الدليل الثالث وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُْولَى
الدليل الثالث
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُْولَى
قال تعالى: {يا نِسَاء
النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا
تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً
مَّعْرُوفاً {32} وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ
الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيــــــراً {33}} (سورة الأحزاب: آية 32،
33).
- التفسير:
قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله-:
هذه آداب أمر الله تعالى بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم،
ونساء
المؤمنين تبع لهن في ذلك، فقال مخاطباً نساء
النبي، صلى الله عليه وسلم، بأنهن إذا اتقين الله عز وجل كما أمرهن فإنه لا
يشبههن أحد من النساء ولا يلحقهن في الفضيلة والمنزلة.( تفسير القرآن العظيم
[3/636])
- الشبهة:
هي دعوى تخصيص الحجاب بأمهات المؤمنين، وهي باطلة لما سبق بيانه ولزيادة
توضيح ذلك نقول:
1) سياق الآية هو العموم: قال الشيخ ابن
باز، رحمه الله، ويدل الحكم
لهن ولغيرهن قوله سبحانه في هذه الآية {وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ
وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} فإن هذه الأوامر أحكام عامة لنساء النبي صلى الله
عليه وسلم وغيرهن.(رسالة في الحجاب والسفور ص13-14)
2) دليل الأولوية كما ذكرنا سابقاً.
3) العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ولم يرد
دليل على الخصوصية.
4) خطاب الواحد يعم حكمه جميع الأمة.
5) سبب اختصاص الذكر في هذه الآية إنما هو
لشرفهن ومنزلتهن من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولأنهن القدوة لنساء المؤمنين
كما ذكر ابن كثير والقرطبي وغيرهم من المفسرين.
6) من دلالات وجوب الاحتجاب في هذه الآية ما يلي:
أ- النهي عن الخضوع
بالقول:
قال الشيخ بكر أبو زيد، حفظه الله:
وهذا الوجه الناهي عن الخضوع في القول غاية في الدلالة على فرضية الحجاب على نساء
المؤمنين من باب أولى، وأن عدم الخضوع بالقول من أسباب حفظ الفرج وعدم الخضوع
بالقول لا يتم إلا بداعي الحياء والعفة والاحتشام، وهذه المعاني كامنة في الحجاب.
(حراسة الفضيلة ص36)
ب) الأمر بالقرار في
البيوت:
قال الشيخ بكر أبو زيد، حفظه الله:
هذا أمر من الله- سبحانه وتعالى- لأمهات المؤمنين ونساء المسلمين تبع لهن في هذا
التشريع- بلزوم البيوت والسكون والاطمئنان والقرار فيها؛ لأنه مقر وظيفتها الحياتية
والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة أو حاجة. (حراسة الفضيلة
ص37)
وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه:
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان،
وأقرب ما تكون من رحمة ربها وهي في مقر بيتها) رواه الترمذي وابن حبان.
وقال الدكتور السيد محمد علي النمر: ولأمر
ما أضاف الله البيت إلى المرأة لكثرة ملازمتها له, حيث يقول سبحانه: ( وقرن في بيوتكن) فالبيوت للأزواج,
ولكنها أضيفت إلى المرأة لما تقوم به من دور عظيم فيه.(إعداد المرأة المسلمة ص
94-95)
ج) النهي عن تبرج
الجاهلية الأولى:
قال الإمام أبو حيان، رحمه الله في البحر المحيط [7/240]: "كان دأب
الجاهلية أن تخرج الحرة والأمة مكشوفتي الوجه في درع وخمار. وقال أيضاً: الذي
كان يبدو منهن في الجاهلية هو الوجه، ونقل أبو حيان أيضاً عن الليث أنه قال: تبرجت
المرأة: أبدت محاسنها من وجهها وجسدها. ونقل عن مقاتل في تفسير التبرج:
تلفّ الخمار على وجهها ولا
تشده. ونقل الحافظ في "فتح الباري" عن الفراء قوله: كانوا في الجاهلية تسدل المرأة
خمارها من ورائها وتكشف ما قدامها، فأمرهن بالاستتار.
- شهادة لله لأهل نابلس:
قال القاضي أبو بكر ابن العربي، رحمه الله، معلقاً على هذه الآية: وقد دخلت
نيفاً على ألف قرية من برية، فما رأيت أصون عيالاً، ولا أعف نساءً من نساء نابلس
التي رُمي فيها الخليل، عليه السلام، فإني أقمت
فيها شهراً، فما رأيت امرأة في طريق نهاراً إلا يوم الجمعة، فإنهن يخرجن إليها حتى
يمتلئ المسجد منهن، فإذا قضيت الصلاة وانقلبن إلى منازلهن لم تقع عيني على واحدة
منهن إلى يوم الجمعة الأخرى، وسائر القرى تُرى نساؤها متبرجات بزينة وعطلة، متفرقات
في كل فتنة وعضلة، وقد رأيت بالمسجد الأقصى عفائف ما خرجن من معتكفهن حتى استشهدن
فيه.(أحكام القرآن [3/359-360])
يا
أختُ سابغة البراقعِ قَري فديتُكِ حيثُ
لا
ودعي الجنوحَ إلى السُفو
النمرُ لو لزمَ الشرى
والطيرُ تأخذها شِباكُ في
الأباطحِ والوعورْ
تُؤذيكِ لافحةُ الهجيرْ رِ وخففي ألمَ العشيرْ
من كان
يطمعُ في النمورْ الصيدِ في تركِ الوكورْ
الموضوع : الدليل الثالث وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُْو المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: ابراهيم كمال توقيع العضو/ه:ابراهيم كمال |
|