بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير
أحبتي في الله ,,, حقيقة أكيدة , أنه إذا ما لعب الطالب أثناء العام الدراسي فإنه لا يلام بقدر لومه عند اللعب وقت الاختبار , والأمة الإسلامية الآن تمر باختبار مرير , فلا وقت للعب , ولا وقت لراحة , فالمسئولية عظيمة وإن تباطئنا أو أهملنا فالجرم أكبر .
هذه حقيقة تتأكد يوماً بعد يوم , وتتفاقم الأزمة مع الإهمال , ولكن لابد ألا ينسينا هذا أن الليث فقط مريض وأن ما به مجرد ضعف و هذا لا يخرجه من كونه ليثاً هصوراً , وقد حباه الله بأسباب النصر الكامنة بداخله والتي تحتاج فقط لمن يذكره بها ويعليها في قلبه وينهض به من خلالها , ويوم نهوضه والله سيندم كل ذئب خائن , ويحتار كل ثعلب ماكر أيما حيرة , وهذا اليوم آت لا محالة إن شاء الله تعالى.
ولكن لكي نحقق النجاح ولكي نعالج المريض , ولكي يثأر الليث ويزد عن عرينه , لابد من تحديد حقيقي لمرض الأسد الهصور , فأمة الإسلام أسد قوي منيع وإن اعتراها مرض فأنه مؤقت وفيما يلي محاولة لاكتشاف مكمن المرض مع وضع تصور للعلاج عسى أن ينفع الله به وكذا تحديد لدور كل منا.
لقد اختلفت النظرات في تحديد المرض , ومن أين دب الضعف , ولماذا , هل المرض في جور الحكام وظلمهم بأنواعه , أم بتسلط الأمم الكافرة وإدالتها على بيضة المسلمين , أم بتفرق المسلمين أنفسهم ,أم ببعد المسلمين عن أصل دينهم حتى أصبحت دولاً كاملة تقوم على العلمانية وتفتخر بها وتحارب الإسلام وأهله بدعوى رميهم بالتطرف والإرهاب والركون إلى العصور الماضية والزمن القديم .
في الحقيقة هذه بعض ما قد ينتج عن المرض الحقيقي , فحقيقة المرض كامنة داخل الأمة نفسها , فالكسل والتباطؤ عن تغيير النفس والركون إلى الدنيا وإلى تقليد الآخر ولو كان كافراً , والأخذ بما عنده من صواب وخطأ بدعوى اللحوق بركب التقدم , وكذا الغرق في المعاصي بأنواعها بداية من الشرك الذي ينتشر حول الأضرحة وحول تحكيم القوانين الوضعية وانتهاج المبادئ العلمانية , والإعراض عن دين الله , والغط في مظاهر الفساد والمعاصي من ربا وزنا وتعري وخنا وغناء وطرب , وتضخيم لأهل المعاصي والفجور , وتحقير لأهل الحق والقبول .
كل هذه مظاهر لأصل الداء , فالداء الحقيقي في الأمة هو مخالفة الأمة لأمر ربها {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }
وكل ما أصاب الأمة هو من عند نفسها , قال تعالى { أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أني هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير }
وأما كل ما يظهر من ظلم وقهر من الأعداء والحكام فهذا بسبب ظلم الناس أنفسهم أيضاً , فالحاكم الظالم يتولى على الرعية بظلمها نفسها قال تعالى { وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون }
أما إدالة الأمم الكافرة علينا فإن الله تعالى يصرف عنا كيدهم إذا ما حققنا الصبر والتقوى , أما وقد تخلف الصبر وضاعت التقوى بفشو الكفر والمعاصي فيأتي الضرر قال تعالى { وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً }
وأما من انتهج العلمانية وغيرها من مناهج تناهض الإسلام , فهذا علينا أن نعرف أنه من أشد الأعداء علينا لأنه من جلدتنا ويتحدث بألسنتنا , ويغرز خنجره المسموم في سويداء قلب الأمة , وقد انتشر هذا الصنف من المنافقين , مع الانفتاح المعلوماتي والفضائي المفزع , الذي دخل على الناس بالغث مع الثمين , وإن كان الغث كثيراً كثيراً والثمين نادر غير موفور , فالله المستعان.
ومع تخلل المرض في جسد الأمة , يأتي مظهر فتاك هو اختلاف أهل الحق فيها حول مناحي العلاج وتفرق كلمتهم, ولكن هل مجرد تجمعهم هو العلاج أم أن الأمر اكبر من ذلك , لنا هنا وقفتان :
الأولى : أن الكثرة لا تغن شيئاً بذاتها حتى مع وجود أسباب النصر قال تعالى في حق خير القرون { ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً }
ثانياً : أن الاختلاف شر , والتنازع حول الفروع شيء في غاية السوء في وقت ينتظر فيه العدو أن يلتهم الجميع ولكن ليعمل كل منا جاهداً للوصول إلى الحق وإيصاله للناس وحتماً إن شاء الله سنلتقي – وبالطبع لن يكون اللقاء إلا بين أصحاب الاعتقاد السليم الخالي من دغل الشرك والإلحاد والبدعة وهؤلاء كثر والحمد لله وإن اختلفت مسمياتهم- .
إذن فما هو العلاج ؟
العلاج الناجع أحبابي في الله هو العود بالناس لدينهم عوداً حميداً , وان يأخذ كل منا بيد من حوله ,ابدأ بنفسك ثم اصلح دارك ثم انفذ بالحق إلى ما حولك من دور الأقرب فالأقرب, وهذا التصحيح فرض عليك وليس فضل منك , ففرض أن تتعلم دينك وكذا فرض أن توصله إلى الناس وإن تكاسلت فلا تلومن إلا نفسك , هذا هو الطريق واضح جلي فإن صلحت الدور لابد من أن يخرج الأمل المنظور ليحكم الناس بالإسلام ويحقق الله به الآمال والأحلام وإن كان الأمر يحتاج إلى صبر.
فاعلم أن الأعداء صبروا وصبروا حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه فهم لم يستلموا أكتافنا فجأة ولكن الغرب خطط بطريقة Slow but sure
يعني بطيء ولكن أكيد المفعول , فلا تستعجل النصر , فإنه آت لا محالة , وكن على يقين بأن النصر من عند الله تعالى وأنه لا محالة ناصر من ينصره , وإن أخذت أنت بأسباب النصر فسينصرك الله ويعلي بك دينه ولو تخاذل الجميع فالقضية أن تنتصر أنت لدينك ولو انهزم الجميع , فانت مسئول أمام الله تعالى عن فعلك أنت وعن جهادك أنت فليس من الحجة أن تقل لله يوم تلقاه يارب لقد تخاذلت لأن الناس تخاذلوا قال تعالى { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }قم وأسرع ولا تتكاسل فلا لعب وقت الاختبار .
الموضوع : اللعب في الممنوع المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya