| | أبوعليالمراقب العام
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
| موضوع: الدرس الخامس الإثنين 29 أغسطس 2011 - 5:34 | |
| الدرس الخامس فضيلة الشيخ/ د. محمد بن عبد الرحمن السبيهين
شرح متن الآجرومية اولاً : المحاضرة صوتية
أضغط بسم الله أضغط بسم الله
ثانيا ً : المحاضرة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم، كنا قد وجهنا سؤالين في الحلقة الماضية عن الدرس الماضي أستأذنك - فضيلة الشيخ- في تلقي إجابات هذه الأسئلة.
يقول: بسم الله الرحمن الرحيم, إجابة السؤال الأول:
«لم» حرف نفي وجزم وقلب, كقولنا: لم يهمل الطالب درسه, لقد نفت «لم» الإهمال وجزمت الفعل بالسكون وقلبت زمن الفعل المضارع إلى الماضي.
الجواب الثاني: الأصل: ما اختص بالأسماء يعمل عمل الأسماء كحروف الجر ومثل العمل الخاص بالأسماء الخفض. وما اختص بالعمل في الأفعال يعمل العمل الخاص بالأفعال كالجوازم ومثل العمل الخاص بالأفعال الجزم. والحرف إذا كان مشتركاً لا يعمل مثل هل وما ولا النافية ومن المشترك من يعمل مثل «لا» النافية للجنس وهناك من علامات الأسماء من لا يعمل مثل أل وقد والسين وسوف والنواسخ خاصة بالأسماء وكذلك أل وحروف الجر والمشترك بينهما هل وما ولا النافية فهذه غير مختصة.
بسم الله الرحمن الرحيم, السؤال الأول: لم حرف نفي وجزم وقلب كقلنا لم يهمل الطالب معنى قولنا حرف نفي أنها نفت الإهمال عن الطالب أما كونها جازمة بأن الفعل المضارع الأصل فيه الرفع إذا لم يدخل عليه ناصب ولا جازم فهي هنا جزمت الفعل المضارع بالسكون وعلامته الأصلية الرفع بالضمة أما معنى قوله: القلب فإنه زمن المضارع بالحال أو الاستقبال وهي هنا قد قلبت زمن الفعل المضارع من زمنه الحال أو الاستقبال إلى الماضي
الثاني: الحروف التي تختص بالدخول على الأسماء تعمل العمل الخاص بالأسماء كالخفض والحروف التي تختص بالدخول على الأفعال تعمل العمل الخاص بالأفعال, مثال الحروف التي تختص بالدخول على الأسماء مثل «مِنْ» تعمل الجر, ومثال الحروف التي تختص بالدخول على الأفعال مثل «لم» تعمل الجزم الخاص بالأفعال وهناك حروف لا تختص بالدخول لا على الأسماء ولا على الأفعال مثل «هل» وغيرها فهذه لا تعمل, ليس لها عمل فيما بعدها.
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
أحب أن أبين أنه في هذه اللقاءات المباركة -إن شاء الله تعالى- سيكون فيها إجابة لما يعن للإخوة المشاهدين من أسئلة أو فتاوى لغوية - إن صح التعبير- بقدر بحيث لا يكون مجاوزاً لما نحن بصدده من شرح هذا الكتاب.
الإجابتان صحيحتان ولكن أضيف بالنسبة للجواب الثاني أن ما ذكره الأخ الكريم هنا في الموقع في رسالته أكثر دقة لأنه الأصل فيما كان من الحروف مختصاً بالأفعال أن يعمل العمل الخاص بالأفعال وهو الجزم والأصل فيما كان مختصاً من الحروف بالأسماء أن يعمل العمل الخاص بالأسماء وهو الجر والأصل فيما كان مشتركاً بين الأسماء والأفعال ألا يعمل وقد يخالف هذا الأصل ولكل المخالفة دائما تكون أقل من الأصل فقد يوجد الحرف المشترك ويعمل وقد يوجد الحرف المختص ولا يعمل ولهذا أمثلته التي مرت من قبل.
باب الإعــــراب:
يقول المصنف -رحمه الله تعالى- (باب الإعراب: الإعراب هو تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظاً أو تقديراً وأقسامه أربعة: رفع ونصب وخفض وجزم)
المصنف هنا بدأ ببيان أنواع الإعراب وذكر هذه الأنواع الأربعة وقد سبق الإلماح إلى شيء منها, وأنه إذا كانت الكلمة معربة وهذا طبعاً يخرج الحروف لأن الحروف دائما مبنية ويخرج نوعين من الأفعال وهي الأفعال الماضية والأمر لأنها أيضاً مبنية فإذن ليس من الأفعال معرب إلا المضارع في معظم أحواله إذا لم تتصل به نون التوكيد ولا نون النسوة وكذلك أكثر أحول الأسماء أن تكون معربة ففي أكثر أحوال الأسماء وبعض أحوال الأفعال تكون معربة وهذا الإعراب ذكر المصنف أنواعه بأنها أربعة: رفع ونصب وجزم وخفض وعبر بالخفض كما سبق ذكر ذلك مراراً سيراً على ما نهج عليه الكوفيون من تسمية الجر بالخفض ولا إشكال فالخفض والجر كلاهما يدلان على الاستفال وهي حركة تخفض لها الشفة السفلى عند نطق الحرف وأيضا توضع لها علامة تحت آخر حرف في الكلمة أيضاً فيدل على الاستفال بالنسبة للكلمة فلا إشكال في استعمال هذا وهذا لكن كما قلنا من قبل إنه قد استدل على أن المصنف ينهج نهج الكوفيين في اختياره لمصطلحاته.
هذه الأنواع الأربعة أعني: الرفع والنصب والجر والجزم هي من حيث دخولها على الأسماء وعلى الأفعال منها ما هو مشترك بين الأسماء والأفعال وذلك الرفع والنصب فإن الأسماء والأفعال كل واحد منها يأتي مرفوعاً ويأتي منصوباً تقول: إن محمداً لن يقومَ فمحمد هنا منصوب ويقوم منصوب، أتى الاسم والفعل منصوبين وتقول: الرجلُ يكرمُ ضيفه فالرجل مرفوع ويكرم مرفوع فجاء الاسم والفعل مرفوعين.
النوع الثاني: ما يختص بالأسماء وهو الجر كما سبق الإلماح إليه من قبل وهذا خاص بالأسماء فلا تجر الأفعال.
والنوع الثالث: ما يختص بالأفعال فلا تجزم الأسماء، والمصنف سيشرع بعد ذلك في بيان علامات كل نوع من هذه الأنواع وسيبدأ بتفصيل علامات الرفع الأصلية والفرعية, ثم علامات النصب الأصلية والفرعية, ثم علامات الجزم الأصلية والفرعية, ثم الجر كذلك الأصلية والفرعية ثم علامات الجزم الأصلية والفرعية ويبين أنواع الأسماء والأفعال التي تدخل عليها هذه العلامات.
نبدأ في باب معرفة علامات الإعراب؟
قال المصنف -رحمه الله تعالى- (باب معرفة علامات الإعراب: للرفع أربع علامات الضمة والواو والألف والنون. ).
الآن هو ذكر هذه الأنواع أنه لا تخرج الكلمات المرفوعة سواء كانت أسماءً أو أفعالاً لا تخرج من هذه علامة من هذه العلامات الأربعة، بدأ بالضم لأن العلامة الأصلية للرفع هي الضم ما هي العلامة الأصلية؟ يعني أكثر ما تأتي عليه الكلمات معربة مرفوعة أن تكون مضمومة الآخر, وقد تخرج عن هذا الأصل إلى ما ذكره من علامات أخرى وهي الواو والألف والنون وهذا في أبواب محددة سيسردها بعد ذلك وسيبينها وهو في كل نوع من هذه الأنواع عندما يبين علاماته يبدأ بالعلامات الأصلية, ثم بعد ذلك يثني بالعلامات الفرعية ولذلك سيأتي بعد ذلك فيقول (فأما الضمة) ثم يبدأ بالتفصيل فيها.
يقول: (فأما الضمة فتكون علامة للرفع في أربعة مواضع: في الاسم المفرد وجمع التكسير وجمع المؤنث السالم والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء.)
بدأ بالضمة لأنها الأصل قوله: (الضمة تكون علامة للرفع في أربعة مواضع الأول الاسم المفرد) يقصد بالاسم المفرد هنا ما ليس مثنى ولا مجموعاً, فالمثنى والمجموع لا يرفعان بالضمة كما سيأتي.
فإذن قسيم التثنية والجمع الإفراد هو المقصود بأنه يرفع بالضمة, عندما نقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: (المسلم أخو المسلم ) المسلم مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو اسم مفرد وجاءت الضمة علامة للرفع لأنها الأصل ولذلك كثير سيأتي الآن أن أكثر أنواع الأسماء يرفع بهذه العلامة الأصلية وهي الضمة.
جمع التكسير هذا ليس مفرداً فهو يدل على أكثر من اثنين لكن حتى نخرج الجموع السالمة قالوا: هو ما دل على أكثر من اثنين ولم يسلم فيه لفظ المفرد, دل على أكثر من اثنين حتى يخرج المفرد والمثنى ويتمحض بالجمعية, وتغير فيه لفظ المفرد ولم يسلم مفرده من التغيير لأن جمع المؤنث السالم وجمع المذكر السالم مفردهما سالم من التغيير لا يتغير بينما جمع التكسير يتكسر فيه المفرد ويتغير ولذلك هذا الذي يحصل فيه.
أولاً: نبين علامة الإعراب وكيف كان جمع تكسير عندما يقول الله -سبحانه وتعالى- في سورة النور ﴿ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ ﴿36﴾رِجَالٌ ﴾ [النور: 36: 37] رجال فاعل ويسبح مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو جمع تكسير فقد رفع لكونه فاعلاً وعلامة رفعه الضمة وهو جمع تكسير, كيف كان جمع تكسير, مفرده رجل بفتح الراء وضم الجيم، جئنا للجمع رجال فكسرنا الراء التي كانت مفتوحة في المفرد وفتحنا الجيم التي كانت مفتوحة في المفرد وأضفنا ألفاً في جمع التكسير بين الجيم واللام صارت رجال إذن تكسر المفرد, ما سلم, ما بقي على أصله وهذا هو معنى جمع التكسير في حين أنه سيأتي عندما يقال: جمع سالم سواء كان مذكراً أو مؤنثاً أن المفرد لا يتغير فتقول مثلاً في محمد: محمدون تذكر محمد وتضيف واواً ونوناً أو ياءً ونوناً في جمع المؤنث السالم تقول مثلاً في مسلمة أو فاطمة تقول: مسلمات بنفس الحركات والحروف فقط تاء التأنيث هذه تذهب بها وتأتي بالألف والتاء في جمع المؤنث السالم فحينئذ لا يتغير لفظ المفرد ويسلم فيقال: إنه جمع سالم بينما الذي معنا الآن هو جمع تكسير.
الثالث: قال: (وجمع المؤنث السالم) هذا هو النوع الثالث مما يرفع بالضمة, أولاً جمع المؤنث السالم بعضهم يسميه الجمع بألف وتاء مزيدتين ولا إشكال, بعض النحويين يقول: جمع المؤنث السالم ويعني بذلك أن مفرده يسلم ومنهم من يقول: هو الجمع بألف وتاء مزيدتين يعني أنه يزاد على المفرد ألف وتاء وهذان التعريفان أو هذان الإيضاحان في هذا النوع من الجموع كلاهما صحيح فعندما نقول مثلاً في زينب زينبات فإنا قد جمعنا هذا الجمع بألف وتاء زدناها على زينب فهو مجموع بألف وتاء مزيدتين وأيضاً هو جمع مؤنث سالم لأنه جمع به لفظ المؤنث وسلم فيه زينب وما تغيرت في الجمع وكلاهما صحيح لكن لو قيل: أيهما أولى أن يقال: جمع المؤنث السالم أم الجمع بألف وتاء مزيدتين؟
طبعاً كلاهما صحيح, ولكن الأولى أن يقال: ما جمع بألف وتاء مزيدتين لماذا؟ جمع المؤنث السالم يشترط أن يكون المجموع مؤنثاً وأن يسلم ونحن نجد من هذا النوع ما يأتي بقلة لا مجموع ولم يسلم ولم يؤنث أيضاً فمثلاً عندما نقول في جمع اصطبل اصطبلات فاصطبل هذا ليس مؤنثاً.
سرادق سرادقات, سرادق ليس مؤنثاً مثلاً حمزة حمزات هذه تجمع كما ترون وهي مذكرات حمزة قد يكون لأنه جاء بتاء التأنيث لكن ما ذكرناه منذ قليل من أسماء غير العاقلة اصطبل وحمام وسرادق اصطبلات, حمامات, سرادقات تجمع بألف وتاء وهي ليست مؤنثة فإذن من هذا الجمع ما هو غير مؤنث فتسميته جمع مؤنث فيه نظر أيضاً «السالم» لما نجمع بعض الألفاظ نجمع حبلى مثلاً فإن الألف المقصورة نقلبها ياء في الجمع نقول: حبليات فما سلم المفرد فإذن في بعض الألفاظ بقلة المفرد لا يكون مؤنثاً وفي بعضها أيضاً لا يسلم فإذن إطلاق جمع المؤنث السالم ليس على إطلاقه, صحيح أن الأكثر أن يكون مؤنثاً ويسلم, هذا هو الأكثر لكن قد يأتي مذكراً وغير سالم ولذلك صار التعبير بالجمع بألف وتاء مزيدتين أولى من التعبير بجمع المؤنث السالم فإن قال قائل: لماذا إذن يقولون: جمع المؤنث السالم؟ والمصنف هنا قالها قال: (وجمع المؤنث السالم) لماذا يقول هذا؟ هذا لأن الأكثر فيما يجمع على هذا الجمع أن يكون مؤنثاً وأن يكون سالماً هذا الأكثر وما خالفه قليل فلا معول عليه ولا يلام من سماه جمع مؤنث سالم لأن هذا هو الأكثر في هذا الاستعمال. الموضوع : الدرس الخامس المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: أبوعلي |
| | | أبوعليالمراقب العام
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
| موضوع: رد: الدرس الخامس الإثنين 29 أغسطس 2011 - 5:34 | |
| يأتي سؤال: عندما يقال: الجمع بألف وتاء مزيدتين هذا يعني أنه ينبغي أن تكون الألف والتاء بعد الاسم المعرب, وزائدتين على ألفاظه, وليست منها, فلو افترضنا أنه قد جاءنا جمع في آخره ألف وتاء لكن الألف والتاء أو هما معا من أصل الكلمة من أصل المفرد فإن هذا لا يسمى بجمع مؤنث سالم ولا بجمع بألف وتاء مزيدتين لأنهما ما زيدتا, مثلاً عندما نقول: أبيات هذا جمع بيت, بيت مفرد جمعه أبيات في آخره ألف وتاء, قضاة في آخرها ألف وتاء لكن ننظر هل هما مزيدتان؟ عندما نقول: أبيات الألف ليست موجودة في المفردة فهي مزيدة لكن التاء موجودة في المفرد فليست مزيدة إذن هو لم يجمع بألف وتاء مزيدتين هو جمع بألف وتاء فقط مزيدة ولذلك ليس بجمع مؤنث سالم وإنما هو جمع تكسير، كذلك قضاة، في آخره ألف وتاء ولكن من قضى يقضي يجمع على فعلة قضية تقلب الياء ألفاً لعلة صرفية فيقال: قضاة فهو يائي الألف الموجودة هي الياء الأصلية قلبت ألفاً فإذن هي ليست مزيدة وإنما هي مقلوبة عن أصل, نعم التاء زائدة لكن الألف أصلية وبناء على ذلك لا يسمى هذا مجموعاً بألف وتاء مزيدتين بل هو مجموع بتاء مزيدة فإذن ليس جمع مؤنث سالم وإنما هو جمع تكسير فيعامل معاملة جمع التكسير ولا يعامل معاملة جمع المؤنث السالم.
