[ما المقصود بضعف الإيمان؟
سنبدأ بتعريف الإيمان أولاً:
الإيمان في اللغة يعني التصديق قال تعالى: (قولوا أمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون)[البقرة:136] أي صدقنا بالله.
أما معنى الإيمان شرعاً: فهو التصديق الجازم بكل ما شرعه الله - سبحانه وتعالى- لعباده ، وكل ما أنزل في كتابه ، وكل ما قاله رسوله - عليه السلام - وأن يتبع ذلك الإقرار باللسان والعمل بالجوارح.
إذن فالإيمان الصحيح الكامل لابد أن يشمل ثلاثة أمور وهي:
1- الإقرار باللسان، أي النطق بالشهادتين: لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
2- التصديق بالقلب تصديقا لا يخالطه ريبة ، ولا يمازجه شك ، في كل ما شرع الله في كتابه ، أو على لسان رسوله – عليه السلام –
3- العمل بالجوارح: أي فعل كل ما أمر الله به مثل الصلاة والصوم والحج وغير ذلك.
واجتناب كل ما نهى عنه من المحرمات مثل السرقة والزنا وظلم الناس وغير ذلك.
أما كلمة (ضعف) فمن معانيها: الفتور واللين والهزال والخور، يقال ضعف الرجل إذا قل نشاطه وذهبت قوته.
إذن فضعف الإيمان هو:
أولاً: ذلك الفتور والكسل والقصور الذي يقع من المسلم نحو عبادته، مثل تقصير بعض الناس في أداء الصلاة.
ثانياً: هو ما يعتري بعض الناس من شكوك ووساوس في علاقته بخالقه وصلته بعقيدته قد تصل ببعضهم إلى درجة التكذيب بالدين – والعياذ بالله – خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن، وانتشرت فيه المذاهب الباطلة، والعقائد المنحرفة بفعل وسائل الاتصال الحديثة ، ونشاط أعداء الإسلام في صرف المسلمين عن دينهم.
وضعف الإيمان ظاهرة موجودة ومحسوسة لا مجال لإنكارها، خاصة هذه الأيام وأهم معالمها الظاهرة:
هو ذلك التكاسل والضجر الذي يصيب الإنسان نحو واجباته الدينية ، بحيث لا يحس بالرغبة في أدائها، ولا الاستمتاع بفعلها كحال أصحاب الإيمان القوي الذين يجدون راحة أنفسهم، وطيب عيشهم في أداء العبادة، ولذلك يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم –: أرحنا بها يا بلال أي أرحنا بالصلاة من هموم الدنيا ومشاغلها، أما أصحاب الفتور الإيماني فإن العبادة تكون أحياناً ثقيلة عليهم جالبة للسآمة والضجر والوساوس الشيطانية مثل : لماذا نقوم بهذه العبادة؟
ما الفائدة منها؟
أليس الله غني عن هذا؟
وهذه الأسئلة والوساوس من إملاء شياطين الجن والإنس، وما أكثرهم في هذا الزمان، ولكن المسلم الموفق لا يستسلم لهذه الأمور، ولا يقف عاجزاً أمامها عندما يحس بها، بل عليه أن يحاربها بكل قوة، فليس شيء أغلى وأهم عند المسلم من الحفاظ على دينه الذي به سعادته في الدنيا والآخرة ، وعلى الإنسان عندما يحس بهذه الوساوس أن يتذكر الموت، وأن يتذكر النار وعذابها، و إن الإنسان يعيش في الدنيا أياماً قليلة جداً بالنسبة إلى الآخرة، فعليه أن يصبر فيها على القيام بما فرض الله عليه، وأن يجتنب ما نهى الله عنه؛ ليفوز بالسعادة الحقيقية التي لا منغصات فيها في الجنة إن شاء الله
– تعالى – كما أن عليه أن يتذكر أن السعادة في الدنيا لا تكون في البعد عن دين الله أبداً، بل في ذلك الشقاء النفسي والتعاسة الروحية، قال تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى [سورة طه:]،
قال العلامة ابن كثير في تفسير هذه الآية:
أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة ولا انشراح، بل صدره ضيق لضلاله وإن تنعم ظاهره ، ولبس ما شاء ، وأكل ما شاء ، وسكن حيثما يشاء، فمهما تنعم من نعم الدنيا ؛ فإن قلبه لم يخلص إلى اليقين والهدى، فهو في حيرة وقلق وشك، فلا يزال في ريبه يتردد، فهذا من ضنك المعيشة، قال ابن عباس أن قوما ضُّلالا أعرضوا عن الحق، وكانوا في سعة من الدنيا متكبرين فكانت معيشتهم ضنكا، وذلك أنهم كانوا يرون أن الله تعالى ليس مخلفا لهم معايشهم من سوء ظنهم بالله والتكذيب، فإن كان العبد يكذب الله ، ويسيء الظن به والثقة به ، اشتدت عليه معيشته فذلك الضنك والضنك هو الضيق والشدة قال عكرمة عمي عليه كل شيء إلا جهنم، ويحتمل أن يكون المراد أنه يبعث أو يحشر إلى النار أعمى البصر والبصيرة
وهذا الفتور أو الضعف الإيماني ينقسم إلى قسمين:
1- فتور طارئ يغشي الإنسان أحياناً فيضعف تعلقه بالله ، ويقلل اجتهاده في عبادة الله والإقبال عليه، وله أسباب كثيرة أهمها الانشغال المفاجئ والاستغراق الكلي بأمر من أمور الدنيا ، وقد يكون سببه إثارة بعض الشبهات ، والأفكار الضالة التي يتفنن في عرضها أعداء الإسلام ، ولكنه طارئ وضعيف لا يصمد أمام ضربات الحق القوية ؛ إذ سرعان ما ينحسر عن قلب المؤمن فيعود مشرقاً بالإيمان، ممتلئاً بالتفاؤل، وهذا أمره يسير، وهو يقع كثيراً، فلا يكاد يسلم منه أحد، يقول ابن قيم الجوزية: فتخلل الفترات للسالكين: أمر لازم لابد منه فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد ولم تخرجه من فرض ولم تدخله في محرم رجي له أن يعود خيراً مما كان إذن فمن حصلت معه هذه الحالة من الفتور الطاريء بعد اجتهاد وحسن عمل، فإنه يرجى له أن يعود كما كان، أو خير مما كان؛ ولكن بثلاثة شروط كما يقرر ذلك ابن القيم في نصه السابق وهي:
*أ- ألا يترك خلال فترته هذه شيئاً من الفرائض مثل الصلوات الخمس.
*ب- ألا يرتكب شيئاً من المحرمات.
*ج- ألا تطول مدة انقطاعه ، بل يجاهد نفسه في العودة إلى الاجتهاد والمثابرة.
ويقول الصحابي الجليل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – : إن لهذه القلوب إقبالاً وإدباراً، فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل، وإن أدبرت فألزموها الفرائض
وهذا عمر بن الخطاب يعترف بوقوع هذه الظاهرة وينصح بمداراة النفس، وأخذها بالرفق والحكمة، لا بالشدة والرعونة؛ لكي تعود إلى سابق عهدها بسلام، فعندما تظلم على الإنسان نفسه، وتشتد عليه حالة الجفاف الإيماني، وتقل رغبته في أداء العبادة، فهنا عليه فقط أن يجاهد نفسه في أداء الفرائض، وأهمها الصلوات الخمس حيث يؤديها في الجماعة، مهما كانت ظروفه، ولا يكون عوناً للشيطان على نفسه فيتساهل في الفرائض فمن ترك شيئاً منها فهو على خطر عظيم.
وعلى الإنسان في هذه الحالة ألا يترك باباً إلا طرقه التماساً لصلاح قلبه، وتعهداً لإيمانه، والأمور التي تعين على ذلك كثيرة مثل قراءة القرآن بالتدبر، والمداومة على ذكر الله، ومصاحبة الصالحين، وحضور مجالس العلم، وتذكر الموت، وزيارة المقابر، والتأمل في مخلوقات الله، والتضرع والإلحاح بالدعاء بأن يمن الله عليه بالهداية، ويشرح صدره للإيمان.
إلى غير ذلك من الأمور التي سنخصص لها الباب الرابع بإذن الله تعالى.
2- القسم الثاني هو الفتور المستقر وهو الذي تطول مدته، ويزداد تمكنه من النفس، وقد يكون سببه أحد أمرين:
أولاً: التعلق الشديد بالدنيا، والانشغال الكامل بأمورها المختلفة من جمع المال، والتوسع في الشهوات والملاذ، فقد يوجد أناس في حالة ضعف إيماني دائم وهم بعيدون عن الشبهات الفكرية والقضايا العقدية، ولكنهم غارقين في بحور الدنيا، ومنهم من يترك بعض التكاليف المفروضة مثل الصلاة لأجل انشغاله بجمع حطام الدنيا الزائل، كل ذلك ليجمع أكبر قدر من الأموال لكي يتنعم به في هذه الدنيا الفانية، وكأنه مخلد فيها، وليس خلفه أهوال وعقبات، ودار أخرى لا منتهى للإقامة فيها! إن الغفلة قد هيمنت عليه، فأعمته عن النظر العميق في المصالح الحقيقية.
لقد آثر العاجلة، واستبدل الأدنى بالذي هو خير لأنه فقد البصيرة واليقين.
وقال تعالى: (بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى)
[سورة الأعلى:16-17]
والإنسان دائماً لتسرعه يؤثر القريب العاجل؛ وإن كان ****اً على البعيد الآجل؛ وإن كان عظيماً! فلا شك أن هؤلاء الغارقين في جمع حطام الدنيا الزائل على يقين بأنهم سيرحلون عن هذه الدنيا مهما طال بهم الزمن، هب أنهم عاشوا وتمتعوا عشرات السنين، أليس مصيرهم بعد ذلك إلى الموت، ثم الوقوف بين يدي خالقهم ليسألهم عما فعلوا في يوم شديد الأهوال، وبعد ذلك المصير أما إلى الجنة أو إلى النار
إن النعيم الذي أشغلهم عن طاعة ربهم سنين معدودة قد انتهى الآن، ذهبت لذته، وبقي شؤمه وعقابه ، فأين العقلاء الذين لا يجعلون سعيهم للدنيا يطغى على سعيهم للآخرة؟ بل يزِنُون الأمر بميزان البصيرة والحكمة، فيأخذون من دنياهم قدر البلغة ويجعلون همهم الأكبر تلك الدار العظيمة التي لا تقارن بالدنيا من جميع الوجوه.
إذن فلنعالج ضعفنا الإيماني بالتفكر في مصيرنا المحتوم، ونداوي فتورنا نحو عبادة ربنا بالتأمل في أهوال القيامة والصراط، وعلينا ألا نيئس من رحمة الله مهما طال بنا الفتور أو غلبتنا الغفلة، فإن الله سبحانه وتعالى يدعو
عباده إلى التوبة مهما كثرت ذنوبهم، قال تعالى ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) [سورة الزمر:53]، بل إنه – سبحانه وتعالى – يفرح بتوبة عباده ورجوعهم إليه كما يفرح من وجد دابته بعد أن ظلت منه في صحراء مهلكة وعليها زاده ومتاعه كما ورد في السنة المطهرة.
ولا شك أن ضعف الإيمان الذي سببه الانغماس في الشهوات من السهولة علاجه إذا توفرت العزيمة الصادقة والإرادة القوية حتى وإن طالت مدته.
