El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: سبعة يظلهم الله في ظله.. الأربعاء 28 أبريل 2010 - 6:14 | |
| السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
إمام عادلوشاب نشأ في عبادة اللهو رجل قبله معلق بالمساجدو رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليهو رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله
و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه
و رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه "
متفق عليه
المباحث اللغوية :
سبعة :هذا العدد لا مفهوم له ، فقد وردت روايات أخرى تبين أن هناك من يظلهم اللهفي ظله يوم لا ظل إلا ظله ، غير هؤلاء المذكورين في الحديث .
يظلهم الله في ظله :المراد به : ظل العرش ، كما في رواية أخرى : " في ظل عرشه " .
يوم لا ظل إلا ظله :المراد : يوم القيامة .
إمام عدل :الإمام لغة : هو كل من ائتم به من رئيس وغيره . واصطلاحاً : كل من وكل إليهنظر في شيء من مصالح المسلمين من الولاة والقضاة والوزراء وغيرهم والعدل ،ضد الجور ، والعادل من حكم بالحق .
شاب نشأ في عبادة الله :خص الشاب بالذكر ، لأنه مظنة غلبة الهوى والشهوة والطيش ، فكان ملازمته للعبادة مع وجود الصوارف أرفع درجة من ملازمة غيره لها .
اجتمعا عليه :أي : على الحب في الله ، وتفرقا عليه كذلك ، والمراد : أن الذي جمع بينهماالمحبة في الله ، ولم يقطعها عارض دنيوي ، سواء اجتمعا حقيقة أم لا ،فالرابط بينهما المحبة في الله حتى الموت .
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال :دعته ، أي : طلبته ، ومنصب : المراد به: الأصل والشر والمكانة ، ويدخل فيه الحسب ، والمراد أنها دعته إلى الفاحشة .
ورجل تصدق بصدقة :الصدقة : ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة ، سواء كان فرض كالزكاةالمفروضة ، أو تطوعاً ، ثم غلب استعمال الصدقة على صدقة التطوع .
فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه :المراد بذلك المبالغة في إخفاء الصدقة بحيث إن شماله قربها من يمينه لو تصور أنها تعلم لما علمت ما فعلت اليمين ، لشدة الخفاء .
خالياً :من الخلو ، بحيث لا يكون عنده أحد ، وإنما خص بالذكر لأنه في هذه الحالة أبعد عن الرياء .
ففاضت عيناه :من الدموع ، خشية لله عز وجل .
الأحكام والتوجيهات :
1- من فضل الله سبحانه وتعالى أن جعل بعض الأعمالينال صاحبها جزاء خاصاً، لتميزه بهذا العمل ، وهذافيه حث وترغيبفي أمور كثيرة من الخير وهنا ذكر الرسول صلى اللهعليه وسلم جزاء هؤلاء السبعة الذين تميز كل منهم بميزة خاصة ، وذكر هذاالفضل في أحاديث أخرى لغير هؤلاء السبعة ،مثل : الغازي في سبيل الله،والذي ينظر المعسر،ومعين الغارم،وكثير الخطى إلى المساجد، وغيرهم ، مما جعل أهل العلم يقولون أن العدد المذكور لا مفهوم له ، فلا يراد به الحصر . وقد تتبع الحافظ ابن حجر رحمه الله تلك الخصال ، وأفرادها في كتاب اسمه: ( معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال ) .
2- ذكر الرجال في هذا الحديث لا مفهوم له أيضاً ، إذتدخل النساء معهم فيما ذكر إلا في موضعين، هما : أ- الولاية العظمى والقضاء، فالمرأة لا تلي المسلمين ولاية عامة ، ولا تكون قاضية ، لكن ينطبق عليها العدل فيما تصح به ولايتها ، كمديرة المدرسة ، ونحوها . ب- ملازمة المسجد، لأنصلاة المرأة في بيتها أفضل من المسد . وباقي الخصال تدخل فيها المرأة .
3- لقدعظم الشرع أمر العدل، سواء كان في الولاية العظمى ، أو فيما دونها من الولايات ، حتى فيأمور الإنسان الأسرية، كالعدل بين الزوجات ، والعدل بين الأولاد ، وغير ذلك ، قال تعالى : ( وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم ) وقال صلى الله عليهوسلم : " اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم " وقال تعالى : ( إن الله يأمربالعدل والإحسان ) ، وقال صلى الله عليه وسلم " إن المقسطين عند الله علىمنابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل ، وكلتا يديه يمين ، الذين يعدلون فيحكمهم وأهليهم وما ولوا ) وذكر الإمام العادل في أول الخصال لعظم أمر الإمامة والعدل فيها .
4- مرحلة الشباب من أهم مراحل العمر، تقوى فيها العزيمة ، وتكثر الآراء ، وتمتلئ بالحيوية والنشاط ، ولهذا منسلك منهج الله في شبابه، وغالب هواه ونزواته، استحق تلك الدرجة العالية المذكورة في الحديث ،وما يعين الشباب على تحقيق هذه الخصلة : أ- طلب العلم والانشغال به . ب- تعويد النفس على استغلال الوقت بشتى الوسائل ، كبر الوالدين ، وقضاءحوائجهما ، وقراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسيرة السلف الصالح . ج- مصادقة الصالحين المستقيمين على منهج الله تعالى . د- محاولة استغلال فرصة الشباب بحفظ كتاب الله تعالى أو شيء منه .
5- المساجد بيوت الله، ومكان أداء العبادة المفروضة ، وأنواع من العبادات المستحبة ، وميدانالعلم والتعلم ، والمذاكرة والمناصحة ، وكلها أعمال جليلة، يستحق الملازملها ذلك الثواب العظيم ، بالإضافة إلى أنالمتعلق بالمسجد بعيد عن رؤية المنكرات، وقريب من الله سبحانه وتعالى ،فيصفو قلبه، وتنجلي همومه وأكداره، ويعيش في روضة من رياض الجنة، وبذلك تكفر سيئاته ، وتكثر حسناته والتعلق بالمساجد لا يعني الجلوس فيها جميع الأوقات ، بل وقت دون وقت ، لكنإذا خرج منها فإنه يحب الرجوع إليها، وإذا جلس فيها أنس واطمأن وارتاحت نفسه .
6- العلاقات بين الناس قائمة على أسس متعددة من مصالح مادية ، وقرابة ، وشراكة مالية ، وتجانس خلقي ، ونحوها ، والإسلام يشجع قوة الترابط بين المسلمين على أساس من المحبة في الله، والقاسم المشترك فيها طاعة الله تعالى ، ونصوص الكتاب والسنة تركز علىهذا الجانب، يقول تعالى : (إنما المؤمنون إخوة ) ، ويقول تعالى ( الأخلاءيومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " أوثق عري الإيمان : الحب في الله . والبغض في الله )
7- للنفس البشرية رغبات وشهوات ، وجه الإسلام لإشباعها بمنهج ثابت معلوم ، والشيطان حريص على أن يميل الإنسان مع شهواتهويتبعها حتى يشاركه في الغي والضلال ، ومما يميل إليه الرجل المرأة ، فإناتصفت بصفات الجمال والمنصب والحسب والشرف ، كان إليها أكثر ميلاً ، فإذاما كانت الدعوة موجهة منها ، مع الأمن من الخوف تساقت إليها نفس الرجلأكثر ، وهنا يظهر داعي الإيمان عند المؤمن الصادق ، فيقول : إني أخاف الله، فإذا قالها بلسان وصدقها عمله ، نال جزاءه العظيم المذكور في الحديث ،وهكذا يريد الإسلام بأن يكون الرجال والنساء أعفاء شرفاء ، بعيدين عنالفواحش والآثام والمحرمات ، يراقبون الله سراً وعلانية . قال الشاعر : وإذا خلوت ريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
8- الصدقة مبدأ عظيم، وفضلها جسيم ، وثمارها يانعة ، في الدنيا والآخرة ،لا تحصى النصوص في بيان فضلها وثوابها، ومضاعفة الأجر لصاحبها ، وقربه من الجنة ورضا الله ، وحجبه عن النار ، يقول الله تعالى : ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبةأنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسععليم ). والصدقة فاضلة سراً وعلانية، يقول تعالى : ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراءفهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير ).
والأفضل في إظهار الصدقة أو إخفائها يختلف باختلاف الأحوال ، فإن كان في إظهارها مصلحة فهو أفضل ، وإلا فإخفاؤها أفضل فرضاً ونفلاً. 9- ذكر الله تعالى من أفضل الأعمال، ومن أيسرها ، فقيه ثناء على الله ، وتمجيد ، وحمد ، وشكر له بما هو أهله، واعتراف بالتقصير تجاهه ، وإذا كان هذا الثناء والذكر بعيداً عن أعينالناس ، وأثر في صاحبه خوفاً وخشية دمعت منها عيناه ، أثابه الله تعالىعلى هذا الذكر الصادق الخالص بأن يظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .
10- مما أفاده الحديث : إخلاص العبادة لله جل وعلا، فالأمر الجامع بين العمال المذكورة في الحديث إخلاصها لله سبحانه وتعالى ، وتجريدها عن المقاصد الأخرى .
11- ومن الأمور الجامعة بين هذه الصفات أيضاً : الصبر والتحمل، ولا شك أن طاعة الله تعالى وتنفيذ أوامره تحتاج إلى صبر ومصابرة ، لأنفيها معارضة للشيطان والنفس والهوى ، فإذا جاهدهم وانتصر عليهم استحقالجزاء الأوفى.
12- مما يرشدنا إليه الحديث أيضاً : أن يحرص المؤمن على أن يوجد لهعملاً خفياًلا يعلم عنه أحد من الناس ، ليكون أبعد عن الرياء ، وليتعود الإخلاص، فإن هذا مما يزيد ممارسته لتلك الأعمال الجليلة .
فضيلة الشيخ/ علي بن عبدالعزيز الراجحي
الموضوع : سبعة يظلهم الله في ظله.. المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
أم شروقالمراقبة العامة
تاريخ التسجيل : 12/07/2011
| موضوع: رد: سبعة يظلهم الله في ظله.. الثلاثاء 2 أغسطس 2011 - 6:15 | |
| بارك الله فيك ونفع بك وجعل كل ماقدمتيه في ميزان حسناتك وجزاك ربي الجنه بغير حساااب موفقـــــ .. الموضوع : سبعة يظلهم الله في ظله.. المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: أم شروق |
|