مقال رقم (6)
[ سرايا التبشيريين اللبراليين السعوديين ]
كان مقصود الدولة حينما بدأت بإرسال الشباب السعودي خارج البلد إلى الدراسة في الجامعات الأمريكية والأوروبية وغيرها في التسعينات الهجرية السبعينات الميلادي أن ينقلوا العلم والتقنية والثقافة المفيدة إلى البلد ويعملوا في نهضة المجتمع السعودي في جميع المجالات من أجل مواكبة الأمم الأخرى وإعادة الازدهار العلمي والصناعي للأمة الإسلامية .
ولكن عندما عاد بعض هؤلاء من الخارج تفاجأ المجتمع وصُدم بأن هناك مجموعة لايُستهان بها رجعوا وهم محملين مع شهادتهم بزبالة وترهات أذهان الغرب من الفكر الليبرالي والعلماني والحداثي ويريدون أن يبثوه في المجتمع السعودي بكل الوسائل المتاحة لهم إما عن طريق الصحافة أو من خلال المناصب الدنيوية التي نالوها بعد عودتهم مثل التدريس في الجامعات و المعاهد أو من خلال المناصب العسكرية التي تقلدوها إلى غير ذلك مما هو معروف ومشاهد لكل شخص .
ومن قناعات هؤلاء المبشرين اللبراليين الراسخة في أذهانهم أن الشعب السعودي متخلف وجاهل ولا يفهم شيء وفي رجعية مطبقة بسبب التدين الذي سوف يسوق المجتمع إلى محاكم تفتيش كما حدث عند نصارى أوروبا في القرون الوسطى وأنهم هم المخلصون الوحيدون الذين سينقذون البلاد والمجتمع من براثن رجال الدين ( المطاوعة ) وأن لديهم الحل لكل مشكلة وكل نازلة ومعضلة !.
بمعنى أنهم هم المجددون – كما يتصورون في أنفسهم – وبمقدورهم أن يتكلموا حتى بما هو في معزل عن دراساتهم وتخصصاتهم العلمية مثل إقحام أنفسهم في المسائل الدينية بدون علم وبصيرة كخوضهم في مسائل العقائد والتوحيد والإيمان والقدر والآداب والسلوك والفقه وغير ذلك مما هو مشاهد ومسموع ومعروف عنهم من خلال ندواتهم وكتاباتهم ومجالسهم ونقاشاتهم وأشعارهم .
ثم إذا تكلموا في مثل هذه الأمور وهذه المسائل الشرعية وجدت أن أغلب معتقداتهم هي بمنزلة معتقدات كبار الزنادقة كالجعد بن درهم والجهم بن صفوان وبشر المريسي والحلاج والفلاسفة بل هي أخطر وأشنع في بعض الأحيان فمثلاً :
1/ في باب الأسماء والصفات : هم اقرب إلى الإلحاد .
2/ في باب القدر : هم ( جبرية ) عند فعل المعصية و( قدرية ) عند ترك الطاعة والعبادة .
3/ في باب الإيمان : يقولون بقول غلاة ( المرجئة ) لأن الإيمان عندهم فقط في القلب ولا يلزمه قول ولا عمل .
4/ في باب الفرق والمذاهب : يعتقدون أن الكل يجمعهم الحب والأخوة الإنسانية والمواطنة وكل شخص له الحرية في معتقده ولا يوجد هناك شيء أسمه مبتدعة أو أهل أهواء ضُلال !.
5/ في باب الاقتصاد والتجارة ومعاش العباد : يرون أن فتح باب الربا على مصراعيه هو الحل لكل مشكلة مالية .
6/ في باب الأديان الأخرى الكافرة كاليهود والنصارى : يعتقدون أنهم مؤمنون وأن الإبراهيمية تجمع الإسلام واليهودية والنصرانية !.
إلى غير ذلك من الترهات والزندقة الواضحة لكل ذي عينين يُمز بين الشجر والحجر .
والحق والحق أقول أن من تأمل حقيقة دعواهم الضالة وجد أنهم يسعون إلى نشر الفوضى الخُلقية والعقائدية والإلحاد والزندقة والرذيلة والخمور والفجور وتغريب المرأة وأمركة المجتمع ومسخه من هويته الدينية والعربية كل هذا تحت شعارهم المعسول والمكذوب ( الإصلاح ) الذي قال الله عز وجل في أصحابه ودعاته : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ{11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ{12} [البقرة] .
الموضوع : سلسلة مقالات " خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل " (2) المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: د-محمد سالم توقيع العضو/ه:د-محمد سالم |
|