|
|
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 3:07 | |
| |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| |
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| |
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| |
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 3:21 | |
| |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 3:23 | |
| 7 :قصة أصحاب الفيل
موقع القصة في القرآن الكريم: ورد ذكر القصة في سورة الفيل الآيات 1-5. قال تعالى : ((أَلَمْتَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْكَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ(3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍمَأْكُولٍ (5) )) القصة: كانت اليمن تابعة للنجاشي ملك الحبشة. وقاموالي اليمن (أبرهة) ببناء كنيسة عظيمة، وأراد أن يغيّر وجهة حجّ العرب.فيجعلهم يحجّون إلى هذه الكنيسة بدلا من بيت الله الحرام. فكتب إلىالنجاشي: إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك,ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب. إلا أن العرب أبوا ذلك، وأخذتهمعزتهم بمعتقداتهم وأنسابهم. فهم أبناء إبراهيم وإسماعيل، فكيف يتركونالبيت الذي بناه آباءهم ويحجّوا لكنيسة بناها نصراني! وقيل أن رجلا منالعرب ذهب وأحدث في الكنيسة تحقيرا لها. وأنا بنو كنانة قتلوا رسول أبرهةالذي جاء يطلب منهم الحج للكنيسة. فعزم أبرهة على هدم الكعبة. وجهّزجيشا جرارا، ووضع في مقدمته فيلا مشهورا عندهم يقال أن اسمه محمود. فعزمتالعرب على تقال أبرهة. وكان أول من خرج للقاءه، رجل من أشراف من اليمنيقال له ذو نفر. دعى قومه فأجابوه، والتحموا بجيش أبرهة. لكنه هُزِم وسيقأسيرا إلى أبرهة. ثم خرج نفيل بن حبيب الخثعمي، وحارب أبرهة. فهزمهمأبرهة وأُخِذَ نفيل أسيرا، وصار دليلا لجيش أبرهة. حتى وصلوا للطائف، فخرجرجال من ثقيف، وقالوا لأبرهة أن الكعبة موجودة في مكة –حتى لا يهدم بيتاللات الذي بنوه في الطائف- وأرسلوا مع الجيش رجلا منهم ليدلّهم علىالكعبة! وكان اسم الرجل أبو رغال. توفي في الطريق ودفن فيها، وصار قبرهمرجما عند العرب. فقال الشاعر: وأرجم قبره في كل عام * * * كرجم الناس قبر أبي رغال وفيمكان يسمى المغمس بين الطائف ومكة، أرسل أبرهة كتيبة من جنده، ساقت لهأموال قريش وغيرها من القبائل. وكان من بين هذه الأموال مائتي بعير لعبدالمطلب بن هاشم، كبير قريش وسيّدها. فهمّت قريش وكنانة وهذيل وغيرهم علىقتال أبرهة. ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به فتركوا ذلك . وبعث أبرهةرسولا إلى مكة يسأل عن سيد هذا البلد, ويبلغه أن الملك لم يأت لحربهموإنما جاء لهدم هذا البيت, فإن لم يتعرضوا له فلا حاجة له في دمائهم! فإذاكان سيد البلد لا يريد الحرب جاء به إلى الملك. فلما أخب الرسول عبدالمطلب برسالة الملك، أجابه: والله ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقة.هذا بيت الله الحرام. وبيت خليله إبراهيم عليه السلام.. فإن يمنعه منه فهوبيته وحرمه, وإن يخل بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه. ثم انطلق عبدالمطلب مع الرسول لمحادثة أبرهة. وكان عبد المطلب أوسم الناس وأجملهموأعظمهم. فلما رآه أبرهة أجله وأعظمه, وأكرمه عن أن يجلسه تحته, وكره أنتراه الحبشة يجلس معه على سرير ملكه. فنزل أبرهة عن سريره, فجلس على بساطهوأجلسه معه إلى جانبه. ثم قال لترجمانه: قل له: ما حاجتك? فقال: حاجتي أنيرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي. فلما قال ذلك, قال أبرهة لترجمانه:قل له: قد كنت أعجبتني حين رأيتك, ثم قد زهدت فيك حين كلمتني! أتكلمني فيمئتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لاتكلمني فيه? قال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل. وإن للبيت رب سيمنعه.فاستكبر أبرهة وقال: ما كان ليمتنع مني. قال: أنت وذاك!.. فردّ أبرهة علىعبد المطلب إبله. ثم عاد عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم بما حدث، وأمرهمبالخروج من مكة والبقاء في الجبال المحيطة بها. ثم توجه وهو ورجال من قريشإلى للكعبة وأمسك حلقة بابها، وقاموا يدعون الله ويستنصرونه. ثم ذهب هوومن معه للجبل. ثم أمر أبرهة جيشه والفيل في مقدمته بدخول مكة. إلا أنالفيل برك ولم يتحرك. فضربوه ووخزوه، لكنه لم يقم من مكانه. فوجّهوه ناحيةاليمن، فقام يهرول. ثم وجّهوه ناحية الشام، فتوجّه. ثم وجّهوه جهة الشرق،فتحرّك. فوجّهوه إلى مكة فَبَرَك. ثم كان ما أراده الله من إهلاك الجيشوقائده, فأرسل عليهم جماعات من الطير، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار: حجرفي منقاره, وحجران في رجليه, أمثال الحمص والعدس, لا تصيب منهم أحدا إلاهلك. فتركتهم كأوراق الشجر الجافة الممزقة. فهاج الجيش وماج، وبدوا يسألونعن نفيل بن حبيب; ليدلهم على الطريق إلى اليمن. فقال نفيل بن حبيب حين رأىما أنزل الله بهم من نقمته: أين المفر والإله الطالب * * * والأشرم المغلوب ليس الغالب وقال أيضا: حمدت الله إذ أبصرت طيرا * * * وخفت حجارة تلقى علينا فكل القوم يسأل عن نفيـل * * * كأن علي للحبشان دينـا وأصيبأبرهة في جسده، وخرجوا به معهم يتساقط لحمه قطعا صغيرة تلو الأخرى، حتىوصلوا إلى صنعاء, فما مات حتى انشق صدره عن قلبه كما تقول الروايات. إن لهذه القصة دلالات كثيرة يصفا الأستاذ سيّد قطب رحمه الله في كتابه (في ظلال القرآن): فأما دلالة هذا الحادث والعبر المستفادة من التذكير به فكثيرة . . وأولما توحي به أن الله - سبحانه - لم يرد أن يكل حماية بيته إلى المشركين،ولو أنهم كانوا يعتزون بهذا البيت, ويحمونه ويحتمون به. فلما أراد أنيصونه ويحرسه ويعلن حمايته له وغيرته عليه ترك المشركين يهزمون أمام القوةالمعتدية. وتدخلت القدرة سافرة لتدفع عن بيت الله الحرام, حتى لا تتكونللمشركين يد على بيته ولا سابقة في حمايته, بحميتهم الجاهلية. كذلكتوحي دلالة هذا الحادث بأن الله لم يقدر لأهل الكتاب - أبرهة وجنوده - أنيحطموا البيت الحرام أو يسيطروا على الأرض المقدسة. حتى والشرك يدنسه,والمشركون هم سدنته. ليبقي هذا البيت عتيقا من سلطان المتسلطين, مصونا منكيد الكائدين. ونحن نستبشر بإيحاء هذه الدلالة اليوم ونطمئن, إزاء مانعلمه من أطماع فاجرة ماكرة ترف حول الأماكن المقدسة من الصليبية العالميةوالصهيونية العالمية, ولا تني أو تهدأ في التمهيد الخفي اللئيم لهذهالأطماع الفاجرة الماكرة. فالله الذي حمى بيته من أهل الكتاب وسدنتهمشركون, سيحفظه إن شاء الله, ويحفظ مدينة رسوله من كيد الكائدين ومكرالماكرين! والإيحاء الثالث هو أن العرب لم يكن لهم دور في الأرض. بللم يكن لهم كيان قبل الإسلام. كانوا في اليمن تحت حكم الفرس أو الحبشة.وكانت دولتهم حين تقوم هناك أحيانا تقوم تحت حماية الفرس. وفي الشمال كانتالشام تحت حكم الروم إما مباشرة وإما بقيام حكومة عربية تحت حمايةالرومان. ولم ينج إلا قلب الجزيرة من تحكم الأجانب فيه. ولكنه ظل في حالةتفكك لا تجعل منه قوة حقيقية في ميدان القوى العالمية. وكان يمكن أن تقومالحروب بين القبائل أربعين سنة, ولكن لم تكن هذه القبائل متفرقة ولامجتمعة ذات وزن عند الدول القوية المجاورة. وما حدث في عام الفيل كانمقياسا لحقيقة هذه القوة حين تتعرض لغزو أجنبي. وتحت راية الإسلامولأول مرة في تاريخ العرب أصبح لهم دور عالمي يؤدونه. وأصبحت لهم قوةدولية يحسب لها حساب. قوة جارفة تكتسح الممالك وتحطم العروش, وتتولى قيادةالبشرية, بعد أن تزيح القيادات الضالة. ولكن الذي هيأ للعرب هذا لأول مرةفي تاريخهم هو أنهم نسوا أنهم عرب! نسوا نعرة الجنس, وعصبية العنصر,وذكروا أنهم ومسلمون. مسلمون فقط. ورفعوا راية الإسلام, وراية الإسلاموحدها. وحملوا عقيدة ضخمة قوية يهدونها إلى البشرية رحمة برا بالبشرية;ولم يحملوا قومية ولا عنصرية ولا عصبية. حملوا فكرة سماوية يعلمون الناسبها لا مذهبا أرضيا يخضعون الناس لسلطانه. وخرجوا من أرضهم جهادا في سبيلالله وحده, ولم يخرجوا ليؤسسوا إمبراطورية عربية ينعمون ويرتعون في ظلها,ويشمخون ويتكبرون تحت حمايتها, ويخرجون