وبعد
فإن أسماءالله تعالى وصفاته من الغيب الذى لا يعرفه الأنسان على وجه التفصيل الابطريق السمع لأن البشر لايحيطون بالله تعالى علما
• فلا يمكن للعقل البشرى أن يستقل بالنظر فى أسماء الله وصفاته ومعرفتها على التفصيل اثباتا ونفيا
• ومن فعل
ذلك فقد أخطأ ومال عن الطريق المستقيم فيجب على العبد أن يقف عند كلام الله
وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فيؤمن بجميع ما ورد فى النصوص الشرعية من
أسماء الله وصفاته وينفى ما نفاه الله عن نفسه أونفاه عنه رسوله
الأدلة على توحيد الأسماء والصفات
من الكتاب والسنه
• من الكتاب (وهذا على سبيل المثال لا الحصر)
1- (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
2-(الله لا اله الا هو له الأسماء الحسنى )
3-(قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى)
• من السنه
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
1-(ان لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنه)
2-(......أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أوأنزلته فى كتابك أواستأثرت به فى علم الغيب عندك.......)
ما هى الأسس التى بنى عليها توحيد الأسماء والصفات
1- تنزيه الله عن كل عيب ونقص وعن مشابهة الخلق
2-اثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات فى كتابه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم
3- قطع الطمع فى ادراك الكيفية
تنبيه هام
ان من أسماء الله تعالى ما لا يطلق الا مقترنا بمقابله فاذا أطلق وحده أوهم نقصا وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
ومن أمثلة ذلك
1-(المعطى المانع) (الضار النافع) (القابض الباسط)( المعز المذل) (الخافض الرافع)
فلا يطلق اسم المانع الضار القابض المذل الخافض على الله تعالى الا مزدوجا بمقابلهالأنها لم تطلق فى الوحى الا كذلك
2-وقد ورد فى القرآن أفعال أطلقها الله على نفسه على سبيل الجزاءوالعدل والمقابلة
وهى فيما سيقت فيه مدح وكمال ولكن لا يجوز أن يشتق له تعالى منها اسما ولا تطلق عليه فى غير ما سيقت من الآيات
مثال
(ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم)
2-( ومكروا ومكر الله)
3 (نسوا الله فنسيهم)
4-(الله يستهزئ بهم)
فلا يجوز ان يطلق على الله تعالى( مخادع-ماكر-ناس-مستهزئ)
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ولكنه سبحانه لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع الا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق
وقال ابن القيم رحمه الله
إن الله تعالى لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع والاستهزاء مطلقا وذلك ليس داخلا في الأسماء الحسنى
ومن ظن ذلك من الجهال ممن صنف الأسماء
الحسني أن من أسمائه الكائد الماكر المخادع المستهزئ فقد فاه بأمرعظيم
تقشعر منه الجلود وتكاد الأسماع تصم عند سماعه
س مامعنى الالحاد فى أسماء الله وصفاته؟
قال تعالى : (وذروا الذين يلحدون فى أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون)
والإلحاد في أسمائه سبحانه أن يسمى بلا توقيف فيه بمعنى أنه لم يرد فى الكتاب ولا فى السنه ، أو بما يُوهِم معنى فاسدا ،كما في قول أهل البدو : يا أبا المكارم ، يا أبيض الوجه ، يا سخي ، ونحو ذلك ،فالمراد بترك المأمور به الاجتناب عن ذلك ، وبأسمائه ما أطلقوه عليه تعالى وسموه بها على زعمهم ، لا أسماؤه تعالى حقيقة ، وعلى ذلك يحمل ترك الإضمار بأن يقال : يُلْحِدون به
وكما فعل المشركون الذين عدلوا بأسمائه تعالي عما هى عليه فسموا بها أوثانهم
فزادوا ونقصوا فسموا اللات مشتقا من اسم الله
والعزى مشتقا من اسم العزيز ومناة مشتقا من اسم المنان
ومن ذلك قول بعض الناس: يا أبا غيمة زرقاء ، يا ساتر ، يا ستار ، يا معطي ، يا معين ، يا مجير ، يا هو ، يا موجود في كل وجود - وهذا كفر أكبر نسأل الله العافية
والإلحاد على ثلاثة أقسام
إلحاد المشركين- إلحاد المشبهه – إلحاد النفاة
1 - إلحاد المشركين
وهو عدولهم بأسماء الله عما هى عليه وتسميتهم أوثانهم بها مضاهاة لله تعالى ومشاقاة له ولرسوله
2- إلحاد المشبهه
وهم الذين يكيفون صفات الله تعالى ويشبهونها بصفات خلقه مضاهاة له تعالى وردا لقوله تعالى (ليس كمثله شئ )
وقوله تعالى(ولايحيطون به علما)
3- الحاد النفاة (وهو قسمان)
• 1-قسم
أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى دون ما تتضمنه من صفات الكمال فقالوا (رحمن
رحيم بلا رحمه) (عليم بلا علم) (حكيم بلا حكمه) سميع بلا سمع) وهكذا
فهم عطلوا الأسماء عن معانيها وما تتضمنه من صفات الكمال مثل المعتزلة
• 2-قسم
آخر نفى جميع الصفات والأسماء وما تدل عليه من المعانى وهم وصفوا الله
بالعدم المحض الذى لا اسم له ولاصفه وهم فى الحقيقه جاحدون لوجود ذاته
تعالى مكذبون بالكتاب وبما أرسل الله تعالى به رسله وهم غلاة الجهمية
ما معنى الصفات العلى
ان صفات الله كلها عليا ولا يجوز أن نصف الله تعالى الا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم
كالعلم والارادة والقدرة السمع والبصر والحياة والعزة والحكمة
وغير ذلك من الصفات العلى0