قال: (والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء) هنا يريد أن الفعل المضارع قد يتصل بآخره شيء سواء كان ألف اثنين أو واو جماعة أو ياء مخاطبة كما سيأتي فيسمونه من الأفعال الخمسة أو الأمثلة الخمسة.
وقد يتصل به نون التوكيد أو نون النسوة وحينئذ يخرج حتى عن الإعراب كله ما يكون مرفوعاً أصلاً يكون مبنياً فهو يريد أن يتحرر من هذا كله ويمحض الفعل للرفع بالضمة فقال: إنه لا يرفع بهذه العلامة الأصلية الضمة إلا إذا تجرد من كل هذه الأشياء حينذاك يكون مرفوعاً بالضمة.
ويستوي في ذلك أن يكون الفعل المضارع صحيح الآخر أو معتل الآخر معنى صحيح ومعتل: الحروف العربية منها ما يوصف بالصحة ومنها ما يوصف بالاعتلال, الصحة هي السلامة من الأمراض والعلة هي المرض ويقال: هذا صحيح وهذا عليل ومن الحروف ما يقال: حرف صحيح وحرف عليل أو حروف صحة وحروف علة, وحروف العلة هي ما يصيبها أمراض الحروف, وأمراض الحروف هي الحذف أو التغيير فإذا ما وجدنا حرفاً يكثر حذفه وتغييره سميناه حرف علة والعلماء لما تتبعوا حروف العربية الثمانية والعشرين وجدوا أن الحروف الهوائية التي هي تأتي للمد واللين وهي الألف والواو والياء هي التي يكثر حذفها وتغييرها فتقول في قام قم تحذف الألف وتقول في يقوم أو في قام فتبنيه للمجهول فتقول: قيم فتقلبها من ألف إلى ياء فهي تقلب وتحذف فيصيبها أمراض الحروف وحينئذ سميت حروف علة بينما حرف مثل السين أو الشين أو القاف أو الباء هذه لا يمكن أن تقلبها إلى حرف آخر بصفة مطردة ولا يمكن أن تحذفها هكذا كما حصل باطراد كما حصل في حروف العلة ولذلك سميت هذه الحروف الثلاثة الألف والواو و الياء حروف علة فإذا كان آخر الفعل المضارع حرف علة سموه معتل الآخر وإذا كان معتل الآخر فإنه يرفع أيضاً بالضمة ولكن يقال: هذه الضمة مقدرة فمثلاً عندما نقول مثلاً: يكتبُ نقول هذا فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره لأنه صحيح الآخر, آخره باء والباء حرف صحة وحينما نقول: يسعى أو يدعو أو يرمي فهذه أفعال مضارعة أيضاً مرفوعة بالضمة ولكن لم نرَ ضمة على آخرها, لم ننطق بضمة يسعى يدعو يرمي, آخر الفعل كما رأيتم ساكن لأن الضمة في يسعى غير ممكنة, آخرها ألف والألف لا تقبل الحركة, والضمة في يدعو ثقيلة فنتجنبها للثقل, والضمة في يرمي أيضاً ثقيلة يرميُ ثقيلة فنتجنبها أيضاً للثقل وحينئذاك سنقول: إنه مرفوع بضمة مقدرة على آخره, هذا التقدير إن كان بسبب عدم إمكان ظهور الحرف كما في الألف يسعى قلنا: إنه مرفوع بضمة مقدرة للتعذر يتعذر إظهارها الألف يتعذر تحريكها لا يمكن لأحد أن يحرك الألف لا بضمة ولا بفتحة ولا بكسرة قال:اااء نقول: هذه همزة انتقلت حينئذ من الألف إلى الهمزة وأما الواو والياء فيمكن إظهار الحركة عليهما لكن بثقل, فلا ننطق الضمة ونقول هي مقدرة للثقل مرفوع بضمة مقدرة على آخره للثقل.
يقول المؤلف -رحمه الله تعالى- (وأما الواو فتكون علامة للرفع في موضعين: في جمع المذكر السالم وفي الأسماء الخمسة وهي أبوك وأخوك وحموك وفوك وذو مال)
لو سمحت أسأل الإخوة سؤالاً أنظر مدى المتابعة معي فقط فيما مر:
إذا كان الألف أو التاء في الجمع غير زائدة وكانت أصلية يعني جزء من المفرد فمن أي أنواع الجمع يكون حينئذ؟ وما مثاله؟
يكون من جمع التكسير
ومثاله؟
بنات، التاء هنا أصلية
لو مثلت بمثال لا يقع فيه الخلاف لأنه في مثل بنات قال كثير من النحويين والصرفيين أن أصله « بنوَ» واوي الأصل حذفت واوه, ثم جمع بألف وتاء فمن يراها جمع مؤنث سالم يقول: إن وزنه فعال فهي محذوفة اللام؛ ولذلك لو مثلت مثلاً بـ«أبيات» لكانت أولى لأنها واضحة أن التاء من أصل الكلمة بينما التاء في بنات هي مقلوبة أو جاءت بالتأنيث لأن لام الكلمة والمقصود بلام الكلمة نقول: الحرف الأصلي الثالث في الكلمة, هم يسمون الحروف الأصلية في الكلمة: فاء وعين ولام [فعل] الحرف الأصلي الأول فاء الكلمة والثاني عين الكلمة والثالث لام الكلمة, المقصود بلام الكلمة يعني الحرف الأصلي الثالث في الكلمة.
قوله: (أما الواو) بدأ الآن بعلامات الرفع الفرعية قال: (أما الواو فتكون علامة للرفع في موضعين: في جمع المذكر السالم وفي الأسماء الخمسة وهي: أبوك .........) وبدأ يعدد هذه الأسماء الخمسة.
قال النحويون في تعريف جمع المذكر السالم: «ضم اسم إلى أكثر منه من غير عطف ولا توكيد مع سلامة المفرد» وهم بهذا لو قالوا: ضم اسم إلى مثله صار تثنية لكن عندما يقولون: ضم اسم إلى أكثر منه يعني اسمين فأكثر وحينئذ تكون جمعاً لأن أقل الجمع كما تعلمون ثلاثة فهو ضم اسم إلى أكثر منه من غير عطف ولا توكيد مع سلامة المفرد أي عدم التغيير في مفرده. لاحظوا أنها قيود:
أولاً: «ضم مفرد إلى أكثر منه» فلو ضم إلى مثله لا يصبح جمعاً بل يصبح مثنى.
ثانياً: «من غير عطف» فلو أتيت بكلمة وعطفت أمثالها على بعضها ما يكون هذا أيضاً جمعاً لأنك ما أتيت بجمع وإنما عطفته.
ثالثاً: «ولا توكيد» فلو جئت بكلمة وكررتها توكيداً لفظياً أيضاً ما يكون كذلك.
رابعاً: لم يتغير فيه بناء المفرد حتى نخرج جمع التكسير الذي ذكرناه منذ قليل وتغير فيه بناء المفرد بالمثال عندما نقول: جاء علي وعلي وعلي. لا يستطيع قائل أن يقول: إن علياً في الأمثلة الثلاثة إنه جمع مذكر سالم, صحيح أنه بتكرار علي هنا أصبح جمعاً وهو مذكر كما ترون وأيضاً «علي» لم يتغير فسالم لكن لا يسمى في الاصطلاح جمعاً لأن الجمع هو ما كان لفظاً واحداًَ دون عطف ولذلك اشترطوا فيه أن يكون من غير عطف.
عندما تقول: جاء علي علي علي هذا لا جمع فيه لأنه شخص واحد وإنما كررته للتوكيد, تؤكد أنه هو الذي جاء, فتكرار الألفاظ ليس لتكرار الأشخاص وإنما لتأكيد الذات نفسها أنه هو الذي جاء ولم يجئ غيره.
كذلك عندما تقول: رجال فهذا جمع وجمع مذكر أيضاً ولكنه ليس بسالم لأنه كما رأينا من قبل لم يسلم فيه المفرد ومن ثم فإنا لا نسميه جمع مذكر سالم وإنما نسميه جمع تكسير.
قال:(الأسماء الخمسة) وبدأ بعدها (أبوك وأخوك وحموك وفوك وذو مال) هذه أسماء محدودة معينة ليست أوزاناً وإنما هي ألفاظ أو أسماء هي بأعيانها فقط جاءت في العربية وأعربت بهذا الإعراب أعني أن ترفع بالواو مثل جمع المذكر السالم وأذنا مثالاً له نقول: جاء المسلمون وجاء المعذرون فإن كلمة المسلمون هذه مرفوعة كما ترون فاعل تقول: جاء المسلمون وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم. الأسماء الخمسة قال تعالى: ﴿ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ﴾[يوسف: 94]، فأبوهم فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو طبعاً من يريد أن يفصل يقول: واو نيابة عن الضمة لأن علامة الرفع الأصلية الضمة والواو نائبة عنها في الرفع فتكون مرفوعة بالواو نيابة عن الضمة إذن في هذين النوعين من الأسماء أعني جمع المذكر السالم والأسماء الخمسة علامة الرفع تكون الواو وتنوب في ذلك عن العلامة الأصلية للرفع وهي الضمة.
بقي أن نقف قليلاً عند الأسماء الخمسة هذه:
الأسماء الخمسة قالوا: ليس كلما جاءتنا كلمة أب وأخ وحم وفو وذو، نقول هذه أسماء خمسة أو من الأسماء الخمسة وإنما حتى نعربها بهذا الإعراب حتى نرفعها بالواو التي ذكرها الآن, وكذلك بقية أنواع الإعراب التي ستأتي لابد فيها من شروط قالوا:
شروط إعمال الأسماء الخمسة:
أولاً: أن تكون مفردة: ومقصودهم بأن تكون مفردة يعني ألا تكون مثناة ولا مجموعة فإن قلت مثلاً جاء أبوان هذا لم يرفع بالواو وإنما رفع بالألف لأنه مثنى خرج من الأسماء الخمسة ولو جئت به مجموعاً وقلت: جاء آباء أو إخوان فهذا خرج عن كونه أيضاً من الأسماء الخمسة ودخل في باب جمع التكسير وجمع التكسير كما عرفنا منذ قليل يرفع بالضمة نقول: إخوانٌ وآباءٌ لا يرفع بالواو إذن يشترط في هذه الأسماء الخمسة أن تكون مفردة لا مثناة ولا مجموعة.د
ثانياً: أن تكون مكبرة: معنى مكبرة: غير مصغرة فلو أنك مثلاً صغرت أب قلت: جاء أبيك حينئذ ما رفعتها بالواو وإنما جاء في آخرها الياء مرفوع وعلامة رفعها الضمة لماذا؟ ونحن نقول: إن الأسماء الخمسة ترفع بالواو؟ قالوا: لأنه لم يتوفر فيها شرط الأسماء الخمسة وهو أن تكون مكبرة يعني غير مصغرة, فإذا صغرت رجعت إلى الإعراب الأصلي وهو الرفع بالضمة.
ثالثاً: أن تكون مضافة: معنى مضافة يعني: يكون هناك مضاف إليه بعدها يعني جاء أبوك أبو مضاف والكاف مضاف إليه رفعت بالواو كما رأيتم لكن لو كانت مفردة: جاء أبٌ هذه ما أضيفت حينئذ ترفع بضمة كما رأينا.
رابعاً: أن تكون هذه الإضافة إلى غير ياء المتكلم: عندما تقول: إن هذا أخي تقرأ الآية ﴿ إِنَّ هَذَا أَخِي﴾ [ص: 23]، أخي هنا مرفوع ومع ذلك ما رفع بالواو كالأسماء الخمسة وهو كما ترون مفرد ليس مجموعاً ومكبر ليس مصغراً ومضاف لكن إضافته إلى ياء المتكلم إذا أضيفت الأسماء الخمسة إلى ياء المتكلم خرجت عن كونها تعرب بإعراب الأسماء الخمسة، لكن كيف تكون مرفوعة؟ أسأل الإخوة: ما دامت الآن هي مفردة كما رأيتم ليست مثناة ولا مجموعة ومكبرة ليست مصغرة ومضافة لأن ياء المتكلم بعدها مضاف إليه ومع ذلك لم ترفع بالواو كما رأينا إذن هي مرفوعة بماذا؟
مرفوعة بضمة مقدرة
ترجع إلى الرافع الأصلي, العلامة الأصلية ونرفعها بضمة لكن أين الضمة؟ آخر حرف في الكلمة هو الخاء, الخاء كما ترون مكسورة «أخي» أين الضمة؟ قالوا: إن ياء المتكلم لابد أن يكسر ما قبلها هو عليه أصلاً علامة رفع وهي الضمة لكن لو أبقيناها مضمومة فقدنا الشرط الخاص بياء المتكلم وهو أنه لابد من كسر ما قبلها ولذلك نكسر ما قبلها ونقدر الضمة فنقول: إن أخي مرفوع وعلامة رفعه مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، إذا توافرت هذه الشروط الأربعة في الأسماء الخمسة فإنها ترفع وتكون علامة رفعها الواو.
معاني الأسماء الخمس:
الأب: واضح معناه وهو الوالد.
الأخ: معروف وهو الشقيق أو غير الشقيق من الوالدين أو من أحدهما له صلة الأخوة بالمتكلم.
الحم: هو قريب الزوج أو الزوجة.
فو: والفو لغة في الفم.
ذو: بمعنى صاحب.
هذه هي الأسماء الخمسة.
«فو» هذه التي هي بمعني الفم يشترط لتعرب بإعراب الأسماء الخمسة أن تكون بهذه الصيغة «فو» فلو جئت بها بصيغة فم لا تكون من الأسماء الخمسة تقول هذا فمك ترفع بالضم فلا تكون من الأسماء الخمسة حتى تكون بصيغة فو هذه التي آخرها الواو أو كما سيأتي: فاه وفيه في حالة الجر, فلابد أن تكون بهذه الصيغة التي هي فو ولا تكون بالميم ولذلك قال ابن مالك:
والفم حيث الميم منه بان
يعني حيث زالت منها الميم وبانت منه أي زالت أيضاً ذو بمعنى صاحب يشترط لتعرب بإعراب الأسماء الخمسة فترفع بالواو أن تكون بمعنى صاحب، بعض العرب وهم الطائيون قبيلة طيء في عصر الفصاحة كانت تستعمل ذو ولكنها لا تقصد بها معنى صاحب شاعرهم عندما يقول:
فإن الماء ماء أبي وجدي وبئري ذو حفرت وذو طويت
عندما يريد إثبات ملكيته لهذا الملك عند أحد الولاة فيثبت ذلك ويحاول التأكيد عليه فيقول: فإن الماء ماء أبي وجدي وبئري ذو حفرت أي هذه بئري التي حفرت وذو طويت أي التي طويتها, طي البئر هو وضع الحجارة على أطرافه, ربط الحجارة على أطرافه حتى لا تنهار، مطوية يقصد بئري الذي حفرته والذي طويته وأو بئري التي حفرتها والتي طويتها وهو الأصل في ذلك لأن البئر في الأصل تؤنث ومن ثم فإنا نقول: إن ذو هنا بمعنى: التي, اسم موصول أي التي حفرتها والتي طويتها وليست بمعنى صاحب فلا تكون حينئذ من الأسماء الخمسة ولذلك لا يتغير فلا نقول: ذا حفرته وذي طويته دائماً تقول: ذو حفرته وذو طويته عند طيء طبعاً هذا في عصر الفصاحة عندما كانت تستعمل هذه الكلمة بمعنى الذي, اسم الموصول.
إذن تبين أو اتضح الآن أن هناك شروطاً لكي تعرب هذه الأسماء الخمسة بالواو نيابة عن الضمة في حالة الرفع، هل نستطيع عد هذه الشروط؟ هل منكم من أحصاها؟
يشترط في الأسماء الخمسة أن تكون مفردة
هو ما مقصود مفرة؟
لا مثناة ولا مجموعة
وليست مصغرة ويشترط شرط آخر في ذو بأن تكون بمعنى صاحب وآخر في فو بأن تكون على هذه الصيغة
أن تكون خالية من الميم، بقي شرطان وهما.
أن تكون مضافة
أن تكون مضافة فلا تكون مجردة عن الإضافة وأن تكون إضافتها إلى غير ياء المتكلم فلو أضيفت إلى ياء المتكلم أيضاً ما اعربت بالواو, بل تعرب بحركات مقدرة على ياء المتكلم.
سأعطيكم بعض الأمثلة وأطلب منكم إعرابها وهي في هذه الباب أعني في باب الأسماء الخمسة المستوفية للشروط وغير المستوفية للشروط عندما نقول قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ قَالَ أَبُوهُمْ ﴾ نريد من يعرب لنا هذه الجملة؟
قال: فعل ماض مبنى عل الفتح. وأبوهم: أبو هو الفاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف وهم: مضاف إليه
ولابد للأسماء الخمسة كما عرفنا أن تكون مضافة لكي تعرب بهذا الإعراب.
﴿ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21].
الواو حسب ما قبلها مبنية على الفتح لا محل لها من الإعرب لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وذو خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف والفضل مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة والعظيم صفة مجرورة وعلامة جره الكسرة الظاهرة
انظروا كيف إذا جاءت الإجابة مفصلة وشافية ووافت صاحبها, كيف أنه يشرح الصدر عندما يستمع إليه الإنسان وكل الإخوة الحاضرين -من فضل الله سبحانه وتعالى والمتابعين- ولأني أرى الحاضرين من الجادين المتميزين -أسأل الله أن يزيدهم من فضله-.
نعطي جملة أخرى ونطلب إعرابها: هذا فمك.
هذا اسم إشارة مبني على الفتح
هذا آخره ألف
مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، فمك: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
لماذا لم نرفع الكلمة بالواو؟
لأنها ليست الآن من الأسماء الخمسة خرجت من الأسماء الخمسة لأنها لم تتجرد من الميم وشرط الأسماء الخمسة أنها تزول عنها الميم فو هذه من الأسماء الخمسة.
آخر جملة نطلب إعرابها: جاء أبوان
جاء: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، أبوان: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه من مثنى
وخرج من الأسماء الخمسة لأن شرط الأسماء الخمسة أن تكون مفردة وهذا جاء مثنى.
أريد أن أسأل لو كانت الأسماء الخمسة مجموعة جمع تكسير فبماذا تعرب؟ لو كانت الأسماء الخمسة مجموعة جمع تكسير بماذا تعرب وما مثالها؟
لو جمعنا مثلاً كلمة أب على آباء فإنها تعرب حينئذ جمع تكسير ويكون رفعها بالضمة مثل جاء الآباءُ
جاء الآباء أو جاء آباؤك.
لو كانت مثناة كيف نرفعها؟
ترفع وعلامة رفعها الألف نيابة عن الضمة مثل جاء أبوان
لو كانت مصغرة؟ أعطنا مثالاً؟
جاء أخيك
هنا كيف رفعت، أخيُّ بضمة وظاهرة على الياء إذن ترفع بضمة ظاهرة على الياء ولا ترفع بالواو لأنها صغرت.
لو كانت مضافة إلى ياء المتكلم.
إذا أضيفت إلى ياء المتكلم ترفع بالحركات
بأي حركة؟
بالضمة
وأين تكون الضمة.
تقدر، لماذا تقدر؟
للثقل الموضوع : الدرس الخامس المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: أبوعلي |
| | | أبوعليالمراقب العام
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
| موضوع: رد: الدرس الخامس الإثنين 29 أغسطس 2011 - 5:35 | |
| لا... لأن ياء المتكلم يجب كسر ما قبلها دائماً ويقال: لأجل حركة المناسبة لياء المتكلم فتقدر عليها الحركات.
السؤال الأخير: لو كانت غير مضافة كيف تعرب وما مثالها؟
لو كانت غير مضافة تعرب إعراب الأسماء الخمسة
غير مضافة هات واحداً من الأسماء الخمسة غير مضاف وحده.
أبٌ
جاء أب كيف نعربها كيف نرفعها؟
أبٌ ترفع بالضمة
ما رفعناها كما رأيتم بالواو لأنها لم تضف إلى ما بعدها وشرط الأسماء الخمسة.
ما الفرق بين قولنا: الأداة وقولنا الحرف مثلاً نقول الأداة لم أو الحرف لم أم كلاهما صحيح وأيهما أصح؟
هو كلاهما صحيح لكن الأداة قد يطلق على الفعل وقد يطلق على الاسم وقد يطلق على الحرف فنقول مثلاً أسماء الشرط وحروف الشرط كلها أدوات جازمة نسمي هذه أدوات وهذه أدوات مع أنها أسماء وحروف لكن عندما نقول: حروف فلا يصح أن تكون أسماء ولا أن تكون أفعال فينبغي أن تكون مجردة، فهي أداة معناها أنها تعمل العمل وسيلة لهذا العمل وهذا لا يمحضها للحرفية لكن أكثر ما يسمى أداة هي الحروف لكن إن أردنا أن نخصصه نقول حرف إذن من قال أداة جزم أو قال حرف جزم هو كلاهما صحيح لكن قد تكون أداة جزم ليست حرفاً كأسماء الشرط أدوات جزم وليست حروفاً.
تقول: هل لكم أن توضحوا لنا فرق الاستعمال والمعنى بين فيمَ وفي ما وفيم
«ما» هي تأتي لمعان كما تعلمون:
- تأتي اسم موصول تقول: أعجبني ما عندك يعني الذي عندك.
- تأتي نافية تقول: ما عندك شيء. يعني ليس عندك شيء.
- تأتي شرطية تقول: ما تفعل من خير فلك أجره.
- تأتي استفهامية تقول: ماذا عندك؟
كل هذه المعاني تفيدها ما وهي متماثلة الصورة وإنما يغير هذا سياق الكلام وطريقة النبر إذا كان متحدثاً بها ولكن بالنسبة للكتابة سياق الكلام يدلك على نوعها.
كلها لا تتغير صورتها سواء دخل عليها حرف الجر أو لم يدخل عليها حرف الجر, إلا «ما» الاستفهامية فإنك إذا أدخلت عليها حرف الجر حذفت ألفها فتقول: فيمَ بحذف الألف ﴿ فِيمَ أَنْتَ مِن ذِكْرَاهَا ﴾ [النازعات: 43]،وتقول: بإدخال عن على ما الاستفهامية عم ﴿ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ﴾[النبأ: 1]، أصلها عن ما طبعاً في الكتابة يقال عمَّ أدغمت النون في الميم وحذفت الألف لكونها ألف ما الاستفهامية التي جرت في حرف الجر وتقول: علامَ فتكتب الميم وتحذف الألف وإلامَ فتحذف الألف فكلما دخل حرف الجر على ما الاستفهامية حذفت ألفها فإن كانت ما هذه غير استفهامية وجب إثبات الألف.
النحو -أيها الإخوة- ليس بالأمر العسير بل هو –والله- من العلوم الممتعة لكن نحن كبلناه وقيدناه بوسمه بالصعوبة وقلنا هذا لأنفسنا فأقنعناها به, ولو أن الواحد منا تتبع علل النحو السهلة وسعى في دراسته خطوة خطوة لوجد أن فيه من الأسرار والفوائد ما يجعل الذهن يتفتق عن قدرة على التعامل مع هذه اللغة الجميلة واختيار ألفاظها والسعي لتحسين تراكيبها والإبانة بها وظهر له من علل هذا العلم ومن فوائد ما بذله العلماء في إشادته الشيء الكثير, أنا أدعو في هذا المقام أن لا يجعل الإنسان هناك عقبات وهمية أمام نفسه بأن يقول: إن هذ العلم صعب أو إني غير قادر على دراسته فليبدأ في الخطوة الأولى وسيجد خيراً كثيراً في دراسته وكل ما حصله الإنسان من خير فهو أمر طيب وهو باب يفتح له أبواباً بعد ذلك من أبواب العلم واعلموا أن هذا العلم هو مفتاح العلوم الشرعية وأنك إذاعرفت هذا العلم استطعت أن تقيم لسانك وإذا أقمت لسانك وقلمك استطعت أن تقرأ كتاب الله -سبحانه وتعالى- قراءة صحيحة وأن تفهم معانيه وأن تفسر ألفاظه واستطعت أن تستنبط الأحكام الشرعية من نصوصها وأدلتا واستطعت أن تتعامل مع الأحاديث النبوية عندما تأتي ببيان معانيها وشروحها واستطعت أن تصل إلى ما أراده المؤلفون والمصنفون في شتى العصور المختلفة في شرح الوحيين وبيان مقاصدهما وصرت حينذاك ممسكاً بهذا الشي العزيز الذي يتمنى كثير من الناس الحصول عليه وكان بيدك شيء كثير من الناس غير العرب نراهم حريصين عليه ويتمنون لو أن واحداً منهم عرف شيئاً من هذه اللغة الجليلة التي شرفها الله -سبحانه وتعالى- بأن جعلها لسان كتابه.
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، كلمة هات هل هي كلمة عربية فصيحة؟ وما هو مضارعها إذا كانت صحيحة؟
أريد شروحاً للآجرومية تسهل لأني مبتدئ
أما هات فهو ليس فعلاً هذا اسم فعل هو اسم ولكنه يدل على معنى الأفعال بمعنى أعطني وما دام بمعنى أعطني وأعطني كما ترون فعل أمر فهو اسم أشبه فعل الأمر في معناه وهذا يسميه النحويون اسم فعل أمر فهو يتجاذبه بالنسبة للاسمية لأنه فيه خصائص الأسماء ويتجاذبه من الفعلية المعنى ولذلك جعلوه في هذ المعنى هو اسم ولكنهم يسمونه اسم فعل أمر وما دام اسم فليس له مضارع كما طلب الأخ ومثله كثير فعندما تقول مثلاً: صه فهذا اسم فعل أمر بمعنى اسكت.
مه اسم فعل أمر بمعنى اكفف.
يأتي للماضي: هيهات اسم فعل ماض بمعنى بَعُدَ. شتان اسم فعل ماض بمعنى افترق أفٍّ اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر آهٍ اسم فعل مضارع بمعنى أتوجع فإذن هذه أسماء أشبهت الأفعال في معانيها ولكنها باقية بمزايا وخصائص وعلامات الأسماء ولذلك نسميها أسماء ولكننا نقول هي أسماء أفعال وأسماء الأفعال تأتي بما كانت في معاني الأفعال, فاسم الفعل الماضي يكون بمعنى الماضي واسم الفعل الأمر يكون بمعنى الأمر وكذلك اسم الفعل المضارع.
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته قرأنا في المراجع النحوية أن الأسماء الخمسة أنهم يجعلونها ستة ويزيدون لفظ هنوك فما أدري ما الأصل في هذا؟
الثاني: بالنسبة لقولنا قاضي وساعي ويهدي فهي تعرب بحركات مقدرة للثقل بالنسبة للضمة والكسرة لكن في قولنا أخي فإن الضمة تظهر على آخر الكلمة مع أنها تنتهي بالياء هل يشترط بالياء التي تعرب بحركات مقدرة أن تكون ياء مدية؟
شروح الآجرومية: فيه شروح قديمة وشروح حديثة وقوله السهل, أصل الشرح هذا من أيسر الشروح وهو شرح مختصر وضعه المصنف في صفحات قليلة لا تتعدى خمس ست صفحات أصل المتن كله حسب الطباعة وحسب الكتابة لها فهو من أيسر الشروح ولو تابع مع هذا الدرس سيحصل - إن شاء الله- خيراً كثيرا ويجد -إن شاء الله تعالى- أن هذه الدرس سيكون من أيسر شروح الآجرومية وهو من أقربها إلى الفهم -إن شاء الله تعالى- على قدر الاستطاعة، الأخت التي سألت تقول: قرأت في بعض المراجع النحْوية ليست النحَوية هي النحْوية لتكون الحال أنها منسوبة إلى النحْو.
أما الأسماء الخمسة يسميها بعضهم الأسماء الستة هذا صحيح بعض النحويين يضيف هنُ إلى الأسماء الخمسة ويسمونها الأسماء الستة، فلو قال قائل: ما معنى هن؟
السؤال الثاني: لماذا إذن نتركه ما دام واحداً منها؟
ولماذا لا نقول: الأسماء الستة ونجعله مذكوراً؟
أما هن فهو اسم في الأصل إما للشيء المجهول أو الشيء الذي لا يراد أن يصرح به أو الشيء المستقبح الذي يراد أن يكنى عنه بلفظ آخر هذا هو هن.
أما لماذا يذكر أحياناً ولا يذكر في بعض الأحيان؟ نقول: لأن إعرابه إعراب الأسماء الخمسة قليل والأكثر فيه ألا يرفع بالواو وينصب بالألف ويجر بالياء بل الأكثر فيه أن يعرب على النون بحركاته في أكثر كلام العرب أن يكون معرباً بحركاته وإعرابه إعرب الأسماء الخمسة قليل ولذلك صار من يذكره يقول ما دام يعرب ولو بقلة عند بعض العرب سنذكره والذين يختصرون أو يأتون بالكتب الموجزة في النحو يقولون: مادام أكثر إعرابه بالحركات فلا ندخله ونكتفي من الأسماء بما كان يعرب هذه الإعرب في كل حال ولا مشاحة إن سميتها الأسماء الخمسة فهي التي تعرب على كل حال متى توافرت شروطها وإن سميتها الأسماء الستة وأدخلت هن فيها فأنت تريد أن بعض كلام العرب تعربه بالحروف.
أما قولها: إن قاضٍ تقول مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة بينما أُخيّ تقول مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة أخيٌ: فالجواب أن قاضٍ هذه ساكنة الآخر هذا اسم منقوص وساكن الآخر وما دامت الياء ساكنة وتريد أن تلحق به التنوين والنون كما عرفناها من قبل في علامات الأسماء هي نون ساكنة يلتقي ساكنان وحتى نزيل التقاء الساكنين نحذف ياء المنقوص ونأتي بالتنوين هذا عوضاً عن المحذوف ويسمونه تنوين العوض عن حرف فيقال: قاضٍ، أما في أخي فإن هذه الياء ليست ساكنة هذه ياء مشددة عبارة عن حرفين أصله أُخيو فُعيل فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء فهي حرفان ياءان أدغمت إحداهما في الأخرى وإذا شدد الحرف لم يعد حرفاً ضعيفاً حرف العلة إذا شدد وأصبح حرفين ما عاد حرفاً ضعيفاً يصبح حرفاً قوياً كالحرف الصحيح وتظهر عليه الحركات حينذاك فنقول: أُخيٌّ, بلا ثقل.
العلامات الفرعية التي تنوب عن الضمة:
1- الألــف في المثنى:
يقول المصنف: (وأما الألف فتكون علامة للرفع في تثنية الأسماء خاصة).
الآن هو يقول: (في تثينة الأسماء خاصة) هذا المتن على الرغم من اختصاره وكونه مناسباً للمبتدئين إلا أنه يحتاج إلى نوع من التهذيب وأقصد بالتهذيب أن المؤلف -رحمه الله تعالى- أحياناً على الرغم من اختصار الكتاب يأتي فيه ببعض الألفاظ التي هي مفهومة من السياق هنا فمثلاً قوله هنا: (في تثنية الأسماء خاصة) التثنية ما تكون في الحروف ولا في الأفعال، لا داعي لأن يشترط هذا الشرط في متن موجز وضع للحفظ فلو قال: (في التثنية) كفى هذا قوله (في الأسماء خاصة) كأنه يوحي هذا بأن هناك تثنية الأفعال أو تثنية الحروف. لا يكون كذلك وليس في الأفعال ولا الحروف تثنية فهذا قيد لا حاجة إليه لأن التثنية لا تكون إلا في الأسماء.
المثنى: قالوا: إنه ما دل على اثنين وأغنى عن المتعاطفين بزيادة ألف ونون أو ياء ونون في آخره كما يقول الله تعالى: ﴿ قَالَ رَجُلاَنِ ﴾ [المائدة: 23]، أغنى عن أن أقول: جاء رجل ورجل بزيادة ألف ونون, نعم في آخره ألف ونون لأن رجل زدنا عليه ألفاً ونوناً في آخره.
فإذن هذا مثنى وهو فاعل وصارت علامة رفعه الألف، وهذا خاص بالمثنى أن تكون عليه العلامة الفرعية عرفنا أن العلامة الأصلية الضمة بالرفع فهذه علامة فرعية التي هي الألف تنوب عن الضمة في الرفع وهي للمثنى خاصة فرفع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة.
إذا قلنا مثلاً: عثمان هذا في آخره ألف ونون زيد عليه ألف ونون في آخره لكن هذا ليس مثنى لأنه ما دل على اثنين وإنما دل على واحد فهذا خارج وإن كانت صورته صورة المثنى.
عندما نقول: جاء رجل ورجل هذا دل على اثنين لكن بعطف ولم يأت باسم واحد يدل على اثنين ومن ثم أيضاً لا نسميه مثنى.
عندما يقال: زوج أو شفع هذا يدل على اثنين وأغنى عن المتعاطفين لكن بدون زيادة ألف ونون أو ياء ونون في آخره فلا يسمى أيضاً مثنى.
إذن لابد من توافر هذه القيود الثلاثة في الكلمة حتى توصف بأنها مثنى وحينذاك ترفع بالألف ولا ترفع بالضمة وهذا خاص كما سبق بالمثنى وحده.
2- النون في الأفعال الخمسة:
يقول: (وأما النون تكون علامة للرفع في الفعل المضارع، إذا اتصل به ضمير تثنية أو ضمير جمع أو ضيمر المؤنثة المخاطبة )
هنا يتكلم عن الأفعال الخمسة وبعضهم يسميها الأمثلة الخمسة وكما قلنا من قبل وعللت في حينها لماذا أن زيادة ألف وتاء مزيدتين أولى من جمع المؤنث السالم لأنه قد يجمع ما ليس مؤنثاً وما لم يسلم, أيضاً هنا ما دام بعضهم يسميها الأفعال الخمسة وبعضهم يسميها الأمثلة الخمسة, فالأولى أن تسمى الأمثلة الخمسة لماذا؟ في الأسماء الخمسة هي أسماء محدودة أب أخ حم ذو فو ما فيه غيرها فنسميها الأسماء الخمسة, لكن الأفعال الخمسة ما عندنا أفعال محددة, ما عندما يذهب أو يقرأ محددة حتى نقول: إن هذه هي الأفعال الخمسة وإنما هي أمثلة, صيغ يصح أن تحمل عليها كل فعل. قالوا: هي يفعلون وتفعلون ويفعلان وتفعلان وتفعلين, معنى ذلك أن كل فعل جئت به على واحدة من هذه الصيغ فهو من الأفعال الخمسة ولذلك الأولى, نقول الأولى ولا نقول لازم أن نقول الأمثلة الخمسة لأنها صيغ ونماذج وليست أفعالا محددة ومن سماها الأفعال الخمسة فلا مشاحة فإن كثيراً من النحويين يسمها الأفعال الخمسة قالوا:
هو كل فعل مضارع اتصل به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة كل فعل مضارع يعني لا يقصد به الماضي والأمر لأن هذه مبنيات.
كل فعل مضارع اتصل به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة ومتى جاء الفاعل في الفعل المضارع واحداً من هذه الضمائر الثلاثة: ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة فإن هذا الفعل يسمى من الأفعال أو الأمثلة الخمسة، وإذا كان كذلك فإنه يرفع بالنون وهي علامة أيضاً فرعية, العلامة الأصلية في الرفع الضمة هذه علامة رابعة فرعية وهي النون فعندما نقول تذهبون ﴿ فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ ﴾[الروم: 17]، فهذا فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه النون أو ثبوت النون إما أن تقول: النون أو ثبوت النون فهي علامة النون لأنه من الأمثلة الخمسة أو من الأفعال الخمسة ولم يرفع بالضمة كما رأيتم لأنها اتصلت به واو الجماعة أو نقول مثلاً يذهبان فنقول فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة أو نقول مثلاً تقرئين فنقول هذا فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة لاتصال ياء المخاطبة به.
أسأل سؤالاً يأتي في هذا، الآن نحن نقول: الأمثلة الخمسة كل فعل مضارع اتصل به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة، ونقول هي: تفعلان ويفعلان لاحظوا مع ألف الاثنين- تفعلان ويفعلان- اثنان.
مع واو الجماعة -تفعلون ويفعلون- اثنان.
مع ياء المخاطبة –تفعلين- لماذا كان مع المثنى اثنان وكان مع الجمع اثنان وكان مع ياء المخاطبة واحدة؟ لماذا لم يكن معها أيضاً هي اثنين؟
لأنها للمؤنث
وإذا كانت للمؤنث لماذا لا يكون لها اثنان؟
لأن المخاطبة للمؤنث
هي المخاطبة للمؤنث، لكن واو الجماعة إذا اتصلت بالفعل المضارع جاءت بصيغتين تفعلون ويفعلون فعلين من الأفعال الخمسة. وألف الاثنين إذا اتصلت بالفعل المضارع صارت يفعلان وتفعلان لكن إذا جئنا لياء المخاطبة قلنا: تفعلين صيغة واحدة, لماذا لم تأت أيضاً على صيغتين مثلما جاءت مع ألف الاثنين وواو الجماعة؟
المؤنثة لا تكون إلا مخاطبة لا يصح أن نقول: يفعلين للغائب
أحسنت..... لأن التعدد مع ألف الاثنين إنما هو للحاضر والغائب تفعلان للاثنين الحاضرين ويفعلان للاثنين الغائبين, تفعلون للجماعة الحاضرين ويفعلون للجماعة الغائبين, وأما تفعلين فهي للواحدة الحاضرة المخاطبة وسميت ياء المخاطبة فلا يصح أن تجعلها للغائبة وهي ياء المخاطبة فهذا ينبغي أن يتنبه له وهي في هذه الحال كما رأينا ترفع بعلامة فرعية ولذلك جاء بها المصنف -رحمه الله تعالى- في هذه المقام لأنها ترفع بثبوت النون ولم ترفع بالضمة التي هي العلامة الأصلية في الرفع.
تقول: هل طالق اسم فاعل بمعنى مفعول أم هي اسم فعل أمر؟ ولماذا؟
لا.... طالق هذه صفة مشبهة ولم نتكلم بعد عن أنواع المشتقات لكن هذه صفة مشبهة خاصة بالمؤنث ولم تلحق بها تاء التأنيث لأنها لا تكون إلا للمؤنث فلا نحتاج إلى تأنيثها كما نقول في حامل وفي حائض التي لا يحتاج معها إلى تاء التأنيث لأنها خاصة بالمؤنث فلا يحتاج أن يقال فيها تاء التأنيث ولذلك من الفوائد ومن الطرف في هذا يقال: امرأة حاملة إذا كانت تحمل متاعاً على ظهرها ويقال امرأة حامل إذا كانت تحمل ولداً في بطنها لماذا؟ لأن حمل المتاع يشترك فيه المذكر والمؤنث فلابد أن نخصص المؤنث بالتاء حتى نميز أنها مؤنث لأنه قد يشاركها المذكر في حمل المتاع وإذا جئنا للشيء الخاص بالمؤنث لا نحتاج إلى التاء لأنه خاص بالمؤنث نقول حامل يقال مثلاً امرأة قاعدة وقاعد إذا كانت قاعدة على الأرض فنقول قاعدة لأنه قد يقعد الرجل والمرأة ونقول قاعد كأنها قعدت عن حيضها فنقول: إنها قاعد لأن هذا خاص بالمؤنث وهكذا ما كان من الصفات خاص بالمؤنث فإنه يتجرد من التاء وما كان يشترك فيه المذكر والمؤنث ينبغي أن تتصل به التاء إذا وصف به المؤنث ولهذا أمثلة كما ذكرت.
أنا أحب مادة النحو جداً مع أني ما زلت في المرحلة الثانوية أرغب في الالتحاق بكلية اللغة العربية لكن بعض معلمات اللغة العربية يقلن إن هذا التخصص فيه أشياء كثيرة ليس لها داعٍ ؟
الحكيم إذا رأى الشيء الذي ليس له داعٍ تركه ويأخذ ما له داعٍ وفي النحو شيء كثير له داعٍ ونافع وهذا أمر يشهد به العلماء في كل فن, أنهم محتاجون إلى دراسة العربية وقواعدها وبناء على ذلك فالإنسان يتعلم العلم الشرعي ويبدأ بكتاب الله -سبحانه وتعالى- وبأحكامه وبالفقه فيه لأن هذا أمر أساس ويتعلم ما يعينه على ذلك ومنه علوم الآلة التي تعين الإنسان على فهم هذه المعاني وتفسيرها واستنباط أحكامها وهذا يكون بتعلم قواعد اللسان العربي من خلاله نصل إلى هذه الأغراض الشريفة فإذا انبرى الإنسان بهذا التخصص الشريف فإن هذا أمر يخدم به الإنسان أمته ويسد ثغرة الأمة محتاجة إليها في حاضرها ومستقبلها في عربها وفي عجمها كل الأمة المسلمون في كل أنحاء الأرض في حاجة إلى المختصين في اللغة العربية ليحملوا هذ اللسان وليكونوا من الأسباب التي جعلها الله -سبحانه وتعالى- وسيلة لحفظ كتابه.
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، ذكرت في الأمثلة الخمسة وهناك ابن هشام -رحمه الله تعالى- قد أضاف المثال السادس لأنه يقول: إن تفعلان تأتي مع المذكر ومع المؤنث وارتضاه الأزهري -رحمه الله تعالى- في التصريح أريد الإفادة في هذه النقطة؟
هو يريد أن يبين أن بعض النحويين قد جعل المثنى في قولنا تفعلان أنه ليس خاصاً دائماً بالمخاطب فإنه قد يخص المخاطبين الاثنين الذين قد يخاطبان وقد يكون للاثنين الغائبتين فيقال: هما تفعلان كذا وإذا جعلنا الأمر كذلك فإنه يدخل في يفعلان الذي هو للغائبين فمن يحب التقسيم يقول تفعلان يمكن يجعلها ثلاثة يفعلان للغائبين وتفعلان للحاضرين وتفعلان أيضاً للغائبتين وهذا صحيح وهذا الذي أيده صاحب شرح التصريح على التوضيح في شرحه لأوضح المسالك الذي أيد ابن هشام على ذلك ومن يريد أن يقصر الأمر على الحاضر والغائب يقول: الأمر لا يعدو أن يكون حضوراً وغيبةً مخاطباً وغائباً وحينئذ لا فرق ففي واو الجماعة حاضر وغائب ومع ألف الاثنين حاضر وغائب ومع المخاطبة قطعاً حاضر لأن المخاطبة لا تكون إلا حاضرة.
يقول في قول الشاعر وبئري ذو حفرت
إذا جاءت ذو طائية بمعنى الذي فهي خارجة عن الأسماء الخمسة وإذا خرجت عن الأسماء الخمسة لم تعرب بالواو, لم ترفع بالواو وإنما تعرب كغيرها بالحركات وما دامت هنا قد جاءت ساكنة الآخر قطعاً حركاتها مصدرة عليها لثقل الحركة على الواو فنقول: ذو اسم موصول بمعنى الذي مبنى على السكون لأن الأسماء الموصولة كما ترون مبني نقول مبنى على السكون في محل رفع
ولماذا لا يكون مبني
هو مبني لأن الأسماء الموصولة مبنية فحينئذ يبنى ونقدر نجعل إعرابه محليا لأن إعرابها محلياً وفي محل إعراب.
تقول: قرأت في كتاب لا يحضرها أن قوله تعالى ﴿ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ ﴾،[يوسف:100 ]، جملة معطوفة على ﴿ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ﴾،وفي إعربها الجار والمجرور متعلق بالفعل أخرجني فهل الجار والمجرور من البدو متعلق بالفعل جاء بأنه لم يفصل في إعرابه وإنما ذكر أن الجملة معطوفة عليها؟
هي نعم إذا جاءت جملة معطوفة على جملة فمتعلقات كل جملة متعلقة بفعلها فتقول مثلاً: مررت بفلان وكتبت بقلمه فقولك: بفلان متعلقة بمررت وقولك بقلمه متعلقة بكتبت فما دامت جملة معطوفة على جملة فكل شبه جملة في داخل الجملة عن الجار والمجرور أو الظرف متعلق بفعله لأن الجملة الفعلية أو مشتقاتها تقوم مقام الأفعال.
يقول: هل يصح أن نقول: رأيت المحمدون؟.
لا يصح أن تقول: رأيت المحمدون لأنك عرفت أن جمع المذكر السالم يرفع بالواو وإذا قلت: رأيت فهو مفعول به منصوب ونصبه كما سيأتي أنه ينصب بالياء جمع المذكر السالم ينصب بالياء وما دام ينصب بالياء فإنك تقول المحمدين وهنا يحسن أن أذكر أمرا قد يقول بعض الناس أني قرأت ي كتب النحو أن هناك من العرب من يلزم الأسماء الخمسة الألف وإن من العرب من يلزم المثنى الألف نقول وجود طائفة قليلة أو فئة قليلة من العرب تتخذ نمطا من الإعراب يخالف ما عليه الجمهور الأكثر من كلام العرب لا يعني صحة هذا وهذا ولو قلنا يصح هذا وهذا, لاختلفت القواعد وما صار معنا قاعدة سليمة لأن كل شيء يجوز ويجوز عدمه. ينبغي أن نسير على ما سار عليه جمهور العرب لتكون القواعد لنا منتظمة وإلا لو قلنا: إنه يرفع بالواو وجاء واحد وقال: الأسماء الخمسة تلزم الألف فأنا ألزمها الألف, نقول حينذاك ما صار هناك قاعدة ضابطة وعلى ذلك فعلينا أن نلتزم ماكان عليه أكثر العرب حتى تستقيم لنا قواعدنا.
جرت العادة في أن تلقي سؤالين على الإخوة الحاضرين والإخوة المتابعين لهذا لبرنامج.
السؤال الأول: لماذا كان الأولى أن تسمى الأفعال الخمسة بالأمثلة الخمسة؟
والسؤال الثاني: فصل لماذا كان الأولى تسمية جمع المؤنث السالم بما جمع بألف وتاء مزيدتين؟
نحن نقول: الأولى دائماً حتى لا يقول واحد: هذا خطأ وهذا صواب. هي كلها صواب لكن نسأل لماذا كان الأولى تسميته بما جمع بألف وتاء مزيدتين.
يفصل في هذا حتى يتضح أولوية هذا التعبير عن التعبير السابق مع صحة التعبيرين وكلاهما مصلطح نحوي سائر في كتب النحو المعتمدة. الموضوع : الدرس الخامس المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: أبوعلي |
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| |
| |