الاتصالات الهاتفية جعلت باب الدعوة سهلا ميسرا..
وطرق الدعوة تختلف باختلاف طبائع الأشخاص ونوع المعصية..
فربما يستنفذ الشخص جميع الوسائل ولا تجدي أي وسيلة..
وربما ينفع الله بأول وسيلة..!!
ومن تلك الوسائل التي يسرها الله لنا في هذا العصر..
الهــاتف..
وهو وسيلة دعوية سهلة..
فيها صلة الأرحام والسؤال عن الحال..
وبث نصيحة وإنكار منكر وإعلام بحديث..
وحفظ ومراجعة للقرآن..
وبالهاتف يستفتى العلماء.. ويسأل طلبة العلم..
وكثير من الاتصالات التي يداوم عليها صاحبها تزرع في نفس المتصل عليه المحبة لهذا الشخص..
بشرط أن يبتعد عن كثرة الأسئلة وفضول الكلام..
بل يكتفي بالسؤال العابر وإظهار المحبة الصادقة..
ومع تكرار تلك الاتصالات حتى على فترات متقطعة يستطيع الداعي أن يدعو بسهولة وتدرج..
والهاتف من أسهل أمور الدعوة بالنسبة للمرأة التي لا تستطيع ان تصل رحمها متى ما أرادت..
وتدعو أحبتها وقريباتها من خلال الهاتف..
ولها في الاتصالات قربة وسلوى..
ولا تغني الاتصالات عن المشاهدة والسؤال عن الحال مباشرة..
ولكنها تؤدي غرضها إلى أجل الزيارة..
فإذا وقعت الزيارة..كانت الدعوة أكثر قبولا..
وأوضح محبة للزائرة التي تتفقدها بين حين وآخر..
وللهاتف مجال رحب وواسع في باب النصح خاصة لأصحاب السمت الطيب والحياء الفطري..
فبالإمكان الاتصال على المدعو ـ ذكرا كان أو أنثى ـ فيسلم عليه ويمدح بما هو أهله ثم يذكر الأمر..
وإن كان في ذلك حرج وصعوبة..فبالإمكان شرح الأمر لأحد أصحاب الرفق واللين ممن منحه الله طلاقة في الحديث..وحسنا في اختيار العبارات..
فيحدثه الداعي بأن هنا كذا وكذا ولا يخبره إلا بالاسم الأول لعدم الحاجة إلى الاسم الكامل..
ويدعه يتصل بالمدعو في وقت مناسب ويختصر في الحديث ولا يجادل ولا يعارض..
بل هو حامل رسالة يبلغها..
وكثير من تلك الاتصالات.. خاصة بالنسائية نفع الله بها.. لأنها خالصة لوجهه الكريم
ويخاطب فيها أصحاب الحياء والفطر الطيبة..
وما كان لله فهو يبقى..
من كتاب: كلنا دعاة
للشيخ عبد الملك القاسم
الموضوع : أيسر الوسائل الدعوية المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: ايمان-ma