الحسنات و آثارها

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
الحسنات و آثارها
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
الحسنات و آثارها Empty

شاطر | 
 

 الحسنات و آثارها

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الحسنات و آثارها _
مُساهمةموضوع: الحسنات و آثارها   الحسنات و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:39 

كوب ماء بمليون جنيه





قال
الكاتب المصري المعروف مصطفى أمين، وكان ممن أدخلوا السجن فيزمن جمال
عبدالناصر عام 1965م، قال يروي قصته داخل السجن:


"كان
من بين وسائل التعذيب التي لجأوا إليها أن أصدروا قرارا بمنعي من الأكل
والشرب، والحرمان من الأكل مؤلم ولكنه محتمل، ولكن العطش عذاب لا يحتمل
وبخاصة في أشهر الصيف والحرارة شديدة جدا وأنا مريض بالسكر ومرضى السكر
يشربون الماء بكثرة، وفي اليوم الأول تحايلت على الأمر، دخلت إلى دورة
المياه فوجدت فيها إناء للاستنجاء وشربت من مياه الاستنجاء فوجدت الإناء
خاليا ووجدت بدل الماء ورق تواليت، ومع شدة العطش اضطررت أن أشرب ماء البول
حتى ارتويت، وفي اليوم الثالث لم أجد بولا أشربه!!


واشتد
بي العطس فأحسست بعذاب شديد مثل ضرب السياط، وكنت أسير في زنزانتي
كالمجنون، لساني جف وحلقي جف فكنت أهوي إلى الأرض أحيانا ألحسها لعل الحارس
نسي نقطة ماء وهو يغسل البلاط!!


وشعرت أنني قد
أشرفت على الهلاك، وبينما أنا في حالتي هذه لا أدري ماذا أفعل أدور حول
نفسي وأنا أترنح رأيت باب الزنزانة يفتح في هدوء ورأيت يدا تمتد في ظلام
الزنزانة تحمل كوب ماء بارد مثلج، فزعت وتصورت أنني جننت، بدأت أرى شبحا،
لا يمكن أن يكون هذا ماء... إنه سراب...ومددت يدي ولمست الكوب فوجدته باردا
مثلجا فعلا وقبضت على الكوب بأصابعي المرتعشة، ورأيت حامل الكوب يضع إصبعه
على فمه وكأنه يقول لي: لا تتكلم.


شربت الماء
ولكنه ليس كالمياه التي شربتها من قبل ومن بعد، لقد كان ألذ ماء شربته في
حياتي، لو كان معي مليون جنيه في تلك اللحظة لأعطيتها للحارس المجهول.


عادت
الروح مع هذا الكوب، لقد أغناني هذا الكوب عن الطعام بل أغناني عن الحرية،
أحسست بسعادة لم أعرفها طوال حياتي، كل ذلك من أجل كوب ماء مثلج.


اختفى
الحارس المجهول بسرعة كما ظهر بسرعة وأغلق باب الزنزانة بهدوء، ورأيت
ملامح الحارس المجهول شاب أسمر قصير القامة، ولكنني أحسست أنه أحد
الملائكة، إنني رأيت عناية الله في الزنزانة.


ومرت
أيام التعذيب من دون أن أرى الحارس المجهول، ثم نقلت من غرفة التعذيب في
الدور السفلي، وكان يغيرون الحراس كل يوم، وذات يوم رأيت أمامي الحارس
المجهول وكنا على انفراد وقلت له هامسا: لماذا فعلت ما فعلت؟! لو ضبطوك
كانوا سيفصلونك.


قال باسما: يفصلوني فقط!! دول
كانوا يقتلوني رميا بالرصاص.


قلت: ما الذي جعلت
تقوم بهذه المغامرة؟!


قال: إنني أعرفك جيدا وأنت
لا تعرفني... منذ تسع سنوات تقريبا أرسل فلاح من الجيزة خطابا لك يقول فيه
أنه فلاح في إحدى القرى وأن أمنية حياته أن يشتري بقرة وأنه مكث سبع سنوات
يقتصد من قوته وقوت عياله حتى جمع مبلغا، ثم باغ مصاغ زوجته واشترى بالمبلغ
بقرة، وكان أكثر أهل القرية تقوى وورعا وصلاة وصياما، وبعد ستة أشهر فقط
ماتت البقرة، وفي ليلة القدر بعد ذلك بشهور دق باب البيت الصغير الذي يملكه
الفلاح ودخلت محررة من جريدتك "أخبار اليوم" تجر وراءها بقرة، وكانت
"أخبار اليوم" قد اعتادت أن تحقق أحلام مئات من قرائها في ليلة القدر من كل
عام.


وسكت الحارس المجهول لحظة ثم قال: هذا
الفلاح الذي أرسلتم له بقرة منذ تسع سنوات هو أبي.


ألم
أقل لك أن عناية الله كانت معي في الزنزانة(1)!!


هذا
العمر الطيب الذي قدم لهذا الفلاح الطيب منذ تسع سنوات كان من نتائجه أن
أنقذ حياة هذا الكاتب، ولقد كان كوب ماء بارد في وقت المحنى أغلى ما في
الوجود وألذ ما في الدنيا، فليكن عملنا خالصا لله تعالى، والله عز وجل في
عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، وبذل المال وإنفاقه في أوجه الخير له
ثمرته الطيبة. فلا بد لمن أنفق في سبل الخير أن يجد جزاء ما بذل ولو بعد
حين وقد يكون جزاء عملك الطيب مضاعفا أضعافا كثيرة.


قال تعالى: " وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ
فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا
تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ
(272)".(2)


قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "أنفق يا ابن آدم ينفق عليك"(3).






(1)
سنة أولى سجن.


(2) سورة البقرة: الآية 272.

(3)
متفق عليه.
 الموضوع : الحسنات و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الحسنات و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الحسنات و آثارها   الحسنات و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:39 

التنافس في الجود





خرج
عبدالله بن جعفر الطيار – رضي الله عنهما – يوما إلى ضيعة له فنزل على
حائط به نخيل لقوم وفيه غلام أسود يقوم عليه، فأتى الغلام بقوته ثلاثة
أقراص، فدخل كلب فدنا من الغلام فرمى إليه بقرص فأكله، ثم رمى إليه بالثاني
والثالث فأكلهما، وعبدالله بن جعفر ينظر إليه فقال: "يا غلام كم قوتك كل
يوم"؟!


قال: ما رأيت.

قال
عبدالله: فلم آثرت هذا الكلب؟!


قال: أرضينا ما هي
بأرض كلاب وإنه جاء من مسافة بعيدة جائعا فكرهت أن أرده.


قال
عبدالله: فما أنت صانع اليوم؟


قال: أطوي يومي
هذا.


فقال عبدالله يحدث نفسه: أؤلام على السخاء؟!
وإن هذا لأسخى مني. فاشترى عبدالله الحائط وما فيه من النخيل والآلات
واشترى الغلام، ثم أعتقه ووهبه الحائط بما فيه من النخيل والآلات.


فقال
الغلام: إن كان ذلك لي فهو في سبيل الله تعالى.


فاستعظم
عبدالله ذلك منه، فقال: يجود هذا وأبخل أنا!! لا كان ذلك أبدا(1).


هكذا
يكون التنافس في عمل الخير، فهذا الغلام كان عبدا مملوكا فكان جوده وكرمه
في سبيل الله سببا في عتقه وحريته وكان قدوة طيبة لغيره، فرغم شهرة عبدالله
بن جعفر الطيار – رضي الله عنهما – بالكرم والجود والسخاء إلا أنه رأى أن
هذا الغلام أجود وأسخى منه. فعلى الرغم من أن الغلام لا يملك من قوته إلا
هذه الأقراص الثلاثة فلقد جاد بهم إلى حيوان أبكم مع أنه بحاجة إلى هذه
الأقراص إلا أن طمعه فيما عند الله وحبه لعمل الخير جعله يتصدق بقوته كله
فكان نموذجا صادقا للمؤمن التقي المتوكل على الله الفعال للخير، فجزاه الله
في الدنيا أن منّ عليه بالحرية والمال فكان شكر هذا الغلام قولا وعملا
فجعل الحائط وما فيه في سبيل الله تعال.


هكذا يكون
التنافس الشريف وهذا من مجالات التنافس التي يجب أن يرى المؤمنون يتنافسون
فيها.


قال تعالى: لَن
تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ
مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ
(92).(2)


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم يصبح العباد
فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر:
اللهم أعط ممسكا تلفا".
(3)






(1)
المستطرف.


(2) سورة آل عمران: الآية 92.

(3)
متفق عليه.
 الموضوع : الحسنات و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الحسنات و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الحسنات و آثارها   الحسنات و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:40 


الإنفاق في سبيل الله





حدثني
أحد الإخوة الأفاضل بهذه القصة التي حدثت له وطلب مني عدم ذكر اسمه خوفا
من الرياء.


قال: في يوم من الأيام كنت بحاجة إلى
مبلغ من المال فبحثت فلم أجد إلا عشرة دنانير هي ما بقي لي من المرتب
الشهري، والشهر لا يزال في منتصفه، فأخذت أفكر في كيفية الحصول على المال
فعجزت، فخطر على بالي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنفق يا ابن آدم
ينفق عليك" فقلت في نفسي ليس لي سوى طرق هذا الباب فقمت مسرعا بالذهاب إلى
إحدى اللجان الخيرية وتبرعت بجميع ما أملك وهو عشرة دنانير وكلي يقين بأن
الله عز وجل سيعوضني خيرا منها، وبت ليلتي وأنا مطمئن النفس هادىء البال،
وفي الصباح ذهبت إلى مكان عملي وأنا منشرح الصدر مرتاح، وجلست على الكرسي
أقلب بالأوراق التي على المكتب أنجز فيها بعض الأعمال المطلوبة مني، وبعد
مدة بسيطة رن جرس الهاتف فرفعت السماعة وإذ على الطرق الآخر (أمين الصندوق)
يحدثني قائلا:


- تعال يا أخي واستلم
مكافأتك.


قلت: أي مكافأة؟!

قال:
مكافأة أعمال ممتازة هيا بسرعة ولا تتأخر.


وضعت
السماعة وجلست على المقعد وأنا في فرحة عظيمة ودعوت الله عز وجل أن يكون لي
الأجر في الآخرة كما عوضني في الدنيا.


ذهبت
لأستلم المبلغ وإذا هو أكثر من مئتي دينار!!


هذا
من ثمار الصدقة والتوكل على الله تعالى وطلب ما عند الله والاستغناء عما
عند الناس، وبذل المال في سبيل الله له نتائج طيبة في الحياة الدنيا من
بركة في العمر والرزق وصلاح الذرية والحفظ من الآفات.


وفي
الآخرة الثواب الجزيل وما عند الله باق وما عندكم ينفد.


قال
الله تعالى: قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ
عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ
وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39).(1)


قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك"(2).




(1)
سورة سبأ: الآية 39.


(2) رواه أحمد
والبخاري ومسلم.
 الموضوع : الحسنات و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الحسنات و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الحسنات و آثارها   الحسنات و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:40 

لقمة بلقمة





كان لامرأة ابن، فغاب عنها غيبة طويلة، وأيست من رجوعه، فجلست
يوما تأكل، فحين كسرت اللقمة وأهوت بها إلى فيها، وقف بالباب سائل يستطعم
فامتنعت عن أكل اللقمة وحملتها مع تمام الرغيف فتصدقت بها وبقيت جائعة
يومها وليلها، فما مضت إلا أيام يسيرة حتى قدم ابنها فأخبرها بشدائد عظيمة
مرت به وقال: أعظم ما جرى عليّ أني كنت منذ أيام أسلك طريقا في فلاة إذ خرج
عليّ أسد فبض عليّ من على ظهر حمار كنت أركبه وفر الحمار هاربا ونشبت
مخالب الأسد في مرقعة كانت عليّ وثياب تحتها وجبة، فما وصل إلى بدني كبير
شيء من مخالبه إلا أني تحيرت ودهشت وذهب أكثر عقلي والأسد يحملني حتى
أدخلني كهفا وبرك عليّ ليفترسني فرأيت رجلا عظيم الخلق أبيض الوجه والثياب
وقد جاء حتى قبض على الأسد من غير سلاح وشاله وخبط به على الأرض وقال: قم
يا كلب، لقمة بلقمة، فقام الأسد يهرول، وثاب إليّ عقلي، فطلت الرجل فلم
أجده، وجلست بمكاني ساعات إلى أن رجعت إليّ قوتي ثم نظرت إلى نفسي فلم أجد
بها بأسا فمشيت حتى لحقت بالقافلة التي كنت فيها فتعجبوا لما رأوني فحدثتهم
حديثي، ولم أدر ما معنى قول الرجل: لقمة بلقمة . فنظرت المرأة فإذا هو وقت
أخرجت اللقمة من فيها فتصدقت بها(1).

إن الصدقة تطفىء غضب الرب
وتنجي بإذن الله من المهالك وترد البلايا وتبارك في العمر وربما صدقة تصدّ
بإذن الله مصائب كبيرة، فلا نستهين بأمر الصدقة ولو كانت قليلة، فاتقوا
النار ولو بشق تمرة، فهذه الأم التي انشغلت بغياب ولدها الطويل حتى يئست من
رجوعه كانت صدقتها التي تصدقت بها وهي في حاجة إليها كانت سببا لإنقاذ
ولدها من موت محقق وسببا في عودته سالما، فتصدقوا فما عند الله خير وأبقى.

قال الله تعالى: إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ
وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ
وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
خَبِيرٌ (271).(2)


قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفىء غضب
الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر".(3)






(1)
نشوار المحاضرة.

(2) سورة البقرة: الآية 271.

(3)
رواه الطبراني وحسنه الألباني.
 الموضوع : الحسنات و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الحسنات و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الحسنات و آثارها   الحسنات و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:41 

حكاية حصة
الطيبة







كانت أصغر أخواتها
الثلاثة لوالدين منّ الله عليهم بالثراء، وبرغم صغر سنها كانت "حصة" هي
الأطيب والأكثر محبة لعمل الخير تساعد المحتاج وتمد يد العون للفقير، دائمة
الابتسامة سمحة الملامح وضاءة المحيا ملتزمة بتعاليم الإسلام، وهي في سن
السابعة وكان أبوها يحبها ويقربها، فكانت تشعر بالأمان وهي بجانبه ولكنها
لم تستمتع بهذا الأمان فانتقل والدها إلى رحاب ربه، فصبرت على فراقه وزاد
ذلك من إيمانها، وزادت هي من عمل الخير والتقرب إلى الله تعالى، وبعد أربع
سنوات ودعت والدتها إلى مثواها الأخير ولم يتزعزع إيمانها بل زادتها
المصائب حبا لفعل الخير.

ما إن أكملت حصة المرحلة الثانوية حتى زفت
إلى ابن عمها، ولطيبتها اعتقدت أنها ستجد عنده حنان الأب ودفء الأم اللذين
فقدتهما مبكرا، ولكنها لم تجد لا هذا ولا أقل منه فلقد كان ابن عمها عبارة
عن ثعلب ماكر كان يهدف من وراء زواجه منها الاستيلاء على ثروتها، فمنذ
الأيام الأولى بدأ هذا الماكر يأكل ميراثها كقطعة الكيك وبدأ يتصرف
بأموالها وينفقها على نفسه فكان يتصرف دون علمها، كان يصرف ببذخ فالمال ليس
ماله، وكانت حصة بالمقابل ترعاه وتسمع كلامه وتنفذ أوامره وتسهر على
راحته، ولم تكن تهتم بأمر المال فلقد فضلت زوجها على المال، وكانت تأمل
وترجو من الله تعالى أن يهديه إلى سواء السبيل، وتصرف زوجها بكل ميراثها
ولم يبق لها سوى بناية قديمة مؤجرة منذ حياة والدها لعائلات بسيطة الحال
وبإيجار زهيد، فحاول الزوج أن يقنع زوجته حصة بطرد السكان لبيعها وأوهمها
بأنه سيحول رمال هذه العمارة إلى ذهب وسيعطيها بنايتين أخريين بدلا منها،
لكن حصة رفضت ليس طمعا في العمارة أو إيجار العمارة ولكن من أجل المستأجرين
الذين يسكنون فيها، فلم يسمح لها إيمانها ولا ضميرها بأن تشتت الأسر
الفقيرة خاصة وأنهم يسكنون فيها منذ وجود والدها، فحبا لأبيها وتقديرا له
احترمت مشاعره وهو ميت، ورفضت التصرف بهذه البناية، وحاول الزوج بكل وسيلة
أن يجعلها توافق إلا أنها رفضت وبشدة، ولما أحس الزوج أنه أمام صخرة جلمودة
عنيدة وأنه لا فائدة منها رمى في وجهها ورقة الطلاق وخرج دون رجعة غير
مأسوف عليه.

أما حصة الطيبة الصالحة فقد صبرت ورضيت بما قسمه لها
ربها وقبلت بالقليل من إيراد العمارة ولم تفكر في بيعها إو إخلائها من
سكانها بالرغم من ضيق الحال، واستمرت في أعمال الخير، فلم تقطع الرحم ولم
تسيء إلى جيرانها وكانت تساعد المسكين وتأخذ بيد المحتاج وتقف مع المظلوم
وهي لا تجد من يقف بجانبها ويواسيها لكن إيمانها بالله جعلها قوية رغم
ابتعاد الكل عنها وانشغالهم بالدنيا، وبهرجها، حتى أخواتها انشغلن بالجري
وراء المال فانشغلن بسوق المناخ فلم يجدن إلا الخسارة وذهب منهن الكثير من
المال وبقي لهن أقل القليل، وكذلك زوجها السابق ابن عمها اجتاحته موجة سوق
المناخ وأعماه الطمع وحب المال فهوى في قاع الطمع وسقط بين براثن شهوة
المال وأشهر إفلاسه وصار مطاردا من قبل الناس وقبض عليه ومنع من السفر
وانتهى.

