وقف الأوقاف لتلاوة القرآن، والنوافل، والذكر، وتثويبه للميت
قال الألباني: «من البدع وقف الأوقاف سيّما النقود لتلاوة القرآن العظيم،
أو لأن يصلي نوافل، أو لأن يهلل، أو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم،
ويهدي ثوابه لروح الواقف أو لروح من زاره» (أحكام الجنائز 321) بتصرف.
استئجار من يقرأ القرآن للأموات
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «استئجار الناس ليقرءوا -أي القرآن- ويهدوه إلى
الميت، ليس بمشروع، ولا استحبه أحد من العلماء، وكذلك الاستئجار لنفس
القراءة والإهداء فلا يصح ذلك أيضا. ولكن إذا تصدق عن الميت على من يقرأ
القرآن، أو غيرهم، ينفعه ذلك باتفاق المسلمين، كذلك من قرأ القرآن محتسباً،
وأهداه إلى الميت نفعه ذلك، فإنما يصل إلى الميت ثواب العمل، لا نفس
العمل» (مجموع الفتاوى 24/300 ـ 316) بتصرف واختصار.
الختمة على هيئة الاجتماع وتثويبها
قال الشيخ ابن عثيمين: «اجتماع الناس في البيوت للقراءة على روح الميت لا
أصل له، وما كان السلف الصالح -رضي الله عنهم- يفعلونه.. والاجتماع عند أهل
الميت وقراءة القرآن ووضع الطعام وما شابه ذلك فكلها من البدع» (فتاوى
إسلامية 2/54) باختصار.
رفع القبور وتجصيصها
وغيرها من الأمور
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: «لا تدع قبراً مشرفاً
إلا سويته، ولا تمثالاً إلا طمسته» (رواه مسلم).
وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجصص
القبور وأن يكتب عليها، وأن يبنى عليها، وأن توطأ» (رواه مسلم).
قال الإمام ابن القيم: «ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تعلية القبور،
ولا بناؤها بآجر، ولا بحجر ولبن ولا تشييدها، ولا تطيينها، ولا بناء القباب
عليها، فكل هذا بدعة مكروهة مخالفة لهديه صلى الله عليه وسلم، وسنته تسوية
هذه القبور المشرفة كلها» (زاد المعاد 1/524).
فائدة :
قال الشيخ السعدي رحمه الله : «المراد بالكتابة ما كانوا يفعلونه في
الجاهلية من كتابات المدح والثناء، لأن هذه هي التي يكون بها المحظور أما
التي بقدر الإعلام، فإنها لا تكره» (الشرح الممتع 460/5) .
الذكرى الأربعينية أو التأبين.
الأصل فيها أنها عادة فرعونية كانت لدى الفراعنة قبل الإسلام ثم انتشرت
عنهم وسرت في غيرهم، وهي بدعة منكرة لا أصل لها في الإسلام، ولم يثبت عن
النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم ولا عن السلف الصالح
إقامة حفل للميت مطلقاً، لا عند وفاته ولا بعد أسبوع، أو أربعين يوماً، أو
سنة من وفاته، بل ذلك بدعة وعادة قبيحة كانت عند قدماء المصريين وغيرهم
(فتاوى إسلامية 2/56، وأحكام الجنائز للألباني 323).
تخصيص زيارة المقابر يوم وليلة العيد.
قال الشيخ ابن عثيمين: «الخروج إلى المقابر في ليلة العيد، ولو لزيارتها
بدعة فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد عنه أنه كان يخصص ليلة العيد،
ولا يوم العيد لزيارة المقبرة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في
النار» (رواه النسائي بإسناد صحيح) فعلى المرء أن يتحرى في عباداته، وكل ما
يفعله مما يتقرب به إلى الله عز وجل». (فتاوى إسلامية ـ 2/57 ـ والدرر
السنية 5/160).
**
اعلم أن الدقيقة التي تمر من حياتك؛ يتمنى مثلها ملايين
الموتى؛ ليستثمروها في طاعة الله، ليحدثوا لله فيها توبة، ليذكروا الله
فيها ولو مرة..
أما كيف نخفف من لوعات الموتى؟ فبالدعاء والاستغفار لهم، والصدقة عنهم،
فتلك أفضل هدية يتمنون وصولها منا .
فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن
الرجل لترفع درجته في الجنة، فيقول: أنىَّ لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك
لك).
فأخلص الدعاء لهؤلاء الأموات فلعل الله أن يقيض لك من يخلص لك الدعاء ..
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، أن يوفقنا للاستعداد ليوم
الرحيل، ولا يجعلنا في قبورنا من النادمين..اللهم ارحمنا وأستجب دعائنا
وحقق رجاؤنا وتوفنا وأنت راض عنا غير غضبان ...نسألك اللهم حسن الخاتمة
وأحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يارب يارب يارب يارب آمين
....لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين...اللهم اجعلني والقارئ
ممن قلت فيهم ( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا ).. وصلي الله علي
سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم.
سلسلة العلامتين ابن باز والألباني للنصائح والتوجيهات .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع : ما ينفع المسلم بعد وفاته وما يضيره المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya