وقد نجحت هذه الحملة في أن تجذب البعض من العرب أنفسهم من الذين كانوا غير معنيين في البداية بأي شيء يحصل في غزة فإذا بهم في النهاية ينضمون للحملة ويصبحون أكثر نشاطاً من الجميع، والبعض الآخر اكتفى بانسحاب مؤقت صامت لأنه لا يستطيع أن يقف في وجه هذا التيار المفعم بالطاقة والحيوية والموجه نحو هدف واحد.
حتى المواقع الإخبارية الأخرى الناطقة بغير العربية، أو مواقع الصور والأفلام كلها غدت ساحة حرب بين أنصار إسرائيل وأنصار فلسطين والعدالة، وعلى موقع اليو توب مثلاً لا يمكن إلا أن تحس مدى غيظ الصهاينة مع كل فيلم يتم عرضة على الموقع يصور بشاعة ما يجري ويؤدي إلى ظهور مئات التعليقات اللاذعة من الغربيين قبل العرب تجاه ما يحصل.
بل وقام البعض بمحاولة الوصول إلى أهل غزة عبر الهاتف (تم تمرير المفتاح الدولي لغزة عبر الإنترنت)، ونجحت صديقتي في أن تتحدث مع بعض أهل غزة بعد أن حاولت ذلك بإصرار عبر تجربة أرقام عشوائية، وفي المحاولة رقم 17 نجحت في أن تسمع صوتاً غزاوياً صامداً..قال لها بثبات:" نسألكم الدعاء.. ولا نريد سوى ذلك..نحن صامدون وإن تخلى عنا الجميع..طوال حياتنا تعودنا أن نكون وحدنا.. وسنواصل ذلك إن شاء الله..معنوياتنا عالية..وفي هذه الأجواء أصبحنا كلنا حماس..وحتى بعد موتنا سيأتي جيل آخر سيقول أنا حماس..ليس تشبثا ًبفصيل سياسي دون آخر ولكن إيماناً بروح المقاومة التي باتت خيارنا".
وفي اليوم التالي كررت المحاولة وصادفها نجاح آخر ولم يختلف رأي العائلة الثانية عن الأولى، ولا أعتقد أن أنصار حماس وحدهم هم الذين لديهم هواتف في بيوتهم.. مما يعني أن الشعب الفلسطيني في غزة ملتف حول قيادته الشرعية المنتخبة والتي تعد بدعاً في محيطها العربي.
الذين قاموا بهذه البطولات الإلكترونية ونجحوا في بث روح النصر في أمة استمرأت الذل أو كادت غالبتهم نحو الثلاثين أو دونها مما يعني أنهم ولدوا بعد مهزلة كامب ديفيد، أو تحت العشرين مما يعني أنهم ولدوا بعد فضيحة أوسلو. ومع ذلك لم يخطئ طلبة أكثر جامعات مصر تحرراً وهي الجامعة الأمريكية بالقاهرة حين تظاهروا أيام الانتفاضة الثانية في حرم جامعتهم قائلين بلهجة مصرية عزيزة: " كلمة نقولها جيل وراء جيل.. إحنا بنكره إسرائيل"! والحمد لله أن هذه الكراهية لم تصنعها أفلام السهرة التي تنتجها شبكة القاعدة، ولا كتب المدارس ولا وسائل الإعلام العربية (فهذه كلها مع سلام الشجعان)، ولا الأحقاد المتوارثة، وإنما صنعتها آلة الحرب والدمار الإسرائيلية التي تخلق كل يوم أجيالاً من الأعداء هم جيران هذا الكيان، الذي لن يذوق لا الأمن ولا الاستقرار ولا الحرية مادام الحق لم يعد لأصحابه.
أخيراً، نقول إلى إسرائيل: إنك تعلمينا كل يوم أن المفاوضات غير مجدية وأن المشكلات تحل بالقوة، ثقي تماماً بأننا سنعي الدرس جيداً..وبأن الثمن الذي ستدفعينه سيكون غالياً..حين يأتِ ذلك اليوم الذي بات - بإذن الله -أقرب من أي يوم مضى.
الموضوع : أشراط الساعة..والمقاومة الإلكترونية! المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya