حاملة الدعوةالمدير العام
تاريخ التسجيل : 17/02/2010
| موضوع: يا شيخ الأزهر الجمعة 15 أبريل 2011 - 3:25 | |
| محمد حشمت سعده
في الوقت الذي يحاول فيه العُقلاء نشْرَ روح الأُلفة والاجتماع، ونبْذَ الفرقة والاختلاف بين شتَّى التيَّارات الإسلامية، والمُحاولات المستمرَّة من مختلِف القوى في رأب الصَّدْع الذي خلَّفه النِّظام السابق، خرج الدكتور "أحمد الطيب" بتصريحات يقول فيها: إنَّ "السلفيِّين الجُدد هم خوارج العصر"! ولا تعدُّ هذه التصريحات هي الأولى التي يُلقي فيها الدكتور التُّهم على التيَّارات السلفية، حيث سبق له اتِّهامُها بأنَّها "دخيلة وغريبةٌ على مصر"[1]، وساوى بين خطَرِها وبين العلمانيَّة والماركسيَّة والتنصير، كما سبق أن صرَّح فور تولِّيه المنصب أنَّ واحدةً مِن مهمَّاته "مواجهة المدِّ السَّلفي الصاعد في مصر"، وفي حواره في إحدى القنوات الفضائية وصفهم بـ (السُّفسْطائيِّين)، وتمثيلهم فكرًا طارئًا لا يتجاوز عمره المائتي عامًا[2]. أسدٌ عليَّ! وعلى النَّقيض من هذه التصريحات الناريَّة التي ما فَتِئ الدكتور يرسلها على المسلمين كان قد رفَض - عندما تولَّى منصبه - التنديدَ بالانتهاكات الإسرائيليَّة في حقِّ المسجد الأقصى والمقدَّسات الإسلامية، وعلَّل موقفه بأنَّ تنديده لن يُسفِر عن جديدٍ يُذكَر، وقال: "إن الشَّجْب والإدانة للجرائم الإسرائيليَّة تحصيلُ حاصل، وبلا قيمة، ولن يسفر عن شيء"! وأضاف أن هناك قاعدة أزهريَّة تقول: إنَّ "تحصيل الحاصل مُحال"، وبالتالي فإنَّ الكلام في قضية القدس وما يجري للمقدَّسات هناك، والاعتداءاتِ التي تقع على المسجد "بلا قيمة"، وأصبح "مَضْيعة للوقت"، وأصرَّ على رَفْض مطالب الصحافيِّين بأن يُصدِر أيَّ تعليق حول الانتهاكات، مما يُذكِّر بالبيت المشهور: أَسَدٌ عَلَيَّ وَفِي الْحُرُوبِ نَعَامَةٌ رَبْدَاءُ تَنْفِرُ مِنْ صَفِيرِ الصَّافِرِ اتهام بلا دليل! وقد اتَّهم الدكتور أحمد الطيب السلفيِّين في الهجوم على الأضرحة، وما يُسمَّى "مقامات الأولياء"، وقال وفق صحيفة "الأهرام": "هذا العمَل يُخالِف صحيح الإسلام"! وهذا اتِّهام باطلٌ نفَتْه الأجهزة الرسميَّة، حيث أكَّدت هذه الجهات أنه "مجرَّد عمل تخريبِي من مجموعة (بلطجيَّة) ليس لهم أيُّ انتماءات دينيَّة أو سياسية، ولا علاقة لهم بالسلفيِّين". وكان الأحرى بالدكتور أن يتريَّث قليلاً حتَّى يتبيَّن الحق، ولا يُلقي بالتُّهم جزافًا، ولا يكون ضمن الحملة المسعورة التي يشنُّها العلمانيُّون على الإسلام بكلِّ صوره. ومن الجدير بالذِّكر: أنَّ هدم هذه الأضرحة مشروعٌ، جاءَتْ به السُّنة المطهَّرة، وأفتى به كثيرٌ من العلماء، فقد جاء في الحديث عنْ أبي الهيَّاج الأسَدي قال: قال لي عليُّ بن أبي طالبٍ: ألاَ أبْعثك على ما بعثني عَليْه رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - ((ألاَّ تدَع تِمْثالاً إلا طمسْتَه، ولا قبْرًا مشْرفًا إلا سوَّيْته)). وقال ابن القيم في "زاد المعاد": نصَّ الإمام أحمد وغيره على أنَّه إذا دُفِن الميت في المسجد نُبِش. وقال أيضًا: "لا يجتمع في دين الإسلام قبرٌ ومسجد، بل أيهما طرأ على الآخر منع منه، وكان الحُكم للسَّابق". وقد أفتى الشيخ "محمد عبده" بِهَدم قُبَّة كانت على قبرٍ قديم، وقال: "أمَّا موضع القبَّة وهو الضَّريح فيُسوَّى بأرض الشارع؛ لأنَّه لو فُرِض أن تحته ميتًا مدفونًا فقد بَلِي، فيجوز استعمالُ أرضه في غير الدَّفن، والله أعلم"[3]. وفي "صحيح مسلم" أيضًا عنْ جابرٍ قال: نَهى رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - ((أنْ يُجصَّص القبر، وأنْ يُقعَد عليْه، وأن يُبنى عليه)). قال الإمام الشوكانيُّ: "ومِن رفعِ القبور الدخول تحت الحديث دخولاً أوَّليًا: القببُ والمشاهد المعمورة على القبور"... إلى أن قال: "وكَم سرَى عن تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسِد يَبكي لها الإسلام؛ منها اعتقاد الجهَلة لها كاعتقاد الكفَّار للأصنام، وعَظُم ذلك، فظنُّوا أنَّها قادرة على جلب النفع ودفع الضَّرر، فجعلوها مقصدًا لطلب قضاء الحوائج، وملجأً لنجاح المطالب، وسألوا منها ما يَسأله العباد من ربِّهم وشَدُّوا إليها الرِّحال، وتَمسَّحوا بها واستغاثوا، وبالجملة فإنَّهم لَم يدَعوا شيئًا مِمَّا كانت الجاهلية تفعله بالأصنام إلاَّ فعلوه، فإنا لله وإنا إليه راجعون"؛ "نيل الأوطار". وكذلك أفتت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، وكثيرٌ من علماء الأزهر الشريف، ويُراجَع في ذلك، رسالة: "فتاوى علماء الأزهر الشريف في الأضرحة والقُبور، والموالد والنُّذور". ضوابط ومحاذير: مِمَّا ينبغي التفطُّن له أنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له ضوابط يجب أن تُراعى، ومن أهم هذه الضوابط كما قرَّر العلماء: "أن لا يُؤدِّي تغييرُ المُنْكَرِ إلى منكرٍ أكبر منه". وفي ذلك يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "فإنَّ الأمرَ والنَّهيَ - وإن كان مُتضمِّنًا لتحصيلِ مصلحةٍ ودفعِ مَفْسدةٍ - فيُنظرُ في المُعَارضِ له، فإن كان الذي يَفُوتُ من المصالحِ أو يحصِّلُ من المَفاسدِ أكثر، لم يكن مأمورًا به؛ بل يكون مُحرَّمًا إذا كانت مفْسَدتُه أكثرُ من مصلحتِه". ويقولُ ابنُ القيم - رحمه الله -: "إنكارُ المُنكرِ أربعُ درجاتٍ: الأولى: أن يزُولَ ويخْلُفه ضِدُّه. الثانية: أن يَقِلَّ وإن لم يَزُلْ بِجُملتِه. الثالثة: أن يخلُفَه ما هو مثلُه. الرابعة: أن يخلُفَه ما هو شرٌّ منه. فالدَّرجتان الأوليان مشروعتان، والثالثةُ موضعُ اجتهادٍ، والرَّابعةُ مُحرَّمةٌ". وقِصَّةُ شيخِ الإسلامِ ابن تيمية - رحمه الله - مع التَّتارِ مشهورةٌ؛ إذ يقولُ فيها: "مررتُ أنا وبعضُ أصحابي في زمنِ التتارِ بقومٍ منهم يشربون الخمرَ، فأَنكرَ عليهم من كان معي، فأنكرتُ عليه، وقلتُ له: إنَّما حرَّمَ الله الخمرَ؛ لأنَّها تصدُّ عن ذكرِ الله والصَّلاةِ، وهؤلاء يصدُّهم الخمرُ عن قتلِ النُّفُوسِ، وسَبْيِ الذُّرِّيةِ، وأخْذِ الأموالِ، فدَعْهم". الحاصل: أنَّنا إذْ نُثبت مشروعية هدم هذه الأضرحة والقباب، ننبِّه على ضرورة الرُّجوع إلى أهل العلم العاملين، ومشورتِهم، والعمَلِ بقواعد الأمر والنَّهي؛ حتَّى لا تقع مفسدةٌ أكبر مِمَّا يُرجى دفعه. أما الحديث عن صوفيَّة الدكتور وأشعريَّتِه، فلهذا حديثٌ آخر بإذن الله - عزَّ وجلَّ - لكن يُنبَّه أن الدكتور أحمد الطيب الذي يشغل منصب شيخ الأزهر، والذي شغل في السابق منصب مفتي الجمهورية، ثم أقيل منها بعد ستَّة أشهر، ليُعيَّن رئيسًا لجامعة الأزهر، هو عضو المَجلس الأعلى للطُّرُق الصوفية بالتعيين، وشيخ الطريقة "الأحمدية الخلوتية"، خلَفًا لوالده مؤسِّس الطريقة الخلوتيَّة بأسوان!
[1] في حواره مع الأستاذ "مكرم محمد أحمد" في 10 تموز (يوليو) الماضي. [2] في حواره مع قناة "العربية" الفضائية، مع الأستاذ "داود الشريان". [3] "فتاوى دار الإفتاء المصرية"، برقم (594)، بتاريخ: 8 ذي الحجة 1319. الموضوع : يا شيخ الأزهر المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: حاملة الدعوة توقيع العضو/ه:حاملة الدعوة | |
|
|
الجنه تنادينيالاشراف العام
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: يا شيخ الأزهر الإثنين 27 يونيو 2011 - 16:43 | |
| اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بارك الله فيكم جزاكم الله خيرا ً بما قدمتم جعله الله فى ميزان حسناتكم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال الموضوع : يا شيخ الأزهر المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: الجنه تناديني توقيع العضو/ه:الجنه تناديني | |
|
|