الناس من حكم الروم والفرس إلى حكمالعرب وإلى حكمهم أنفسهم! إنما قاموا ليخرجوا الناس من عبادة العباد جميعاإلى عبادة الله وحده. عندئذ فقط كان للعرب وجود, وكانت لهم قوة, وكانت لهمقيادة. ولكنها كانت كلها لله وفي سبيل الله. وقد ظلت لهم قوتهم. وظلت لهمقيادتهم ما استقاموا على الطريقة. حتى إذا انحرفوا عنها وذكروا عنصريتهموعصبيتهم, وتركوا راية الله ليرفعوا راية العصبية نبذتهم الأرض وداستهمالأمم, لأن الله قد تركهم حيثما تركوه، ونسيهم مثلما نسوه! وما العرببغير الإسلام? ما الفكرة التي قدموها للبشرية أو يملكون تقديمها إذا همتخلوا عن هذه الفكرة? وما قيمة أمة لا تقدم للبشرية فكرة? إن كل أمة قادتالبشرية في فترة من فترات التاريخ كانت تمثل فكرة. والأمم التي لم تكنتمثل فكرة كالتتار الذين اجتاحوا الشرق, والبرابرة الذين اجتاحوا الدولةالرومانية في الغرب لم يستطيعوا الحياة طويلا, إنما ذابوا في الأمم التيفتحوها. والفكرة الوحيدة التي تقدم بها العرب للبشرية كانت هي العقيدةالإسلامية, وهي التي رفعتهم إلى مكان القيادة, فإذا تخلوا عنها لم تعد لهمفي الأرض وظيفة, ولم يعد لهم في التاريخ دور. وهذا ما يجب أن يذكره العربجيدا إذا هم أرادوا الحياة, وأرادوا القوة، وأرادوا القيادة. والله الهاديمن الضلال.
الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| |
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 3:28 | |
| ساعتئذتذكر الفتى كيف تسرب الحوت إلى البحر هناك.. وأخبر موسى بما وقع، واعتذرإليه بأن الشيطان أنساه أن يذكر له ما وقع، رغم غرابة ما وقع، فقد اتخذالحوت (سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا).. كان أمرا عجيبا ما رآه يوشع بننون ، لقد رأى الحوت يشق الماء فيترك علامة وكأنه طير يتلوى على الرمال. سعدموسى من مروق الحوت إلى البحر و(قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ).. هذا ماكنا نريده.. إن تسرب الحوت يحدد المكان الذي سنلتقي فيه بالرجل العالم..ويرتد موسى وفتاه يقصان أثرهما عائدين.. انظر إلى بداية القصة، وكيف تجيءغامضة أشد الغموض، مبهمة أعظم الإبهام. أخيرا وصل موسى إلى المكان الذيتسرب منه الحوت.. وصلا إلى الصخرة التي ناما عندها، وتسرب عندها الحوت منالسلة إلى البحر.. وهناك وجدا رجلا. يقول البخاري إن موسى وفتاه وجدا الخضر مسجى بثوبه.. وقد جعل طرفه تحت رجليه وطرف تحت رأسه. فسلم عليه موسى، فكشف عن وجهه وقال: هل بأرضك سلام..؟ من أنت؟ قال موسى: أنا موسى. قال الخضر: موسى بني إسرائيل.. عليك السلام يا نبي إسرائيل. قال موسى: وما أدراك بي..؟ قال الخضر: الذي أدراك بي ودلك علي.. ماذا تريد يا موسى..؟ قالموسى ملاطفا مبالغا في التوقير: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِمِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا).قال الخضر: أما يكفيك أن التوراة بيديك.. وأنالوحي يأتيك..؟ يا موسى (إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا). نريدأن نتوقف لحظة لنلاحظ الفرق بين سؤال موسى الملاطف المغالي في الأدب.. وردالخضر الحاسم، الذي يفهم موسى أن علمه لا ينبغي لموسى أن يعرفه، كما أنعلم موسى هو علم لا يعرفه الخضر.. يقول المفسرون إن الخضر قال لموسى: إنعلمي أنت تجهله.. ولن تطيق عليه صبرا، لأن الظواهر التي ستحكم بها علىعلمي لن تشفي قلبك ولن تعطيك تفسيرا، وربما رأيت في تصرفاتي ما لا تفهم لهسببا أو تدري له علة.. وإذن لن تصبر على علمي يا موسى. احتمل موسىكلمات الصد القاسية وعاد يرجوه أن يسمح له بمصاحبته والتعلم منه.. وقال لهموسى فيما قال إنه سيجده إن شاء الله صابرا ولا يعصي له أمرا. تأمل كيف يتواضع كليم الله ويؤكد للعبد المدثر بالخفاء أنه لن يعصي له أمرا. قالالخضر لموسى -عليهما السلام- إن هناك شرطا يشترطه لقبول أن يصاحبه موسىويتعلم منه هو ألا يسأله عن شيء حتى يحدثه هو عنه.. فوافق موسى على الشرطوانطلقا.. انطلق موسى مع الخضر يمشيان على ساحل البحر.. مرت سفينة،فطلب الخضر وموسى من أصحابها أن يحملوهما، وعرف أصحاب السفينة الخضرفحملوه وحملوا موسى بدون أجر، إكراما للخضر، وفوجئ موسى حين رست السفينةوغادرها أصحابها وركابها.. فوجئ بأن الخضر يتخلف فيها، لم يكد أصحابهايبتعدون حتى بدأ الخضر يخرق السفينة.. اقتلع لوحا من ألواحها وألقاه فيالبحر فحملته الأمواج بعيدا. فاستنكر موسى فعلة الخضر. لقد حملنا أصحابالسفينة بغير أجر.. أكرمونا.. وها هو ذا يخرق سفينتهم ويفسدها.. كانالتصرف من وجهة نظر موسى معيبا.. وغلبت طبيعة موسى المندفعة عليه، كماحركته غيرته على الحق، فاندفع يحدث أستاذه ومعلمه وقد نسي شرطه الذياشترطه عليه: (قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَشَيْئًا إِمْرًا). وهنا يلفت العبد الرباني نظر موسى إلى عبث محاولةالتعليم منه، لأنه لن يستطيع الصبر عليه (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنتَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)، ويعتذر موسى بالنسيان ويرجوه ألا يؤاخذهوألا يرهقه (قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْأَمْرِي عُسْرًا). سارا معا.. فمرا على حديقة يلعب فيها الصبيان.. حتىإذا تعبوا من اللعب انتحى كل واحد منهم ناحية واستسلم للنعاس.. فوجئ موسىبأن العبد الرباني يقتل غلاما.. ويثور موسى سائلا عن الجريمة التي ارتكبهاهذا الصبي ليقتله هكذا.. يعاود العبد الرباني تذكيره بأنه أفهمه أنه لنيستطيع الصبر عليه (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَمَعِي صَبْرًا).. ويعتذر موسى بأنه نسي ولن يعاود الأسئلة وإذا سأله مرةأخرى سيكون من حقه أن يفارقه (قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَافَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا). ومضى موسىمع الخضر.. فدخلا قرية بخيلة.. لا يعرف موسى لماذا ذهبا إلى القرية، ولايعرف لماذا يبيتان فيها، نفذ ما معهما من الطعام، فاستطعما أهل القريةفأبوا أن يضيفوهما.. وجاء عليهما المساء، وأوى الاثنان إلى خلاء فيه جداريريد أن ينقض.. جدار يتهاوى ويكاد يهم بالسقوط.. وفوجئ موسى بأن الرجلالعابد ينهض ليقضي الليل كله في إصلاح الجدار وبنائه من جديد.. ويندهشموسى من تصرف رفيقه ومعلمه، إن القرية بخيلة، لا يستحق من فيها هذا العملالمجاني (قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا).. انتهى الأمربهذه العبارة.. قال عبد الله لموسى: (هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ). لقد حذر العبد الرباني موسى من مغبة السؤال. وجاء دور التفسير الآن.. إنكل تصرفات العبد الرباني التي أثارت موسى وحيرته لم يكن حين فعلها تصدر عنأمره.. كان ينفذ إرادة عليا.. وكانت لهذه الإرادة العليا حكمتها الخافية،وكانت التصرفات تشي بالقسوة الظاهرة، بينما تخفي حقيقتها رحمة حانية..وهكذا تخفي الكوارث أحيانا في الدنيا جوهر الرحمة، وترتدي النعم ثيابالمصائب وتجيد التنكر، وهكذا يتناقض ظاهر الأمر وباطنه، ولا يعلم موسى،رغم علمه الهائل غير قطرة من علم العبد الرباني، ولا يعلم العبد الربانيمن علم الله إلا بمقدار ما يأخذ العصفور الذي يبلل منقاره في البحر، منماء البحر.. كشف العبد الرباني لموسى شيئين في الوقت نفسه.. كشف له أنعلمه -أي علم موسى- محدود.. كما كشف له أن كثيرا من المصائب التي تقع علىالأرض تخفي في ردائها الأسود الكئيب رحمة عظمى. إن أصحاب السفينةسيعتبرون خرق سفينتهم مصيبة جاءتهم، بينما هي نعمة تتخفى في زي المصيبة..نعمة لن تكشف النقاب عن وجهها إلا بعد أن تنشب الحرب ويصادر الملك كلالسفن الموجودة غصبا، ثم يفلت هذه السفينة التالفة المعيبة.. وبذلك يبقىمصدر رزق الأسرة عندهم كما هو، فلا يموتون جوعا. أيضا سيعتبر والدالطفل المقتول وأمه أن كارثة قد دهمتهما لقتل وحيدهما الصغير البريء.. غيرأن موته يمثل بالنسبة لهما رحمة عظمى، فإن الله سيعطيهما بدلا منه غلامايرعاهما في شيخوختهما ولا يرهقهما طغيانا وكفرا كالغلام المقتول. وهكذاتختفي النعمة في ثياب المحنة، وترتدي الرحمة قناع الكارثة، ويختلف ظاهرالأشياء عن باطنها حتى ليحتج نبي الله موسى إلى تصرف يجري أمامه، ثميستلفته عبد من عباد الله إلى حكمة التصرف ومغزاه ورحمة الله الكلية التيتخفي نفسها وراء أقنعة عديدة. أما الجدار الذي أتعب نفسه بإقامته، منغير أن يطلب أجرا من أهل القرية، كان يخبئ تحته كنزا لغلامين يتيمينضعيفين في المدينة. ولو ترك الجدار ينقض لظهر من تحته الكنز فلم يستطعالصغيران أن يدفعا عنه.. ولما كان أبوهما صالحا فقد نفعهما الله بصلاحه فيطفولتهما وضعفهما، فأراد أن يكبرا ويشتد عودهما ويستخرجا كنزهما وهماقادران على حمايته. ثم ينفض الرجل يده من الأمر. فهي رحمة الله التياقتضت هذا التصرف. وهو أمر الله لا أمره. فقد أطلعه على الغيب في هذهالمسألة وفيما قبلها، ووجهه إلى التصرف فيها وفق ما أطلعه عليه من غيبه. واختفى هذا العبد الصالح.. لقد مضى في المجهول كما خرج من المجهول.. إلا أن موسى تعلم من صحبته درسين مهمين: تعلم ألا يغتر بعلمه في الشريعة، فهناك علم الحقيقة. وتعلمألا يتجهم قلبه لمصائب البشر، فربما تكون يد الرحمة الخالقة تخفي سرها مناللطف والإنقاذ، والإيناس وراء أقنعة الحزن والآلام والموت. هذه هي الدروس التي تعلمها موسى كليم الله عز وجل ورسوله من هذا العبد المدثر بالخفاء. والآن من يكون صاحب هذا العلم إذن..؟ أهو ولي أم نبي..؟ يرىكثير من الصوفية أن هذا العبد الرباني ولي من أولياء الله تعالى، أطلعهالله على جزء من علمه اللدني بغير أسباب انتقال العلم المعروفة.. ويرى بعضالعلماء أن هذا العبد الصالح كان نبيا.. ويحتج أصحاب هذا الرأي بأن سياقالقصة يدل على نبوته من وجوه: 1. أحدها قوله تعالى: فَوَجَدَاعَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَاوَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) (الكهف)2. والثاني قول موسى له: قَالَلَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَرُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَتَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنشَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِاتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُذِكْرًا (70) (الكهف) فلو كان وليا ولم يكن نبي، لم يخاطبه موسى بهذهالمخاطبة، ولم يرد على موسى هذا الرد. ولو أنه كان غير نبي، لكان هذامعناه أنه ليس معصوما، ولم يكن هناك دافع لموسى، وهو النبي العظيم، وصاحبالعصمة، أن يلتمس علما من ولي غير واجب العصمة. 3. والثالث أن الخضرأقدم على قتل ذلك الغلام بوحي من الله وأمر منه.. وهذا دليل مستقل علىنبوته، وبرهان ظاهر على عصمته، لأن الولي لا يجوز له الإقدام على قتلالنفوس بمجرد ما يلقى في خلده، لأن خاطره ليس بواجب العصمة.. إذ يجوز عليهالخطأ بالاتفاق.. وإذن ففي إقدام الخضر على قتل الغلام دليل نبوته. 4. والرابع قول الخضر لموسى: رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي يعني أن ما فعلته لم أفعله من تلقاء نفسي، بل أمر أمرت به من الله وأوحي إلي فيه. فرأى العلماء أن الخضر نبيا، أما العباد والصوفية رأوا أنه وليا من أولياء الله. ومنكلمات الخضر التي أوردها الصوفية عنه.. قول وهب بن منبه: قال الخضر: ياموسى إن الناس معذبون في الدنيا على قدر همومهم بها. وقول بشر بن الحارثالحافي.. قال موسى للخضر: أوصني.. قال الخضر: يسر الله عليك طاعته. ونحننميل إلى اعتباره نبيا لعلمه اللدني، غير أننا لا نجد نصا في سياق القرآنعلى نبوته، ولا نجد نصا مانعا من اعتباره وليا آتاه الله بعض علمهاللدني.. ولعل هذا الغموض حول شخصه الكريم جاء متعمدا، ليخدم الهدف الأصليللقصة.. ولسوف نلزم مكاننا فلا نتعداه ونختصم حول نبوته أو ولايته.. وإنأوردناه في سياق أنبياء الله، لكونه معلما لموسى.. وأستاذا له فترة منالزمن........ الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 3:30 | |
| |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 3:32 | |
| صفتهم هميشبهون أبناء جنسهم من الترك المغول، صغار العيون ، ذلف الأنوف ، صهبالشعور، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة ، على أشكال التركوألوانهم . وروى الإمام أحمد : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصبأصبعه من لدغة عقرب ، فقال ( إنكم تقولون لا عدو ، وإنكم لا تزالونتقاتلون عدوا حتى يأتي يأجوج ومأجوج : عراض الوجوه ، صغار العيون ، شهبالشعاف ( الشعور ) ، من كل حدب ينسلون ، كأن وجوههم المجان المطرقة) . وقد ذكر ابن حجر بعض الاثار في صفتهم ولكنها كلها روايات ضعيفة ، ومما جاء فيها أنهم ثلاثة أصناف صنف أجسادهم كالأرز وهو شجر كبار جدا وصنف أربعة أذرع في أربعة أذرع وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى وجاء أيضا أن طولهم شبر وشبرين ، وأطولهم ثلاثة أشبار والذيتدل عليه الروايات الصحيحة أنهم رجال أقوياء ، لا طاقة لأحد بقتالهم،ويبعد أن يكون طول أحدهم شبر أو شبرين. ففي حديث النواس بن سمعان أن اللهتعالى يوحي إلى عيسى عليه السلام بخروج يأجوج ومأجوج ، وأنه لا يدان لأحدبقتالهم، ويأمره بإبعاد المؤمنين من طريقهم ، فيقول لهم ( حرز عبادي إلىالطور) أدلة خروجهم قال تعالى ( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهممن كل حدب ينسلون . واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين ) الأنبياء:96-97 وقالتعالى في قصة ذي القرنين ( ثم أتبع سببا . حتى إذا بلغ بين السدين وجد مندونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا. قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوجمفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا . قال مامكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما . آتوني زبرالحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتونيأفرغ عليه قطرا . فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا. قال هذارحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا . وتركنا بعضهميموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا ) الكهف : 92- 99 وهذه الآيات تدل على خروجهم ، وأن هذا علامة على قرب النفخ في الصور وخراب الدنيا، وقيام الساعة وعنأم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب بنت جحش ان رسول الله صلى الله عليه وسلمدخل عليها يوما فزعا يقول ( لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب،فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ( وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها) قالت زينب بنت جحش : فقلت يا رسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال :( نعم ، إذا كثر الخبث ) وجاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنهوفيه ( إذا أوحى الله على عيسى أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحدبقتالهم ، فحرز عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج ، وهم من كلحدب ينسلون ، فيمر أولئك على بحيرة طبرية ، فيشربون ما فيها ، ويمر آخرهمفيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء ، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكونرأس الثور لأحدهم خيرا من مئة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب إلى الله عيسىوأصحابه ، فيرسل الله عليهم النغف( دود يكون في أنوف الإبل والغنم ) فيرقابهم فيصبحون فرسى ( أي قتلى ) كموت نفس واحدة ، ثم يهبط نبي الله عيسىوأصحابه إلى الأرض فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبيالله عيسى وأصحابه إلى الله ، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت ، فتحملهمفتطرحهم حيث شاء الله ) رواه مسلم وزاد في رواية – بعد قوله ( لقد كانبهذه مرة ماء ) – ( ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر ، وهو جبل بيتالمقدس فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض ، هلم فلنقتل من في السماء ،فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما ) وجاء في حديث حذيفة رضي الله عنه في ذكر أشراط الساعة فذكر منها ( يأجوج ومأجوج ) رواه مسلم سد يأجوج