| | أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية | |
| El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية الإثنين 4 أبريل 2011 - 23:37 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية
المقــدمــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن والاه . وبعد :
فإن التأسي بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ طريق لفلاح المؤمن , وسعادته في الدنيا والآخرة , والله –عز و جل- يقول في كتابه الكريم :{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21
قال القرطبي (التفسير :8/149) الأسوة القدوة , والأسوة مايتأسى به ,أي يتعزى به ,فيقتدى به في جميع أفعاله , ويتعزى به في جميع أحواله .)ا.هـ .
وقال ابن كثير ( تفسيره :3/483) هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أقواله, وأفعاله, وأحواله .) ا.هـ .
وما أحوج الأمة, في هذه الأزمنة المتأخرة , أن تتأسى برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن تسير على سنته , تقتفي أثره, وتسلك دربه ,وتهتدي بهديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورحم الله الإمام مالك بن أنس حيث قال في كلمته المشهورة لن يصلح آخر هذه الأمة إلابما صلح به أولها ) .
وإن من صلاح أولها ما حدثنا به التاريخ من تأسيهم برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى في الأمور الجبلية فضلاً عن غيرها . ومن ذلك ماجاء عند أحمد عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : ((كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحب الدباء )) (1 )
وفي المتفق عليه كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتتبع الدباء من حوالي القصعة , فلم أزل أحب الدباء بعد يومئذ) (2)
وفي رواية مسلم يقول أنس ـ رضي الله عنه ـ فما صنع لي طعام بعد أقدر على أن يصنع فيه دباء إلاصُنع ).
قال الحافظ ابن حجر (الفتح: 9/536) : (وفيه فضيلة ظاهرة لأنس لاقتفائه أثر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى في الأشياء الجبلية )
وهكذا ينبغي لآخر هذه الأمة أن تكون متأسية به ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما كان أولئك الأوائل .
وحتى نحقق شيئاً من هذا, أضع بين يديك ـ أخي الكريم ـ أدباً من آدابه النبوية , وخلقاً من أخلاقه المهدية , وهو أدب العطاس , جمعت فيه ماتيسر لي من أحكامه, وآدابه , ولا أدعي الكمال في هذا الجمع , فهو عمل بشري معرض للخطأ ,والزلل,والنسيان والخلل, ولكن :
وإن تجد عيبًا فسد الخللا فجل من لاعيب فيه وعلا سائلاً المولى ـ عز وجل ـ أن يرزقني الإخلاص في جميع أقوالي, وأفعالي ,ويجعلها ذخراُ لي يوم لقاه , وسبباً لنيل رضاه , وأن يتقبلها مني بقبول حسن . اللهم آمين والحمد لله رب العالمين , و صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وكتبه / أبومالك عدنان بن عبده بن أحمد بن سعيد بن علي المقطري اليمن ـ تعز15رجب1430هـ
تعريف العطاس
تعريفه لغة :- في القاموس المحيط ص:516) قال : (عطس ويعطس عطساً وعُطاساً أتته العطسة ، وعطسه غيره تعطيساً ، والصبح : انفلق وفلان مات ,والعاطوس : مايعطس منه ، ودابة يتشاءم بها ) .
وفي مختار الصحاح( ص : 233): ( العطاس بالضم من العطسة, وقد عطس يعطس بضم الطاء وكسرها, وربما قالوا: عطس الصبح إذا انفلق , والمعطس بوزن المجلس أنف وربما جاء بفتح الطاء ) .
تعريفه اصطلاحا : زفير مفاجئ قوي ,يخرج عن طريق قصبة الأنف ، دون إرادة الشخص ، وينشأ نتيجة لتهيج الغشاء المخاطي للأنف ، أو يخرج مرضاً كما يحدث في الزكام ، وانحباسه يحدث خمولاً في الجسم ، أما خروجه فيحس العاطس بعده بخفة في بدنه . (1)
وقال ابن القيم (مفتاح دار السعادة ص: 618) والعطاس ريح مختنقة تخرج,وتفتح السد من الكبد ,وهو دليل جيد للمريض مؤذن بانفراج بعض علته, وفي بعض الأمراض يستعمل مايعطس العليل ,ويجعل نوعا من العلاج ومعينا عليه) .
الذكر بعد العطاس عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله ) رواه البخاري (1)
وقد نقل ابن حجر في الفتح( 10/600 )عن ابن بطال وغيره عن طائفة أنه لا يزيد على الحمد لله لهذا الحديث ) .
وثبت عند الترمذي وأبي داوود أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ): إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين على كل حال ) (2)
وجاء في حديث عبد الله بن مسعود ـ موقوفاً عنه ـ أنه قال : ( إذا عطس أحدكم فليقل الحمدلله رب العالمين ) (3)
فتيبن من هذه الآثار أن الألفاظ المشروعة في العطاس هي :
1-الحمد لله
2- الحمد لله على كل حال
3- الحمد لله رب العالمين
قال الإمام النووي في الأذكارـ رحمه الله ـ ( ص: 240 ) : (اتفق العلماء على أنه يستحب للعاطس أن يقول عقب عطاسه الحمد لله , ولوقال الحمدلله رب العالمين لكان أحسن ,فلو قال الحمد لله على كل حال كان أفضل) وقال ابن حجر ( الفتح :10/601) ونقل ابن بطال عن الطبراني أن العاطس يتخير بين أن يقول : الحمدلله, أويزيد رب العالمين, أوعلى كل حال , والذي يتحرر من الأدلة أن كل ذلك مجزئ , ولكن ما كان أكثر ثناء أفضل, بشرط أن يكون مأثوراً .)
وقال النووي في شرح مسلم (18/100): ( وقال ابن جرير هو مخير بين هذا كله , وهذا هو الصحيح ,وأجمعوا على أنه مأمور بالحمد لله )
وكل ما ذكر هنا من الألفاظ فإنما هو مقيد بحمد الله ـ عز وجل ـ , والثناء عليه . ولذلك يقول ابن حجر ( الفتح 10/600) وعن طائفة مازاد من الثناء فيما يتعلق بالحمد, كان حسناً ) .
وأما الزيادة على ذلك, وإضافة أذكار مبتدعة, وطرق مخترعة, وأساليب مصطنعة, فكل هذا مما يخالف هدي محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ) .
فائدة : يذكر بعض علماء العصر الحديث :أن القلب يتوقف عن النبض, ثم يستأنف عمله بعد العطاس ... والعطسة سرعتها 100 كلم في الساعة، فإذا عطست بقوة فإنه من الممكن أن تكسر ضلع من أضلاعك، وإذا حاولت إيقاف عطسة مفاجئة من الخروج، فهذا يؤدي إلى ارتداد الدم في الرقبة أو الرأس ومن ثم إلى الوفاة ...
أما إذا تركت عينيك مفتوحتين أثناء العطاس، فمن المحتمل أن تخرجا من مخرجيهما ... وأثناء العطسة تتوقف جميع أجهزة الجسم التنفسي , والهضمي , والبولي، رغم أن زمن العطسة ثانية, أو أجزاء من الثانية, وبعدها تعمل إن أراد الله لها أن تعمل, وكأنه لم يحصل شيء ...
والعطاس رد فعل طبيعي من الجسم عندما يكون هناك مواد دخلت للأنف قد تضر بصحة الإنسان , فتأتي العطسة لتخرجها خارج الجسم بقوة طرد عالية لحماية الجسم ...
لذلك كان حمد الله تعالى هو شكر لله على هذه النجاة !!! فسبحان الله العظيـم ...
يتبع...... الموضوع : أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
| | | El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية الإثنين 4 أبريل 2011 - 23:39 | |
| من البدع عند العطاس وبعد أن عرفنا الأذكار الشرعية للعاطس , يستحسن أن نُذكر ببعض المخالفات, والبدع المحدثات من بعض المسلمين في هذا الباب, وبالله التوفيق :
1-الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم روى الترمذي عن نافع : أن رجلاً عطس إلى جنب ابن عمرـ رضي الله عنهماـ فقال : الحمد لله والسلام على رسول الله . قال ابن عمر ـ رضي الله عنهماـ: وأنا أقول الحمد لله والسلام على رسول الله ,وليس هكذا علمنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . علمنا أن نقول : الحمد لله على كل حال .) (1)
فالصلاة على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أعظم القربات , وأجل الطاعات , ولكن ابن عمر ـ رضي الله عنهماـ أنكر على الرجل قوله في هذا الموضع لأن هذا ليس من هديه ,ولا من سنته التي علمهم إياها- صلى الله عليه وسلم- فلكل مقام مقال ,وليس مقامها هنا فتنبه .
قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في الأذكار ( ص 241 ) فصل: إذا قال العاطس لفظاً آخر غير الحمد لله لم يستحق التشميت )(11) وقال ابن القيم : ( جلاء الأفهام )
(وقالوا : لا تستحب الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند العطاس وإنما هو موضع حمد الله تعالى وحده ,ولم يشرع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند العطاس إلا حمد الله تعالى ,والصلاة على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ,وان كانت من أفضل الأعمال ,وأحبها إلى الله تعالى فلكل ذكر موطن يخصه لا يقوم غيره مقامه فيه , قالوا :ولهذا لا تشرع الصلاة عليه في الركوع , ولا السجود ,ولا قيام الاعتدال من الركوع ,وتشرع في التشهد الأخير إما مشروعية وجوب,أو استحباب.
ورووا حديثا عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا تذكروني عند ثلاث عند تسمية الطعام,وعند الذبح, وعند العطاس ,وهذا الحديث لا يصح ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ مجموع الفتاوى ( 11 / 631 - 633 ) : (إن من المقرر عند العلماء أنه لا يجوز التقرب إلى الله بما لم يشرعه الله, ولو كان أصله مشروعا كالأذان مثلا لصلاة العيدين, وكالصلاة التي تسمى بصلاة الرغائب, وكالصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم عند العطاس , ومن البائع عند عرضه بضاعته للزبون - ونحو ذلك كثير وكثير جدا - من محدثات الأمور التي يسميها الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ ب" البدع الإضافية " وحقق في كتابه العظيم حقا " الاعتصام " دخولها في عموم قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " (2)
2- قول كلمة( آب )
عن مجاهد ـ رحمه الله ـ قال :عطس ابن لعبد الله بن عمرـ رضي الله عنه ـ فقال : آب . فقال ابن عمر: وما آب ؟ إن آب اسم شيطان من الشياطين جعلها بين العطسة, والحمد ) (1)
قال إبراهيم : إن شيطاناً يسمى أهاب , فمن عطس , فليخفض من صوته , ولا يقل : أهاب ,وكذلك كانوا يكرهون أن يقول : أشهب إذا عطس ) .
3- السلام عند العطاس : جاء عند الترمذي وأبي داوود أن رجلاً عطس عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : السلام عليكم , فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( وعليكم السلام وعلى أمك ) ثم قال : ( إذا عطس أحدكم فليحمد الله ) قال : فذكر بعض المحامد : وليقل له من عنده: يرحمك الله وليرد يغفر الله لنا ولكم ) (1) ويحدث هذا لكثير من الناس إذا عطس أو سمع من يعطس قال : السلام عليكم وغالب هؤلاء إن لم يكن جميعهم تحدث منهم على غفلة دون تعمد والله أعلم(2)
قال بن حجر ( الفتح 10/60) : ( ولا أصل لما اعتاده كثير من الناس من استكمال قراءة الفاتحة بعد قوله : الحمد لله رب العالمين ، وكذا العدول من الحمد إلى أشهد أن لا إله إلا الله أ وتقديمها على الحمد فمكروه ) أ.هـ
4- ستبدال الحمد ببعض الكلمات الأجنبية :
يقول الشيخ عبد السلام في( السنن والمبتدعات) وقد ترك هذه السنة الجليلة ( أي الحمد ) كثير من الناس, واستعاضوا عنها بسنة إفرنجية خسيسة وهي قولهم: سلوتي , اجراستي ( .
5- بدعة قولهم ( صحة ) للعاطس : عطس أو لم يعطس , وهذه الكلمة في هذا الموطن لا أصل لها لا من كتاب, ولا من سنة
حكم الحمد للعاطس وحكمته
نقل الإمام النووي – رحمه الله – اتفاق العلماء على استحباب الحمد للعاطس كما في الأذكار (( ص :24 )) .
وبوب الإمام البخاري – رحمه الله – باب الحمد للعاطس .
قال الحافظ ( 10/ 60 ) : ( أي مشروعيته ، وظاهر الحديث يقتضي وجوبه لثبوت الأمر الصريح به ، ولكن نقل النووي الاتفاق على استحبابه )أ. هـ
قال ابن القيم – رحمه الله – ( زاد المعاد 2/400 ) :- ( ولما كان العاطس قد حصلت له بالعطاس نعمة, ومنفعة بخروج الأبخرة المحتقنة في دماغه ,التي لو بقيت فيه أحدثت له أدواء عسرة ، شرع له حمد الله على هذه النعمة ، مع بقاء أعضائه على التئامها, وهيئتها بعد هذه الزلزلة التي هي للبدن كزلزلة الأرض لها ) .
وقال ( 2/401 ) وقيل : تشميت له بالشيطان ، لإغاظته على نعمة العطاس ، وماحصل له من محبة الله, فإن الله يحبه ) .
وفي الآداب الشرعية لابن مفلح : ( ص:493 ) ط ( مؤسسة الرسالة ناشرون في مجلد واحد): ( قال ابن هبيره :- فإذا عطس الإنسان استدل بذلك من نفعه بصحة في بدنه ,وجودة مطعمه ، واستقامة قوته , فينبغي له أن يحمد الله, ولذلك أمره ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يحمد الله ) .
تنبيه :- قال الرازي من الأطباء : العطاس لايكون أول مرض أبداً إلا أن تكون له زكمة ) المصدر السابق .
قال الحافظ ـ رحمه الله ـ ( الفتح 7/602 ) قال الحليمي : الحكمة في مشروعية الحمد للعاطسين ,أن العطاس يدفع الأذى من الدماغ الذي فيه قوة الفكر ، ومنه منشأ الأعصاب التي هي معدن الحس ,وبسلامته تسلم الأعضاء, فيظهر بهذا أنها نعمة جليلة ، فناسب أن تقابل بالحمد له لما فيه من الإفراد لله بالخلق والقدرة ، وإضافة الخلق إليه لا إلى الطبائع ) أ .هـ
ماينبغي على الحامد قال الإمام النووي ( الأذكار ص 42 ): ( وأقل الحمد التشميت, وجوابه أن يرفع صوته بحيث يسمع صاحبه ) .
وقال العلامة ابن عثيمين ( شرح رياض الصالحين 2/1163): ( ولابد أن يكون حمد العاطس مسموعاً ) , وفي شرح السنة للبغوي ( 6/366): ( وفيه دليل على أنه ينبغي أن يرفع صوته للتحميد حتى يسمع من عنده حتى يستحق التشميت ) .
ومراده بالحديث حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ في البخاري كان حقاً على كل مسلم سمعه ,أن يشمته ) وسيأتي إن شاء الله
العطاس في الخلاء إن هذه المسألة تدخل في حكم ذكر الله ـ عزوجل ـ في الخلاء
قال العلامة ابن عثيمين ) :شرح رياض الصالحين 2/1161) العلماء ـ رحمهم الله ـ يقولون : إذا عطس - وهو في الخلاء - فلا يقول بلسانه الحمد لله , ولكن يحمده بقلبه لأنهم يقولون ـ رحمهم الله ـ أن الإنسان لايذكر الله في الخلاء ) .
وفي الفتح (10/606) السادس ممن يمكن أن يستثنى : من كان عند حالة يمتنع عليه فيها ذكر الله ، كما إذا كان على الخلاء , أو في جماعة فيؤخر, ثم يحمد الله فيشمت ) .
قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ (الأذكار ص:28) يكره الذكر , والكلام حال قضاء الحاجة , سواء كان في الصحراء , أو في البنيان , وسواء في ذلك جميع الأذكار, والكلام , إلا كلام الضرورة حتى قال بعض أصحابنا :إذا عطس لايحمد الله تعالى , ولايشمت عاطساً , ولايرد السلام, ولايجيب المؤذن , ويكون المسلم مقصراً لايستحق جواباً. والكلام بهذا كله مكروه كراهة تنزيه ولايحرم , فإن عطس فحمد الله بقلبه , ولم يحرك لسانه فلا بأس ) .
إن الله يحب العطاس عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي –صلى الله عليه وسلم - قال ( إن الله يحب العطاس , ويكره التثاؤب )) رواه البخاري ( )
قال ابن حجر(الفتح 10/607) : (قال الخطابي:معنى المحبة, والكراهة فيهما منصرفة إلى سببهما ، وهو بخلاف التثاؤب فإنه من علة امتلاء البدن , وثقله مما يكون ناشئاً عن كثرة الأكل, والتخليط فيه ,والأول يستدعي النشاط للعبادة ,والثاني على عكسه )
وقال ابن القيم (زاد المعاد 2/401 ): ( وقيل هو تشميت له بالشيطان لإغاظته بحمد الله على نعمة العطاس ، وما حصل له به من محاب الله ، فإن الله يحبه ، فإذا ذكر العبد الله وحمده , ساء ذلك الشيطان من وجوه منها : نفس العطاس الذي يحبه الله , وحمد الله عليه , ودعاء المسلمين له بالرحمة ، ودعاؤه لهم بالهداية ، وإصلاح البال , وذلك كله غائظ للشيطان, ومحزن له ، فتشميت المؤمن يغيظ عدوه ,وحزنه ,وكآبته, فسمي الدعاء له بالرحمة تشميتاً له ، لما في ضمنه من شماتته لعدوه ,وهذا معنى لطيف إذا انتبه له العاطس والمشمت ، انتفعا به ، وعظمت عندهما منفعة نعمة العطاس في البدن والقلب ، وتبين السر في محبة الله له, فلله الحمد الذي هو أهله كما ينبغي لكريم وجهه ـ عز جلاله ـ )
قال العلامة ابن عثيمين (شرح رياض الصالحين 2/1161): (العُطاس من الله يحبه الله كما في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (إن الله يحب العطاس) , والسبب في ذلك: أن العطاس يدل على النشاط، والخفة ولهذا تجد الإنسان إذا عطس نشط، والله -عز وجل- يحب الإنسان النشيط الجاد، وفي الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: ((المؤمن القوي خيرٌ وأحبُ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير)( 1) والعطاس يدل على الخفة والنشاط لهذا كان محبوباً إلى الله).
تنبيه: قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : (زاد المعاد 2/403): (وأما سنة العطاس الذي يحبه الله، وهو نعمة، ويدل على خفة البدن، وخروج الأبخرة المحتقنة، فإنما يكون إلى تمام الثلاث، وما زاد عليها يُدعى لصاحبه بالعافية).
وقال ابن حجر (الفتح 10/607): (إن الله يحب العطاس، يعني الذي لا ينشأ عن زكام، لأنه المأمور فيه بالتحميد والتشميت).
قال ابن العربي ـ رحمه الله ـ فإن قيل, فإذا كان مرضاً فينبغي أن يشمت بطريق الأولى لأنه أحوج إلى الدعاء من غيره، قلنا: نعم لكن يدعى له بدعاء يلائمة, لا بالدعاء المشروع للعاطس بل من جنس دعاء المسلم للمسلم بالعافية).
قال العلامة عبد المحسن العباد ـ حفظه الله ـ : (وإذا كان العطاس يحبه الله ـ تبارك وتعالى ـ فلا يعني ذلك أن يكثر منه؛ فالإكثار منه غير جيد؛ لأنه مرض، ولهذا كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا زاد العاطس على ثلاث لا يشمته، ويقول: مزكوم!)
يتبع بإذن الله.... الموضوع : أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
| | | El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية الإثنين 4 أبريل 2011 - 23:42 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة و السلام على رسولنا و على آله الطيبين و صحابته اجمعين .
اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب و الحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و على جميع الصحابة و امهات المؤمنين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آداب العـطــاس
1-حمد الله تعالى وتقدم الحديث عنه فيما مضى.
2-تغطية الفم حال العطاس: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا عطس غطى وجهه بيده, أو بثوبه ,وغض بها صوته) رواه الترمذي وأبو داود( ).
وفي الحديث أدبان من آداب العطاس:
-الأول: تغطية الفم باليد أو الثوب.
-الثاني: غض الصوت وخفضه.
قال ابن العربي ـ رحمه الله ـ : (الحكمة في خفض الصوت بالعطاس أن في رفعه إزعاجاً للأعضاء، وفي تغطية الوجه أنه لو بدر منه شيء آذى جليسه، ولو لوا عنقه صيانة لجليسه , لم يأمن من الالتواء، وقد شاهدنا من وقع له ذلك) من ( فتح الباري (10/602).
