعروف والناهي عنالمنكر في مظنة أن يعادى وينال منه ولكن له العاقبة ولهذا أمره بالصبر علىذلك ومعلوم أن عاقبة الصبر الفرج وقوله ((إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِالْأُمُورِ)) التي لا بد منها ولا محيد عنها وقوله ((وَلَا تُصَعِّرْخَدَّكَ لِلنَّاسِ)) قال ابنعباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والضحاك ويزيد بن الأصم وأبو الجوزاءوغير واحد : معناه لا تتكبر على الناس وتميل خدك حال كلامك لهم وكلامهم لكعلى وجه التكبر عليهم والازدراء لهم قال أهل اللغة : وأصل الصعر داء يأخذهالإبل في أعناقها فتلتوي رؤوسها فشبه به الرجل المتكبر الذي يميل وجهه إذاكلم الناس أو كلموه على وجه التعظم عليهم. وقوله(( وَلَا تَمْشِ فِيالْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ))ينهاه عن التبختر في المشية على وجه العظمة والفخر على الناس كما قالتعالى(( وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَالْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا)) يعني: لست بسرعة مشيك تقطع البلاد في مشيتك هذه ، ولست بدقك الأرض برجلك تخرقالأرض بوطئك عليها ولست بتشامخك وتعاظمك وترفعك تبلغ الجبال طولا فاتئدعلى نفسك فلست تعدو قدرك . وقد ثبت في الحديث بينما رجل يمشي في برديهيتبختر فيهما إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة وفيالحديث الآخر إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة والمخيلة لا يحبها الله. كما قال في هذه الآية(( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍفَخُورٍ)) ولما نهاه عن الاختيال في المشي أمره بالقصد فيه فإنه لابد لهأن يمشي فنهاه عن الشر ، وأمره بالخير فقال(( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ)) أيلا تبتاطأ مفرطا ولا تسرع إسراعا مفرطا ولكن بين ذلك قواما كما قال تعالى((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًاوَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)) ثم قال(( وَاغْضُضْمِنْ صَوْتِكَ)) يعني : إذا تكلمت لا تتكلف رفع صوتك ، فإن أرفع الأصوات ، وأنكرها صوت الحمير. وقدثبت في الصحيحين الأمر بالاستعاذة عند سماع صوت الحمير بالليل فإنها رأتشيطانا ولهذا نهي عن رفع الصوت حيث لا حاجة إليه ولا سيما عند العطاسفيستحب خفض الصوت وتخمير الوجه كما ثبت به الحديث من صنيع رسول الله صلىالله عليه وسلم ، فأما رفع الصوت بالأذان وعند الدعاء إلى الفئة للقتالوعند الإهلال ونحو ذلك فذلك مشروع فهذا مما قصه الله تعالى عن لقمان عليهالسلام في القرآن من الحكم ، والمواعظ ، والوصايا النافعة الجامعة للخيرالمانعة من الشر وقد وردت آثار كثيرة في أخباره ومواعظه ، وقد كان له كتابيؤثر عنه يسمى بحكمة لقمان ونحن نذكر من ذلك ما تيسر إن شاء الله تعالى. الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| |
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 4:33 | |
| ولهذاجاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وابن حبان عن ابن عباس قال: قال رسولالله صلى الله عليه وسلم : "ليس الخبر كالمعاينة". ثم أقبل عليهم فعنفهمووبخهم وهجنهم في صنيعهم هذا القبيح فاعتذروا إليه، بما ليس بصحيح، قالواإنا {حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَافَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ}. تحرجوامن تملك حلي آل فرعون وهم أهل حرب، وقد أمرهم الله بأخذه وأباحه لهم، ولميتحرجوا بجهلهم وقلة علمهم وعقلهم من عبادة العجل الجسد الذي له خوار، معالواحد الأحد الفرد الصمد القهار!. ثم أقبل على أخيه هارون عليه السلامقائلاً له {يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا، أَلاَّتَتَّبِعَنِي}. أي هلا لما رأيت ما صنعوا اتبعتني فأعلمتني بما فعلوا،فقال: {إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إسرائِيلَ}. أي تركتهم وجئتني وأنت قد استخلفتني فيهم. {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}. وقد كان هارون عليه السلام نهاهم عن هذا الصنيع الفظيع أشد النهي، وزجرهم عنه أتم الزجر. قال الله تعالى: {وَلَقَدْقَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ}.أي إنما قدر الله أمر هذا العجل وجعله يخور فتنة واختباراً لكم، {وَإِنَّرَبَّكُمْ الرَّحْمَانُ}. أي لا هذا {فَاتَّبِعُونِي}. أي فيما أقول لكم{وَأَطِيعُوا أَمْرِي، قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىيَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى}. يشهد الله لهارون عليه السلام {وَكَفَىبِاللَّهِ شَهِيداً}. أنه نهاهم وزجرهم عن ذلك فلم يطيعوه ولم يتبعوه. ثمأقبل موسى على السامري {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ}. أي ما حملكعلى ما صنعت {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ}. أي رأيتجبرائيل وهو راكب فرساً {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ}. أيمن أثر فرس جبريل. وقد ذكر بعضهم أنه رآه، وكلما وطئت بحوافرها على موضعاخضّر وأعشب، فأخذ من أثر حافرها، فلما ألقاه في هذا العجل المصنوع منالذهب كان من أمره ما كان. ولهذا قال: {فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَسَوَّلَتْ لِي نَفْسِي، قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْتَقُولَ لا مِسَاسَ}. وهذا دعاء عليه بأن لا يمس أحداً، معاقبة له على مسهما لم يكن له مسه، هذا معاقبة له في الدنيا، ثم توعده في الأخرى فقال:{وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ} - وقرئ {لَنْ تُخْلَفَهُ}{وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاًلَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً}. قال:فعمد موسى عليه السلام إلى هذا العجل، فحرقه قيل بالنار، كما قاله قتادةوغيره. وقيل بالمبارد، كما قاله عليّ وابن عباس وغيرهما، وهو نص أهلالكتاب، ثم ذراه في البحر، وأمر بني إسرائيل فشربوا، فمن كان من عابديهعلق على شفاههم من ذلك الرماد ما يدل عليه، وقيل بل اصفرت ألوانهم. ثمقال تعالى إخباراً عن موسى أنه قال لهم: {إِنَّمَا إِلَهُكُمْ اللَّهُالَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً}. وقالتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْرَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِيالْمُفْتَرِينَ} وهكذا وقع. وقد قال بعض السلف: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} مسجلة لكل صاحب بدعة إلى يوم القيامة! ثمأخبر تعالى عن حلمه ورحمته بخلقه، وإحسانه على عبيده في قبوله توبة من تابإليه، بتوبته عليه، فقال: {وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّتَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌرَحِيمٌ}. لكن لم يقبل الله توبة عابدي العجل إلا بالقتل، كما قالتعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْأَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمْ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْفَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْفَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}فيقال إنهم أصبحوا يوماً وقد أخذ من لم يعبد العجل في أيديهم السيوف،وألقى الله عليهم ضباباً حتى لا يعرف القريب قريبه ولا النسيب نسيبه، ثممالوا على عابديه فقتلوهم وحصدوهم فيقال إنهم قتلوا في صبيحة واحدة سبعينألفاً! ثم قال تعالى: {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَالأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْلِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ}. استدل بعضهم بقوله: {وَفِي نُسْخَتِهَا}. على أنها تكسرت، وفي هذا الاستدلال نظر، وليس في اللفظ ما يدل على أنها تكسرت، والله أعلم. ذكرابن عباس في حديث الفتون كما سيأتي: أن عبادتهم ... على أثر خروجهم منالبحر. وما هو ببعيد، لأنهم حين خرجوا {قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَاإِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}. وهكذاعند أهل الكتاب، فإن عبادتهم العجل كانت قبل مجيئهم بلاد بيت المقدس. وذلكأنهم لما أمروا بقتل من عبد العجل، قتلوا في أول يوم ثلاثة آلاف، ثم ذهبموسى يستغفر لهم، فغفر لهم بشرط أن يدخلوا الأرض المقدسة. {وَاخْتَارَمُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمْالرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُوَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَإِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُأَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُالْغَافِرِينَ، وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِيالآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْأَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَيَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَايُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّالَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِيَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّلَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُعَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْفَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَالَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}. ذكر السديوابن عباس وغيرهما أن هؤلاء السبعين كانوا علماء بني إسرائيل، ومعهم موسىوهارون ويوشع وناذاب وأبيهو، ذهبوا مع موسى عليه السلام ليعتذروا عن بنيإسرائيل في عبادة من عبد منهم العجل. وكانوا قد أمروا أن يتطيبوا ويتطهرواويغتسلوا، فلما ذهبوا معه واقتربوا من الجبل وعليه الغمام وعمود النورساطع صعد موسى الجبل.
وللموضوع بقية إن كان في العمر بقية أرجو عدم الرد علي الموضوع حتي أنتهي من صياغته الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 14:29 | |
| فذكربنو إسرائيل أنهم سمعوا كلام الله. وهذا قد وافقهم عليه طائفة منالمفسرين، وحملوا عليه قوله تعالى: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْيَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَاعَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. وليس هذا بلازم، لقوله تعالى: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ}. أي مبلغاً، وهكذا هؤلاء سمعوه مبلغاً من موسى عليه السلام. وزعمواأيضاً أن السبعين رأوا الله، وهذا غلط منهم، لأنهم لما سألوا الرؤيةأخذتهم الرجفة، كما قال تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَلَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُوَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ، ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}. وقال هاهنا {فَلَمَّا أَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُقَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ}. قالمحمد بن إسحاق: اختار موسى من بني إسرائيل سبعين رجلاً: الخير فالخير،وقال انطلقوا إلى الله فتوبوا إليه بما صنعتم وسلوه التوبة على ما تركتموراءكم من قومكم، صوموا وتطهروا وطهروا ثيابكم. فخرج بهم إلى طور سيناء، لميقات وقَّته له ربه، وكان لا يأتيه إلا بإذن منه وعلم. فطلب منه السبعون أن يسمعوا كلام الله، فقال: أفعل. فلمادنا موسى من الجبل، وقع عليه عمود الغمام حتى تغشى الجبل كله، ودنا موسىفدخل في الغمام، وقال للقوم: ادنوا. وكان موسى إذا كلمه الله، وقع علىجبهته نور ساطع لا يستطيع أحد من بني آدم أن ينظر إليه. فضرب دونه الحجاب،ودنا القوم حتى إذا دخلوا في الغمام وقعوا سجوداً، فسمعوه وهو يكلم موسى،يأمره وينهاه: افعل ولا تفعل. فلما فرغ الله من أمره وانكشف عن موسىالغمام أقبل إليهم فقالوا: {يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَىاللَّهَ جَهْرَةً}. فأخذتهم الرجفة، وهي الصاعقة فأتلفت أرواحهم فماتواجميعاً. فقام موسى يناشد ربه ويدعوه، ويرغب إليه ويقول: {رَبِّ لَوْشِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَالسُّفَهَاءُ مِنَّا} أي لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء الذين عبدوا العجل منا فإنا براء مما عملوا. وقالابن عباس ومجاهد وقتادة وابن جريج: إنما أخذتهم الرجفة لأنهم لم ينهواقومهم عن عبادة العجل. وقوله: {إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ}. أي اختباركوابتلاؤك وامتحانك. قاله ابن عباس وسعيد بن جبير وأبو العالية والربيع بنأنس، وغير واحد من علماء السلف والخلف، يعني أنت الذي قدّرت هذا، وخلقت ماكان من أمر العجل اختباراً تختبرهم به كما: {قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْقَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ}. أي اختبرتم. ولهذا قال: {تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ}. أي من شئت أظللته باختبارك إياه، ومن شئت هديته، لك الحكم والمشيئة ولا مانع ولا راد لما حكمت وقضيت. {أَنْتَوَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ،وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّاهُدْنَا إِلَيْكَ}. أي تبنا إليك ورجعنا وأنبنا. قاله ابن عباس ومجاهدوسعيد بن جبير وأبو العالية وإبراهيم التيمي والضحاك والسدي وقتادة وغيرواحد. وهو كذلك في اللغة. {قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُوَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}. أي أنا أعذب من شئت بما أشاء من الأمور التي أخلقها وأقدرها. {وَرَحْمَتِيوَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}. كما ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليهوسلم أنه قال: "إن الله لما فرغ من خلق السماوات والأرض كتب كتاباً فهوموضوع عنده فوق العرش: "إن رحمتي تغلب غضبي" {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَيَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَايُؤْمِنُونَ}. أي فسأوجبها حتماً لمن يتصف بهذه الصفات: {الَّذِينَيَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ} الآية. وهذافيه تنويه بذكر محمد صلى الله عليه وسلم وأمته من الله لموسى عليه السلام،في جملة ما ناجاه به وأعلمه وأطلعه عليه. وقد تكلمنا على هذه الآية ومابعدها في التفسير بما فيه كفاية ومقنع، ولله الحمد والمنة. وقال قتادة:قال موسى: يا رب إني أجد في الألواح أمة هي خير أمة أخرجت للناس يأمرونبالمعروف وينهون عن المنكر، رب اجعلهم أمتي، قال: تلك أمة أحمد. قال: رب إني أجد في الألواح أمة هم الآخرون في الخلق، السابقون في دخول الجنة، رب اجعلهم أمتي، قال: تلك أمة أحمد. قال:رب إني أجد في الألواح أمة أناجيلهم في صدورهم يقرأونها، وكان من قبلهميقرأون كتابهم نظراً، حتى إذا رفعوها لم يحفظوا شيئاً ولم يعرفوه، وإنالله أعطاهم من الحفظ شيئاً لم يعطه أحداً من الأمم، قال: رب اجعلهم أمتي،قال: تلك أمة أحمد. قال: رب إني أجد في الألواح أمة يؤمنون بالكتابالأول وبالكتاب الآخر، ويقاتلون فضول الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الكذاب،فاجعلهم أمتي، قال: تلك أمة أحمد. قال: رب إني أجد في الألواح أمةصدقاتهم يأكلونها في بطونهم ويؤجرون عليها. وكان من قبلهم من الأمم إذاتصدق بصدقة فقبلت منه بعث الله عليها ناراً فأكلتها، وإن ردت عليه تركتفتأكلها السباع والطير، وإن الله أخذ صدقاتهم من غنيهم لفقيرهم، قال: ربفاجعلهم أمتي، قال: تلك أمة أحمد. قال: رب فإني أجد في الألواح أمة إذاهَمَّ أحدهم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف.قال: رب اجعلهم أمتي، قال: تلك أمة أحمد. قال: رب إني أجد في الألواح أمة هم المشفعون المشفوع لهم، فاجعلهم أمتي، قال: تلك أمة أحمد. قال قتادة: فذكر لنا أن موسى عليه السلام نبذ الألواح، وقال: اللهم اجعلني من أمة أحمد. وقدذكر كثير من الناس ما كان من مناجاة موسى عليه السلام، وأوردوا أشياءكثيرة لا أصل لها ونحن نذكر ما تيسر ذكره من الأحاديث والآثار بعون اللهوتوفيقه، وحسن هدايته ومعونته وتأييده. قال الحافظ أبو حاتم محمد بنحاتم بن حبان في صحيحه: "ذكر سؤال كليم الله ربه عز وجل عن أدنى أهل الجنةوأرفعهم منزلة": أخبرنا عمر بن سعيد الطائي ببلخ، حدثنا حامد بن يحيىالبلخي، حدثنا سفيان، حدثنا مطرف بن طريف وعبد الملك بن أبجر شيخانصالحان، قالا: سمعنا الشعبي يقول: سمعت المغيرة بن شعبة يقول على المنبرعن النبي صلى الله عليه وسلم : "إن موسى عليه السلام سأل ربه عز وجل: أيأهل الجنة أدنى منزلة؟ فقال: رجل يجيء بعدما يدخل أهل الجنة الجنة، فيقالله: أدخل الجنة، فيقول: كيف أدخل الجنة وقد نزل الناس منازلهم وأخذواإخاذاتهم؟ فيقال له: ترضى أن يكون لك من الجنة مثل ما كان لملك من ملوكالدنيا؟ فيقول: نعم أي رب، فيقال: لك هذا ومثله معه، فيقول: أي رب رضيت؛فيقال له: لك مع هذا ما اشتهت نفسك، ولذت عينك. وسأل ربه: "أي أهل الجنةأرفع منزلة؟ قال: سأحدثك عنهم، غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلا عينرأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر". الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 14:30 | |
| ومصداقذلك في كتاب الله عز وجل: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْقُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. وهكذارواه مسلم والترمذي كلاهما عن ابن أبي عمر، عن سفيان وهو ابن عيينه به.ولفظ مسلم: "فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلك من ملوك الدنيا؟فيقال رضيت رب. فيقال له: لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله، فيقول فيالخامسة: رضيت رب. فيقال: هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذتعينك، فيقول: رضيت رب "قال رب فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت غرسكرامتهم بيدي وختمت عليها، فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر". قال: ومصداقه من كتاب الله: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. وقال الترمذي حسن صحيح: قال: ورواه بعضهم عن الشعبي عن المغيره فلم يرفعه، والمرفوع أصح. وقالابن حبان: "ذكر سؤال الكليم ربه عن خصال سبع" : حدثنا عبد الله بن محمد بنمسلم ببيت المقدس، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب. أخبرني عمرو بنالحارث، أن أبا السمح حدثه عن حجيرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليهوسلم أنه قال: "سأل موسى ربه عز وجل عن ست خصال كان يظن أنها له خالصة،والسابعة لم يكن موسى يحبها: قال: يا رب أي عبادك أتقى؟ قال: الذي يذكرولا ينسى. قال: فأي عبادك أهدى؟ قال: الذي يتبع الهدى. قال: فأي عبادكأحكم؟ قال: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه. قال: فأي عبادك أعلم؟ قال:عالم لا يشبع من العلم. يجمع علم الناس إلى علمه. قال: فأي عبادك أعزّ؟قال: الذي إذا قدر غفر. قال: فأي عبادك أغنى؟ قال: الذي يرضى بما يؤتى.قال: فأي عبادك أفقر؟ قال: صاحب منقوص". وقال رسول الله صلى الله عليهوسلم : "ليس الغنى عن ظهر، إنما الغنى غنى النفس، وإذا أراد الله بعبدخيراً جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه، وإذا أراد الله بعبد شراً جعل فقرهبين عينيه. قال ابن حبان: قوله "صاحب منقوص" يريد به منقوص حالته، يستقل ما أوتي ويطلب الفضل. وقدرواه ابن جرير في تاريخه عن ابن حميد، عن يعقوب التميمي، عن هارون بنهبيرة، عن أبيه، عن ابن عباس قال: سأل موسى ربه عز وجل فذكر نحوه. وفيه"قال: أي رب فأي عبادك أعلم؟ قال: الذي يبتغي علم الناس إلى علمه، عسى أنيجد كلمة تهديه إلى هدى أو ترده عن ردى. قال: أي رب فهل في الأرض أحد أعلممني؟ قال: نعم الخضر فسأل السبيل إلى لقيه، فكان ما سنذكره بعد إن شاءالله، وبه الثقة. ذكر حديث آخر بمعنى ما ذكره ابن حبان قال الإمامأحمد: حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة، عن درّاج، عن أبي الهيثم، عنأبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن موسى قال: أيرب عبدك المؤمن مقتر عليه في الدنيا! قال: ففتح له باب من الجنة فنظرإليها، قال: يا موسى هذا ما أعددت له. فقال: يا رب وعزتك وجلالك لو كانمقطَّع اليدين والرجلين يسحب على وجهه منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة،وكان هذا مصيره لم ير بؤساً قط. قال: ثم قال: أي رب، عبدك الكافر موسععليه في الدنيا، قال: ففتح له باب إلى النار فقال: يا موسى هذا ما أعددتله. فقال موسى: أي رب وعزتك وجلالك لو كانت له الدنيا منذ يوم خلقته إلىيوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير خيراً قط". تفرد به أحمد من هذا الوجه، وفي صحته نظر. والله أعلم. وقالابن حبان: "ذكر سؤال كليم الله ربه جل وعلا أن يعلمه شيئاً يذكره به" :حدثنا ابن سلمة، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بنالحارث أن درَّاجاً حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى اللهعليه وسلم أنه قال: "قال موسى: يا رب علمني شيئاً أذكرك به وأدعوك به.قال: قل يا موسى لا إله إلا الله. قال: يا رب كل عبادك يقول هذا، قال: قللا إله إلا الله، قال: إنما أريد شيئاً تخصني به. قال: يا موسى لو أن أهلالسماوات السبع والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهملا إله إلا الله". ويشهد لهذا الحديث حديث البطاقة، وأقرب شيء إلىمعناه الحديث المروي في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أفضلالدعاء دعاء عرفة. وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا اللهوحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير". وقال ابنأبي حاتم: عند تفسير آية الكرسي: حدثنا أحمد بن القاسم بن عطية، حدثناأحمد بن عبد الرحمن الدسكي، حدثني أبي عن أبيه، حدثنا أشعث بن إسحاق، عنجعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن بني إسرائيل قالوالموسى: هل ينام ربك؟ قال: اتقوا الله! فناداه ربه عز وجل: يا موسى هل ينامربك، فخذ زجاجتين في يديك فقم الليل، ففعل موسى. فلما ذهب من الليل ثلثهنعس فوقع لركبتيه، ثم انتعش فضبطهما، حتى إذا كان آخر الليل نعس فسقطتالزجاجتان فانكسرتا، فقال: يا موسى لو كنت أنام لسقطت السماوات والأرضفهلكن كما هلكت الزجاجتان في يديك قال: وأنزل الله على رسوله آية الكرسي. وقالابن جرير: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا هشام بن يوسف، عن أمية بنشبل عن الحكم بن أُبان، عن عكرمة، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلىالله عليه وسلم يحكي عن موسى عليه السلام على المنبر قال: "وقع في نفسموسى عليه السلام هل ينام الله عز وجل؟ فأرسل الله إليه ملكاً فأَرقَّهثلاثاً، ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة، وأمره أن يحتفظ بهما. قال:فجعل ينام وكادت يداه تلتقيان، فيسقط فيحبس إحداهما على الأخرى، حتى نامنومة فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان، قال: ضرب الله له مثلاً: أن لو كانينام لم تستمسك السماء والأرض". الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 14:32 | |
| |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 14:34 | |
| |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 14:36 | |
| قالتعالى {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَاخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ، إِذْقَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُعُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ، اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْاطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْبَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ، قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوايُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُالسَّيَّارَةِ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ}. ينبه تعالى على ما في هذهالقصة من الآيات والحكم، والدلالات والمواعظ والبينات. ثم ذكر حسد إخوةيوسف له على محبة أبيه له ولأخيه - يعنون شقيقه لأمه بنيامين - أكثر منهم،وهم عصبة أي جماعة يقولون: فكنا نحن أحق بالمحبة من هذين {إِنَّ أَبَانَالَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} أي بتقديمه حبهما علينا. ثماشتوروا فيما بينهم في قتل يوسف أو إبعاده إلى أرض لا يرجع منها ليخلو لهموجه أبيهم أي لتتمحض محبته لهم وتتوفر عليهم، وأضمروا التوبة بعد ذلك. فلماتمالأوا على ذلك وتوافقوا عليه {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ} قال مجاهد: هوشمعون، وقال السُّدِّي: هو يهوذا، وقال قتادة ومُحَمْد بن إسحاق: هوأكبرهم روبيل: {لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّيَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ} أي المارة من المسافرين {إِنْ كُنتُمْفَاعِلِينَ} ما تقولون لا محالة، فليكن هذا الذي أقول لكم، فهو أقرب حالاً من قتله أو نفيه وتغريبه. فأجمعوارأيهم على هذا، فعند ذلك {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّاعَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ، أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداًيَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ، قَالَ إِنِّيلَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُوَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ، قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُوَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخَاسِرُونَ}. طلبوا من أبيهم أن يرسل معهم أخاهم يوسف، وأظهروا له أنهم يريدون أن يرعى معهم وأن يلعب وينبسط، وقد أضمروا له ما الله به عليم. فأجابهمالشيخ، عليه من الله أفضل الصلاة والتسليم: يا بني يشق عليَّ أن أفارقهساعة من النهار، ومع هذا أخشى أن تشتغلوا في لعبكم وما أنتم فيه، فيأتيالذئب فيأكله، ولا يقدر على دفعه عنه لصغره وغفلتكم عنه. {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخَاسِرُونَ} أي لئن عدا عليه الذئب فأكله من بيننا، أو اشتغلنا عنه حتى وقع هذا ونحن جماعة، إنا إذن لخاسرون، أي عاجزون هالكون. وعندأهل الكتاب: أنه أرسله وراءهم يتبعهم، فضل عن الطريق حتى أرشده رجل إليهم.وهذا أيضاً من غلطهم وخطئهم في التعريب؛ فإن يعقوب عليه السلام كان أحرصعليه من أن يبعثه معهم، فكيف يبعثه وحده.
{فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِوَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَاإِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ،وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ، قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّاذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُالذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ،وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْأَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَاتَصِفُونَ}. لم يزالوابأبيهم حتى بعثه معهم، فما كان إلا أن غابوا عن عينيه، فجعلوا يشتمونهويهينونه بالفعال والمقال، وأجمعوا على إلقائه في غيابت الجب، أي في قعرهعلى راعونته، وهي الصخرة التي تكون في وسطه يقف عليها المائح، وهو الذيينزل ليملي الدّلاء، إذا قلَّ الماء، والذي يرفعها بالحبل يسمّى الماتح. فلمّاألقوه فيه أوحى الله إليه: أنه لا بدّ لك من فرجٍ ومخرج من هذه الشدة التيأنت فيها، ولتخبرن أخوتك بصنيعهم هذا، في حالٍ أنت فيها عزيز، وهم محتاجونإليك خائفون منك {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}.قال مجاهد وقتادة: وهم لا يشعرونبإيحاء الله إليه ذلك. وعن ابن عبَّاس {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}، أي لتخبرنهم بأمرهم هذا في حال لا يعرفونك فيها. رواه ابن جرير عنه. فلماوضعوه فيه ورجعوا عنه أخذوا قميصه فلطّخوه بشيءْ من دمٍ ورجعوا إلى أبيهمعشاء وهم يبكون، أي على أخيهم. ولهذا قال بعض السلف: لا يغرّنك بكاءالمتظلم فربَّ ظالم وهو باك، وذكر بكاء إخوة يوسف، وقد جاءوا أباهم عشاءًيبكون، أي في ظلمه الليل ليكون أمشي لغدرهم لا لعذرهم. {قَالُوا يَاأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَمَتَاعِنَا} أي ثيابنا {فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} أي في غيبتنا عنه فياستباقنا، وقولهم: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّاصَادِقِينَ} أي وما أنت بمصدق لنا في الذي أخبرناك من أكل الذئب له، ولوكنّا غير متهمين عندك، فكيف وأنت تتهمنا في هذا؟ فإنك خشيت أن يأكلهالذئب، وضمّنا لك أن لا يأكله لكثرتنا حوله، فصرنا غير مصدقين عندك فمعذورأنت في عدم تصديقك لنا والحالة هذه. {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍكَذِبٍ} أي مكذوب مفتعل، لأنهم عمدوا إلى سخلة ذبحوها فأخذوا من دمهافوضعوه على قميصه ليوهموه أنه أكله الذئب، قالوا: ونسوا أن يخرّقوه، وآفةالكذب النسيان. ولما ظهرت عليهم علائم الريبة لم يَرُجْ صنيعهم على أبيهم،فإنه كان يفهم عداوتهم له، وحسدهم إياه على محبته له من بينهم أكثر منهم،لما كان يتوسّم فيه من الجلالة والمهابة التي كانت عليه في صغره لما يريدالله أن يخصه به من نبوته. ولما راودوه عن أخذه، فبمجرد ما أخذوه أعدموهوغيبوه عن عينيه وجاؤوا وهم يتباكون، وعلى ما تملأوا يتواطؤن ولهذا {قَالَبَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُالْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}. وعندأهل الكتاب: أن روبيل أشار بوضعه في الجب ليأخذه من حيث لا يشعرون، ويردهإلى أبيه، فغافلوه وباعوه لتلك القافلة. فلما جاء روبيل آخر النهار ليخرجيوسف لم يجده فصاح وشق ثيابه. وعمد أولئك إلى جَدْيٍ فذبحوه ولطّخوا مندمه جبةَ يوسف. فلّما علم يعقوب شقَ ثيابه ولبس مئزراً أسود، وحزن علىابنه أياماً كثيرة. وهذه الركاكة جاءت من خطئهم في التعبير والتصوير. {وَجَاءَتْسَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَابُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَايَعْمَلُونَ، وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوافِيهِ مِنْ الزَّاهِدِينَ، وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَلامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُوَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُمِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّأَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ، وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُحُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}. يخبر تعالى عنقصة يوسف حين وضع في الجب أنه جلس ينتظر فرج الله ولطفه به فجاءت سيّارة،أي مسافرون.قال أهل الكتاب كانت بضاعتهم من الفستق والصنوبر والبطم،قاصدين ديار مصر، من الشام، فأرسلوا بعضهم ليستقوا من ذلك البئر، فلماأدلى أحدُهم دلوه، تعلَّق فيه يوسف.
الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 14:37 | |
| فلمارآه ذلك الرجل: {قَالَ يَا بُشْرَى} أي يا بشارتي {هَذَا غُلامٌوَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} أي اوهموا انه معهم غلام من جملة متجرهم،{وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}أي هو عالم بما تمالأ عليه اخوته وبما يُسِرُّهُ واجدوه، من انه بضاعةٌلهم، ومع هذا لا يغيّره تعالى، لماله في ذلك من الحكمة العظيمة، والقَدَرالسابق، والرحمة بأهل مصر، بما يجري الله على يدي هذا الغلام الذي يدخلهافي صورة أسير رقيق، ثم بعد هذا يملّكُه أزمة الأمورِ، وينفعهم الله به فيدنياهم وأخراهم بما لا يُحَدّ ولا يوصف. ولما استشعر أخوة يوسف بأخذالسيارة له، لحقوهم وقالوا: هذا غلامنا أبق منا فاشتروه منهم بثمن بخس، أيقليل نزر، وقيل: هو الزَّيف {دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنْالزَّاهِدِينَ}. قال ابنمسعود وابن عبَّاس ونوف البكالي والسُّدِّي وقتادة وعطية العوفي: باعوهبعشرين درهماً اقتسموها درهمين. وقال مجاهد: اثنان وعشرون درهماً. وقالعكرمة ومُحَمْد بن إسحاق: أربعون درهماً، فالله أعلم. عزيز مصر: {وَقَالَالَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} أيأحسني إليه {عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً} وهذا من لطف الله به ورحمته وإحسانه إليه بما يريد أن يؤهله له، ويعطيه من خيري الدنيا والآخرة. قالوا:وكان الذي اشتراه من أهل مصر عزيزها، وهو الوزير بها الذي {تكون} الخزائنمسلمة إليه. قال ابن إسحاق: واسمه أطفير بن روحيب، قال: وكان ملك مصريومئذ الريان بن الوليد، رجل من العماليق، قال: واسم امرأة العزيز راعيلبنت رعاييل. وقال غيره: كان اسمها زليخا، والظاهر أنه لقبها. وقيل: "فكا"بنت ينوس، رواه الثعلبي عن ابن هشام الرفاعي. وقال مُحَمْد بن إسحاق،عن مُحَمْد بن السائب، عن أبي الصالح، عن ابن عبَّاس: كان اسم الذي باعهبمصر، يعني الذي جلبه إليها مالك بن ذعر بن نويب بن عفقا بن مديان بنإبراهيم، فالله أعلم. وقال ابن إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود، قال:أفرس الناس ثلاثة: عزيز مصر حين قال لامرأته اكرمي مثواه، والمرأة التيقالت لأبيها عن موسى {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْاسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} وأبو بكر الصديق حين استخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. ثم قيل: اشتراه العزيز بعشرين ديناراً. وقيل: بوزنه مسكاً، ووزنه حريراً، ووزنه وَرِقاً. فالله أعلم. وقوله:{وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ} أي وكما قيضنا هذا العزيزوامرأته يحسنان إليه، ويعتنيان به مكنا له في أرض مصر {وَلِنُعَلِّمَهُمِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ} أي فهمها. وتعبير الرؤيا من ذلك {وَاللَّهُغَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}، أي إذا أراد شيئاً فإنه يقيض له أسباباً وأموراًلا يهتدي إليها العباد، ولهذا قال تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايَعْلَمُونَ}. {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}فدل على أن هذا كله كان وهو قبل بلوغ الأشد، وهو حد الأربعين الذي يوحيالله فيه إلى عباده النبيين عليهم الصلاة والسلام من رب العالمين. وقداختلفوا في مدة العمر الذي هو بلوغ الأشد، فقال مالك وربيعة وزيد بن أسلموالشَّعبي: هو الحلم، وقال سعيد بن جبير، ثماني عشرة سنة، وقال الضحاك:عشرون سنة، وقال عكرمة: خمس وعشرون سنة، وقال السُّدِّي: ثلاثون سنة. وقالابن عبَّاس ومجاهد وقتادة، ثلاث وثلاثون سنة، وقال الحسن أربعون سنة.ويشهد له قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَأَرْبَعِينَ سَنَةً}. إمرأة العزيز: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَفِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَلَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لايُفْلِحُ الظَّالِمُونَ، وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْرَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَوَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ، وَاسْتَبَقَاالْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَىالْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلا أَنْيُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِيوَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍفَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ، وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْدُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنْ الصَّادِقِينَ، فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُقُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّعَظِيمٌ، يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِكُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ}. يذكرتعالى ما كان من مراودة امرأة العزيز ليوسف عليه السلام عن نفسه، وطلبهامنه ما لا يليق بحاله ومقامه، وهي في غاية الجمال والمال والمنصب والشباب،وكيف غلقت الأبواب عليها وعليه، وتهيأت له، وتصنعت ولبست أحسن ثيابهاوأفخر لباسها، وهي مع هذا كله امرأة الوزير. قال ابن إسحاق: وبنت أختالملك الريان بن الوليد صاحب مصر. وهذا كله مع أن يوسف عليه السلامشابً بديع الجمال والبهاء، إلا انه نبي من سلالة الأنبياء، فعصمه ربُّه عنالفحشاء. وحماه عن مكر النساء. فهو سيد السادة النجباء السبعة الأتقياء.المذكورين في "الصحيحين" عن خاتم الأنبياء. في قوله عليه الصلاة والسلاممن رب الأرض والسماء: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمامعادل ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ورجل معلق قلبه بالمسجد إذا خرجمنه حتى يعود إليه ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجلتصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه وشاب نشأ في عبادةالله ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله". والمقصودأنها دعته إليها وحرصت على ذلك أشد الحرص، فقال: {مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُرَبِّي}. يعني زوجها صاحب المنزل سيدي {أَحْسَنَ مَثْوَايَ} أي احسن إليواكرم مقامي عنده {إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} وقد تكلمنا علىقوله: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَرَبِّهِ} بما فيه كفاية ومقنع في التفسير. الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 14:39 | |
| وأكثر أقوال المفسرين ها هنا متلقى من كتب أهل الكتاب فالإعراض عنه أولى بنا. والذييجب أن يعتقد أن الله تعالى عصمه وبرّأه ونزّهه عن الفاحشة وحماه عنهاوصانه منها. ولهذا قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَوَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}. {وَاسْتَبَقَاالْبَابَ} أي هرب منها طالباً الباب ليخرج منه فراراً منها فاتبعته فيأثره {وَأَلْفَيَا} أي وجدا {سَيِّدَهَا} أي زوجها {لَدَى الْبَابِ}،فبدرته بالكلام وحرّضته عليه {قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَبِأَهْلِكَ سُوءاً إِلا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. اتهمته وهيالمتهمة، وبرأت عرضها، ونزهت ساحتها، فلهذا قال يوسف عليه السلام: {هِيَرَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي} احتاج إلى أن يقول الحق عند الحاجة. {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا}قيل: كان صغيراً في المهد قاله ابن عبَّاس. وروي عن أبي هريرة، وهلال بنيساف، والحسن البصري، وسعيد بن جبير، والضحاك واختاره ابن جرير. وروى فيهحديثاً مرفوعاً عن ابن عبَّاس ووقفه غيره عنه. وقيل: كان رجلاً قريباًإلى أطفير بعلها. وقيل قريباً إليها. وممن قال: إنه كان رجلاً: ابن عبَّاسوعكرمة ومجاهد والحسن وقتادة والسُّدِّي ومُحَمْد بن إسحاق وزيد بن أسلم. فقال:{إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْالْكَاذِبِينَ}. أي لأنه يكون قد راودها فدافعته حتى قدَّت مقدم قميصه{وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنْالصَّادِقِينَ} أي لأنه يكون قد هرب منها فاتّبعته وتعلّقت فيه فانشققميصه لذلك، وكذلك كان. ولهذا قال تعالى: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّمِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} أي هذا الذي جرى من مكركن، أنتِ راودتيه عن نفسه. ثم اتهمته بالباطل. ثم أضرب بعلها عن هذا صفحاً، فقال: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}أي لا تذكره لأحد، لأنَّ كتمان مثل هذه الأمور هو الأليق والأحسن، وأمرهابالاستغفار لذنبها الذي صدر منها، والتوبة إلى ربِّها فإنَّ العبد إذا تابإلى الله تاب الله عليه. وأهل مصر وإن كانوا يعبدون الأصنام إلاّ انهميعلمون أن الذي يغفر الذنوب ويؤاخذ بها هو الله وحده لا شريك له في ذلك.ولهذا قال لها بعلها، وعذرها من بعض الوجوه، لأنها رأت ما لا صبر لها علىمثله، إلا انه عفيف نزيه برئ العرض سليم الناحية، فقال: {وَاسْتَغْفِرِيلِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِين}. {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِيالْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْشَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ، فَلَمَّاسَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَاعْتَدَتْ لَهُنَّمُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتْ اخْرُجْعَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّوَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌكَرِيمٌ، قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْرَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَاآمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ، قَالَ رَبِّالسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْعَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ،فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَالسَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. يذكر تعالى ما كان من قبل نساء المدينة، مننساء الأمراء، وبنات الكبراء في الطعن على امرأة العزيز، وعيبها والتشنيععليها، في مراودتها فتاها، وحبها الشديد له، وهو لا يساوي هذا، لأنه مولىمن الموالي، وليس مثله أهلاً لهذا، ولهذا قلن: {إِنَّا لَنَرَاهَا فِيضَلالٍ مُبِينٍ} أي في وضعها الشيء في غير محله. {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنّ}أي بتشنيعهن عليها والتنقص لها والإشارة إليها بالعيب، والمذمة بحبمولاها، وعشق فتاها، فأظهرن ذماً، وهي معذورة في نفس الأمر، فلهذا أحبت أنتبسط عذرها عندهن، وتتبيّن أن هذا الفتى ليس كما حسبن، ولا من قبيل مالديهن. فأرسلت إليهن فجمعتهن في منزلها، واعتدت لهن ضيافة مثلهن، وأحضرتفي جملة ذلك شيئاً مما يقطع بالسكاكين، كالأترجّ ونحوه، وأتت كل واحدةمنهن سكّيناً، وكانت قد هيّأت يوسف عليه السلام وألبسته أحسن الثياب، وهوفي غاية طراوة الشباب، وأمرته بالخروج عليهن بهذه الحالة، فخرج وهو أحسنمن البدر لا محالة. {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ} أي أعظمنهوأجللنه، وهِبْنَه، وما ظنن أن يكون مثل هذا في بني آدم، وبهرهن حسنه، حتىاشتغلن عن أنفسهن وجعلن يحززن في أيديهن بتلك السكاكين، ولا يشعرن بالجراح{وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ}. وقد جاء في حديث الإسراء "فمررت بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن". قالالسهيلي وغيره من الأئمة، معناه أنه كان على النصف من حسن آدم عليهالسلام. لأن الله تعالى خلق آدم بيده، ونفخ فيه من روحه، فكان في غايةنهايات الحسن البشري، ولهذا يدخل أهل الجنَّة الجنَّة على طول آدم وحسنه،ويوسف كان على النصف من حسن آدم، ولم يكن بينهما احسن منهما، كما أنه لمتكن أنثى بعد حَوَّاء أشبه بها من سارة امرأة الخليل عليه السلام. قالابن مسعود: وكان وجه يوسف مثل البرق، وكان إذا أتته امرأة لحاجة غطَّىوجهه. وقال غيره: كان في الغالب مبرقعاً، لئلا يراه الناس. ولهذا لما قدمعذر امرأة العزيز في محبتها لهذا المعنى المذكور، وجرى لهن وعليهن ما جرى،من تقطيع أيديهن بجراح السكاكين، وما ركبهن من المهابة والدهش عند رؤيتهومعاينته. {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} ثم مدحتهبالعفة التامة فقالت: {وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ}أي امتنع {وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَمِنَ الصَّاغِرِينَ}. وكان بقية النساء حرّضنه على السمع والطاعةلسيدته فأبى أشدّ الآباء، ونأى لأنه من سلالة الأنبياء، ودعا فقال: فيدعائه لرب العالمين، {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّايَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُإِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ}. يعني إن وكلتني إلى نفسي فليسلي من نفسي إلا العجز والضعف، ولا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً، إلا ما شاءالله، فأنا ضعيف، إلاّ ما قويتني وعصمتني وحفظتني وأحطتني بحولك وقوتك. الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 14:40 | |
| ولهذاقال تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّإِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَارَأَوْا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ، وَدَخَلَ مَعَهُالسِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراًوَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاًتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنْالْمُحْسِنِينَ، قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلانَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّاعَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَبِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ، وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَآبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْنُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَاوَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ، يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُالْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا أَسْمَاءًسَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْسُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلاإِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايَعْلَمُونَ، يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِيرَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْرَأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}. يذكرتعالى عن العزيز وامرأته أنهم بدا لهم، أي ظهر لهم من الرأي، بعد ما علموابراءة يوسف، أن يسجنوه إلى وقت، ليكون ذلك أقل لكلام الناس، في تلكالقضية، وأخمد لأمرها، وليظهروا أنه راودها عن نفسها، فسجن بسببها، فسجنوهظلماً وعدواناً. وكان هذا مما قدر الله له. ومن جملة ما عصمه به فإنهأبعد له عن معاشرتهم ومخالطتهم. ومن ها هنا استنبط بعض الصوفية ما حكاهعنهم الشافعي: أن من العصمة أن لا تجد!. قال الله {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ}قيل كان أحدهما ساقي الملك، واسمه فيما قيل: "نبوا". والآخر خبازه، يعنيالذي يلي طعامه، وهو الذي يقول له الترك (الجاشنكير) واسمه فيما قيل:"مجلث". كان الملك قد اتهمهما في بعض الأمور فسجنهما. فلما رأيا يوسف فيالسجن أعجبهما سمته وهديه، ودلّه وطريقته، وقوله وفعله، وكثرة عبادته ربه،وإحسانه إلى خلقه، فرأى كلّ واحد منهما رؤيا تناسبه. قال أهل التفسير:رأيا في ليلة واحدة، أما الساقي فرأى كأن ثلاث قضبان من حبلة، وقد أورقتوأينعت عناقيد العنب فأخذها، فاعتصرها في كأس الملك وسقاه. ورأى الخبازعلى رأسه ثلاث سلال من خبز، وضواري الطيور تأكل من السّلِّ الأعلى. فقصّاهاعليه وطلبا منه أن يعبرها لهما، وقالا: {إِنَّا نَرَاكَ مِنْالْمُحْسِنِينَ} فأخبرهما أنه عليم بتعبيرها خبير بأمرها {قَالَ لايَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِقَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا}. قيل: معناه مهما رأيتما من حلم فإني أعبره لكم قبل وقوعه فيكون كما أقول. وقيل:معناه إني أخبركما بما يأتيكما من الطعام، قبل مجيئه حلواً أو حامضاً، كماقال عيسى: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِيبُيُوتِكُمْ}. وقال لهما إن هذا من تعليم الله إياي لأني مؤمن به موحدله متبع ملة آبائي الكرام إبراهيم الخليل وإسحاق ويعقوب {مَا كَانَ لَنَاأَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِعَلَيْنَا} أي بأن هدانا لهذا {وَعَلَى النَّاسِ} أي بأن أمرنا ندعوهمإليه ونرشدهم وندلهم عليه وهو في فطرهم مركوز، وفي جبلّتهم مغروز{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ}. ثم دعاهم إلى التوحيد،وذمّ عبادةِ ما سوى اللهِ عزَّ وجلّ وصغّر أمر الأوثان، وحقّرها وضعّفأمرها، فقال: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌأَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاأَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُبِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ} أي المتصرف في خلقهالفعال لما يريد الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء {أَمَرَ أَلا تَعْبُدُواإِلا إِيَّاهُ} أي وحده لا شريك له و {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}، أيالمستقيم والصراط القويم {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} أي فهم لا يهتدون إليه مع وضوحه وظهوره. وكانتدعوته لهما في هذه الحال في غاية الكمال، لأن نفوسهما معظمة له منبعثة علىتلقي ما يقول بالقبول، فناسب أن يدعوهما إلى ما هو الأنفع لهما، مما سألاعنه وطلبا منه. ثم لما قام بما وجب عليه، وأرشد إلى ما أرشد إليه، قال {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً} قالوا: وهو الساقي {وَأَمَّاالآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ} قالوا: وهوالخباز {قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}. أي وقع هذا لا محالة، ووجب كونه على كل حالة. ولهذا جاء في الحديث "الرؤيا على رِجْلِ طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت". وقدروي عن ابن مسعود ومجاهد وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم "أنهما قالا لم نرشيئاً" فقال لهما: {قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَان}. {وَقَالَلِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَفَأَنسَاهُ الشّيْطان ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَسِنِينَ}. يخبر تعالى أن يوسف عليه السلام قال للذي ظنه ناجياً منهما وهو الساقي: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}يعني أذكر أمري وما أنا فيه من السّجن بغير جرم عند الملك. وفي هذا دليلعلى جواز السّعي في الأسباب. ولا ينافي ذلك التوكل على ربِّ الأرباب. وقوله {فَأَنسَاهُ الشّيْطان ذِكْرَ رَبِّهِ}،أي فأنسي الناجي منهما الشّيْطان، أن يذكر ما وصّاه به يوسف عليه السلام.قاله مجاهد ومُحَمْد بن إسحاق وغير واحد وهو الصواب، وهو منصوص أهل الكتاب. {فَلَبِثَ}يوسف {فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} والبضع ما بين الثلاث إلى التسع.وقيل إلى السبع. وقيل إلى الخمس. وقيل ما دون العشرة. حكاها الثعلبي.ويقال بضع نسوة. وبضعة رجال. ومنع الفّراء استعمال البضع فيما دون العشر،قال: وإنما يقال نيّف. وقال الله تعالى: {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَسِنِينَ} وقال تعالى: {فِي بِضْعِ سِنِينَ} وهذا رد لقوله. قالالفراء: ويقال بضعة عشر، وبضعة وعشرون إلى التسعين، ولا يقال: بضع ومائة،وبضع وألف، وخالف الجوهري فيما زاد على بضعة عشر، فمنع أن يقال: بضعةوعشرون إلى تسعين. وفي الصحيح "الإيمان بضع وستون شعبة، وفي رواية: وسبعونشعبة، وأعلاها: قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق". ومنقال: إن الضمير في قوله {فَأَنسَاهُ الشّيْطان ذِكْرَ رَبِّهِ} عائد علىيوسف فقد ضعف ما قاله، وإن كان قد روي عن ابن عبَّاس وعكرمة. الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 14:42 | |
| والحديثالذي رواه ابن جرير في هذا الموضع ضعيف من كل وجه، تفرد بإسناده إبراهيمبن يزيد الخوري المكي وهو متروك، ومرسل الحسن وقتادة لا يقبل، ولا ها هنابطريق الأولى والأحرى، والله أعلم. فأما قول ابن حبان في "صحيحه" عندذكر السبب الذي من أجله لبث يوسفُ في السجن ما لبث: أخبرنا الفضل بنالحباب الجحمي، حَدَّثَنا مسدد بن مسرهد، حَدَّثَنا خالد بن عبد الله،حَدَّثَنا مُحَمْد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم "رحم الله يوسف لولا الكلمة التي قالها "اذكرني عندربك" ما لبث في السجن ما لبث، ورحم الله لوطاً، إن كان ليأوي إلى ركنشديد، إذ قال لقومه "لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد" قال: فما بعثالله نبياً بعده إلا في ثروة من قومه". فإنه حديث منكر من هذا الوجه،ومُحَمْد بن عمرو بن علقمة له أشياء ينفرد بها وفيها نكارة، وهذه اللفظةمن أنكرها وأشدِّها. والذي في "الصحيحين" يشهد بغلطها، والله أعلم. {وَقَالَالْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌعِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَاالْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ،قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلَامِبِعَالِمِينَ، وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَاِدَّكَرَ بَعْدَأُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِي، يُوسُفُأَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍيَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِسُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِلَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ، قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَاحَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلا قَلِيلا مِمَّا تَأْكُلُون،ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَاقَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلا قَلِيلا مِمَّا تُحْصِنُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْبَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}. هذاكان من جملة أسباب خروج يوسف عليه السلام من السجن على وجه الاحتراموالإكرام، وذلك أن ملك مصر وهو الريان بن الوليد بن ثروان بن اراشه بنفاران بن عمرو بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح رأى هذه الرؤيا. قال أهلالكتاب: رأى كأنه على حافة نهر، وكأنه قد خرج منه سبع بقرات سمان، فجعلنيرتعن في روضةٍ هناك فخرجت سبع هزال ضعاف من ذلك النهر، فرتعن معهن ثم ملنعليهن فأكلتهن فاستيقظ مذعوراً. ثم نام فرأى سبع سنبلات خضر في قصبةواحدة، وإذا سبع أُخر دقاق يابسات، فأكلنهن فاستيقظ مذعوراً. فلما قصهاعلى ملأه وقومه، لم يكن فيهم من يحسن تعبيرها بل {قَالُوا أَضْغَاثُأَحْلامٍ} أي أخلاط أحلام من الليل، لعلّها لا تعبير لها، ومع هذا فلاخبرة لنا بذلك، ولهذا قالوا: {وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلَامِبِعَالِمِينَ} فعند ذلك تذكرالناجي منهما الذي وصّاه يوسف بأن يذكره عند ربه فنسيه إلى حينه هذا. وذلكعن تقدير الله عز وجل، وله الحكمة في ذلك، فلما سمع رؤيا الملك، ورأى عجزالناس عن تعبيرها، تذكر أمر يوسف، وما كان أوصاه به من التذكار. ولهذاقال تعالى: {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا} أي تذكر {بَعْدَ أُمَّةٍ}أي بعد مدة من الزمان، وهو بضع سنين، وقرأ بعضهم، كما حكي عن ابن عبَّاسوعكرمة والضحاك: {وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} أي بعد نسيان، وقرأها مجاهد{بَعْدَ أُمَّةٍ} بإسكان الميم، وهو النسيان أيضاً، يقال أمِهَ الرجل يأمَه أمهاً وأمها، إذا نسي. قال الشاعر: أمِهْتُ وكنتُ لا أنسى حديثاً *** كذاكَ الدّهرُ يزري بالعُقُولِ فقاللقومه وللملك {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِي}، أيفأرسلوني إلى يوسف، فجاءه فقال: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَافِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ يَأْكُلُهُنَّسَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّيأَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ}. وعندأهل الكتاب أن الملك لما ذكره له الساقي استدعاه إلى حضرته وقص عليه مارآه ففسره له، وهذا غلط، والصواب: ما قصّه الله في كتابه القرآن لا ماعرَّبه هؤلاءِ الجهلة الثيران، من فري وهذيان. فبذل يوسف عليه السلامما عنده من العلم بلا تأخر ولا شرط ولا طلب الخروج سريعاً، بل أجابهم إلىما سألوا، وعبّر لهم ما كان من منام الملك الدّال على وقوع سبع سنين منالخصب ويعقبهما سبع جدب: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِيُغَاثُ النَّاسُ} يعني يأتيهم الغيث والخصب والرفاهية {وَفِيهِيَعْصِرُونَ} يعني ما كانوا يعصرونه من الأقصاب والأعناب والزيتون والسمسم وغيرها. فعبّرلهم. وعلى الخير دلّهم وأرشدهم، إلى ما يعتمدونه في حالتي خصبهم وجَدْبِهموما يفعلونه من ادّخار حبوب سنّى الخصب في السبع الأول في سنبله، إلاّ مايرصد بسبب الأكل ومن تقليل البذر في سني الجدب في السبع الثانية، إذالغالب على الظن أنه لا يرد البذر من الحقل. وهذا يدل على كمال العلموكمال الرأي والفهم. {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّاجَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُالنِّسْوَةِ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّعَلِيمٌ، قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتْامْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَنْنَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ، ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْأَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ،وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَارَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ}. لما أحاط الملك علماًبكمال علم يوسف عليه الصلاة والسلام وتمام عقله ورأيه السُّدِّيد وفهمه،أمر بإحضاره إلى حضرته، ليكون من جملة خاصته، فلما جاءه الرَّسول بذلك أحبأن لا يخرج حتى يتبين لكل أحد انه حبس ظلماً وعدواناً، وأنه بريء السَّاحةمما نسبوه إليه بهتاناً {قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} يعني الملك{فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّإِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ} قيل:معناه إن سيدي العزيز يعلم براءتي مما نسب إليّ، أي فمر الملك فليسألهن:كيف كان امتناعي الشديد عند مراودتهن إياي؟ وحثهن لي على الأمر الذي ليسبرشيد ولا سديد؟ فلما سئلن عن ذلك اعترفن بما وقع من الأمر، وما كان منه من الأمر الحميد و{قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ}. فعندذلك {قَالَتْ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ} وهي زليخا: {الآنَ حَصْحَصَالْحَقُّ}. أي: ظهر وتبيّن ووضح، والحق أحق أن يتبع {أَنَا رَاوَدتُّهُعَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ} أي فيما يقوله من أنه بريء وأنه لم يراودني وأنه حبس ظلماً وعدواناً وزوراً وبهتاناً. وقوله {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ}قيل إنه من كلام يوسف أي إنما طلبت تحقيق هذا ليعلم العزيز أني لم أخنهبظهر الغيب. وقيل إنه من تمام كلام زليخا، أي: إنما اعترفت بهذا ليعلمزوجي أني لم أخنه في نفس الأمر، وإنما كان مراودة لم يقع معها فعل فاحشة. وهذا القول هو الذي نصره طائفة كثيرة من أئمة المتأخرين وغيرهم، ولم يحك ابن جرير وابن أبي حاتم سوى الأول.
الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 14:43 | |
| {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ}قيل: إنه من كلام يوسف، وقيل: من كلام زليخا، وهو مفرع على القولينالأولين. وكونه من تمام كلام زليخا أظهر وأنسب وأقوى، والله أعلم. {وَقَالَالْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُقَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ، قَالَ اجْعَلْنِيعَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ، وَكَذَلِكَ مَكَّنَّالِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُبِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ،وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}. لماظهر للملك براءة عرضه، ونزاهة ساحته عما كانوا أظهروا عنه مما نسبوه إليهقال {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} أياجعله من خاصّتي ومن أكابر دولتي، ومن أعيان حاشيتي، فلمّا كلمّه وسمعمقاله وتبين حاله {قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} أيذو مكانة وأمانة. {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّيحَفِيظٌ عَلِيمٌ} طلب أنيوليه النظر فيما يتعلق بالأهراء لما يتوقع من حصول الخلل فيما بعد مضيسبع سنّى الخصب، لينظر فيها بما يرضي الله في خلقه من الاحتياط لهم والرفقبهم، وأخبر الملك إنه حفيظ، أي قوي على حفظ ما لديه أمين عليه، عليم بضبطالأشياء ومصالح الأهراء. وفي هذا دليل على جواز طلب الولاية لمن علم من نفسه الأمانة والكفاءة. وعندأهل الكتاب أن فرعون عظّم يوسف عليه السلام جدّاً، وسلطه على جميع أرض مصروألبسه خاتمه، وألبسه الحرير وطوّقه الذهب وحمله على مركبه الثاني، ونوديبين يديه، أنت ربُّ ومسلط، وقال له: لست أعظم منك إلا بالكرسي. قالوا: وكان يوسف إذ ذاك ابن ثلاثين سنة، وزوجه امرأة عظيمة الشأن. وحكى الثعلبي أنه عزل قطفير عن وظيفته، وولاها يوسف. وقيل: إنه مات، زوَّجَهُ امرأتَهُ زليخا، فوجَدها عذراء لأن زوجها كان لا يأتي النساء، فولدت ليوسف عليه السلام رجلين، وهما: أفرايم، ومنسا. قال: واستوثق ليوسف ملك مصر، وعمل فيهم بالعدل فأحبَّه الرجال والنساء. وحكيأنَّ يوسف كان يوم دخل على الملك عمره ثلاثين سنة، وأن الملك خاطبه بسبعينلغة، وفي كل ذلك يجاوبه بكل لغة منها، فأعجبه ذلك مع حداثة سنّهِ فاللهأعلم. قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِيَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ} أي بعد السجن والضيق والحصر صار مطلقالركاب بديار مصر، {يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ} أي أين شاء حل منها مكرماً محسوداً معظماً. {نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} من أي هذا كله من جزاء الله وثوابه للمؤمن، مع ما يدّخر له في آخرته من الخير الجزيل والثواب الجميل. ولهذا قال: {وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}.ويقال: إن قطفير زوج زليخا كان قد مات فولاه الملك مكانه وزوجه امراته زليخا فكان وزير صدق. وذكر مُحَمْد بن إسحاق أن صاحب مصر - الوليد بن الريان - أسلم على يدي يوسف عليه السلام والله أعلم. وقد قال بعضهم: وراءَ مضيقِ الخوفِ متّسع الأَمن ** وأولُ مفروحٍ به غايةُ الحزْن فلا تيأسَنْ فالله ملّك يوسُفاً ** خزائنَه بعدَ الخلاصِ من السِّجن {وَجَاءَإِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُمُنكِرُون، ولَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍلَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاخَيْرُ الْمُنزِلِينَ، فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْعِندِي وَلا تَقْرَبُونِي، قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّالَفَاعِلُونَ، وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِيرِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُوا إِلَىأَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. يخبرتعالى عن قدوم أخوة يوسف عليه السلام إلى الديار المصرية يمتارون طعاماً،وذلك بعد إتيان سنّى الجدب وعمومها على سائر العباد والبلاد. وكان يوسفعليه السلام إذ ذاك الحاكم في أمور الديار المصرية ديناً ودنيا. فلمادخلوا عليه عرفهم ولم يعرفوه لأنهم لم يخطر ببالهم ما صار إليه يوسف عليهالسلام من المكانة والعظمة فلهذا عرفهم وهم له منكرون. وعند أهلالكتاب: أنهم لما قدموا عليه سجدوا له، فعرفهم وأراد أن لا يعرفوه، فأغلظلهم في القول، وقال: أنتم جواسيس، جئتم لتأخذوا خير بلادي. فقالوا: معاذالله إنما جئنا نمتار لقومنا من الجهد والجوع الذي أصابنا، ونحن بنو أبٍواحدٍ من كنعان، ونحن اثنا عشر رجلاً، ذهب منّا واحدٌ وصغيرنا عند أبينا،فقال: لا بد أن استعلم أمركم. وعندهم: أنه حبسهم ثلاثة أيام، ثم أخرجهموأحتبس شمعون عنده ليأتوه بالأخ الآخر وفي بعض هذا نظر. قال الله تعالى{وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ} أي أعطاهم من الميرة ما جرت بهعادته في إعطاء كلّ إنسان حِمْلَ بعيرٍ لا يزيده عليه {قَالَ ائْتُونِيبِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ} وكانقد سألهم عن حالهم وكم هم، فقالوا: كنا إثني عشر رجلاً، فذهب منا واحدوبقي شقيقه عند أبينا، فقال: إذا قدمتم من العام المقبل فأتوني به معكم. {أَلاتَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنزِلِينَ} أي قدأحسنت نزلكم وقِرَاكم، فرغَّبهم ليأتوه به، ثم رهّبهم إن لم يأتوه به،قال: {فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاتَقْرَبُونِي} أي فلست أعطيكم ميرة، ولا أقربكم بالكلية، عكس ما أسدى إليهم أولاً. فاجتهد في إحضاره معهم، ليبلِّ شوقه منه بالترغيب والترهيب {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ} أي سنجتهد في مجيئه معنا، وإتيانه إليك بكل ممكن {وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ} أي وإنا لقادرون على تحصيله. ثمأمر فتيانه أن يضعوا بضاعتهم، وهي ما جاؤا به يتعوّضون به عن الميرة، فيأمتعتهم من حيث لا يشعرون بها {لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَاانقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}قيل: أراد أن يردوها إذا وجدوها في بلادهم. وقيل: خشي أن لا يكون عندهم مايرجعون به مرة ثانية. وقيل: تذمم أن يأخذ منهم عوضاً عن الميرة. وقد اختلف المفسرون في بضاعتهم، على أقوال سيأتي ذكرها. وعند أهل الكتاب: أنها كانت صرراً من وَرِق، وهو أشبه والله أعلم. الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 14:45 | |
| {فَلَمَّارَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُفَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ، قَالَهَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلا كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْقَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ،وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْقَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَاوَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ، قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِيمَوْثِقاً مِنْ اللَّهِ لَتَأْتُونَنِي بِهِ إِلا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْفَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ،وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْأَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍإِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِفَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ، وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُأَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْشَيْءٍ إِلا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُوعِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}. يذكر تعالى ما كان من أمرهم بعد رجوعهم إلى أبيهم، وقولهم له: {مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ} أي بعد عامنا هذا إن لم ترسل معنا أخانا، فإن أرسلته معنا لم يمنع منا.
{وَلَمَّافَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوايَا أَبَانَا مَا نَبْغِي} أي: أي شيء نريد وقد ردت إلينا بضاعتنا{وَنَمِيرُ أَهْلَنَا} أي نمتار لهم، ونأتيهم بما يصلحهم في سنتهمومَحْلِهم {وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ} بسببه {كَيْلَ بَعِيرٍ}. قال الله تعالى: {ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ} أي في مقابلة ذهاب ولده الآخر. وكان يعقوب عليه السلام اضنّ شيء بولده بنيامين، لأنه كان يشمّ فيه رائحة أخيه، ويتسلّى به عنه، ويتعوض بسببه منه. فلهذاقال: {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِي مَوْثِقاً مِنْاللَّهِ لَتَأْتُونَنِي بِهِ إِلا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} أي إلاّ أن تغلبواكلكم عن الإتيان به {فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَىمَا نَقُولُ وَكِيلٌ}. أكدّالمواثيق، وقرّر العهود، واحتاط لنفسه في ولده، ولن يغني حَذَرٌ من قَدَر.ولولا حاجته وحاجة قومه إلى الميرة لما بعثّ الولد العزيزَ، ولكنَّالأقدار لها أحكام، والرب تعالى يقدر ما يشاء، ويختار ما يريد، ويحكم مايشاء وهو الحكيم العليم. ثم أمرهم أن لا يدخلوا المدينة من بابٍ واحد،ولكن ليدخلوا من أبواب متفرقة. قيل: أراد أن لا يصيبهم أحد بالعين وذلكلأنّهم كانوا أشكالاً حسنة، وصوراً بديعة. قال ابن عبَّاس ومُحَمْد بن كعبوقتادة والسُّدِّي والضحاك. وقيل: أراد أن يتفرّقوا لعلهم يجدون خبرليوسف، أو يُحَدَّثُون عنه بأثر. قال إبراهيم النخعي. والأول اظهر، ولهذاقال: {وَمَا أُغْنِي عَنكُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ}.وقال تعالى{وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِيعَنْهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَقَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَالنَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}. وعند أهل الكتاب: أنه بعث معهم هدية إلى العزيز، من الفستق واللوز والصنوبر والبطم والعسل، وأخذوا الدّراهم الأولى، وعوضاً آخر. {وَلَمَّادَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَفَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، فَلَمَّا جَهَّزَهُمْبِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَمُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ، قَالُواوَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ، قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَالْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ،قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِوَمَا كُنَّا سَارِقِينَ، قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنتُمْكَاذِبِينَ، قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ، فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَوِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَكِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاأَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِيعِلْمٍ عَلِيمٌ، قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْقَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَأَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً وَالله أعلم بِمَا تَصِفُونَ قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَامَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ، قَالَ مَعَاذَ اللَّهِأَنْ نَأْخُذَ إِلا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاًلَظَالِمُونَ}. يذكرتعالى ما كان من أمرهم حين دخلوا بأخيهم بنيامين على شقيقه يوسف وإيوائهإليه وإخباره له سرّاً عنهم بأنه أخوه، وأمره بكتم ذلك عنهم، وسلاّه عماكان منهم من الإساءة إليه. ثم احتال على أخذه منهم، وتركه إياه عندهدونهم، فأمر فتيانه بوضع سقايته. وهي التي كان يشرب بها ويكيل بها الناسالطعام، عن غرة في متاع بنيامين. ثم أعلمهم بأنهم قد سرقوا صُواع الملك،ووعدهم جعالة على ردِّه حِمْل بعير، وضمّنه المنادي لهم، فأقبلوا على مناتهمهم بذلك فأنبوه وهجّنوه فيما قاله لهم: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْعَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ} يقولون: أنتم تعلمون منا خلاف ما رميتمونا له من السّرقة. {قَالُوافَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنتُمْ كَاذِبِينَ، قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَفِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ}. وهذهكانت شريعتهم أن السّارق يدفع إلى المسروق منه ولهذا قالوا: {كَذَلِكَنَجْزِي الظَّالِمِينَ}. قال الله تعالى: {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْقَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ} ليكونذلك أبعد للتهمة، وأبلغ في الحيلة، ثم قال الله تعالى: {كَذَلِكَ كِدْنَالِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ} أي لولااعترافهم بأنّ جزاءه {مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ} لما كانيقدر يوسف على أخذه منهم في سياسة ملك مصر {إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُنَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} أي في العلم {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍعَلِيمٌ}. وذلك لأنّ يوسفكان أعلم منهم، وأتم رأياً، وأقوى عزماً وحزماً، وإنما فعل ما فعل عن أمرالله له في ذلك لأنه يترتب على هذا الأمر مصلحة عظيمة بعد ذلك، من قدومأبيه وقومه عليه، ووفودهم إليه. فلما عاينوا استخراج الصّواع من حملبنيامين {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ}يعنون يوسف. قيل كان قد سرق صنم جدّه، أبي أمه، فكسره. وقيل: كانت عمته قدعلقت عليه بين ثيابه، وهو صغير، منطقة كانت لإسحاق، ثم استخرجوها من بينثيابه، وهو لا يشعر بما صنعت، وإنما أرادت أن يكون عندها، وفي حضانتهالمحبتها له. وقيل: كان يأخذ الطّعام من البيت فيطعمه الفقراء. وقيل: غيرذلك. فلهذا {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُفَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ} وهي كلمته بعدها، وقوله {أَنْتُمْشَرٌّ مَكَاناً وَالله أعلم بِمَا تَصِفُونَ} أجابهم سرّاً لا جهراً،حلماً وكرماً وصفحاً وعفواً، فدخلوا معه في الترفق والتعطف، فقالوا: {يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَامَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ، قَالَ مَعَاذَ اللَّهِأَنْ نَأْخُذَ إِلا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاًلَظَالِمُونَ} أي إن أطلقنا المتهم وأخذنا البريء. هذا ما لا نفعله ولانسمح به، وإنما نأخذ من وجدنا متاعنا عنده. الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 14:46 | |
| وعند أهل الكتاب: أن يوسف تعرّف إليهم حينئذ وهذا مما غلطوا فيه ولم يفهموه جيّداً. {فَلَمَّااسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْتَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنْاللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَالأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَخَيْرُ الْحَاكِمِينَ، ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَاإِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّالِلْغَيْبِ حافِظِينَ، وَاسْأَلْ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَاوَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ، قَالَ بَلْسَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُأَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ،وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْعَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ، قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُتَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنْالْهَالِكِينَ، قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِوَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ، يَا بَنِيَّ اذْهَبُوافَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِاللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُالكَافِرُونَ}. يقول تعالى مخبراً عنهم: إنهم لما استيأسوا من أخذه منهخلصُوا يتناجون فيما بينهم، قال كبيرهم، وهو روبيل: {أَلَمْ تَعْلَمُواأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنْ اللَّهِ} .لتأتنني به الا أن يحاط بكم؟ لقد أخلفتم عهده وفرطتم فيه كما فرطتم فيأخيه يوسف من قبله فلم يبق لي وجه أقابله به {فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ}أي لا أزال مقيماً ها هنا {حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي} في القدوم عليه{أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي} بأن يقدّرني على ردِّ أخي إلى أبي {وَهُوَخَيْرُ الْحَاكِمِينَ}. {ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَاأَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ} أي أخبروه بما رأيتم من الأمر في الظاهرالمشاهدة {وَمَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِحافِظِينَ، وَاسْأَلْ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَالَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا}. أي فإن هذا الذي أخبرناك به - من أخذهمأخانا، لأنه سرق - أمر اشتهر بمصر وعلمه العير التي كنا نحن وهم هناك{وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}. {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْأَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} أي ليس الأمر كما ذكرتم لم يسرق فإنه ليس سجيةله، ولا {هو} خلقه، وإنما {سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌجَمِيلٌ}. قالابن إسحاق وغيره: لما كان التفريط منهم في بنيامين مترتباً على صنيعهم فييوسف، قال لهم ما قال، وهذا كما قال بعض السلف: إن من جزاء السيئة السيئةبعدها!. ثم قال: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً}.يعني يوسف وبنيامين وروبيل {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ} أي بحالي وما أنافيه من فراق الأحبة {الْحَكِيمُ} فيما يقدره ويفعله وله الحكمة البالغة والحجة القاطعة. {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ} أي أعرض عن بنيه { وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} ذكّره حزنه الجديد بالحزن القديم، وحرّك ما كان كامناً، كما قال بعضهم: نقّلْ فؤادَكَ حيثُ شئتَ منَ الهوى ** ما الحبّ إلاّ لِلحبيبِ الأوّلِ وقال آخر: لَقَدْ لاَمَني عندَ القُبورِ عَلى البُكا *** رَفيقي لتذْرافِ الدّموعِ السّوافكِ فقالَ: أتبكي كلّ قبر رأيتَه ** لقبرٍ ثوى بينَ اللّوى فالدكادِكِ فقلتُ له: إن الأَسى يبعثُ الأسى ** فَدعْني فهذَا كلّهُ قبرُ مالِكِ وقوله: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ} أي من كثرة البكاء {فَهُوَ كَظِيمٌ} أي مكظم من كثرة حزنه وأسفه وشوقه إلى يوسف. فلمارأى بنوه ما يقاسيه من الوجد وألم الفراق {قَالُوا} له على وجه الرحمة لهوالرأفة به والحرص عليه {تَا للَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىتَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنْ الْهَالِكِينَ}. يقولون: لا تزال تتذكره حتى ينحل جسدك، وتضعف قوّتك، فلو رفقت بنفسك كان أولى بك. {قَالَإِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِمَا لا تَعْلَمُونَ} يقول لبنيه: لست أشكو إليكم ولا إلى أحد من الناس، ماأنا فيه، إنما أشكو إلى الله عز وجل، واعلم أن الله سيجعل لي مما أنا فيهفرجاً ومخرجاً، وأعلم أن رؤيا يوسف لا بد أن تقع، ولا بد أن أسجد له أناوأنتم حسب ما رأى، ولهذا قال: {وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لاتَعْلَمُونَ}. ثم قال لهم محرضاً على تطلب يوسف وأخيه، وأن يبحثوا عنأمرهما {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاتَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِإِلا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ} أي لا تيئسوا من الفرج بعد الشدة، فإنه لاييأس من روح الله وفرجه وما يقدره من المخرج في المضايق إلا القومالكافرون. الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 14:48 | |
| تابع قصة سيدنا يوسف وإمرأة العزيز {فَلَمَّادَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَاالضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَوَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ، قَالَهَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْجَاهِلُونَ، قَالُوا أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُوَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِوَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ، قَالُواتَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ،قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىوَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ}. يخبرتعالى عن رجوع إخوة يوسف إليه وقدومهم عليه ورغبتهم فيما لديه من الميرةوالصدقة عليهم بردّ أخيهم بنيامين إليهم {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِقَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ} أي منالجدب وضيق الحال وكثرة العيال {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ }أي ضعيفة لا يقبل مثلها منا إلا أن يتجاوز عنّا قيل: كانت دراهم رديئة.وقيل: قليلة. وقيل حب الصنوبر، وحب البطم ونحو ذلك. وعن ابن عبَّاس: كانتخَلَقَ الغِرَائِرِ والحبال، ونحو ذلك. {فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ}قيل: بقبولها، قال السُّدِّي. وقيل: بردّ أخينا إلينا، قاله ابن جُرَيْج.وقال سفيان بن عُيينة: إنما حرمت الصدقة على نبينا محمد صلى الله عليهوسلم ونزع بهذه الآية رواه ابن جرير. فلما رأى ما هم فيه من الحال وماجاؤا به مما لم يبق عندهم سواه، من ضعيف المال، تعرف إليهم وعطف عليهم،قائلاً: لهم عن أمر ربه وربهم. وقد حسر لهم عن جبينه الشريف وما يحويه منالحال الذي يعرفون فيه {هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَوَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ}. {قَالُوا} وتعجبوا كل العجب، وقدترددوا إليه مراراً عديدة، وهم لا يعرفون أنه هو {أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ }. {قَالَأَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي} يعني أنا يوسف الذي صنعتم معه ما صنعتم، وسلفمن أمركم فيه ما فرطتم، وقوله {وَهذَا أَخِي} تأكيد لما قال، وتنبيه علىما كانوا اضمروا لهما من الحسد، وعملوا في أمرهما من الاحتيال، ولهذا قال:{قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا}، أي بإحسانه إلينا وصدقته علينا، وإيوائهلنا وشدّه معاقد عزنا، وذلك بما أسلفنا من طاعة ربنا، وصبرنا على ما كانمنكم إلينا وطاعتنا وبرنا لأبينا، ومحبته الشديدة لنا وشفقته علينا{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَالْمُحْسِنِينَ}.
{قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا} أي فضلك، وأعطاك ما لم يعطنا {وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ}. أي فيما أسدينا إليك، وها نحن بين يديك. {قَالَلا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ} أي لست أعاتبكم على ما كان منكم بعديومكم هذا، ثم زادهم على ذلك فقال: {الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْوَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}. ومن زعم أن الوقف على قوله {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ}، وابتدأ بقوله {الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} فقوله ضعيف، والصحيح الأول. ثمأمرهم بأن يذهبوا بقميصه، وهو الذي يلي جسده فيضعوه على عيني أبيه، فإنهيرجع إليه بصره، بعد ما كان ذهب بإذن الله، وهذا من خوارق العادات ودلائلالنبوات وأكبر المعجزات. ثم أمرهم أن يتحملوا بأهلهم أجمعين إلى ديار مصر إلى الخير والدعة وجمع الشمل بعد الفرقة على أكمل الوجوه وأعلى الأمور. {وَلَمَّافَصَلَتْ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاأَنْ تُفَنِّدُونِي، قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَالْقَدِيمِ، فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِفَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنْاللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ، قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَاذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ، قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْرَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}. قال عبد الرزاق: أنبأناإسرائيل، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، سمعت ابن عبَّاس يقول:{وَلَمَّا فَصَلَتْ الْعِيرُ}، قال: لما خرجت العير هاجت ريح، فجاءت يعقوببريح قميص يوسف فقال: {إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْتُفَنِّدُونِي} قال: فوجد ريحه من مسيرة ثلاثة أيام. وكذا رواه الثوري وشعبة وغيرهم عن أبي سنان به. وقال الحسن البصري وابن جُرَيْج المكي: كان بينهما مسيرة ثمانين فرسخاً، وكان له منذ فارقه ثمانون سنة. وقوله{لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِي} أي تقولون: إنما قلت هذا من الفند، وهوالخرف، وكبر السن. قال ابن عبَّاس وعطاء ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة:{تُفَنِّدُونِي} تسفّهون. وقال مجاهد أيضاً والحسن : تهرمّون. {قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ} الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 14:50 | |
