El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: نجود.. يا نجمة أفلت قد زدتني إيمانا الجمعة 1 أكتوبر 2010 - 20:58 | |
| نجود.. يا نجمة أفلت قد زدتني إيمانا
اتصل بي الأخ العزيز حمد بودي وسألني عن مسائل تخص ابنة عمه وابنة خالته في الوقت ذاته، وذكر أن حالتها الصحية حرجة جدا وهي حاليا في فرنسا تتلقى العلاج وستعود إلى الكويت قريبا بعد أن يئسوا من شفائها، فطلبت منه أن يبلغني إذا وصلت إلى الكويت، وفعلا بعد أيام اتصل بي الأخ حمد وأخبرني بأن نجود حاليا ترقد في المستشفى الأميري، فرتبت معه موعدا لزيارتها وذلك بطلب من أخيها عبدالرزاق وابن عمها حمد، وكنت حريصا على رؤيتها خاصة بعد ما سمعته من أحوال طيبة لها ذكرها حمد. زرتها، وكانت المفاجأة حين زرتها، إذ وجدت عددا كبيرا جدا جاءوا لزيارتها، فقلت في نفسي: أكل هؤلاء يحبون نجود؟! ووقع ذلك في نفسي موقعا، وبعد دقائق معدودة أُذن لي بالدخول، واستقبلني أخوها عبدالرزاق، فدخلت وسلمت فردت بقولها: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، كأني أسمعها الآن، ثم بادرتني بالسؤال عن حالي وكأني أنا المزور، وكنت أرى أخويها عبدالرزاق وعبدالله يعاملانها كالأم الرؤوم، وهي تعاملهما كذلك مع أنها لا تكبرهما إلا بخمس أو ست سنوات، زرتها كثيرا ولا أرى إلا هذه العلاقة، أم مع أولادها، وأولاد مع أمهم. ولن أبخس حق أمها أم بدر ـ حفظها الله ـ فلا أذكر أني زرت نجود من ليل أو نهار أو ظهيرة إلا وأجد أمها عندها ترعاها وتقرأ عندها القرآن، وتدعو الله لها بالشفاء، عدا زيارتين تقريبا لم أجدها عندها، ووجدت عبدالرزاق وعبدالله مع بقية الزائرين. في زيارتي الأولى لنجود دعوت لها وقرأت عليها شيئا من القرآن ثم انصرفت وخرجت، وشعرت حينها بأنني أريد أن أعود لأني شعرت بشيء خالج نفسي لا أدري ما هو لكنه أسعدني، وما إن ركبت سيارتي حتى قلت في نفسي لقد زرت كثيرا من المرضى.. فلماذا نجود تختلف؟! ابنت الدهر عندي كل بنت فكيف وصلت أنت من الزحام شعور غريب كنت أجده فقط عند أخي، أبي مساعد حمد العميري رحمه الله، عندما كنت أزوره، وقد ذكرتني به نجود، كنت أسعد بزيارته بل أترقبها وكانت زيارتي له كل يوم ـ رحمه الله تعالى وأكرم مثوبته. لماذا نجود هي التي تغيرت نحوها مشاعري؟! لا أدري وليتني أدري، على كل حال كنت بعد ذلك أزور نجود كل يومين تقريبا أو ثلاثة إلا إذا كنت مسافرا، وفي كل مرة أجد جمعا من الناس عندها، فقلت لها يوما: هل تدرين لماذا يزورك كل هؤلاء، ويبقون عندك مدة طويلة؟ قالت: لا أدري. قلت لها: ولكني أدري، والذي أظنه أن الله رزقهم حبك. فهنيئا لك. وأرجو ألا يشطح بكم الفكر بعيدا، فلم يكن شعوري نحوها حبا ولا إعجابا، بل إني ما رأيت وجه نجود قط حتى عند زيارتي لها، ولكنه أمر آخر قد لا أستطيع أن أعبر عنه بوضوح ولكنني أستطيع أن أقول كلما زرتها شعرت بزيادة الإيمان في قلبي، وراحة قلما أشعر بها، نعم نجود زيارتك زادتني إيمانا، هذه هي الحقيقة التي كنت أخفيها عن الكثيرين، والآن أبوح بها، كنت دائما حين أزورها أجدها مطمئنة هادئة راضية بقضاء الله وقدره، لا يفتر لسانها أبدا عن ذكر الله حتى حين كانت تتألم، وكان ألمها شديدا، فكان ذكر الله لا يفارق لسانها. حدثتني يوما عن رحلة علاجها، وكانت تتحدث بطلاقة وسلاسة، وكأنها تتحدث عن امرأة أخرى، مع أنهم في فرنسا أخبروها بأنهم يتوقعون وفاتها خلال أيام، نعم كانت مطمئنة، وتحدثت معي لأكثر من ساعة ونصف الساعة تقريبا، وكنت أقول لها (وهو ظني) إنها ستشفى بإذن الله وأن الأمر عند الله يسير وهو كن فيكون، وكنت أدعو لها بظهر الغيب، وأقول: اللهم أحيها ما كانت الحياة خيرا لها، وتوفها إن كانت الوفاة خيرا لها. كنت أزورها لأدعو الله لها واذكرها بسعة رحمة الله، ولكن أجدني أنا الذي أخرج بالفائدة. نعم قد لا أجد وقتا كثيرا لكثير من الأعمال والأصدقاء والأهل، ولكني كنت أجد الوقت لنجود، بل أصنع الوقت لا لنجود فقط بل لنفسي، كنت أزورها نهارا أو في الظهيرة أو في المساء، تقودني قدماي إلى غرفتها في المستشفى الأميري بل ـ والله ـ كنت في المستشفى قبل أيام وبعد وفاتها ـ رحمها الله ـ لزيارة عمتي هناك ففكرت أن أزور غرفتها ذلك المكان الذي كنت أرتاده ليزداد إيماني، وقد وافقتني على ذلك زوجتي أم محمد ـ حفظها الله ـ لما زارتها يوما معي، وعندما خرجنا قالت لي أم محمد: وجه نجود منير مشرق. فقلت الحمد لله إذن لست وحدي. فيا أم محمد زرتها مرة واحدة وهذا قولك، فما تقولين فيمن زارها عشرات المرات؟ رحمك الله يا نجود. ومما يؤكد ذلك ما ذكره لي أخوها عبدالرزاق بودي ـ حفظه الله ـ أنه بعد وفاة نجود وتغسيلها رفعت سبابتها إلى السماء تشهد لله بالوحدانية، قال عبدالرزاق فأنزلناه فارتفع مرة ثانية، وتكرر ذلك أربع مرات. فلا تلوموني في نجود. أنا أعلم أن المجال لا يتسع لأكثر الكلام عن نجود ـ رحمها الله ـ ولكن الذي أحزنني أن خبر وفاتها جاءني وأنا خارج البلاد كالصاعقة، حيث اتصل بي حمد بودي ـ حفظه الله ـ وجاءتني مجموعة من الرسائل تخبرني بوفاتها، ومع أن الجميع كانوا يتوقعون وفاتها بين الحين والآخر، إلا أنا فكنت مخالفا لهم. وبمجرد رجوعي إلى البلاد أقلتني قدماي إلى المقبرة أبحث عن ضالتي بعد ساعة فقط من وصولي إلى الكويت، وبحثت عن قبرها ولكني لم أعثر عليه حتى اتصلت بحمد الذي بين لي مكان قبرها. فوقفت عند القبر وحدي وكبرت أربعا أصلي على نجود، وبعد صلاتي ودعائي لها مر علي سريعا شريط زياراتي وحديثي معها وحديثها معي، وتذكرت وقتها موعدة وعدتني إياها نجود، وهي أن تصنع لي عصيرا بيدها بعد خروجها من المستشفى، فتبسمت هناك وقلت: متى ستصنع لي العصير؟! ولعلي أشربه من يدها في الجنة إن جمعنا الله بها. اللهم آمين، نعم لقد فقدتُ نجود، فقدتُ نبعا صافيا كان يزيد إيماني كلما رشفت منه رشفة.. فكيف إذا رويت وليتني رويت. من لي بمثل نجود، ومن سيكون بعدها النهر الذي نتزود منه إذا عطشنا وضعف إيماننا. فرحمك الله يا نجود وغفر لك وجعلك في عليين. آمين... آمين... آمين.
بقلم فضيلة الشيخ //
عثمان بن محمَّد الخميس حفظه اللهالمشرف العام على شبكة المنهج الموضوع : نجود.. يا نجمة أفلت قد زدتني إيمانا المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
عطرالياسمينعضـــو نشــط
تاريخ التسجيل : 28/09/2010
| |