حقُّ
الزوجة في النفقة:
أولا: المهر:
المهر
حق مالي أوجبه الشارع على الزوج لزوجته بسبب العقد عليها أو الدخول بها
وهو حكم من أحكام الزواج مترتب على العقد وليس شرطا في صحته كما أنه هدية
لازمة وعطية مقررة إظهارا لشرف عقد الزواج يقول تعالى: "وآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإن
طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا "
النساء 4
هل المهر أجر
المتعة ؟
قدر البعض أن مهر أجر مقابل
تسليم المرأة نفسها للرجل و لكن هناك معان أخرى وردت للمهر في القران
الكريم كالآية السابق ذكرها "وآتُوا النِّسَاءَ
صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً "والنحلة أي العطية أو الهبة دون مقابل
وتسمى بالفريضة "لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إن
طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ
فَرِيضَةً " (البقرة:236)
و
يقول تعالى "أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم
مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ " ففرق بين
الرضا فى حالة السفاح باجر الزنى والرضي في حالة الإحصان بالابتغاء بالمال
الذي هو المهر المفروض نحلة وعطية.
أي أن
في المهر حقوق ثلاث حق الله و هو الاستجابة للفريضة
ولا يملك أحد اسقاطه وحق المرأة و هو بيان
قدرتها و الصدق في نكاحها وحق ولايتها لبيان
الإحصان ومهر المثل
إذن لم يشرع المهر
بدلا للثمن والاجرة وما كان الواجب تقديم تسميته (تقديره) وليس ثمن المتعة
فالمرأة تتمتع كما يتمتع الرجل[7]
أي
أن المتعة حق مشترك فضلاً عن أنه إذا كان المهر حقاً في مقابل استمتاع
الرجل بالمرأة ، فلم لا يسقط بموت الزوج قبل الدخول وتسميته في العقد؟ وكيف
يجب نصفه بتطليقه قبل الدخول ولم يتحقق شئء من استمتاع الرجل حينئذ سؤال
آخر لماذا يدفع الرجل المهر ولا تدفعه المرأة ؟
إن
نظام الدولة الذي جعل المرأة هي التي تدفع المهر للرجل نظام باطل من وجوه :
1- أن الرجل هو الذي الذي يعمل فيكسب والمرأة تقوم
على مصالح البيت ومن ثم فإن العدالة تقتضي البذل على صاحب الكسب ، والمرأة
التي تنتقل من كنف أبويها إلى بيت زوجها تحتاج إلى مال لتستقل بحياتها
الجديدة والمهر من جانب الرجل يشعرها بعزتها فهي لا تنال إلا بالبذل
والعطاء حتى وإن كانت غنية فينبغي أن يعرب لها عن رغبته فيها .
2-من
أجل استقرار الأسرة ومنعاً لتفكيك عرى الزوجية لأتفه الأسباب فمنطق الواقع
يؤكد أن ما سهل مناله هان على الناس والعكس ومن ثم إذا تزوج الرجل المرأة
دون أن يبذل لها المهر لهان عليه طلاقها لأتفه الأسباب .
أن
المهر ينبيء عن نية الرجل واستعداده لتحمل تكاليف الحياة ورسالة للمرأة
بأن تطمئن وتدع الخوف من مستقبل حياتها الجديدة جانباً لأنه سيقوم من جانبه
بالإنفاق عليها .
اللهم زِدنا
ولاتنقُصنا ..وأكْرِمنا ولا تُهِنّا.. وآثِرنا ولا تُؤْثِر
علينا..وأعِزَّنا ولا تَذِّلنا..وكُنْ معنا ولاتكُنْ علينا..وأرضَ عنّا
وأرْضِنــا يا أرحـم الرّاحمين..وصلَّى الله وسَلَّمَ وبارك على سيِّد
الأولِّين والآخِرين سيِّدنا مُحَمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
*******************
[1] سالم
البهنساوى:قوانين الأسرة من عجز النساء و ضعف العلماء ، ط1، دار العلم،
الكويت 1404هـ، ص42
[2] د.محمد عمارة، التحرير
الإسلامي للمرأة الرد على شبهات الغلاة، دار الشروق2002، ص68
[3]
فيض القدير لإبن همام،(4217)
[4] التاج
والإكليل شرح مختصر خليل (4/208)
[5] فتح
الباري(9/105)
[6] الاشتباه والنظائر للسيوطي
(413)
[7] كريمان حمزة مجلة
الأمة,جمادى الاخر1401ص48
الموضوع : المساواة التّامة بين الرجل والمرأة في الإسلام المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya