El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: الطفل القيادى الخميس 5 نوفمبر 2009 - 20:00 | |
| الطفل القيادي شخصية يمكن تنميتها وصقلها
عمان- يعتقد البعض أن الشخصية القيادية هي فقط موهبة تولد مع الإنسان، على عكس ما يؤكده الخبراء من أن القيادة يمكن تعزيزها وتنميتها لدى الانسان منذ طفولته حتى يكتسبها مع الوقت.
ولأن السنين الأولى من عمر الإنسان هي أهم مرحلة في حياته وتبنى عليها ماهية الشخصية فيما بعد، كان لابد من إيلاء هذه الفترة العمرية الأهمية الكبرى خاصة لدى الطفل الذي تتم ملاحظة صفاته القيادية.
وبمشاعر مختلطة بين الفخر بابنها وبين الشكوى منه تقول ابتسام (31 عاما) إن طفلها ذا الأربع سنوات تبدو عليه الصفات القيادية والثقة العالية بالنفس إلى جانب قدرته على التأثير على الأطفال الآخرين لكن ترتبط هذه الصفات، كما تقول، بصفة العناد والعدوانية أحيانا.
وتضيف أنها تحاول تعزيز الصفات القيادية التي لمستها في شخصية طفلها دون أن يصل به الحد الى درجة الغرور أو الأنانية.
من جانبها تؤكد سامية (34 عاما) أن أطفال هذا الجيل يتمتعون بقدر عال من الصفات القيادية، على عكس الأمر قديما.
وذلك يعود، كما تقول، للوسائل المعرفية من حاسوب وتلفزيون وزيادة وعي الاهل بأصول التربية الحديثة التي زادت نسبة الوعي والتفتح لدى الأطفال.
وتتابع أن طفليها التوأم، بعمر الخامسة، يقرران كل شيء بمفردهما من ملابس يختارانها أو طعام أو حتى الأماكن التي يريدان الذهاب إليها في نزهة مبينة أنها لا تستطيع أن تملي عليهما ما تريد وإذا فعلت تواجه بجدال وعناد تصفه بالجاد.
وأحيانا تختلط الأمور على الأهل فلا يستطيعون أن يميزوا بين الصفات القيادية أو الصفات العدوانية والأنانية لدى أبنائهم.
وتقدم المختصة في تربية الطفل الدكتورة عريب أبو عميرة خبرتها في هذا المجال، قائلة إنه في البداية على الأم والأب أن يراقبا تصرفات وسلوك الطفل فهما الأقدر على اكتشاف ما إذا كان الطفل يتمتع بمواهب قيادية أم لا.
وتضيف أن هذا الأمر يمكن اكتشافه من خلال طريقة لعب الطفل والألعاب التي يفضلها وتسوق على هذا مثالا بالطفل الذي يجذب الأطفال دائما ويقود عملية اللعب ويوزع المهام بين أقرانه وهذه بوادر تؤشر على صفات الطفل القيادية.
وعن أنواع اللعب التي يفضلها الطفل القيادي تقول أبو عميرة إنها عادة تكون ألعابا إيهامية أو خيالية يلعبها أحيانا مع نفسه ويمثل بها دور القائد ويتم اكتشاف ذلك من خلال الحركات أو إيحاءات الوجه التي تكون مرافقة لهذه الطريقة في اللعب.
ومن المؤشرات كذلك رغبة الطفل في متابعة البرامج التي تتضمن شخصيات قيادية وتلاحظ هنا أن الطفل يتأثر بهذه الشخصيات ويحاول تقليدها.
وتنصح أبو عميرة في حال لاحظ الأهل ظهور هذه الصفات القيادية على أبنائهم أن يعملوا على تزويدهم بالمهارات الاجتماعية الأساسية حتى ينفتح الطفل بعلاقاته مع أقرانه والآخرين كما يتم العمل على أن يكون هو المنظم ببعض الأعمال والمسؤول عن قيادة الآخرين من أخوة وأصدقاء.
كما تدعو الى التركيز على نقاط الضعف لدى هذا الطفل وتحويلها إلى نقاط قوة من خلال البيئة المحيطة والتربية ومحاولة تنمية روح الاستقلالية والاعتماد على الذات، مؤكدة بذات الوقت على ضرورة عدم المبالغة بالمديح حتى لا يحدث عنده غرور وحتى لا يتمركز حول ذاته ويكون ذلك من خلال غرس حب واحترام أقرانه من أصدقاء وأشقاء.
وتشدد أبو عميرة على الدور المناط بالمدرسة وكادرها التعليمي حيث تلعب المؤسسة التربوية الدور الكبير إلى جانب الأسرة في تعزيز صفات القيادة لدى الأطفال ويكون ذلك من خلال جعله قائدا في بعض المواقف مثل تنظيم غرفة الصف في غياب المعلمة وتظهر قيادته هنا في جذب الأطفال وكسب محبتهم بسبب مهاراته الاجتماعية وثقته العالية بنفسه.
وتحذر في حال لم يتم التعامل مع الطفل القيادي بطريقة صحيحة من إمكانية تحوله لشخص عدواني.
وبذات السياق تؤكد مديرة روضة أرض الجنان رويدة أبو راضي على ضرورة التفريق بين الطفل القيادي الإيجابي وبين الطفل القيادي السلبي.
وتوضح أن العدواني يحاول دائما التسبب في الأذى للأطفال أو محاولته جرهم الى ارتكاب الأفعال غير الصحيحة واللافت هنا تأثر الأطفال به ومحاولتهم تقليده لأنه يمثل لهم التمرد على السلطة والنظام ومحاولة المشاكسة وهذه أمور تستهويهم بحكم حبهم للحركة واللعب.
وفي هذا الإطار تنصح بمحاولة تحويل هذا النوع من الأطفال من قياديين عدوانيين الى قياديين إيجابيين من خلال رفع روحهم المعنوية وتكليفهم ببعض المهام ثم شكرهم على أدائها.
وفي مقال متخصص على أحد المواقع الالكترونية قدم نصائح حول كيفية تنمية شخصية الأطفال القياديين. ومن هذه النصائح تمرينهم على قيادة الجماعة وتوجيههم كتعويدهم القيام ببعض المشاريع والأعمال الطلابية أو تكليفهم ببعض المسؤوليات التي هي في حدود قدرتهم كقيادة اللجان والمشاريع المدرسية أو عرض ومناقشة بعض القضايا أو إدارة بعض الأعمال الجماعية كتنظيم الصف والفريق الرياضي أو مراقبة المدرسة من ناحية النظافة والنظام أو الاشراف على السفرات والاعداد لها وتنظيمها.
كما ينصح المقال بزرع الثقة في نفس الطفل ومكافأة المتفوق في مجال عمله وعدم تكليفه ببعض الأعمال التي تفوق قدراته لئلا يواجه الفشل المتكرر ويفقد الثقة بنفسه وتنمية الروح لدى الطفل بواسطة الإيحاء اليه بتعظيم الشخصيات القيادية وإكبارها وبيان سر العظمة وموطن الشخصية لدى هذا الشخصيات.
والعمل على مراقبة الطفل والحذر من أن يقع في الغرور والتعالي نتيجة نجاحه أو شعوره بتفوقه بسبب ما يقوم به من أعمال لئلا تنشأ لديه عقدة الكبرياء والتعالي. الموضوع : الطفل القيادى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|