موضوع: الحسنات يذهبن السيئات(قصة قصيرة بقلمى) السبت 4 ديسمبر 2010 - 0:52
الحسنات يذهبن السيئات(قصة قصيرة بقلمى)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمسكت إسراء بالجريدة اليومية تتصفحها وهى فى طريقها إلى العمل مستقلة المينى باص الذى بدأ فى التحرك ببطء حتى خرج من المحطة المخصصة له وسار فى طريق طويل تمتد على جانبيه صفوف أطول من عربات المينى باصات والتى باتت تنتظر دورها فى تعبئة مقاعدها بالركاب والإنطلاق فى رحلتها اليومية من وإلى رحلة روتينية لا يتغير مسارها إلا فى ظروف طارئة تستجد مثل إصلاح أو عطل فى طريق أو ماشابه ذلك وطوت إسراء الصفحة الأولى من الجريدة دون إهتمام وفتحت الصفحة التالية تبحث عن خبر يجذ إنتباهها وكان نسيم الصباح يدخل عبر النافذة المفتوحة بجوار مقعدها المريح وأخذ النسيم يداعب صفحات الجريدة فى يديها وحاولت إسراء جاهدة الإمساك بالجريدة حتى تتابع القراءة دون فائدة فتأففت وتنهدت وأغلقت الجريدة وظلت تتفرج على الطريق وتشاهد معالمه وحين قارب المينى باص على الوصول إلى محطتها المطلوبة قامت من جلستها إستعدادآ للنزول وإذا بالمينى باص ينحرف عن مساره الصحيخ ويصطدم بشدة بأحد الأشجار ويرتطم بالرصيف المقابل ولم تدر إسراء بنفسها ودارت بها الدنيا ووقعت على سلم المينى باص وصرخت بأعلى صوتها وتكالب سقوط الركاب الواحد يلو الآخر وتعالت الصيحات والصراخات وأصبح المينى باص كأنه جسد خرجت أحشاؤه ودخلت إسراء فى غيبوبة بعض الوقت وأفاقت لتجد نفسها فى أحد المستشفيات وقد كسر ذراعها الأيمن وتم تجبيسه وبكت حين رأت ذلك لكنها مسحت دموعها بيدها اليسرى وحمدت الله فى سرها وقالت قدر الله ماشاء فعل وحين جاء الطبيب لمتابعة حالات المرضى ألقى عليها التحية وطمئنها على حالتها الصحية وطلبت منه إبلاغ أهلها بما حدث لأنهم من المؤكد قلقين عليها فقد مر يوم بأكمله ولا يعلمون عنها شيئآ فطلب الطبيب منها رقم تليفون منزلهم لإبلاغ أهلها وسألته إسراء عن حال باقى ركاب المينى باص فأبلغها فى أسى شديد بوفاة جميع الركاب بما فيهم السائق نفسه فحزنت إسراء حزنآ شديدآ وتمتمت بالحمد والشكر لله مرة أخرى على سلامتها ونجاتها من هذا الحادث المروع وكانت تريد أن تفهم ماذا حدث بالظبط وماسبب تلك الحادثة هل كان خطأ السائق أم من ؟ وأجابها الطبيب بأن بعض المارة الذين رأوا الحادث قالوا فى أقوالهم أن عجلة القيادة كانت قد إختلت فى يد السائق فجأة وإصطدم بالشجرة ومن ثم إرتطم إرتطامآ شديدآ بالرصيف المقابل وعلى أثر ذلك حدثت الحادثة قالت له إسراء إننى لا أذكر شيئآ سوى أننى دارت بى الدنيا ووقعت وصرخت بعد ذلك لم أدر بشىء مطلقآ إبتسم الطبيب وهنأها مرة أخرى بسلامتها وإستأذنها فى تركها لمواصلة عمله ومتابعة باقى المرضى فشكرته إسراء وإعتذرت له عن إطالتها فى الحديث معه وبعد فترة من الوقت جاء والدها ووالدتها وعلى وجوههم أثر الصدمة من هول المفاجأة وإحتضنتها والدتها بشدة وهى تبكى بكاءآ شديدآ وربت والدها على كتفها وعلموا من الطبيب أنها يمكنها الخروج معهم من المستشفى بعد إستكمال كافة الإجراءات ودفع تكاليف المستشفى وخرجت إسراء بصحبة والديها وعادت إلى منزلها وجاءتها صديقاتها فى العمل يزورونها وهم يحملون الورود والهدايا وإندهش الجميع من هذا الحادث الغريب وقلن لها إنك الوحيدة التى نجت من الموت بأعجوبة ضحكت إسراء وقالت ترد عليهن إن ربى يعلم حالى وكم من أفعال طيبة قمت بها إبتغاء وجه الله تعالى وكم من دعوة دعت لى بها والدتى الحبية فإستجاب الله لدعائها لأنها والحمد لله راضية عنى ومن يفعل خيرآ يحصد خيرآ بإذن الله وإن الحسنات يذهبن السيئات