ومأجوج بنىذو القرنين سد يأجوج ومأجوج ، ليحجز بينهم وبين جيرانهم الذين استغاثوا بهمنهم. كما قال تعالى ( قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون فيالأرض فهل نجعل خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا. قال ما مكني فيه ربيخير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما) الكهف هذا ما جاء به الكلامعلى بناء السد ، أما مكانه ففي جهة المشرق لقوله تعالى ( حتى إذا بلغ مطلعالشمس ) ولا يعرف مكان هذا السد بالتحديد والذي تدل عليه الآيات أنالسد بني بين جبلين ، لقوله تعالى ( حتى إذا بلغ بين السدين ) والسدان :هما جبلان متقابلان. ثم قال ( حتى إذا ساوى بين الصدفين) ، أي : حاذى بهرؤوس الجبلين وذلك بزبر الحديد، ثم أفرغ عليه نحاس مذابا ، فكان السد محكما وهذاالسد موجود إلى أن يأتي الوقت المحدد لدك هذا السد ، وخروج يأجوج ومأجوج،وذلك عند دنو الساعة، كما قال تعالى ( قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعدربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا . وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ فيالصور فجمعناهم جمعا ) الكهف الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 3:33 | |
| |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 3:35 | |
| 11: قصة أصحاب الرس
موقع القصة في القرآن الكريم: قال تعالى في سورة الفرقان :
(( وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا )). وقال تعالى في سورة ق: (( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ )) القصة: كان من قصتهم : أنهم كانوا يعبدون شجرة صنوبر , يقال لها ( شاهدرخت ) كان يافث بن نوح غرسها على شفير عين يقال لها ( روشنا آب ). وإنماسموا أصحاب الرس لأنهم رسوا نبيهم في الأرض , وذلك بعد سليمان عليه السلاموكانت لهم اثنتا عشرة قرية على شاطيء نهر يقال له الرس من بلاد المشرق ,وبهم سمي النهر , ولم يكن يومئذ في الأرض نهر أغزر منه ولا أعذب منه ولاقرى أكثر ولا أعمر منها . وذكر عليه السلام أسماءها , وكان أعظم مداينهماسفندار وهي التي ينزلها ملكهم , وكان يسمى تركوذ بن غابور بن يارش بنساذن بن نمرود بن كنعان فرعون إ براهيم عليه السلام , وبها العين الصنوبرةوقد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة وأجروا إليها نهراً منالعين التي عند الصنوبرة , فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة وحرموا ماء العينوالأنهار , فلا يشربون منها ولا أنعامهم , ومن فعل ذلك قتلوه , ويقولون هوحياة آلهتنا فلا ينبغي لأحد أن ينقص من حياتنا ويشربون هم وأنعامهم من نهرالرس الذي عليه قراهم , وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيداًيجتمع إليه أهلها فيضربون على الشجرة التي بها كلة من حرير فيها من أنواعالصور ثم يأتون بشاة وبقر فيذبحونها قرباناً للشجرة , ويشعلون فيهاالنيران بالحطب , فإذا سطع دخان تلك الذبائح وقتارها في الهواء وحال بينهموبين النظر إلى السماء خرو سجداً يبكون ويتضرعون إليها أن ترضى عنهم. فكانالشيطان يجيء فيحرك أغصانها ويصيح من ساقها صياح الصبي أن قد رضيت عنكمعبادي فطيبوا نفساً وقروا عيناً. فيرفعون رؤوسهم عند ذلك ويشربون الخمرويضربون بالمعازف ويأخذون الدستبند – يعني الصنج – فيكونون على ذلك يومهموليلتهم ثم ينصرفون. وسميت العجم شهورها إشتقاقاً من تلك القرى. حتىإذا كان عيد قريتهم العظمى إجتمع إليها صغيرهم وكبيرهم فضربواعند الصنوبرةوالعين سرادقاً من ديباج عليه من أنواع الصور وجعلوا له اثنا عشر باباً كلباب لأهل قرية منهم ويسجدون للصنوبرة خارجاً من السرادق ويقربون لهاالذبائح أضعاف ما قربوا للشجرة التي في قراهم. فيجيء إبليس عند ذلكفيحرك الصنوبرة تحريكاً شديداً ويتكلم من جوفها كلاماً جهورياً ويعدهمويمنيهم بأكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين كلها فيحركون رؤوسهم من السجودوبهم من الفرح والنشاط ما لا يعيقون ولا يتكلمون من الشرب والعزف فيكونونعلى ذلك اثنا عشر يوماً لياليها بعدد أعيادهم سائر السنة ثم ينصرفون. فلماطال كفرهم بالله عز وجل وعبادتهم غيره , بعث الله نبياً من بني إسرائيل منولد يهودا بن يعقوب , فلبث فيهم زماناً طويلا يدعوهم إلى عبادة الله عزوجل ومعرفة ربوبيته , فلا يتبعونه. فلما رأى شدة تماديهم في الغيوحضر عيد قريتهم العظمى , قال: يا رب ان عبادك أبوا إلا تكذيبي وغدوايعبدون شجرة لا تضر ولا تنفع , فأيبس شجرهم اجمع وأرهم قدرتك وسلطانك.فأصبح القوم وقد أيبس شجرهم كلها , فهالهم ذلك , فصاروا فرقتين , فرقةقالت: سحر آلهتكم هذا الرجل الذي زعم أنه رسول رب السماء والأرض إليكمليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلى إلهه. وفرقة قالت: لا , بل غضبت آلهتكم حينرأت هذا الرجل يعيبها ويدعوكم إلى عبادة غيرها فحجب حسنها وبهاؤها لكيتغضبوا لها. فتنصروا منه وأجمع رأيهم على قتله , فاتخذوا أنابيب طوالاونزحوا ما فيها من الماء , ثم حفروا في قرارها بئراً ضيقة المدخل عميقةوأرسلوا فيها نبيهم , وألقموا فاها صخرة عظيمة , ثم أخرجوا الأنابيب منالماء وقالوا: نرجوا الآن أن ترضى عنا آلهتنا إذا رأت إنا قد قتلنا من يقعفيها ويصد عن عبادتها ودفناه تحت كبيرها يتشفى منه فيعود لنا نورهاونضرتها كما كان. فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم عليه السلاموهو يقول: سيدي قد ترى ضيق مكاني وشدة كربي , فارحم ضعف ركني , وقلة حيلتي, وعجل بقبض روحي ولا تؤخر إجابة دعوتي , حتى مات. فقال الله جل جلالهلجبرئيل عليه السلام : أيظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي وأمنوا مكريوعبدوا غيري وقتلوا رسولي أن يقوموا لغضبي أو يخرجوا من سلطاني كيف وأناالمنتقم ممن عصاني ولم يخش عقابي , وإني حلفت بعزتي لأجعلنهم نكالاً وعبرةللعالمين. فلم يرعهم وهم في عيدهم ذلك إلا بريح عاصف شديد الحمرة ,فتحيروا فيها وذعروا منها وتضام بعضهم إلى بعض , ثم صارت الأرض من تحتهمحجر كبريت يتوقد وأظلتهم سحابة سوداء , فألقت عليهم كالقبة جمراً يلتهب ,فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص بالنار. فنعوذ بالله تعالى من غضبه ونزولنقمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وفي كتاب ( العرائس) : أهل الرس كان لهم نبي يقال له حنظلة بن صفوان وكان بأرضهم جبل يقال لهفتح مصعدا في السماء سيلا , وكانت العنقا تتشابه وهي أعظم ما يكون منالطير وفيها من كل لون. وسموها العنقا لطول عنقها وكانت تكون في ذلك الجبلتنقض على الطير تأكل , فجاءت ذات يوم , فأعوزها الطير , فانقضت على صبيفذهبت به , ثم إنها انقضت على جارية فأخذتها فضمتها إلى جناحين لها صغيرينسوى الجناحين الكبيرين. فشكوا إلى نبيهم , فقال: اللهم خذها واقطع نسلهافأصابتها صاعقة فاحترقت فلم ير لها أثر , فضربتها العرب مثلا في أشعارهاوحكمها وأمثالها. ثم أن أصحاب الرس قتلوا نبيهم , فأهلكهم الله تعالى, وبقي نهرهم ومنازلهم مائتي عام لا يسكنها أحد. ثم أتى الله بقرن بعد ذلكفنزلوها , وكانوا صالحين سنين , ثم أحدثوا فاحشة جعل الرجل يدعوا ابنتهوأخته وزوجته فيعطيها جاره وأخاه وصديقه يلتمس بذلك البر والصلة. ثمارتفعوا من ذلك إلى نوع أخزى , ترك الرجال للنساء حتى شبقن واستغنوابالرجال , فجاءت شيطانتهن في صورة امرأة وهي الدلهات كانتا في بيضة واحدةفشهت إلى النساء ركوب بعضهن بعضاً وعلمتهن كيف يضعن , فأصل ركوب النساءبعضهن بعضاً من الدلهات. فسلط الله على ذلك القرن صاعقة في أول الليلوخسفاً في آخر الليل وخسفاً مع الشمس , فلم يبق منهم باقية وبادت مساكنهم, وأحسبها اليوم لا تسكن. الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| |
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 3:39 | |
| |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 3:41 | |
| |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 3:43 | |
| |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| |
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 3:47 | |
