El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: الحلقــ سلسلة انتبه قبل أن تشارك ـة2 الخميس 13 مايو 2010 - 3:52 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
كثيرا ما نتساءل، لماذا ترتفع نسبة من يستخدمون النت بشكل خاطئ في الدول العربية، فأصبحت اغلب الاحصائيات، تثير ريبة الأولياء والمهتمين بأمور الشباب، في مصداقية النفع الذي يجنى من هذه الشبكة مقابلا بضررها، وبمقارنة بسيطة مع الدول الغربية، يظهر مدى الفرق الشاسع بيننا وبينهم، وكأن الجواب يظهر ملوحا بعد المقارنة ويؤكد لنا أن هذه الشبكة حقا نافذة خير أريد بها شر لابنائنا وبناتنا
وكان مدار حديثنا عن وسائل الثبات في المنتديات، ومنه يأمن المستخدم من عدة سموم، وأهمها تحصين نفسه بحصن منيع من تقوى الله، وكذا حفظ وقته وفكره واستعماله فيما فيه صالحه وصالح بلاده وأمته
كانت آخر محطة توقفنا عندها في الحلقة الأولى هي الاجتهاد في تحسين النية وذلك أن مدار الأمر كله على النيات فإن صلحت صلح ما بعدها وإن فسدت فسد ما بعدها وكان السلف يقولون قل لمن لا يخلص لا تتعب نفسك
وهنا يوجد مباحث عدة..
منها استحضار مراقبة الله عز وجل وتعظيمه فيسقط من أعيننا ما دون ذلك من متاع هذه الدنيا من حب علو وسمعة وتذكر عظم حسرة المفرط، الذي طالما شارك بالنصائح، وساهم بالمواضيع النافعة المفيدة، ولكن أراد بها غير وجه الله، فباء بالصفقة الخاسرة نفع غيره وحرم نفسه، فلله ما أعظم غبنه. لسانه حاله ومقاله يوم يتبين له سفهه..يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبّيَ أَحَدًا
ومنها استحضار أكبر عدد من النيات؛ فكما ذُكِر، كان سلفنا رضوان الله عليهم تجار نوايا، يحتسبون في العمل الواحد العديد من النيات مما يرجع عليهم بأجور كبيرة..وكيف لا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيّات فعلى قدر علو همتك وصدق نيتك على قدر ارتفاع أجرك وعلو مكانتك
فمن صدق الله صدق الله معه..
ومن النوايا: الإخلاص في النية ولو لم يعمل إذا لم يستطع ذلك قياسا على حديث الشهيد الذي يموت على فراشه فعن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن سَأَلَ اللهَ الشّهادَة بِصِدقٍ، بَلّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهداء وإِن ماتَ عَلى فِرَاشِه
ومنها نية التقرب إلى الله عز وجل بإدخال سرور على مؤمن، فما من مشاركة تشاركها أو موضوع تفرج به على أخيك، إلا واحتسب فيه الأجر عند مليكك وهنا باب واسع للمتسابقين فكثير منا يستحقر قدراته ويهون من طاقاته، وهذا من تغرير الشيطان به وخدعته له ليحرمه الأجر العظيم، إلا أن العاقل الفطن، من ينتدب كل طاقاته ويسخرها لله، فإن كان متقنا لفنون اللغة تراه يضع الدروس ويجتهد في إخراجها بأبهى حُلّة، ويدع جانبا ما يوهمه الشيطان به من أن هذا المجال قد سبقه إليه غيره وليس له هو فيه مكان
وهكذا كل صاحب فن في فنه، يقدم ولو اليسير، فهو في أسوإ الأحوال لن يخسر شيئا، ثم إن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر المحسنين
ولعل الحديث هنا قد يطول، وحتى لا يَخْرُجُ الموضوع عن مساره، أرى ترك الباب هنا مفتوحا، أو إفراده بموضوع فهو واسع جدا، ويستحق اهتماما أكبر من قِبل كل من يدخل النت وعليه، فإن من الحرص على الأجر بمكان أن يهتم كل واحد بإخلاص نيته قبل كل شيء ثم يستحضر أكبر عدد من النوايا التي يدخل بها هذا المضمار عسى يفتح الله عليه فيه ويبارك له في أوقاته ويكتب له القبول في قلوب عباده.
****** انتبه قبل أن تشارك
لم ينسه الملكان حين نسيته *** بل سجلاه وأنت لاه تلعب إن الفطن من يحاسب نفسه عن كل ثانية ونفس قضاه في هذا الدنيا، ويأنف ويرغب بنفسه أن يذهب بلا تقرب إلى الله عز وجل، فهذه الدنيا ليست بدار راحة ولا لعب، وإنما الراحة لا تكون في الجنة، وفي الجنة فقط، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فمن ترك اللهو هنا واشتغل بالجد، فقد فاز وربح، وسيقر الله عينه، ويكرمه، وإن المؤمن يوم القيامة ليندم على فوات ساعات وأيام بلا ذكر الله، وذلك لما يرى من أجر الله تعالى على الأعمال، وما يرى من هوان متع الدنيا أمام متع الجنان فالله الله على الحرص على الأوقات، وانتقاء الكلمات فهذه الأخيرة،لها وزن كبير، فكم ممن تعد عليهم السيئات وقد فارقوا الدنيا منذ سنوات، وذلك أن مشاركاتهم التي تحوي غضب الرحمن لازالت موجودة متداولة ومنقولة، فالله نسأل أن يحسن أعمالنا
وكم ممن لاتزال مواضيعهم التي تدعو إلى الله منتشرة وهم قد فارقوا الدنيا منذ أمد بعيد
فشتان شتان بين الصنفين!
الأول تعرض عليه سيئاته، فتزيد عليه الحسرات، ويندم ولات ساعة مندم، والثاني يستبشر ويحمد الله على ما وفقه، فشتان شتان بينهما، فايهما تريد أن تكون فاعمل بعمله في الدنيا فإن أردت أن تكون ممن يستبشر بحسناته، ويفرح لعدم انقطاع أعماله فكنك كما كان، تنل من الشرف والعز والأنس ما نال
فر من الجنس الآخر فرارك من الاسد، وقلل من تواصلك به إلا لنشر فائدة أو لضرورة أخرى
فالتعامل مع الجنس الآخر لا ينفك صاحبه أن يخاف على نفسه أن يقع في فتنة إعجاب بهذا الشخص، أو إعجاب من طرف هذا الشخص به، والمشكل في الحالتين عظيم، فالإعجاب قد يورث عدم الإخلاص، ولا شيء أعظم من تشرك عملك شخص غير الله، شخص فقير لا يملك لك نفعا ولا ضرا وإن أعجب هو بك، فلا زلت تحمل ذنوبه إن كان إعجابه بسبب خضوعك بقول أو تصرف منك لجلب نظر
فالحال في كلتا الحالتين خطير
وهو في الحالتين نتاج عدم حياء من الجبار، فمن استحيا من الله أنف أن يراه يقول ما قاله، أو يرتكب ما ارتكبه بل يحرص أن لا يكون عمله إلا لله وطبعا سيحسن عمله وكذا لا يريد به لا جزاء ولا شكور فاجعل ميزانك في التعامل مع الآخر، رضا مولاك وسخطه وعموما نصيحتي بعدم متابعة الجنس الآخر، وعدم جعل ذاكرتك تخزن اسمه، حتى لا يتطور الامر من إعجاب إلى غير ذلك ومن رأى نفسه متلهفا لدخول فلان أو فلان لموضوعه، فانصحه بتجديد نيته، وإن لم يستطع فليبتعد عن فلان هذا نهائيا، ولا فالمنتدى.. فذلك اسلم له
ومن آكد الأشياء التي قد تطرأ على بعض المواضيع في المنتديات العلمية المبالغة في المدح والإعجاب بين الجنسين، فهنا -كوصية ونصيحة- فلنتق الله في بعضنا البعض، ولا يكن بعضنا لبعض فتنة، فالله هو أعلم بالسرائر فمن أعجب بموضوع فليكتف بالشكر والمرور، ولتكن نيته في ذلك رفع الموضوع واحتساب أجر من يقرؤه.
