التسبيحاتِ والأذكار
قد أغرى كثير من القُصَّاص بذكر صلوات، وتسبيحات، وأذكار لا أصل لها، ولا صحة، فيستعملها الجهال والنساء، ونحن نتخيّر هاهنا من الأذكار الصحاح، ما ينبغي أن يستغنى به عن غيرها.
أما صلوات التطوع فمنها: صلاة الضحى، وقد سبقت،
ومنها، صلاة التسبيح.
عن ابن عباس ـــ رضي الله عنهما ـــ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس: «يا عمّاه ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا افعل عشر خصال، إذا أنت فعلت ذلك غفر لك ذنبك كله، أوله وآخره، قديمه، وحديثه، وخطأه، وعمده، وصغيره، وكبيره، وسرّه، وعلانيته، أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم، قلت: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً فتقولها وأنت ساجد عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، ثم تسجد فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات».
إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرّة فافعل، فإن لم تفعل، ففي كل جمعة مرّة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لما تفعل ففي عمرك مرة».
ومنها صلاة الاستخارة:
أخبرنا عبد الأول، بإسناده عن جابر بن عبد الله قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلّميعلّمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما كان يعلّمنا السورة من القرآن، يقول: «إذا هَمَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللّهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علاّم الغيوب، اللهم إن كنت تعلم هذا الأمر ـــ تسميه باسمه ـــ خيراً لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري، وآجله، فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه. اللهم إن كنت تعلمه شراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري، فاصرفني عنه، واصرفه عني، وأقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به». هذا حديث صحيح انفرد بإخراجه البخاري.
وأما الصلوات التي يذكرها القصاص عن صلاة ليلة الفطر، وليلة النحر، وليلة الرغائب، وليلة نصف شعبان، فلا صحة لها، فلذلك سكتنا عن ذكرها.
وأما الأذكار فأفضلها القرآن، فإنه قد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلّمأنه قال: «مَن قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف».
وصح عنه صلى الله عليه وسلّمأنه قال: «قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن».
فينبغي للمرأة أن تجتهد في حفظ ما يمكن، فإنه قد روي أن عدد درج الجنة بعدد آي القرآن، يقال للقارىء: «اقرأ وارْقَ، فمنزلك عند آخر آية تقرؤها».
وقد كان جماعة من النساء يحفظن جميع القرآن، وقد رأينا في زماننا جماعة منهن فينبغي لمن لها همّة، أن تؤثر هذه الفضيلة التي ليس لها مثيل.
وأما التسبيح والذكر فقد أمر النساء بعده ليسهل عليهن.
عن حُميضة بنت ياسر، عن يُسَيْرَة، أخبرتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم«أمرهنّ أن يراعين التسبيح والتقديس، والتهليل، وأن يعقدن بالأنامل، فإنهن مسؤولات مستنطقات».
عن هانىء بن عثمان الجهني، عن أمه حميضة، عن جدتها يسيرة ـــ وكانت من المهاجرات ـــ قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم «يا نساء المؤمنين عليكن بالتهليل والتسبيح، والتقديس، ولا تغفلن فتنسين الرحمة، واعقدن بالأنامل، فإنهنّ مسؤولات مُسْتَنطقات».
عن عائشة بنت سعد عن أبيها أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة، وبين يديها نوى، أو حصى، تسبِّح به، فقال: «أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل، سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» أخرجاه في الصحيحين.
وعنه رضي الله عنه ـــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «مَن قال لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك. ومَن قال في يومه مائة مرة: سبحان الله وبحمده حطّت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر».
عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «أحب الكلام إلى الله عز وجل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرّك بأيهن بدأت». انفرد بإخراجه مسلم.
* ذكر الدعوات عند الكرب:
عن أبي العالية عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم» أخرجاه في الصحيحين.
* ذكر دعوات:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي بكر الصديق ـــ رضي الله عنهم ـــ أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلّم علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: «قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم» أخرجاه في الصحيحين.
وعن عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الدعوات: «اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، ومن شر فتنة الغنى، ومن شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونقِّ قلبي من الخطايا كما يُنَقَّى الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي، كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم، والمغرم» أخرجاه في الصحيحين.
الموضوع : التسبيحاتِ والأذكار المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: ابراهيم كمال توقيع العضو/ه:ابراهيم كمال |
|