| |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 3:50 | |
| وقال سبحانه وتعالى : {وَمَامَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَاالأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَاوَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً}. وقال تعالى في سورة الشعراء: {كَذَّبَتْثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلاَتَتَّقُون، إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ، فَاتَّقُوا اللَّهَوَأَطِيعُونِي، وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيإِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَاآمِنِينَ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ،وَتَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ، فَاتَّقُوا اللَّهَوَأَطِيعُونِي، وَلاَ تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ، الَّذِينَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ، قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَمِنْ الْمُسَحَّرِينَ، مَا أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍإِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ، قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌوَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ، وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍفَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ، فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوانَادِمِينَ، فَأَخَذَهُمْ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَأَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}. وقال تعالى في سورة النمل: {وَلَقَدْأَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَفَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ، قَالَ يَا قَوْمِ لِمَتَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلاَتَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ، قَالُوا اطَّيَّرْنَابِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْقَوْمٌ تُفْتَنُونَ، وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُون، قَالُوا تَقَاسَمُوابِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّالَصَادِقُونَ، وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَيَشْعُرُونَ، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّادَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ، فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةًبِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُون،وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}. وقال تعالى في سورة حم السجدة: {وَأَمَّاثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَىفَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ،وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}. وقال تعالى : {كَذَّبَتْثَمُودُ بِالنُّذُرِ، فَقَالُوا أَبَشَراً مِنَّا وَاحِداً نَتَّبِعُهُإِنَّا إِذاً لَفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ، أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْبَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ، سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنْالْكَذَّابُ الأَشِرُ، إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْفَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ، وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌبَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ، فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىفَعَقَرَ، فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنَاعَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ،وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}. وقال تعالى:
{كَذَّبَتْثَمُودُ بِطَغْوَاهَا، إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُاللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا، فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَافَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا، وَلاَ يَخَافُعُقْبَاهَا}. وكثيراً ما يقرن الله في كتابه بين ذكر عاد وثمود، كما في سورة براءة وإبراهيم والفرقان، وسورة ص، وسورة ق، والنجم، والفجر. ويقالأن هاتين الأمتين لا يعرف خبرهما أهل الكتاب، وليس لهما ذكر في كتابهمالتوراة. ولكن في القرآن ما يدل على أن موسى أخبر عنهما، كما قال تعالى فيسورة إبراهيم: {وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِيالأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ، أَلَمْ يَأْتِكُمْنَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَوَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْرُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}الآية. الظاهر أن هذا من تمام كلام موسى مع قومه، ولكن لما كان هاتانالأمتان من العرب لم يضبطوا خبرهما جيداً، ولا اعتنوا بحفظه، وإن كانخبرهما كان مشهوراً في زمان موسى عليه السلام. وقد تكلمنا على هذا كله فيالتفسير مستقصي. ولله الحمد والمنة. والمقصود الآن ذكر قصتهم وما كانمن أمرهم، وكيف نجى الله نبيه صالحاً عليه السلام ومن آمن به، وكيف قطعدابر القوم الذين ظلموا بكفرهم وعتوهم، ومخالفتهم رسولهم عليه السلام. وقد قدمنا أنهم كانوا عرباً، وكانوا بعد عاد ولم يعتبروا بما كان من أمرهم. ولهذا قال لهم نبيهم عليه السلام: {اعْبُدُوااللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْرَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيأَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌأَلِيمٌ، وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍوَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراًوَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاَءَ اللَّهِ وَلاَتَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}أي إنما جعلكم خلفاء من بعدهم لتعتبروا بما كان من أمرهم، وتعملوا بخلافعملهم. وأباح لكم هذه الأرض تبنون في سهولها القصور، {وَتَنْحِتُونَ مِنْالْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ} أي حاذقين في صنعتها وإتقانها وإحكامها.فقابلوا نعمة الله بالشكر والعمل الصالح، والعبادة له وحده لا شريك له،وإياكم ومخالفته والعدول عن طاعته، فإن عاقبة ذلك وخيمة. ولهذا وعظهمبقوله: {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ، فِي جَنَّاتٍوَعُيُونٍ، وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} أي متراكم كثير حسن بهيناضج. {وَتَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ، فَاتَّقُوااللَّهَ وَأَطِيعُونِي، وَلاَ تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ، الَّذِينَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ}. وقال لهم أيضاً: {يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَأَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} أي هو الذي خلقكمفأنشأكم من الأرض، وجعلكم عمارها، أي أعطاكموها بما فيها من الزروعوالثمار، فهو الخالق الرزاق، وهو الذي يستحق العبادة وحده لا ما سواه.{فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} أي أقلعوا عما أنتم فيهوأقبلوا على عبادته، فإنه يقبل منكم ويتجاوز عنكم {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌمُجِيبٌ}. {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَهَذَا} أي قد كنا نرجو أن يكون عقلك كاملاً قبل هذه المقالة، وهي دعاؤكإيانا إلى إفراد العبادة، وترك ما كنا نعبده من الأنداد، والعدول عن دينالآباء والأجداد ولهذا قالوا: {أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُآبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيب}.
الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 3:52 | |
| {قَالَيَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّيوَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْعَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ}. وهذاتلطف منه لهم في العبارة ولين الجانب، وحسن تأت في الدعوة لهم إلى الخير.أي فما ظنكم إن كان الأمر كما أقول لكم وأدعوكم إليه؟ ما عذركم عند الله؟وماذا يخلصكم بين يديه وأنتم تطلبون مني أن أترك دعاءكم إلى طاعته؟ وأنالا يمكنني هذا لأنه واجب علي، ولو تركته لما قدر أحد منكم ولا من غيركم أنيجيرني منه ولا ينصرني. فأنا لا أزال أدعوكم إلى الله وحده لا شريك له،حتى يحكم الله بيني وبينكم. وقالوا له أيضاً: {إِنَّمَا أَنْتَ مِنْالْمُسَحَّرِينَ} أي من المسحورين، يعنون مسحوراً لا تدري ما تقول فيدعائك إيانا إلى إفراد العبادة لله وحده، وخلع ما سواه من الأنداد. وهذاالقول عليه الجمهور، وهو أن المراد بالمسحرين المسحورين. وقيل منالمسحرين: أي ممن له سحر - وهو الرئي - كأنهم يقولون إنما أنت بشر له سحر.والأول أظهر لقولهم بعد هذا: {ما أنت إلا بشر مثلنا} وقولهم {فَأْتِبِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ} سألوا منه أن يأتيهم بخارق يدلعلى صدق ما جاءهم به. قال: {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْشِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ، وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْعَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ} كما قال: {قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْرَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيأَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيم}وقال تعالى: {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا}. وقدذكر المفسرون أن ثمود اجتمعوا يوماً في ناديهم، فجاءهم رسول الله صالحفدعاهم إلى الله، وذكرهم وحذرهم ووعظهم وأمرهم، فقالوا له: إن أنت أخرجتلنا من هذه الصخرة - وأشاروا إلى صخرة هناك - ناقة، من صفتها كيت وكيتوذكروا أوصافاً سموها ونعتوها، وتعنتوا فيها، وأن تكون عشراء، طويلة، منصفتها كذا وكذا، فقال لهم النبي صالح عليه السلام: أرأيتم إن أجبتكم إلىما سألتم، على الوجه الذي طلبتم، أتؤمنون بما جئتكم به وتصدقوني فيماأرسلت به؟ قالوا: نعم. فأخذ عهودهم ومواثيقهم على ذلك. ثم قام إلىمصلاه فصلى لله عز وجل ما قدر له، ثم دعا ربه عز وجل أن يجيبهم إلى ماطلبوا، فأمر الله عز وجل تلك الصخرة أن تنفطر عن ناقة عظيمة عشراء، علىالوجه المطلوب الذي طلبوا، أو على الصفة التي نعتوا. فلما عاينوهاكذلك، رأوا أمراً عظيماً، ومنظراً هائلاً، وقدرة باهرة، ودليلاً قاطعاً،وبرهاناً ساطعاً، فآمن كثير منهم، واستمر أكثرهم على كفرهم وضلالهموعنادهم. ولهذا قال: {فَظَلَمُوا بِهَا} أي جحدوا بها، ولم يتبعوا الحقبسببها، أي أكثرهم، وكان رئيس الذين آمنوا: جندع بن عمرو بن محلاة بن لبيدبن جواس، وكان من رؤسائهم. وهم بقية الأشراف بالإسلام، فصدهم ذؤاب بن عمروبن لبيد، والحباب، صاحب أوثانهم، ورباب بن صعر بن جلمس، ودعا جندع ابن عمهشهاب بن خليفة، وكان من أشرافهم، فهم بالإسلام فنهاه أولئك، فمال إليهمفقال في ذلك رجل من المسلمين يقال له مهرش بن غنمة بن الذميل رحمه الله: وكانت عصبة من آل عمرو *** إلى دين النبي دعوا شهابا عزيز ثمود كلهم جميعا *** فهم بأن يجيب ولو أجابا لأصبح صالح فينا عزيزا *** وما عدلوا بصاحبهم ذؤابا ولكن الغواة من آل حجر ** *** تولوا بعد رشدهم ذبابا ولهذاقال لهم صالح عليه السلام: {هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ} أضافها لله سبحانهوتعالى إضافة تشريف وتعظيم، كقوله بيت الله وعبد الله {لَكُمْ آيَةً} أيدليلاً على صدق ما جئتكم به {فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِوَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ}. فاتفقالحال على أن تبقى هذه الناقة بين أظهرهم، ترعى حيث شاءت من أرضهم، وتردالماء يوماً بعد يوم، وكانت إذا وردت الماء تشرب ماء البئر يومها ذلك،فكانوا يرفعون حاجتهم من الماء في يومهم لغدهم. ويقال أنهم كانوا يشربونمن لبنها كفايتهم، ولهذا قال: {لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍمَعْلُومٍ}. ولهذا قال تعالى: {إنا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةًلَهُمْ} أي اختبار لهم أيؤمنون بها أم يكفرون؟ والله أعلم بما يفعلون.{فَارْتَقِبْهُمْ} أي انتظر ما يكون من أمرهم {وَاصْطَبِرْ} على أذاهمفسيأتيك الخبر على جلية. {وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌبَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ}. فلما طال عليهم هذا الحال اجتمعأمرهم واتفق رأيهم على أن يعقروا هذه الناقة، ليستريحوا منها ويتوفر عليهمماؤهم، وزين لهم الشّيْطان أعمالهم. قال الله تعالى: {فَعَقَرُواالنَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ}. وكانالذي تولى قتلها منهم رئيسهم: قدار بن سالف بن جندع، وكان أحمر أزرق أصهب.وكان يقال أنه ولد زانية، ولد على فراش سالف، وهو ابن رجل يقال له صيبان.وكان فعله ذلك باتفاق جميعهم، فلهذا نسب الفعل إلى جميعهم كلهم. وذكرابن جرير وغيره من علماء المفسرين: أن امرأتين من ثمود اسم إحداهما"صدوقة" ابنة المحيا بن زهير بن المختار. وكانت ذات حسب ومال، وكانت تحترجل من أسلم ففارقته، فدعت ابن عم لها يقال له "مصرع" بن مهرج بن المحيا،وعرضت عليه نفسها إن هو عقر الناقة. واسم الأخرى "عنيزة" بنت غنيم بنمجلز، وتكنى أم عثمان وكانت عجوزاً كافرة، لها بنات من زوجها ذؤاب بن عمروأحد الرؤساء، فعرضت بناتها الأربع على قدار بن سالف، إن هو عقر الناقة فلهأي بناتها شاء، فانتدب هذان الشابان لعقرها وسعوا في قومهم بذلك، الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 3:54 | |
| فاستجابلهم سبعة آخرون فصاروا تسعة. وهم المذكورون في قوله تعالى: {وَكَانَ فِيالْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَيُصْلِحُونَ}. وسعوافي بقية القبيلة وحسنوا لهم عقرها، فأجابوهم إلى ذلك وطاوعوهم في ذلك.فانطلقوا يرصدون الناقة، فلما صدرت من وردها كمن لها "مصرع" فرماها بسهمفانتظم عظم ساقها، وجاء النساء يذمرن القبيلة في قتلها، وحسرن عن وجوههنترغيباً لهم في ذلك فابتدرهم قدار بن سالف، فشد عليها بالسيف فكشف عنعرقوبها فخرت ساقطة إلى الأرض. ورغت رغاة واحدة عظيمة تحذر ولدها، ثم طعنفي لبتها فنحرها، وانطلق سقبها - وهو فصيلها - فصعد جبلاً منيعاً ورغاثلاثاً. وروى عبد الرزاق، عن معمر، عمن سمع الحسن أنه قال: يارب أين أمي؟ ثم دخل في صخرة فغاب فيها. ويقال: بل اتبعوه فعقروه أيضاً. قالالله تعالى: {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ فَكَيْفَ كَانَعَذَابِي وَنُذُرِ}. وقال تعالى: {إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا، فَقَالَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} أي احذروها{فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْفَسَوَّاهَا، وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا}. قالالإمام أحمد: حَدَّثَنا عبد الله بن نمير، حَدَّثَنا هشام - أبو عروة - عنأبيه عن عبد الله بن زمعة قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرالناقة وذكر الذي عقرها فقال: "إذ انبعث أشقاها: انبعث لها رجل عارم عزيزمنيع في رهطه، مثل أبي زمعة". أخرجاه من حديث هشام به. عارم: أي شهم. عزيز، أي: رئيس. منيع، أي: مطاع في قومه. وقالمُحَمْد بن إسحاق: حدثني يزيد بن مُحَمْد بن خثيم، عن مُحَمْد بن كعب، عنمُحَمْد بن خثيم بن يزيد، عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم لعلي: "ألا أحدثك بأشقى الناس؟ قال: بلى. قال: رجلان، أحدهماأحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذا - يعني قرنه -حتى تبتل منه هذه - يعني لحيته". رواه ابن أبي حاتم. وقال تعالى:{فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَاصَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ} فجمعوا في كلامهم هذا بين كفر بليغ من وجوه: منها: أنهم خالفوا الله ورسوله في ارتكابهم النهي الأكيد في عقر الناقة التي جعلها الله لهم آية. ومنها:أنهم استعجلوا وقوع العذاب بهم فاستحقوه من وجهين: أحدهما الشرط عليهم فيقوله: {وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ} وفيآية{عظيم} وفي الأخرى{أليم} والكل حق. والثاني استعجالهم على ذلك. ومنها:أنهم كذبوا الرسول الذي قد قام الدليل القاطع على نبوته وصدقه، وهم يعلمونذلك علماً جازماً، ولكن حملهم الكفر والضلال والعناد على استبعاد الحقووقوع العذاب بهم. قال الله تعالى: {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِيدَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ}. وذكرواأنهم لما عقروا الناقة كان أول من سطا عليها قدار بن سالف، لعنه الله،فعرقبها فسقطت إلى الأرض، ثم ابتدروها بأسيافهم يقطعونها فلما عاين ذلكسقبها - وهو ولدها - شرد عنهم فعلا أعلى الجبل هناك، ورغا ثلاث مرات. فلهذاقال لهم صالح: {تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ} أي غيريومهم ذلك، فلم يصدقوه أيضاً في هذا الوعد الأكيد، بل لما أمسوا هموابقتله وأرادوا - فيما يزعمون - أن يلحقوه بالناقة. {قَالُوا تَقَاسَمُوابِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} أي لنكبسنه في داره مع أهلهفلنقتلنه، ثم نجحدن قتله ولننكرن ذلك إن طالبنا أولياؤه بدمه، ولهذاقالوا: {ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِوَإِنَّا لَصَادِقُون}. قال الله تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْراًوَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَعَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ،فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةًلِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوايَتَّقُونَ}. وذلك أنالله تعالى أرسل على أولئك النفر الذين قصدوا قتل صالح حجارة رضختهمفأهلكهم سلفاً وتعجيلاً قبل قومهم، وأصبحت ثمود يوم الخميس - وهو اليومالأول من أيام النظرة - ووجوهم مصفرة، كما أنذرهم صالح عليه السلام. فلماأمسوا نادوا بأجمعهم: ألا قد مضى يوم من الأجل. ثم أصبحوا في اليوم الثانيمن أيام التأجيل وهو يوم الجمعة - ووجوههم محمرة، فلما أمسوا نادوا: ألاقد مضى يومان من الأجل، ثم أصبحوا في اليوم الثالث من أيام المتاع - وهويوم السبت - ووجوهم مسودة، فلما أمسوا نادوا: ألا قد مضى الأجل. فلماكان صبيحة يوم الأحد تحنطوا وتأهبوا وقعدوا ينتظرون ماذا يحل بهم منالعذاب والنكال والنقمة، لا يدرون كيف يفعل بهم؟ ولا من أي جهة يأتيهمالعذاب. فلما أشرقت الشمس جاءتهم صيحة من السماء من فوقهم، ورجفة منأسفل منهم، ففاضت الأرواح وزهقت النفوس، وسكنت الحركات، وخشعت الأصوات،وحقت الحقائق فأصبحوا في دارهم جاثمين، جثثاً لا أرواح فيها ولا حراك بها.قالوا ولم يبق منهم أحد إلا جارية كانت مقعدة واسمها "كلبة" بنت السلق -ويقال لها الذريعة - وكانت شديدة الكفر والعداوة لصالح عليه السلام، فلمارأت العذاب أطلقت رجلاها، فقامت تسعى كأسرع شيء، فأتت حياً من العربفأخبرتهم بما رأت وما حل بقومها واستسقتهم ماء، فلما شربت ماتت. قالالله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} أي لم يقيموا فيها في سعةورزق وغناء، {أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداًلِثَمُودَ} أي نادى عليهم لسان القدر بهذا. قالالإمام أحمد: حَدَّثَنا عبد الرزاق، حَدَّثَنا معمر، حَدَّثَنا عبد اللهبن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر قال: لما مرّ رسول الله صلىالله عليه وسلم بالحجر قال: "لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح، فكانت- يعني الناقة - ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج، فعتوا عن أمر ربهمفعقروها. وكانت تشرب ماءهم يوماً ويشربون لبنها يوماً، فعقروها فأخذتهمصيحة أهمد الله بها من تحت أديم السماء منهم إلا رجلاً واحداً كان في حرمالله" فقالوا: من هو يا رسول الله؟ قال: هو أبو رغال، فلما خرج من الحرمأصابه ما أصاب قومه". وهذا الحديث على شرط مسلم وليس هو في شيء من الكتب الستة. والله تعالى أعلم. وقدقال عبد الرزاق أيضاً: قال معمر: أخبرني إسماعيل بن أمية أن النبي صلىالله عليه وسلم مرّ بقبر أبي رغال، فقال: "أتدرون من هذا؟" قالوا: اللهورسوله أعلم. قال: "هذا قبر أبي رغال، رجل من ثمود، كان في حرم الله فمنعهحرم الله عذاب الله، فلما خرج أصابه ما أصاب قومه فدفن ها هنا، ودفن معهغصن من ذهب. فنزل القوم فابتدروه بأسيافهم، فبحثوا عنه فاستخرجوا الغصن".قال عبد الرزاق: قال معمر: قال الزهري: أبو رغال أبو ثقيف.. هذا مرسل منهذا الوجه. وقد جاء من وجه آخر متصلاً كما ذكره مُحَمْد بن إسحاق فيالسيرة عن إسماعيل بن أمية، عن بجير بن أبي بجير، قال: سمعت عبد الله بنعمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجنا معه إلى الطائف،فمررنا بقبر، فقال: "إن هذا قبر أبي رغال، وهو أبو ثقيف، وكان من ثمود،وكان بهذا الحرم يدفع عنه، فلما خرج منه أصابته النقمة التي أصابت قومهبهذا المكان فدفن فيه، وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب، إن أنتم نبشتمعنه أصبتموه معه. فابتدره الناس فاستخرجوا منه الغصن" وهكذا رواه أبو داودمن طريق مُحَمْد بن إسحاق به. قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي رحمهالله: هذا حديث حسن عزيز.
الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 3:56 | |
| |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 3:58 | |
|
[b]قال:فدعا ربه ومسح بيده على عينيها فصحتا وأخذ بيدها وقال: قومي بإذن الله.فأطلق الله رجليها فقامت صحيحة كأنما شطت من عقال، فنظرت فقالت: أشهد أنكعزير. وانطلقت إلى محلة بني إسرائيل وهم في أنديتهم ومجالسهم، وابنلعزير شيخ ابن مائة سنة وثماني عشر سنة وبنى بنية شيوخ في المجلس، فنادتهمفقالت: هذا عزير قد جاءكم. فكذبوها، فقالت: أنا فلانة مولاتكم دعا لي ربهفرد علي بصري وأطلق رجلي وزعم أن الله أماته مائة سنة ثم بعثه. قال: فنهضالناس فأقبلوا إليه فنظروا إليه فقال ابنه: كان لأبي شامة سوداء بينكتفيه. فكشف عن كتفيه فإذا هو عزير. فقالت بنو إسرائيل: فإنه لم يكن فيناأحد حفظ التوراة فما حدثنا غير عزير وقد حرق بختنصر التوراة ولم يبقى منهاشيء إلا ما حفظت الرجال، فاكتبها لنا وكان أبوه سروخاً قد دفن التوراةأيام بختنصر في موضع لم يعرفه أحد غير عزير، فانطلق بهم إلى ذلك الموضعفحفره فاستخرج التوراة وكان قد عفن الورق ودرس الكتاب. قال: وجلس في ظلشجرة وبنوا إسرائيل حوله فجدد لهم التوراة ونزل من السماء شهابان حتى دخلاجوفه. فتذكر التوراة فجددها لبني إسرائيل فمن ثم قالت اليهود: عزير ابنالله، للذي كان من أمر الشهابين وتجديده التوراة وقيامه بأمر بني إسرائيل،وكان جدد لهم التوراة بأرض السواد بدير حزقيل، والقرية التي مات فيها يقاللها ساير أباذ. قال ابن عباس: فكان كما قال الله تعالى: {وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ} يعني لبني إسرائيل، وذلك أنه كان يجلس مع بنيه وهم شيوخ وهو شاب لأنه مات وهو ابن أربعين سنة فبعثه الله شاباً كهيئته يوم مات. قال ابن عباس: بعث بعد بختنصر وكذلك قال الحسن وقد أنشد أبو حاتم السجستاني في معنى ما قاله ابن عباس: وأسود رأس شاب من قبله ابنه ***ومن قبله ابن ابنه فهو أكبر يرى ابنه شيخاً يدب على عصاٍ *** ولحيته سوداء و الرأس أشقرٍ وما لابنه حيل و لا فضل قوةٍ *** يقوم كما يمشي الصبي فيعثر يعد ابنه في الناس تسعين حجة *** وعشرين لا يجري و لا يتبختر وعمر أبيه أربعون أمرها *** ولابن ابنه تسعون في الناس غبر لما هو في المعقول أن كنت داريا *** وأن كنت لا تدري فبالجهل تعذر المشهورأن عزيراً من أنبياء بني إسرائيل وأنه كان فيما بين داود وسليمان وبينزكريا ويحيى، وأنه لما لم يبقى في بني إسرائيل من يحفظ التوراة ألهمه اللهحفظها فسردها على بني إسرائيل، كما قال وهب بن منبه: أمر الله ملكاً فنزلبمعرفة من نور فقذفها في عزير فنسخ التوراة حرفاً بحرف حتى فرغ منها. وروى ابن عساكر عن ابن عباس أنه سأل عبد الله بن سلام عن قول الله تعالى: {وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} لما قالوا ذلك؟ قال بني إسرائيل: لم يستطع موسى أن يأتينا بالتوراة إلا في كتاب وأن عزيراً قد جاءنا بها من غير كتاب. ولهذا يقول كثير من العلماء إن تواتر التوراة انقطع في زمن العزير. وهذامتجه جداً إذا كان العزير غير نبي كما قاله عطاء بن أبي رباح والحسنالبصري. وفيما رواه إسحاق بن بشر عن مقاتل بن سليمان، عن عطاء، وعن عثمانبن عطاء الخراساني عن أبيه، ومقاتل عن عطاء بن أبي رباح قال: كان فيالفترة تسعة أشياء: بختنصر وجنة صنعاء وجنة سبأ وأصحاب الأخدود وأمرحاصورا وأصحاب الكهف وأصحاب الفيل ومدينة أنطاكية وأمر تبع. وقال إسحاق بن بشر: أنبأنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، قال كان أمر عزير وبختنصر في الفترة. وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أولى الناس بابن مريم لأنا، إنه ليس بيني وبينه نبي". وقال وهب بن منبه: كان فيما بين سليمان وعيسى عليهما السلام. وقدروى ابن عساكر عن أنس بن مالك وعطاء بن السائب أن عزيراً كان في زمن موسىبن عمران، وأنه استأذن عليه فلم يأذن له، يعني لما كان من سؤاله عن القدروأنه انصرف وهو يقول: مائة موتة أهون من ذل ساعة. وفي معنى قول عزير مائة موتة أهون من ذل ساعة قول بعض الشعراء: قد يصبر الحر على السيف *** ويأنف الصبر على الحيف ويؤثر الموت على حالة *** يعجز فيها عن قرى الضيف فأماما روى ابن عساكر وغيره عن ابن عباس ونوف البكالي وسفيان الثوري وغيرهم،من أنه سأل عن القدر فمحى اسمه من ذكر الأنبياء، فهو منكر وفي صحته نظر،وكأنه مأخوذ عن الإسرائيليات. وقد روى عبد الرزاق وقتيبة بن سعيد، عنجعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني، عن نوف البكالي قال: قال عزير فيمايناجي ربه: يا رب تخلق خلقاً فتضل من تشاء وتهدي من تشاء؟ فقيل له: أعرضعن هذا. فعاد فقيل له: لتعرضن عن هذا أو لأمحون اسمك من الأنبياء، إني لاأسال عما أفعل وهم يسألون، وهذا ما يقتضي وقوع ما توعد عليه لو عاد فمامُحي. وقد روى الجماعة سوى الترمذي من حديث يونس بن يزيد، عن سعيد وأبيسلمة، عن أبي هريرة. وكذلك رواه شعيب عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبيهريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نزل نبي من الأنبياء تحتشجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ثم أمر بها فأحرقت بالنارفأوحى الله إليه: فهلاّ نملة واحدة فروى إسحاق بن بشر عن ابن جريج، عن عبدالوهاب بن مجاهد، عن أبيه أنه عزير، وكذا روي عن ابن عباس والحسن البصريأنه عزير، فالله أعلم. الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 4:25 | |
|
20: قصة ابراهيم والنمرودموقع القصة في القرآن الكريم:ورد ذكر القصة في سورة البقرة - الآية258قال الله تعالى:{أَلَمْتَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُالْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُقَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَيَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِفَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.القصة:[b]مناظرة إبراهيم الخليل مع من أراد أن ينازع الله العظيم الجليل في العظمة ورداء الكبرياء فادعى الربوبية، وهوَ أحدُ العبيد الضعفاء يذكرتعالى مناظرة خليله مع هذا الملك الجبار المتمرد الذي ادعى لنفسهالربوبية، فأبطل الخليل عليه دليله، وبين كثرة جهله، وقلة عقله، وألجمهالحجة، وأوضح له طريق المحجة. قال المفسرون وغيرهم من علماء النسبوالأخبار، وهذا الملك هو ملك بابل، واسمه النمرود بن كنعان بن كوش بن سامبن نوح قال مجاهد. وقال غيره: نمرود بن فالح بن عابر بن صالح بن أرفخشذ بنسام بن نوح. قال مجاهد وغيره: وكان أحد ملوك الدنيا، فإنه قد ملكالدنيا فيما ذكروا أربعة: مؤمنان وكافران. فالمؤمنان: ذو القرنين وسليمان.والكافران: النمرود وبختنصّر. وذكروا أن نمرود هذا استمر في ملكه أربعمائة سنة، وكان طغا وبغا، وتجبر وعتا، وآثر الحياة الدنيا. ولمادعاه إبراهيم الخليل إلى عبادة الله وحده لا شريك له حمله الجهل والضلالوطول الآمال على إنكار الصانع، فحاجّ إبراهيم الخليل في ذلك وادعى لنفسهالربوبية. فلما قال الخليل: (ربي الذي يحي ويميت قال: أنا أحي وأميت). [b]قالقتادة والسُّدِّي ومُحَمْد بن إسحاق: يعني أنه إذا آتى بالرجلين قد تحتمقتلهما، فإذا أمر بقتل أحدهما، وعفا عن الآخر، فكأنه قد أحيا هذا وأماتالآخر. وهذا ليس بمعارضة للخليل، بل هو كلام خارجي عن مقام المناظرة،ليس بمنع ولا بمعارضة، بل هو تشغيب محض، وهو انقطاع في الحقيقة، فإنالخليل استدل على وجود الصانع بحدوث هذه المشاهدات من إحياء الحيواناتوموتها، (هذا دليل) على وجود فاعل. (و) ذلك، الذي لا بد من استنادها إلىوجوده ضرورة عدم قيامها بنفسها، ولا بد من فاعل لهذه الحوادث المشاهدة منخلقها وتسخيرها وتسيير هذه الكواكب والرياح والسحاب والمطر وخلق هذهالحيوانات التي توجد مشاهدة، ثم إماتتها ولهذا قَالَ إِبْرَاهِيمُ:{رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ}. [b]فقولهذا الملك الجاهل (أنا أحيي وأميت) إن عنى أنه الفاعل لهذه المشاهدات فقدكابر وعاند، وإن عنى ما ذكره قتادة والسُّدِّي ومُحَمْد بن إسحاق فلم يقلشيئاً يتعلق بكلام الخليل إذ لم يمنع مقدمة ولا عارض الدليل. ولما كانانقطاع مناظرة هذا الملك قد تخفى على كثير من الناس ممن حضره وغيرهم، ذكردليلاً آخر بين وجود الصانع وبطلان ما ادّعاه النمرود وانقطاعه جهرة:قَال: {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِبِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ} أيهذه الشمس مسخرة كل يوم تطلع من المشرق كما سخرها خالقها ومسيرها وقاهرها.وهو الذي لا إله إلا هو خالق كل شيء. فإن كنت كما زعمت من أنك الذي تحيوتميت فأت بهذه الشمس من المغرب فإنّ الذي يحي ويميت هو الذي يفعل ما يشاءولا يمانع ولا يغالب بل قد قهر كل شيء، ودان له كل شيء، فإن كنت كما تزعمفافعل هذا، فإن لم تفعله فلست كما زعمت، وأنت تعلم وكل أحد، أنك لا تقدرعلى شيء من هذا بل أنت أعجز وأقل من أن تخلق بعوضة أو تنتصر منها. فبينضلاله وجهله وكذبه فيما ادعاه، وبطلان ما سلكه وتبجح به عند جهلة قومه،ولم يبق له كلام يجيب الخليل به بل انقطع وسكت. ولهذا قال: {فَبُهِتَالَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}. [b]وقدذكر السُّدِّي: أن هذه المناظرة كانت بين إبراهيم وبين النمرود، يوم خرجمن النار، ولم يكن اجتمع به يومئذ، فكانت بينهما هذه المناظرة. وقد روىعبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم: أن النمرود كان عنده طعام، وكان الناسيفدون إليه للميرة، فوفد إبراهيم في جملة من وفد للميرة ولم يكن اجتمع بهإلا يومئذ، فكان بينهما هذه المناظرة، ولم يعط إبراهيم من الطعام كما أعطىالناس، بل خرج وليس معه شيء من الطعام. فلما قرب من أهله عمد إلى كثيبمن التراب فملأ منه عدليه وقال: اشغل أهلي إذا قدمت عليهم، فلما قدم: وضعرحاله وجاء فاتكأ فنام، فقامت امرأته سارة إلى العدلين فوجدتهما ملآنينطعاماً طيباً، فعملت منه طعاماً. فلما استيقظ إبراهيم وجد الذي قد أصلحوه؛فقال: أنى لكم هذا؟ قالت: من الذي جئت به. فعرف أنه رِزْقٌ رَزقَهُموهالله عز وجل. قال زيد بن أسلم: وبعث الله إلى ذلك الملك الجبّار ملكاًيأمره بالإيمان بالله فأبى عليه. ثم دعاه الثانية فأبى عليه. ثم دعاهالثالثة فأبى عليه. وقال: اجمع جموعك وأجمع جموعي. فجمع النمرود جيشهوجنوده، وقت طلوع الشمس فأرسل الله عليه ذباباً من البعوض، بحيث لم يرواعين الشمس وسلّطها الله عليهم، فأكلت لحومهم ودمائهم وتركتهم عظاماًباديةً، ودخلت واحدةٌ منها في منْخَر الملكِ فمكثت في منخره أربعمائة سنة،عذبه الله تعالى بها فكان يُضْرَبُ رأسُه بالمرِازب في هذه المدة كلها حتىأهلكه الله عز وجل بها.[/b][/b][/b] [b][b][/b][/b] الموضوع : سلسلة القصص القرآنى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: عمر شكري |
|
| |
عمر شكريالمدير العام
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى السبت 2 أكتوبر 2010 - 4:26 | |
| |
|
| |
|