الرؤى الصالحة تعتبر من المبشرات وهي جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وورد أكثر من هذا العدد وليس هنا مكان توفيق هذه الاقوال.
وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم " رؤيا الرجل الصالح يراها أو ترى له جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة "
وجاء ايضا " ذهبت النبوة وبقيت المبشرات "
وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية "لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " قال الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له.
وقد تكون الرؤى في أوقات الشدة والفتن والبلاء أصدق وذلك لتسديد عباده المؤمنين وتثبيتهم على الحق وقد يرى المسلم الرؤيا ثم تاتي كما هي وخاصة لمن كان من أصحاب الصدق وبعيدا عن الكذب وربما تأتي مقاربة لما في اليقظة وربما تحتاج إلى تأويل.
وقد تأتي بشارة وإنذار.
وربما يرى الإنسان الشيء فيعود تأويله إلى شقيقه أو سميه أو قريبه أو أحد أصدقاءه أو أو شبهه في علم أو حرفة , ويشترك الناس في الرؤى بوجوه من مثل هذه ولا تنقل الرؤيا أبدا بمعناها عمن رئيت له إلا أن لا تليق به كتفسير ولا يمكن أن ينال مثله موجب لها ولا أن ينزل به مستحق وقد يكون المشاهد فيها أحق بها منه بدليل يرى عليه وشاهد في اليقظة والنظر يزيد عليه كدلالة المرض مثلا لا تنقل عن صاحبها إلا أن يكون بينة فالمرض ربما كان هو نفسه المرض وربما كان مرض القلب والذنب والمشاهد في الرؤيا مريضا أو صاحب بدعة أو مرتكب للمعاصي أو ظالم فيكون الرائي لمرضه أولى منه لقربه من حال صاحب الرؤيا.
فلذلك يحتاج المعبر أن يكون كما ذكروا أهل العلم فطنا نقيا تقيا أديبا عالما باللغة وأمثال قومه ومقالاتهم المشهورة عارفا بحالات الناس وشمائلهم وأقدارهم وهيئاتهم ويراعي ماذكر آنفا.
والباب واسع للعروج على معاني الرؤى وكيفية تفسيرها وعندنا متخصص نحسبه على خير الشيخ شهاب وفقه الله.
نعود للرؤيا لأبي يزيد فهي لاتخص أحدا من الناس ولكن تخصه هو وكأنها ترشده أن يتمسك بالأذكار التي ذكرها وغيرها فهي السبب الحقيقي في الشفاء وهذه هي الحقيقة للأسف التي غابت عن البعض.
وقد رأى أنه يقرأ شيئا لايفهمه وهذا دليل الزيادة والنقصان والتوسع الزائد المخالف أو الغير مفيد له والله أعلم.
والعلاج عبارة عن مجموعة واجبات لابد من إستيفائها جميعا وقد يرى المبتلى مايرشده على ماينقصه من هذه الواجبات.
ورؤيا بعض المرضى لحيوانات وتتكرر رؤيتها فهم الجن الذين يسكنون البدن وقد يحدث خلط فليس كل قط في المنام هو جن وشيطان وقد يكون هذا القط معناه مأخوذا من قوله تعالى {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ} (16) سورة ص
وكذلك القرد قد يكون الجان وقد يكون معناه غير ذلك كرجل يهودي مثلا مسلوب النعمة وقد يدل على العدو صاحب المكر مثل اليهود.
وقد يكون الجان على شكل فأرا وليس بضرورة أن يكون وقد يفسر إذا كان واحدا بالرزق وإذا كانو أكثر من إثنين أبيض وأسود فقد يدل على الليل والنهار وقد يفسر بإمرأة فاسقة ويكون بقرائن لصرف تأويله.
وقد يكون على شكل كلب وليس كل كلب جان في المنام ولكن قد يعبر برجل سفيه في كلامه وحاقد وقد يعبر بالوفاء وكل هذا بقرائن.
وقد يكون الجان على شكل حية وثعبان
وقد يكون الجان على شكل نسر أو طائر.
وقد يكون أحد الحيوانات المعروفة التي يتشكل الجن بها.
وقد تكون رؤيتهم من الله وكشف لسترهم ويأتي معها من الإرشاد للمريض بشيء ينفعه أكثر من غيره.
وهذه الرؤى لاتقتصر على المريض فقد يراها الراقي أيضا ويرى نفس الحيوان أو الطائر أو الزواحف أو السمك وقد يرى مايدل على حالة المريض الذي يأتيه قبل أن يراه ربما بشهور وربما بأيام.
والحاصل أن الرؤيا الصالحة هي مبشرات ولايلزم منها حكم شرعي وفيها إستئناس ولاينبغي التعلق بها لمنع كيد الشيطان وإستغلاله هذا الجانب.
وقد يفعل المبتلى مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما سحر فقد طلب من الله أن يدله فجاءه الجواب.
وقد ذكرت الأخت المحبة للخير بارك الله فيها كلاما جميلا.
وهنا نقطة ينبغي علينا أن نفهمها أن العلاج ليس فيه أسرارا بل هي خبرة وقبلها تتبع مقاصد الشريعة بشكل عام والرقية بشكل خاص لأن فيها معاني ليس الكل قادرا على سبرها ومعرفتها بالطرق المتبعة عند أهل العلم.
ولأن البلاء قد يصيب الجميع المتعلم وغيره والقارئ والأمي فيحدث الخطأ.
فمثلا تجد الراقي يستنكر على غيره لقلة خبرته غالبا.
وقد تجد طالب علم ليس لديه علم بالرقى ولكن يستطيع أن يحررها ويدل عليها ولكن يفوت عليه المعاملة السيئة التى تسلكها الشياطين مع المرضى ويصعب عليه أحيانا التوفيق بين مايستجد من أذى وطريقة دفعه وتراه يقتصر على القراءة ولايزيد.
وعلم الرقية ليس سهلا كما يظن البعض فهو علم غزير يحتاج الراقي إلى تعلمه وهذا واجب عليه ويتعلم على يد أحد من الرقاة الجيدين ولايعتمد على نفسه مثلا أن يكون مريضا في السابق ويظن أن الحالات كلها مثل حالته ويقيس عليها ويخطئ غيره.
وأفضل الرقاة من جمع لكل باب عدته فيكون حافظا لله في نفسه صاحب ورع وتقوى ويقين بالله ويتعلم الخبرة الكافية في كيفية معاملة الجن ودفع أذاهم ويتعلم الدواء الحسي المجرب الذي يعين المريض ويبتعد عن الغرائب من الرقى والبحث عن الغريب لأن هذا باب تدخل منه الشياطين وتستجيب لصاحب هذه الأفكار وصرف الناس إليه ثم يعيش الجميع في دوامة لايفيق أحد منهم إلا إذا أراد الله له خيرا.
والكثير من أساليب العلاج ليس لها أدلة خاصة ولكنها تندرج تحت العموم من نصوص الكتاب والسنة وبعض المبالغات قد تخرج صاحبها عن الطريق بدون أن يشعر.
وبعض أساليب العلاج فيها مخالفة وينبغي تجنبها.
وقد تجد من يعالج ويستفيد الناس منه بسبب خبرته ولكنه قليل العلم ويجب عليه أن يتعلم هذا الباب لوجوبه في حقه مثل المصلي والصائم والحاج والمزكي يتعلم مايجب عليه والمؤذن يتعلم دخول الوقت وخروجه وإمام المسجد يكون متعلما قارئا مجودا وصاحب علم في فقه الصلاة وهكذا.
وقد تجد من يعالج وهو طالب علم ولايستفيد الناس منه لقلة خبرته والكل ضامن ويأثم كل من أرشد بغير علم.
ولاننسى أن عالم الجن غيبي ويكتنفه الغموض وليس لأحد أن يزيد أو يخترق هذا الحاجز وكثير من التفسيرات إنما هي غلبة ظن إذالم تقدح في أصل من الأصول وهنا يجب التوقف عنها.
الموضوع : الرؤيا الصالحة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: tazawad