واجتاح دولة الكويت الطوفان العراقي الظالم، وبعد شهور
قليلة منّ الله عز وجل على دولة الكويت بالتحرير من أطماع شريرة، وبعد أن
عادت حصة إلى الكويت وجدت أن سكان العمارة قد رحلوا عنها وأخلوها بإرادتهم
وخرجوا من الكويت وهم يدعون الله تعالى أن يوفق حصة هذه المرأة الطيبة التي
وقفت إلى جانبهم رغم قدرتها على رفع الإيجار أو هدم العمارة، واستجاب الله
تعالى لدعواتهم وكافأها الله عز وجل على صبرها ومساعدتها للمحتاجين. وجاء
من يشتري العمارة بعشرة أضعاف القيمة التي حاول زوجها السابق بيعها(1).

إن
عمل الخير لا يضيع ولو بعد حين فإذا كان الناس ينسون وينكرون من يعمل لهم
خيرا فإن الله عز وجل لا ينسى، ولقد ضاعف الله تعالى بمنّه وفضه الأجر لهذه
المرأة الطيبة في الدنيا الحسنة بعشرة أمثالها وكافأها على كرمها
ومعروفها، وكل يأخذ جزاءه إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

قال الله تعالى: فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا
يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (.(2)


قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا
ظله"(3).




(1) جريدة الأولى – بتصرف.

(2)
سورة الزلزلة: الآيتان 8،7.

(3) رواه مسلم
 الموضوع : الحسنات و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الحسنات و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الحسنات و آثارها   الحسنات و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:41 

إني لأرى الحور...
يقول:كنت
مناوباً في أحد الأيام,تم استدعائي الى الاسعاف فإذا بشاب في ال 16 أو ال
17 من عمره يصارع الموت ؛ الذين أتوا به يقولون إنه كان يقرأ القرآن في
المسجد ينتظر إقامة صلاة الفجر ؛فلما أقيمت الصلاة رد المصحف الى
مكانه..نهض ليقف في الصف فإذا به يخر مغشياً عليه فأتينا به الى هنا؛ تم
الكشف عليه فإذا هو مصاب بجلطه كبيره في القلب لو أصيب بها جمل لخر صريعاً؛
كنا نحاول إسعافه؛ حالته خطيره جذاً؛ أرقفت طبيب الإسعاف عنده وذهبت لأحضر
بعض الأشياء؛ عدت بعد دقائق فرأيت الشاب ممسكاً بيد طبيب الإسعاف والطبيب
واضعاً أذنه عند فم الشاب والشاب يهمس في أذن الطبيب لحظات وأطلق الشاي يد
الطبيب ثم أخذ يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله
وأخذ يكررها حتى فارقت روحه الحياة؛ أخذ طبيب الاسعاف بالبكاء تعجبنا من
بكائه انها ليست اول مره ترى فيها متوفياً أو محتضر فلم يجب وعندما هدأ
سألناه ماذا كان يقول لك الشاب وماالذي يبكيك؟ قال: لما رآك يادكتور خالد
تأمر وتنهي وتذهب وتجئ عرف أنك الدكتور المسؤول عن حالته فناداني وقال لي:
قل لطبيب القلب هذا لا يتعب نفسه فوالله إني ميت والله إني لأرى الحور
العين وأرى مكاني في الجنه الآن ثم أطلق يدي...
 الموضوع : الحسنات و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبوسيف
المدير العام

المدير العام
أبوسيف


المشاركات :
4405


تاريخ التسجيل :
28/10/2009


الجنس :
ذكر

sms :
لاتحزن


الحسنات و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الحسنات و آثارها   الحسنات و آثارها Emptyالخميس 4 أغسطس 2011 - 0:36 

بارك الله في جهودكم
وجعل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
 الموضوع : الحسنات و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  أبوسيف

 توقيع العضو/ه:أبوسيف

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

الحسنات و آثارها

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: الملتقى الشرعي العام-