أما الأمر الثاني الذي هو سبب الفتور المستقر، فهو الشبهات والشكوك في دين الله، والفرق بين الفتور الطاريء والمستقر، أن الثاني أكثر تمكناً من النفس، وأكثر وروداً على الخاطر، وربما يلازم الإنسان مدة طويلة، ولذلك فإن ضعف الإيمان أو الفتور المستقر الذي سببه الشبهات والشكوك أكثر خطوة على عقيدة المسلم ودينه، ولا سيما في هذا الزمن، حيث انتشرت كثيراً الأفكار الضالة والعقائد المنحرفة، وفي نفس الوقت قل الناصحون والمشفقون على شباب المسلمين من هذا السيل الجارف من الفساد الأخلاقي والعقدي، ولذا سنخصص الفصل التالي لهذا الموضوع. الواجب على أي مسلم عندما يعتريه الفتور، ويحس بنقص إيمانه
أن يبادر فوراً إلى علاج هذا المرض، فلا شك أن ضعف الإيمان مرض
خطير، وكما يعلم الجميع أن المرض إذا عولج في بدايته يتم الشفاء منه بإذنه تعالى، أما إذا استفحل وطال زمنه؛ فإن علاجه يصعب، وتقل فرص
الشفاء منه.
والإنسان مهما كانت قوة إيمانه فإنه معرض لهذا الأمر بفعل عوامل كثيرة من الشبهات والشهوات ومن شياطين الجن وشيطان الأنس.
والإنسان الفطن الموفق هو الذي يتعهد إيمانه وما نقص منه، ويحرص على إصلاح ما فسد وصيانة ما عطب أشد مما يحرص على صيانة سيارته عندما يقع فيها التلف؛ فإنه يبادر فوراً إلى إصلاحها عند المختص، وهي من أمور الدنيا الزائلة!
لذلك ينبغي أن تكون مبادرته لإصلاح قلبه أعظم من ذلك كما كان يفعل السلف الصالح من الصحابة والتابعين – رضوان الله عليهم – حيث كانوا دائمي التفقد لأيمانهم ورعاية خواطر قلوبهم.
يقول الصحابي الجليل أبو الدرداء – رضي الله عنه – من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه، ومن فقه الرجل أن يعلم أيزداد الإيمان، ومن فقه الرجل أن يعلم نزغات الشيطان أنى تأتيه
وقد كان الصحابي عبدالله بن رواحه – رضي الله عنه – يأخذ بيد الرجل فيقول: قم بنا نؤمن ساعة، فنجلس في مجلس ذكر
ومن خلال هذه النصوص نعرف مدى حرص الصحابة على رعاية إيمانهم وحفظه، وتطهيره مما قد يصيبه من نزغات الشيطان، وإزالة ما قد يعلق به من صدأ الغفلة والانشغال بأمور الدنيا، فقد قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد، قيل: وما جلاؤها يا رسول الله، قال: ذكر الله وقراءة القرآن رواه البيهقي في شعب الإيمان 2/353 وانظر مجمع الزوائد للهيثمي 10/207.
إذن يجب على المسلم أن يتعاهد إيمانه دائماً ويحرص على زيادته ونمائه في كل الأحوال أعظم من اهتمامه بزيادة أمواله وتحسين أوضاعه في هذه الدنيا الفانية، فالسعيد – والله – من وفق لذلك، فإنه قد حاز خير الدنيا والآخرة: حاز خير الدنيا بالطمأنينة والسعادة والراحة النفسية ا لتي تعتبر هبة من الله لأهل الإيمان الصادق.
وحاز خير الآخرة برضى الله – سبحانه وتعالى – والفوز بالجنة والنجاة من النار.
وتعاهد الإيمان يعني رعايته، وتوجيهه إلى المواطن التي ينمو فيها ويزكو بحيث يؤتي ثماره الطاهرة؛ فتعود على النفس بالسعادة والصفاء وراحة البال.
وتعاهد الإيمان يعني صيانته عن مواطن الرذيلة والغفلة التي تضعفه وتدنسه.
وهذا التعاهد، وهذه المراقبة للإيمان يجب أن تستمر مع الإنسان طوال حياته، فليس هناك شيء أغلى من الدين، وليس في الوجود أمر أهم من الإيمان الذي يربط صاحبه بخالقه، ولذا فعندما يحس الإنسان بشيء يخدش إيمانه من فتور أو وساوس أو شكوك؛ فينبغي له أن يسارع إلى علاج ذلك، ويستخدم كل الطرق ليزيل عن إيمانه ذلك الصدأ فيعود براقاً نظيفاً فاعلاً.
ولا شك أن إدراك خطورة ضعف الإيمان أهم عناصر العلاج، فهناك أناس يعانون من قسوة القلب وضعف الإيمان ولكنهم غير مهتمين بالأمر، بل لا يفكرون فيه أصلاً، لأنهم غارقون في الانشغال بأمور الدنيا، وجمع حطامها الزائل!
هذا واقعنا للأسف، اهتمام عظيم بأمور الدنيا وإهمال شديد لشئون الآخرة، تجد الشخص منا لو أصيب بمرض في بدنه لأقام الدنيا وأقعدها، أما مرض إيمانه فلا يدري عنه، ولا يهتم به، وسأذكر قصة تصور هذا الأمر، حدثني بها أحد الإخوان قال: كنت ذات يوم في مدينة الطائف وقت برودة الجو، فأصابني مرض الزكام، فأهملته عدة أيام ولم أراجع الطبيب ظناً أنه سيزول بدون علاج ولكنه أشتد علي حتى لم أعد أطيقه، فاضطررت لمراجعة الطبيب عندما ساءت حالتي، وبعد الفحص والتحاليل قال الطبيب: يظهر أن لديك مرض في القلب، وعليك من الغد أن تراجع أخصائي القلب!!
قال صاحبي فجزعت جزعا شديدا، وعندما عدت للبيت – وكان الوقت ليلا – لم أجد للنوم طعماً ، بل بت أفكر في هذه المصيبة التي دهتني على حين غفلة ، فمرض القلب خطير كما هو معروف، وفي اليوم التالي ذهبت إلى عدة مستشفيات وليس مستشفى واحد، كل ذلك لكي أطمئن على صحتي وفي النهاية جاءت النتائج تبشر بالسلامة فليس هناك مرض في القلب، ولا يحزنون، وإنما هي التهابات حادة نتيجة إهمال مراجعة الطبيب.
فأنظر أخي ، مدى اهتمام الإنسان بمرض البدن وخوفه منه وليس الأمر مقصور على ذلك الشخص وحده، فكلنا لو شعرنا بأي مرض جسدي لبذلنا الغالي والرخيص من أجل العلاج ، بل هناك أناس قد باعوا بيوتهم ، وأنفقوا أموالهم كلها لأجل العلاج من أمراض بدنية يعانون منها ، لكن الأمراض الإيمانية لا يهتم بها إلا القليل النادر، فكم من إنسان يشكو من قسوة قلبه؟
وكم من إنسان يشكو من وساوس وشكوك تعرض له؟
ولكن القليل إن لم يكن النادر من يفكر في الأمر بجد!
القليل الذي يبحث عن حل لهذه المعضلة! لأن الجميع غارق في التعلق بهذه الدنيا، وجمع هذا الحطام الزائل والتنافس فيه بشكل عجيب، فلا ينتهي المرء من مشروع إلا ودخل في غيره، كأن الناس تعيش مخلدة في هذه الدنيا!
لا موت، لا جنة، لا نار! نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يهديهم
سواء السبيل؟
الموضوع : ما المقصود بضعف الإيمان؟ المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: الكتاني