| قال قتادة والسُّدِّي: قالوا له كلمة غليظة. قالالله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِفَارْتَدَّ بَصِيراً} أي بمجرّد ما جاء ألقى القميص على وجه يعقوب، فرجعمن فوره بصيراً بعد ما كان ضريراً، وقال لنبيه عند ذلك {أَلَمْ أَقُلْلَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} أي أعلم أن الله سيجمع شملي بيوسف وستقر عيني به وسِيرِيني فيه ومنه ما يسرني. فعندذلك {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّاخَاطِئِينَ} طلبوا منه أن يستغفر لهم الله عز وجل عما كانوا فعلوا، ونالوامنه ومن أبيه، وما كانوا عزموا عليه. ولما كان من نيتهم التوبة قبل الفعلوفقّهم الله للاستغفار عند وقوع ذلك منهم فأجابهم أبوهم إلى ما سألوا، وماعليه عوّلوا قائلاً {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَالْغَفُورُ الرَّحِيمُ}. قال ابن مسعود وإبراهيم التيمي وعمرو بن قيسوابن جُرَيْج وغيرهم، أرجأهم إلى وقت السحر. قال ابن جرير: حدثني أبوالسائب، حَدَّثَنا ابن إدريس قال: سمعت عبد الرحمن بن إسحاق يذكر عن محاربابن دثار قال: كان عمر يأتي المسجد فسمع إنساناً يقول: "اللهم دعوتنيفأجبت، وأمرتني فأطعت، وهذا السَّحر فاغفر لي" قال: فاستمع إلى الصوت،فإذا هو من دار عبد الله بن مسعود، فسأل عبد الله عن ذلك؟ فقال: إن يعقوبأخّر بنيه إلى السّحر. بقوله: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي}. وقدقال الله تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}. وثبتفي "الصحيحين" عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا كل ليلةإلى سماء الدنيا، فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل منمستغفر فأغفر له".وقد ورد في حديث "أن يعقوب أرجأ بنيه إلى ليلة الجمعة". قالابن جرير: حدثني المثنى؛ قال: حَدَّثَنا سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوبالدمشقي، حَدَّثَنا الوليد، أنبأنا ابن جُرَيْج، عن عطاء وعكرمة عن ابنعبَّاس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سوف استغفر لكم ربي"يقول: حتىليلة الجمعة وهو قول أخي يعقوب لبنيه.وهذا غريب من هذا الوجه وفي رفعه نظروالأشبه أن يكون موقوفاً على ابن عبَّاس رضي الله عنهما. {فَلَمَّادَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوامِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ، وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِوَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايمِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْأَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنْ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِأَنْ نَزَغَ الشّيْطان بَيْنِي وَبَيْنَ اخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌلِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ، رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِيمِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِتَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}. هذاإخبار عن حال اجتماع المتحابين بعد الفرقة الطويلة التي قيل: إنها ثمانونسنة، وقيل: ثلاث وثمانون سنة، وهما روايتان عن الحسن. وقيل: خمس وثلاثونسنة، قاله قتادة. وقال مُحَمْد بن إسحاق: ذكروا أنه غاب عنه ثماني عشرةسنة. قال: وأهل الكتاب يزعمون أنه غاب عنه أربعين سنة. وظاهر سياقالقصة يرشد إلى تحديد المدة تقريباً، فإنَّ المرأة راودته، وهو شاب ابنسبع عشرة سنة، فيما قاله غير واحد، فامتنع فكان في السجن بضع سنين، وهيسبع عند عكرمة وغيره. ثم أخرج فكانت سنوات الخصب السبع، ثم لما امحل الناسفي السبع البواقي جاء اخوتهم يمتارون في السنة الأولى وحدهم، وفي الثانيةومعهم أخوه بنيامين، وفي الثالثة تعرّف إليهم وأمرهم بإحضار أهلهم أجمعين،فجاؤا كلهم. {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِأَبَوَيْهِ} اجتمع بهم خصوصاً وحدهما دون اخوته {وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَإِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}. قيل: هذا من المقدم والمؤخر، تقديره قالادخلوا مصر وآوى إليه أبويه. وضعفه ابن جرير وهو معذور. وقيل: بل تلقاهماوآواهما في منزل الخيام، ثم لما اقتربوا من باب مصر قال {ادْخُلُوا مِصْرَإِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}. قاله السُّدِّي: ولو قيل: إن الأمر لايحتاج إلى هذا أيضاً، وانه ضمن قوله: ادخلوا بمعنى: اسكنوا مصر، أو أقيموابها {إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} لكان صحيحاً مليحاً أيضاً. وعندأهل الكتاب: أن يعقوب لما وصل إلى أرض جاشر - وهي أرض بلبيس - خرج يوسفلتلقيه، وكان يعقوب قد بعث ابنه يهوذا بين يديه مبشّراً بقدومه، وعندهم أنالملك أطلق لهم أرض جاشر، يكونون فيها ويقيمون بها بنعمهم ومواشيهم، وقدذكر جماعة من المفسرين، أنه لما أزف قدوم نبي الله يعقوب - وهو إسرائيل -أراد يوسف أن يخرج لتلقيه فركب معه الملك وجنوده خدمة ليوسف، وتعظيماًلنبي الله "إسرائيل"، وأنه دعا للملك، وأن الله رفع عن أهل مصر بقية سنّىالجدب ببركة قدومه إليهم، فالله أعلم. وكان جملة من قدم مع يعقوب من بنيه وأولادهم - فيما قاله أبو إسحاق السبيعي عن أبو عبيدة عن ابن مسعود - ثلاثة وستين إنساناً. وقال موسى بن عبيدة، عن مُحَمْد بن كعب، عن عبد الله بن شداد: كانوا ثلاثة وثمانين إنساناً. وقال أبو إسحاق عن مسروق: دخلوا وهم ثلثمائة وتسعون إنساناً. قالوا: وخرجوا مع موسى وهم أزيد من ستمائة ألف مقاتل. وفي نص أهل الكتاب: أنهم كانوا سبعين نفساً وسموهم. قال الله تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ}قيل: كانت أمه قد ماتت كما هو عند علماء التوراة. وقال بعض المفسرين:أحياها الله تعالى. وقال آخرون: بل كانت خالته "ليا" والخالة بمنزلة الأم. وقالابن جرير وآخرون: بل ظاهر القرآن يقتضي بقاء حياة أمه إلى يومئذ، فلايعوّل على نقل أهل الكتاب فيما خالفه، وهذا قوي. والله أعلم. ورفعهما على العرش، أي أجلسهما معه على سريره {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً}أي سجد له الأبوان والأخوة الأحد عشر تعظيماً وتكريماً، وكان هذا مشروعاًلهم، ولم يزل ذلك معمولاً به في سائر الشرائع حتى حرم في ملّتنا. {وَقَالَيَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ} أي هذا تعبير ما كنتقصصته عليك: من رؤيتي الأحد عشر كوكباً، والشمس والقمر، حين رأيتهم ليساجدين وأمرتني بكتمانها، ووعدتني ما وعدتني عند ذلك {قَدْ جَعَلَهَارَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ}. أيبعد الهمِّ والضيق جعلني حاكماً، نافذَ الكلمة، في الديار المصرية حيث شئت{وَجَاءَ بِكُمْ مِنْ الْبَدْوِ} أي البادية، وكانوا يسكنون أرض العرباتمن بلاد الخيل {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشّيْطان بَيْنِي وَبَيْنَاخْوَتِي} أي فيما كان منهم إليّ من الأمر الذي تقدم وسبق ذكره. ثمقال: {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ} أي: إذا أراد شيئاً هيّأأسبابه ويسّرها وسهلها من وجوه لا يهتدي إليها العباد بل يقدّرها وييسّرهابلطيف صنعه وعظيم قدرته {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} أي بجميعالأمور {الْحَكِيمُ} في خلقه وشرعه وقدره.
الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 14:55 | |
| وعندأهل الكتاب أن يوسف باع أهل مصر وغيرهم من الطعام الذي كان تحت يدهبأموالهم كلها من الذهب والفضة والعقار والأثاث وما يملكونه كله، حتىباعهم بأنفسهم فصاروا أرقاء. ثم أطلق لهم أرضهم، وأعتق رقابهم، على أنيعملوا ويكون خمس ما يشتغلون من زرعهم وثمارهم للملك، فصارت سنة أهل مصربعده. وحكى الثعلبي: أنه كان لا يشبع في تلك السنين حتى لا ينسىالجيعان، وأنه إنما كان يأكل أكلة واحدة نصف النهار قال: فمن ثم اقتدى بهالملوك في ذلك. قلت: وقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لايشبع بطنه عام الرمادة، حتى ذهب الجدب وأتى الخصب. قال الشافعي: قال رجل من الأعراب لعمر بعد ما ذهب عام الرمادة: لقد انجلت عنك، وإنك لابن حرة. ثملما رأى يوسف عليه السلام نعمته قد تمت، وشمله قد اجتمع، عرف أن هذه الدارلا يقربها قرار. وأن كل شيء فيها ومن عليها فان. وما بعد التمام إلاالنقصان فعند ذلك أثنى على ربّه بما هو أهله، واعترف له بعظيم إحسانهوفضله. وسأل منه - وهو خير المسؤولين - أن يتوفاه، أي حين يتوفاه، علىالإسلام. وأن يلحقه بعباده الصالحين. وهكذا كما يقال في الدعاء. "اللهمأحينا مسلمين وتوفّنا مسلمين" أي حين تتوفانا. ويحتمل أنه سأل ذلك عنداحتضاره عليه السلام، كما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عند احتضاره أنيرفع روحه إلى الملأ الأعلى والرفقاء الصالحين، من النبيين والمرسلين كماقال اللهم في الرفيق الأعلى - ثلاثا - ثم قضي. ويحتمل أن يوسف عليهالسلام سأل الوفاة على الإسلام منجزاً في صحة بدنه وسلامته، وان ذلك كانسائغاً في ملتهم وشرعتهم. كما روي عن ابن عبَّاس، أنه قال: ما تمنى نبي قطالموت قبل يوسف. فأما في شريعتنا فقد نهى عن الدعاء بالموت إلاّ عندالفتن، كما في حديث معاذ في الدعاء الذي رواه أحمد "وإذا أردت بقوم فتنةفتوفنا إليك غير مفتونين" وفي الحديث الآخر "ابن آدم الموت خير لك منالفتنة". وقالت مريم عليها السلام: {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَاوَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا}وتمنى الموت علي بن أبي طالب لما تفاقمت الأمور، وعظمت الفتن واشتد القتالوكثر القيل والقال، وتمنى ذلك البُخَاريّ أبو عبد الله صاحب الصحيح لمااشتد عليه الحال، ولقي من مخالفيه الأهوال. فأما في حال الرفاهية، فقدروى البُخَاريّ ومسلم في "صحيحه"ما من حديث أنس بن مالك قال: قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: "لا يتمنى أحدكم الموت لضرّ نزل به، إما محسناًفلعله يزداد، وإما مسيئاً، فلعله يستعتب، ولكن ليقل: اللهم أحيني ما كانتالحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي"والمراد بالضر ها هناما يخص العبد في بدنه من مرض ونحوه لا في دينه. والظاهر أن نبي الله يوسفعليه السلام سأل ذلك إما عند احتضاره، أو إذا كان ذلك أن يكون كذلك. وقدذكر ابن إسحاق عن أهل الكتاب: أن يعقوب أقام بديار مصر عند يوسف سبع عشرةسنة، ثم توفي عليه السلام، وكان قد أوصى إلى يوسف عليه السلام أن يدفن عندأبويه إبراهيم وإسحاق. قال السُّدِّي: فَصُبِّره وسيَّره إلى بلاد الشام،فدفنه بالمغارة عند أبيه إسحاق وجده الخليل عليهم السلام. وعند أهلالكتاب: أن عمر يعقوب يوم دخل مصر مائة وثلاثون سنة. وعندهم انه أقام بأرضمصر سبع عشرة سنة، ومع هذا قالوا: فكان جميع عمره مائة وأربعين سنة. هذانص كتابهم، وهو غلط إما في النسخة، أو منهم، أو قد اسقطوا الكسر، وليسبعادتهم فيما هو أكثر من هذا، فكيف يستعملون هذه الطريقة ها هنا؟. وقدقال تعالى في كتابه العزيز: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَيَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِيقَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَوَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} يوصي بنيه بالإخلاص وهو دين الإسلام الذي بعث الله به الأنبياء عليهم السلام. وقدذكر أهل الكتاب: أنه أوصى بنيه واحداً واحداً، وأخبرهم بما يكون من أمرهم،وبشّر يهوذا بخروج نبيّ عظيم من نسله، تطيعه الشعوب وهو عيسى بن مريموالله أعلم. وذكروا: أنه لما مات يعقوب بكى عليه أهل مصر سبعين يوماً وأمريوسف الأطباء فطيبوه بطيب، ومكث فيه أربعين يوماً ثم استأذن يوسف ملك مصرفي الخروج مع أبيه ليدفنه عند أهله، فأذن له، وخرج معه أكابر مصر وشيوخها،فلمّا وصلوا حبرون دفنوه في المغارة، التي كان اشتراها إبراهيم الخليل منعفرون بن صخر الحيثي، وعملوا له عزاء سبعة أيام. قالوا: ثم رجعوا إلى بلادهم وعزّى اخوة يوسف يوسف في أبيهم، وترققوا له، فأكرمهم وأحسن منقلبهم، فأقاموا ببلاد مصر. ثمحضرت يوسف عليه السلام الوفاة فأوصى أن يحمل معهم إذا خرجوا من مصر فيدفنعند آبائه، فحنّطوه ووضعوه في تابوت، فكان بمصر حتى أخرجه معه موسى عليهالسلام، فدفنه عند آبائه كما سيأتي. قالوا: فمات وهو ابن مائة سنة وعشرسنين. هذا نصهم فيما رأيته وفيما حكاه ابن جرير أيضاً. وقال مبارك بنفضالة عن الحسن: ألقي يوسف في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة، وغاب عن أبيهثمانين سنة، وعاش بعد ذلك ثلاثاً وعشرين سنة. ومات وهو ابن مائة سنةوعشرين سنة. وقال غيره: أوصى إلى أخيه يهوذا، صلوات الله عليه وسلامه
لاتنسوني بدعوة في ظهر الغيب بأن يشفيني الله ويشفي زوجتي إنه وليٌ ذلك والقادرُ عليه ولكم إحترامي وتقديري
الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
abuahmadعضـــو جـــديد
تاريخ التسجيل : 29/08/2010
| |
| |
الجنه تنادينيالاشراف العام
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى الخميس 30 يونيو 2011 - 0:54 | |
| اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بارك الله فيكم جزاكم الله خيرا ً بما قدمتم جعله الله فى ميزان حسناتكم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: الجنه تناديني توقيع العضو/ه:الجنه تناديني | |
|
|
| |
الجنه تنادينيالاشراف العام
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى الخميس 30 يونيو 2011 - 0:56 | |
| اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بارك الله فيكم جزاكم الله خيرا ً بما قدمتم جعله الله فى ميزان حسناتكم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: الجنه تناديني توقيع العضو/ه:الجنه تناديني | |
|
|
| |
|