عدم الثقة العمياء في عضو يظهر أنه من نفس جنسك
وكثيرا ما يحدث في العضويات النسائية أن تجد تحتها عضو ذكر، هدفه خبيث أو تافه، قد اغراه الشيطان وأوقع به.
فعلى الأخوات الحذر من مثل هذه الأشكال من الاعضاء، ولا يتساهلن في الكلام حتى مع النساء، إلا إذا ظهرت معالم الثقة
وحتى وإن بدت معالم الثقة فعلى الأخت عدم الإكثار من أساليب الخضوع وهنا إذا كان القسم مفتوحا للجميـع فيقرؤه من الرجال من في قلبه مرض فتجول به الخواطر ويحيد قلبه عن ذكر الله والأنس به.
هل حملت هذا الهم؟!
وهنا اضع نقطة أنطلق منها في الحلقة القامة، واظنها تكفي كل غيور ورد في أحد مقالات مجلة المجتمع (والمقالة تتحدث عن التنصير) في حوار مع المنصّر المصري الشهير "زكريا بطرس" مالك ومدير قناة «الحياة»، مع موقع (محاور) التنصيري سأله المحاور: "ما رأي قداستك في وسائل الإعلام المسيحية (النصرانية) وكيفية تدعيمها من وجهة نظرك (فيما يخص التنصير)؟"، فرد عليه بطرس قائلاً: "الرب عامل حاجات (بمعني سخّر أشياء) ما كانت تخطر على البال، يعني أنا في يوم من الأيام تمنيت أن أذهب إلى السعودية كي أخدم (يقصد ينصّر)، فجهّزت جواز سفر به صورة لي من غير العِمّة (غطاء الرأس الكهنوتي)، ولم أكتب اسمي فيه مسبوقاً بـ(القمص) بل كتبت زكريا بطرس بدون ألقاب، وحاولت مراراً أن أسافر إلى السعودية كي أغزو المكان ولكن لم أتمكن من ذلك!".
وأضاف: "فلما جاءت التكنولوجيا وعملوا "البال توك" دخلنا السعودية، بل دخلنا إلى قلب (مكّة)، و(المدينة غير المنوّرة) (كما يقول أحرقه الله، وأظلم حياته).. ولنا ناس مؤمنون في مكة، فهناك مسيحي (نصراني) سعودي على الـ"بال توك"، وقد جلست أحاور شيخاً أستاذاً في جامعة فيصل في مكّة لمدة يومين على الـ"بال توك"...إلخ".
وقال: "كون الـ"بال توك" يدخل السعودية، ويدخل مكّة، وناس تؤمن، فهذا عمل إلهي عجيب، إذاً الرب يتيح لنا مجالات لابد أن نستغلها في الـ"بال توك"، وغيره من وسائل الإعلام التكنولوجية الحديثة".
فما قولك يا صاحب العقيدة لرب العالمين؟ بم فاقك هذا واصحابه؟ ما جوابك؟ هل انشغلت بالتوافه وابتعدت عن الانتصار لدين الله، وانقاذ الملايين ممن يموتون على غير لا إله إلا الله ويدخلون جهنم، أما لك قلب؟ أما تدمع عينك خوفا على الناس في البرازيل من النار؟
سنواصل بإذن الله في الحلقة الثالثة بالاستفاضة في هذا العنصر إن شاء الله
هذا وما كان من خطإ فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله
كتبة طه أبو البراء الموضوع : الحلقــ سلسلة انتبه قبل أن تشارك ـة2 المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: الحلقــ سلسلة انتبه قبل أن تشارك ـة2 الخميس 13 مايو 2010 - 3:56 | |
| |
|