ويقول العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ (شرح رياض الصالحين 2/1162): ومن آداب العطاس: أنه ينبغي للإنسان إذا عطس أن يضع ثوبه على وجهه، قال أهل العلم: وفي ذلك حكمتان: الحكمة الأولى: أنه قد يخرج من هذا العطاس مخاط تنتشر على من حوله. الحكمة الثانية: أنه قد يخرج من أنفه شيء مستقذر ,تتقزز النفوس منه , فإذا غطى وجهه صار ذلك خير).
وقد ورد هذا الأدب بصيغة الأمر، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إذا عطس أحدكم فليضع كفيه على وجهه، وليخفض صوته) رواه الحاكم ( ).
قال لبن مفلح في الآداب الشرعية صـ (493): (ويُسن أن يغطي العاطس وجهه، ويخفض صوته إلا بقدر ما يسمع جليسه ليشمته. وهذا معنى كلام أحمد في رواية أبي طالب, وأحمد بن أصرم، قال ابن عقيل: ويبعد من الناس، قال الشيخ تقي الدين البغدادي: غريب، قال الشيخ عبدالقادر: ولا يلتفت يميناً ولا شمالاً. انتهى كلامه، ويحمد الله جهراً).
3- عدم المبالغة في إخراج العطسة : قال ابن حجر (( الفتح 10/607)) ومما يستحب للعاطس ألا يبالغ في إخراج العطسة، فقد ذكر عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : ( سبع من الشيطان فذكر منها شدة العطاس ) .
العطاس في الصلاة هل يبطلها ؟ هذه المسألة متفرعة عن مسألة النفخ في الصلاة ,وهل تبطل الصلاة بما ذكر أما لا ؟ وهل هو كلام أم لا ؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ فهذه الأشياء هي كالنفخ ( 1) والقول بالبطلان بالنفخ هو قول أبي حنيفة، ومحمد، والثوري وذهب الإمام الشافعي أن مابان حرفين من هذه الأصوات كان كلاماً مبطلاً , قال شيخ الإسلام واحتجوا لهذا القول بما روي عن أم سلمة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (من نفخ في الصلاة فقد تكلم) رواه الخلال؛ لكن مثل هذا الحديث لا يصح مرفوعًا، فلا يعتمد عليه، لكن حكى أحمد هذا اللفظ عن ابن عباس، وفي لفظ عنه: النفخ في الصلاة كلام. رواه سعيد في سننه. ) .قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ وهو أشد الأقوال في هذه المسألة، وأبعدها عن الحجة)
وقد ذهب إبراهيم النخعي وابن سيرين ـ رحمهما الله ـ , وغيرهما من السلف , وهو قول أبي يوسف وإسحاق , وفي رواية لمالك وأحمد إلى عدم بطلان الصلاة بالنفخ )
قال ابن رشد المالكي ـ رحمه الله ـ ( بداية المجتهد 1/227) : ( وسبب اختلافهم : تردد النفخ بين أن يكون كلاماً , أولا يكون كلاماً) .قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ فإن الإبطال إن أثبتوه بدخولها في مسمى الكلام في لفظ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فمن المعلوم الضروري أن هذه لا تدخل في مسمى الكلام، وإن كان بالقياس لم يصح ذلك، فإن في الكلام يقصد المتكلم معاني يعبر عنها بلفظه، وذلك يشغل المصلي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن في الصلاة لشغلاً) , وأما هذه الأصوات فهي طبيعية كالتنفس , ومعلوم أنه لو زاد في التنفس على قدر الحاجة لم تبطل صلاته، وإنما تفارق التنفس بأن فيها صوتًا، وإبطال الصلاة بمجرد الصوت إثبات حكم بلا أصل، ولا نظير.
وأيضًا، فقد جاءت أحاديث بالنحنحة والنفخ، كما تقدم، وأيضًا فالصلاة صحيحة بيقين، فلا يجوز إبطالها بالشك، ونحن لا نعلم أن العلة في تحريم الكلام، هو ما يدعى من القدر المشترك، بل هذا إثبات حكم بالشك الذي لا دليل معه) . (1)
من غلبه العطاس في الصلاة وقال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ (مجموع الفتاوى : 22/623-624): (فأما ما يغلب عليه المصلي من عطاس , وبكاء , وتثاؤب، فالصحيح عند الجمهور أنه لايبطل، وهو منصوص أحمد وغيره، وقد قال بعض أصحابه: إنه يبطل، وإن كان معذورًا، كالناسي. وكلام الناسي فيه روايتان عن أحمد: أحدهما: وهو مذهب أبي حنيفة أنه يبطل. والثاني: وهو مذهب مالك والشافعي أنه لا يبطل، وهذا أظهر، وهذا أولى من الناسي، لأن هذه أمور معتادة لا يمكنه دفعها، وقد ثبت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع).( 1)
وأيضًا، فقد ثبت حديث الذي عطس في الصلاة , وشمته معاوية بن الحكم السلمي ـ رضي الله عنه ـ ، فنهى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ معاوية عن الكلام في الصلاة؛ ولم يقل للعاطس شيئًا. , والقول بأن العطاس يبطل تكليف من الأقوال المحدثة التي لا أصل لها عن السلف ـ رضي الله عنهم ـ .
وقد تبين أن هذه الأصوات الحلقية التي لا تدل بالوضع، فيها نزاع في مذهب أبي حنيفة ومالك وأحمد، وأن الأظهر فيها جميعًا أنها لا تبطل. فإن الأصوات من جنس الحركات، وكما أن العمل اليسير لا يبطل، فالصوت اليسير لا يبطل، بخلاف صوت القهقهة، فإنه بمنزلة العمل اليسير، وذلك ينافي الصلاة، بل القهقهة تنافي مقصود الصلاة أكثر؛ ولهذا لا تجوز فيها بحال، بخلاف العمل الكثير، فإنه يرخص فيه للضرورة، والله أعلم).
قلت : في حديث معاوية بن الحكم السلمي- رضي الله عنه - دليل لا دافع له في صحة صلاة من عطس , وذلك أن الإنكار كان منصباً على معاوية- رضي الله عنه - لما حدث منه من التشميت , أم الذي عطس فلم ينكر عليه ذلك , ولم يستفصل هل يستطيع دفعه أولايستطيع ؟, وماغلبه من العطاس . فتنبه والله تعالى أعلم
الحمد للعاطس في الصلاة جاء في الترمذي عن رفاعة بن رافع الزرقي – رضي الله عنه - قال صليت خلف رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فعطست، فقلت الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه مباركاً عليه، كما يحب ربنا ويرضى، فلما صلى رسول الله– صلى الله عليه وسلم - انصرف فقال: من المتكلم في الصلاة؟ فلم يتكلم أحد، ثم قالها الثانية: من المتكلم في الصلاة؟ فلم يتكلم أحد، ثم قالها الثالثة: من المتكلم في الصلاة؟ فقال رفاعة بن رافع أبي عفراء – رضي الله عنه - أنا يا رسول الله، قال: كيف قلت؟ قال: قلت الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه, مباركاً عليه كما يحب ربنا ويرضى، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم - : والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكاً أيهم يصعد بها( ).
قال ابن حجر (الفتح 2/287): (واستدل به.. على أن العاطس في الصلاة يحمد الله بغير كراهة).
وقال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ ( شرح مسلم (5/20) وأما العاطس في الصلاة فيستحب له أن يحمد الله تعالى سراً، هذا مذهبنا، وبه قال مالك وغيره، وعن ابن عمر و النخعي وأحمد ـ رضي الله عنهم ـ أنه يجهر به، والأول أظهر، لأنه ذكر، والسنة في الأذكار في الصلاة الإسرار إلا ما استثنى من القراءة في بعضها ونحوها).
وقال ابن حجر ـ رحمه الله ـ في (الفتح 10/609): (واستدل بأمر العاطس بحمد الله أنه يشرع حتى للمصلي،.. وبذلك قال الجمهور من الصحابة والأئمة بعدهم، وبه قال :مالك ,والشافعي وأحمد).
قال الترمذي ـ رحمه الله ـ (حديث404): (وكأن هذا الحديث عند بعض أهل العلم أنه في التطوع لأن غير واحد من التابعين قالوا: إذا عطس الرجل في الصلاة المكتوبة إنما يحمد الله في نفسه , ولم يوسعوا في أكثر من ذلك).اهـ وبالإمكان أن يتعقب هذا الكلام بأن رفاعة ـ رضي الله عنه ـ كان في صلاة مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ , ويدل على ذلك قوله في البخاري كنا نصلي مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ) ثم زاد الأمر إيضاحاً بأنها فريضة ما أخرجه الطبراني وبين أن الصلاة المذكورة هي المغرب قال ابن حجر (الفتح 10/600) وسنده لا بأس به) قال المباركفوري (تحفة الأحوذي 2/364) فهذه الراوية ترد على من حمل هذا الحديث على التطوع) , قال المباركفوري (تحفة الأحوذي2/365): (فإن حديث الباب يدل على جواز الحمد للعاطس بلا مرية).
فتوى
وإذا عطست وأنا أصلي هل أقول الحمد لله أم لا؟
ومن عطس وهو في الصلاة فإنه يشرع له أن يحمد الله سبحانه ، سواء كانت الصلاة فرضا أو نفلا ، وبذلك قال جمهور العلماء من الصحابة والتابعين ، وقال به الإمام مالك والشافعي وأحمد ، على خلاف بينهم : هل يسر بذلك أو يجهر به ، والصحيح من قولي العلماء مذهب الإمام أحمد أنه يجهر بذلك ، ولكن بقدر ما يسمع نفسه ؛ لئلا يشوش على المصلين ، ويدل لذلك عموم ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال -: « إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله . . » الحديث أخرجه البخاري ، ويؤيد ذلك أيضا ما رواه رفاعة بن رافع - رضي الله عنه- قال : صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فعطست فقلت : الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى , فلما صلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وانصرف قال : من المتكلم في الصلاة ؟ فلم يتكلم أحد ثم قالها الثانية : من المتكلم في الصلاة ؟ فلم يتكلم أحد ، ثم قالها الثالثة : من المتكلم في الصلاة ؟ فقال رفاعة بن رافع : أنا يا رسول الله ، قال : كيف قلت ؟ قال : قلت : (الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى) . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - فوالذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد بها ( أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي ، وقال الترمذي : حديث حسن ، والذي نقله الحافظ في (التهذيب) عن الترمذي أنه صححه ، وأخرجه البخاري في صحيحه إلا أنه لم يذكر أنه قال ذلك بعد أن عطس ، وإنما قاله بعد الرفع من الركوع ، فيحمل على أن عطاسه وقع عند رفعه من الركوع ، فقال ذلك لأجل عطاسه ، فأقره النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك ولم ينكر عليه ، فدل ذلك على مشروعيته في الصلاة ، لكن من عطس في الصلاة ثم حمد الله فإنه لا يجوز لمن سمعه أن يشمته ؛ لأن التشميت من كلام الناس ، فلا يجوز في الصلاة ، وقد ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه أنكر على من شمت العاطس في الصلاة ، ثم قال له) : إن هذه الصلاة لا يحل فيها شيء من كلام الناس هذا ، إنما هو التسبيح ,والتكبير ,وقراءة القرآن ( أخرجه الإمام مسلم وأبو داود والنسائي .( 1) وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس بكر أبو زيد .. صالح بن فوزان الفوزان .. عبد العزيز آل الشيخ.. عبد العزيز بن باز
وقال الشيخ العثيمين في فتاوى نور على الدرب :
السؤال :إذا عطس الإنسان في الصلاة فهل عليه أن يحمد الله؟
الجواب:إذا عطس الإنسان في الصلاة وخارج الصلاة فحمد الله تعالى ليس بواجبٍ عليه بل هو أفضل, وأكمل ولو لم يحمد الله لم يكن آثماً بذلك ,والحمد عند العطاس مشروعٌ للإنسان في حال الصلاة ,وفي حال عدم الصلاة إلا أنه إذا كان في الصلاة ,وخاف أن يشوش على من معه من المصلين فليسر بالحمد, ولا يجهر به لأنه يخشى إذا جهر به أن يشوش على المصلين, أو أن يستعجل أحدٌ من الناس فيقول: يرحمك الله, وإذا قال أحدٌ لمن عطس فحمد الله: يرحمك الله ,والقائل يصلى فإن صلاته تبطل لأن الكاف للخطاب, وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام - إنه لا يصلح يعني في الصلاة شيءٌ من كلام الناس أو قال :من كلام الآدميين فلينتبه لذلك وقد ثبت في الصحيح أن معاوية بن الحكم- رضي الله عنه -دخل في الصلاة فعطس رجلٌ من القوم فقال: الحمد لله فقال له معاوية: يرحمك الله, فرماه الناس بأبصارهم منتقدين إياه بهذه الكلمة فقال: واثكل أمياه, فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكتونه ,فسكت فلما انصرف النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من الصلاة دعاه, قال معاوية: فبأبي وأمي هو ما رأيت معلماً أحسن تعليماً منه, والله ما نهرني ,ولا كهرني, وإنما قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها من شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح و التحميد والتكبير وقراءة القرآن), أو كما قال- صلى الله عليه وسلم- وهذا يدل على أن تشميت العاطس في الصلاة إذا حمد الله قد يقع من بعض المصلين إما جهلاً, وإما غفلة, وحينئذٍ إذا خاف من ذلك فلا يجهر بالحمد.
يتبع بإذن الله.... الموضوع : أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
| | | El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية الإثنين 4 أبريل 2011 - 23:45 | |
| تشميت العاطس وكما أن للعاطس آدابا ًينبغي له أن يقوم بها ، ويتحلى بحسنها ، فكذلك على من كان بجواره ,وعلى مقربة منه أوسمعه, آداباُينبغي له يقوم بها ليكتمل بذلك الهدي النبوي ,والقيام بالأخلاق الإسلامية من الطرفين .
معنى التشميت: قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ (زاد المعاد 2/400): (فقال: شمته وسمته بالسين والشين فقيل: هما بمعنى واحد، قاله أبو عبيدة وغيره. قال: وكل داعٍ بخير، فهو مُشمِّت ومُشَمَّت، وقيل بالمهملة دعاء له بحسن السمت,و بعوده إلى حالته من السكون والدعة، فإن العطاس يحدث في الأعضاء حركة وانزعاجاً. وبالمعجمة: دعاء له بأن يصرف الله عنه ما يُشمت به أعدائه، فشمت إذا أزال عنه الشماتة، كقرد البعير: إذا أزال قُرادة عنه، وقيل: هو دعاء له بثباته على قوائمه في طاعة الله، مأخوذ من الشواميت، وهي القوائم، وقيل: هو تشميت له بالشيطان لإغاظته بحمد الله على نعمة العطاس).
وقال ( مفتاح دار السعادة : 618) يقال شمته إذا قال له: يرحمك الله وسمته بالمعجمة والمهملة وبهما روى الحديث, فأما التسميت بالمهملة فهو تفعيل من السمت الذي يراد به حسن الهيئة, والوقار فيقال: لفلان سمت حسن فمعنى سمت العاطس, وقرته ,وأكرمته وتأدبت معه بأدب الله ورسوله في الدعاء له, لا بأخلاق أهل الجاهلية من الدعاء عليه والتطير به , والتشاؤم منه, وقيل سمته دعا له أن يعيده الله إلى سمته قبل العطاس من السكون, والوقار, وطمأنينة الأعضاء فإن في العطاس من انزعاج الأعضاء , واضطرابها ما يخرج العاطس عن سمته ,فإذا قال له السامع: يرحمك الله فقد دعا له أن يعيده إلى سمته, وهيئته, وأما التشميت بالمعجمة فقالت طائفة منهم ابن السكيت وغيره: أنه بمعنى التسميت, وأنهما لغتان ذكر ذلك في كتاب (القلب, والإبدال) ولم يذكر أيهما الأصل ,ولا أيهما البدل , وقال أبو علي الفارسي: المهملة هي الأصل في الكلمة, والمعجمة بدل , واحتج بأن العاطس إذا عطس انتفش ,وتغير شكل وجهه, فإذا دعا له فكأنه أعاده إلى سمته ,وهيأته, وقال تلميذه ابن جني :لو جعل جاعل الشين المعجمة أصلا ,وأخذه من الشوامت , وهي القوائم لكان وجها صحيحا, وذلك أن القوائم هي التي تحمل الفرس ,ونحوه وبهما عصمته ,وهي قوامه فكأنه إذا دعا له فقد أنهضه ,وثبت أمره, وأحكم دعائمه ,وأنشد للنابغة طوع الشامت من خوف ومن صرد ...
وقالت طائفة منهم ابن الأعرابي يقال :مرضت العليل أي قمت عليه ليزول مرضه ,ومثله قذيت عينه أزلت قذاها, فكأنه لما دعا له بالرحمة قد قصد إزالة الشماته عنه, وينشد في ذلك : ما كان ضر الممرضي بجفونه ... لو كان مرض منعما من أمرضا وإلى هذا ذهب ثعلب)
وقال ابن حجر (الفتح 10/601): (وقال ابن العربي في (شرح الترمذي): تكلم أهل اللغة على اشتقاق اللفظين ولم يبينوا المعنى فيه وهو بديع، وذلك أن العاطس ينحل كل عضو في رأسه ,وما يتصل به من العنق ونحوه، فكأنه إذا قيل له رحمك الله كان معناه، أعطاه الله رحمة يرجع بها بذلك العضو إلى حاله قبل العطاس، ويقيم على حاله من غير تغيير، فإن كان التشميت بالمهملة فمعناه رجع كل عضو إلى سمته الذي كان عليه، وإن كان بالمعجمة فمعناه صان الله شوامته ـ أي قوائمه ـ التي بها قوام بدنه عن خروجها عن الاعتدال، قال وشوامت كل شيء قوائمه التي بها قوامه وهي رأسه وما يتصل به من عنق وصدر. أ.هـ ملخصاً أ.هـ .
تشميت العاطس من حق المسلم على المسلم : - 1ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( حق المسلم على المسلم ست ، إذا لقيته فسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا استنصحك فانصح له ، وإذا عطس فحمد الله فشمته ، وإذا مرض فعده ، وإذا مات فاتبعه )) . رواه البخاري ومسلم(1)
2ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال فإذا عطس أحدكم وحمد الله تعالى, كان حقاً على كل مسلم سمعه أن يقول له : يرحمك الله )) (2) .
3ـ عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (أربع للمسلم على المسلم ، يعوده إذا مرض،ويشهده إذا مات ، ويجيبه إذا دعاه ، ويشمته إذا عطس)(3).
4ـ (عن البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ قال: أمرنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسبع ونهانا عن سبع : أمرنا بعيادة المريض ، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس ، وإبرار القسم ، ونصرة المظلوم ، وإفشاء السلام ، وإجابة الداعي ، ونهانا عن خواتيم الذهب ، وعن آنية الفضة ، وعن المياثر ، والقسية والإستبرق ، والديباج ، والحرير ) . (4)
(1)أخرجه البخاري في الجنائز- باب الأمر بإتباع الجنائز:, ومسلم في السلام ـ باب من حق المسلم رد السلام
(2)أخرجه البخاري في الآداب ـ باب مايستحب من العطاس
( 3) أخرجه ابن ماجة في الجنائز ـ باب ماجاء في عيادة المريض , والبخاري في الأدب المفرد ـ باب تشميت العاطس وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد :708
( 4 ) أخرجه البخاري في الجنائز ـ باب الأمر بإتباع الجنائز ـ ., ومسلم في اللباس ـ باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة ـ
أمره ـ صلى الله عليه وسلم ـ بتشميت العاطس: 1-( عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله ، وليقل له أخوه أوصاحبه: يرحمك الله) (1) 3-(عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه ) رواه مسلم
وقد تقدم وسيأتي كذلك عدد من الأحاديث الآمرة بتشميت العاطس, وأيضاً من فعله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
حكم التشميت اختلف أهل العلم – رحمهم الله – في حكم تشميت العاطس.
فذهب بعض المالكية كابن مزين وابن أبي زيد , وكذلك جمهور الظاهرية إلى أنه فرض عين ,ورجحه ابن دقيق العيد ـ رحمه الله ـ وقال : ظاهر الأمر الوجوب .
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ (زاد المعاد 2/399)فظاهر الحديث المبدوء به أن التشميت فرض عين على كل من سمع العاطس يحمد الله , ولايجزىء تشميت الواحد عنهم , وهذا أحد قولي العلماء , واختار ه ابن أبي زيد ,وأبو بكر بن العربي المالكيان , ولادافع له ).
وذكر ابن مفلح أن ظاهر مذهب مالك القول بفرض الكفاية , وأنه إذا قام به البعض سقط عن الآخرين . وقالت به الحنفية , وجمهور الحنابلة , وقال البغوي ـ رحمه الله ـ ( شرح السنة 6/367)وقوله : (حق على كل مسلم ) يريد أنه فرض كفاية ). وهوما رجحه ابن حجر ـ رحمه الله ـ في الفتح , وقال البغوي قال حميد بن زنجويه : إذا عطس الرجل في مجلس كبير , أوسلم على جماعة , فشمته بعضهم , أورد عليه بعضهم , أجزأ عن كلهم , وكان الفضل للذين شمتوا وردوا , فإن تركوا تشميته , أو الرد عليهم كلهم , أثموا كالصلاة على الجنازة ) . وذهبت جماعة من المالكية إلى القول بالاستحباب, قال ابن مفلح : ( وقيل : بل هما سنة , وهو مذهب الشافعي وغيره ) .
قلت : وحديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ: ( كان حقاً على كل مسلم سمعه أن يقول له : يرحمك الله ) . (1)
واضح الدلالة , وصريح العبارة , في وجوبه وجوباً عينياً على كل مسلم سمعه يحمد الله أن يشمته والله تعالى أعلم .
قال الحافظ ابن حجر ( الفتح 10 / 610 ) : ( قال الحليمي : .... فإذا قيل للعاطس : يرحمك الله , فمعناه جعل الله لك ذلك لتدوم لك السلامة , وفيه إشارة إلى تنبيه العاطس على طلب الرحمة , والتوبة من الذنب ) لفظ التشميت
1ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال كنا جلوساً عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فعطس رجل فحمد الله ، فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : يرحمك الله ) (1)
2 ـ عن سلمة بن الأكوع ـ رضي الله عنه ـ قال : (عطس رجل عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : يرحمك الله ) رواه مسلم وأبو داود والترمذي( 2) .
3ـ عن أبي أيوب الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( وليقل الذي يشمته : يرحمك الله ) رواه الترمذي (3) .
4ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله ) رواه البخاري (4) .
5- عن ابن عمر ـ رضي الله عنهماـ قال : " كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فعطس ، فحمد الله ، فقالوا : يرحمك الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يهديكم الله و يصلح بالكم " . أخرجه الطبراني (5)
وجاء عن أبي جمرة قال : سمعت ابن عباس – رضي الله عنه - يقول إذا شمت : ( عافانا الله وإياكم من النار ، يرحمكم الله ) رواه البخاري في الأدب المفرد (1) .
وعن عبد الله بن عمر– رضي الله عنه - : ( أنه كان إذا عطس فقيل له : يرحمك الله ، قال : يرحمنا وإياكم ، ويغفر لنا ولكم ) (2)
قال العلامة الألباني ( صحيح الأدب المفرد صـ: 344 ) معلقاً على أثر ابن عباس : (( هذه الزيادة لم أجد لها شاهداً في المرفوع ، فلعل ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ لم يكن يلتزمها ، ويقال هذا أيضا في زيادة ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ الآتية في :369-باب420) : (( وإياكم )) فكن من ذلك على ذكر ،فإن الأحاديث المرفوعة إنما فيها : (( يرحمك الله )) كالآتي بعده وغيره ، فالتزام السنة أولى)) .
وقال ابن دقيق العيد ـ رحمه الله ـ ظاهر الحديث أن السنة لاتتأدى إلا بالمخاطبة ، وأما ما اعتاده كثير من الناس من قولهم للرئيس: يرحم الله سيدنا ، فخلاف السنة ، وبلغني عن بعض الفضلاء أنه شمت رئيساً فقال له (( يرحمك الله سيدنا )) فجمع الأمرين وهو حسن )(3)
(1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ـ باب كيف تشمت العاطس : (حديث929) , وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد برقم :710
(2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ـ باب كيف يبدأ العاطس : (حديث : 933) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد برقم :733 (3) فتح الباري (10/609)
من لم يحمد الله هل يشمت ؟ عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : ( عطس رجلان عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر ، فقال الرجل : يا رسول الله شمت هذا ولم تشمتني ؟ قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إن هذا حمد الله ولم تحمد الله ) رواه البخاري ومسلم (1) . عن أبي بردة قال : دخلت على أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ ، وهو في بيت ابنة الفصل ابن عباس ، فعطست ولم يشمتني ، وعطست فشمتها ، فرجعت إلى أمي فأخبرتها فلما جاءها قالت : عطس عندك أبني فلم تشمته وعطست فشمتها ، قال : أن ابنك عطس ولم يحمد الله ، فلم أشمته، وعطست فحمدت الله فشمتها ، سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : ((إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه ، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه )) رواه مسلم (2) .
1-عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال (( جلس رجلان عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحدهما أشرف من الآخر ، فعطس الشريف منهما ، فلن يحمد الله ، ولم يشمته ، وعطس الآخر ، فحمد الله فشمته النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال الشريف : عطست عندك ولم تشمتني ، وعطس هذا الآخر فشمته ؟ فقال : هذا ذكر الله فذكرته ، وأنت نسيت الله فنسيتك )) (3) .
2- عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال كنا جلوساً عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعطس رجل فحمد الله ، فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( يرحمك الله )) ثم عطس آخر فلم يقل له شيئاً ، فقال يا رسول االله رددت على الآخر ولم تقل لي شيئاً ؟ فقال أنه حمد الله ، وسكت ) (44)
قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ (شرح مسلم 18/100) قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه ، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه ) هذا تصريح بالأمر بالتشميت إذا حمد العاطس ، وتصريح بالنهي عن تشميته إذا لم يحمده ، فيكره تشميته إذا لم يحمد ـ فلو حمد ولم يسمعه الإنسان لم يشمته ، وقال مالك لايشمته حتى يسمع حمده ، قال : فإن رأيت من يليه شمته فشمته ) أ .هـ . وقال البغوي ـ رحمه الله ـ معلقاً على نفس الحديث ( شرح السنه 3/371) : ( قلت : في الحديث بيان أن العاطس إذا لم يحمد الله لايستحق التشميت .......
قال مكحول : كنت إلى جنب ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ، فعطس رجل من ناحية المسجد ،فقال يرحمك الله إن كنت حمدت الله (1)، وقال الشعبي ـ رحمه الله ـ : إذا سمعت الرجل يعطس من وراء جدار فحمد الله فشمته ) .
وقال ابن حجر ـ رحمه الله ـ ( الفتح 10/610) : ( لكن هل النهي فيه للتحريم أو للتنزيه ؟ الجمهور على الثاني ، قال : وأقل الحمد والتشميت أن يسمع صاحبه ، ويؤخذ منه أنه إذا أتى بلفظ آخر غير الحمد لايشمت ). ( قال ابن القيم ( زاد المعاد 2/403) وقد اختلف الناس في مسألتين :
أحدهما:- أن العاطس إذا حمد الله فسمعه بعض الحاضرين دون بعض ، هل يسن لمن لم يسمعه تشميته ؟ فيه قولان ، والأظهر أنه يشمته إذا تحقق أنه يحمد الله , وليس المقصود سماع المشمت للحمد , وإنما المقصود نفس حمده ، فمتى تحقق ترتب عليه التشميت ، كما لو كان المشمت أخرس ، ورأى حركة شفتيه بالحمد, والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : فإن حمد الله فشمتوه ، وهذا هو الصواب .
والثانيه :- إذا ترك الحمد ، فهل يستحب لمن حضره أن يذكره الحمد ؟
قال ابن العربي : لايذكره ، قال وهذا جهل من فاعله .
وقال النووي : أخطأ من زعم ذلك ، بل يذكره ، وهو مروي عن إبراهيم النخعي ، قال : وهو من باب النصيحة والأمر بالمعروف والتعاون على البر والتقوى ، وظاهر السنة يقوي قول ابن العربي , لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يشمت الذي عطس ,ولم يحمد الله ، ولم يذكره وهذا تعزيز له , وحرمان لبركة الدعاء لما حرم نفسه بركة الحمد فنسى الله فصرف قلوب المؤمنين , وألسنتهم عن تشميته , والدعاء له , ولو كان تذكيره سنة لكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أولى بفعلها , وتعليمها , والإعانة عليها )
ويقول العلامة العثيمين ـ رحمه الله ـ : ( وعلى هذا إذا عطس إنسان ـ ولم يحمد الله فلا تقل له : يرحمك الله ، ولكن هل نذكره فنقول له قل ( الحمد لله )) ؟ لا، لأن هذا االحديث يدل على أنك لاتذكره ، فلم يقل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث إذا عطس ولم يحمد الله فذكروه ، بل قال لاتشمتوه ، فنحن لانقول : احمد الله ، ولكن فيما بعد علينا أن نخبره أن الإنسان إذا عطس عليه أن يقول ( الحمد لله )) ويكون ذلك من باب التعليم ، ولابد أن يكون حمد العاطس مسموعاً ) شرح رياض الصالحين 2/1163) .
يتبع بإذن الله.... الموضوع : أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
| | | El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية الإثنين 4 أبريل 2011 - 23:46 | |
| فوائد التشميت : قال ابن دقيق العيد ـ رحمه الله ـ: (ومن فوائد التشميت تحصيل المودة والتأليف بين المسلمين ، وتأديب العاطس بكسر النفس عن الكبر ، والحمل على التواضع ، لما في ذكر الرحمة من الإشعار بالذنب الذي لايعرف عنه أكثر المكلفين )( 1)
قال ابن أبي جمرة ـ رحمه الله ـ : (وفي الحديث دليل على عظيم نعمة الله على العاطس , يؤخذ ذلك مما رتب عليه من الخير , وفيه إشارة إلى عظيم فضل الله على عبده , فإنه أذهب عنه الضرر بنعمة العطاس , ثم شرع له الحمد الذي يثاب عليه , ثم الدعاء بالخير بعد الدعاء بالخير , وشرع هذه النعم المتواليات في زمن يسير فضلاً منه وإحساناً , وفي هذا لمن رآه بقلب له بصيرة زيادة قوة في إيمانه حتى يحصل له من ذلك ما لايحصل بعبادة أيام عديدة ,ويداخله من حب الله الذي أنعم عليه بذلك مالم يكن في باله , ومن حب الرسول الذي جاءت معرفة هذا الخير على يده , والعلم الذي جاءت به سنته مالا يقدر قدره . قال : وفي زيادة ذرة من نور من هذا مايفوق الكثير مماعداه من الأعمال , ولله الحمد كثيراً) أ.هـ من ( الفتح 10/610) .
وقال شيخنا العلامة عبد الرزاق العباد -حفظه الله – (فقه الأدعية الأذكار:295): (فانظرـ أخي المسلم رعاك الله ـ إلى هذا الجمال والكمال الذي دعت إليه الشريعةُ عند العُطاس؛ حمدٌ وثناءٌ, وتراحمٌ ودعاءٌ، العاطسُ يحمَد اللهَ، ومَن يسمعه يدعو له بالرحمة، ثم هو يُبادل الدعاءَ بالدعاء، فيدعو لِمَن شَمَّته بالهداية, وصلاح الحال، فما أقواها من لُحمة، وما أجمله من ترابط ووصال).
ـ عطا س آدم , وتشميت المولى ـ عز وجل ـ له ـ عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ : أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( لما نفخ الله في آدم الروح فبلغ الروح رأسه عطس ، فقال : الحمد لله رب العالمين ، فقال له تبارك وتعالى يرحمك الله )) رواه ابن حبان (1) فصارت تلك سنة العاطس . فمن لم يحمد الله لم يستحق هذه الدعوة . وفي هذا الحديث دليل على أن أول نفس خرج من أبينا آدم العطاس ، وأول كلمة جرت على لسانه الشريف حمد الله جل شأنه) .
قال ابن القيم مفتاح دار السعادة:618)ولما سبقت هذه الكلمة لآدم- عليه السلام- قبل أن يصيبه ما أصابه كان مآله إلى الرحمة ، وكان ما جرى عارضاً وزال ، فإن الرحمة سبقت العقوبة وغلبت الغضب ). انتهى ملخصا والله أعلم .
ـ الكافر إذا عطس ـ عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال كان اليهود يتعاطسون عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرجون أن يقول لهم : يرحمكم الله فيقول : يهديكم الله ويصلح بالكم ) رواه أبو داود والترمذي (1) فحرص اليهود على أن يدعو لهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالرحمة, وهذا من علمهم بنبوته ,وصدق رسالته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكن : {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً }النمل :14 ، قد كانوا يتكلفون العطاس ، فلم يزد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أن قال لهم : ( يهديكم الله ويصلح بالكم ، فدعا لهم بالهداية ،والصلاح وامتنع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن قوله لهم : يرحمكم الله ) لأن الدعاء بالرحمة خاص بالمؤمنين .
قال الإمام الصنعاني ـ رحمه الله ـ ( سبل السلام :4/446) : ففيه دليل على أنه يقال لهم ذلك ـ يهديكم الله ويصلح بالكم ـ, ولكن إن حمد الله ) (قال العاقولي: هذا من خبث اليهود حتى في طلب الرحمة أرادوا حصولها لا عن انقياد. آهـ وهذا دليل على أنهم يعرفون صدقه ولكنهم يكابرون، كما قال تعالى : {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف:157 .(2)
(1) أخرجه أبو داود في الأدب باب كيف يشمت الذمي ؟ (حديث 5038) والترمذي في الأدب باب ما جاء في كيف تشميت العاطس (حديث 2739) وصححه الألباني
(2) من حاشية الأذكار ص:234.
قال الشعبي ـ رحمه الله ـ: إذا عطس اليهودي فحمد الله ، فقل : يهديك الله ، وقال : إذا شمتك المشرك ، فقل : هداك الله (1). والدعاء منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالهداية للكفار وارد في غير هذا الموطن ، فقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( اللهم اهد أحد العمرين ) , وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (اللهم أهد قومي فإنهم لايعلمون ) , وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( اللهم أهد دوساً وأت بهم مسلمين ) , وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ اللهم أهد أم أبي هريرة) . قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ ( الفتح 10/604) ( فحديث أبي موسى دال على أنهم يدخلون في مطلق الأمر بالتشميت ، لكن لهم تشميت مخصوص وهو الدعاء لهم بالهداية ,وإصلاح البال ,وهوالشأن, ولامانع من ذلك بخلاف تشميت المسلمين , فإن هم أهل الدعاء بالرحمة بخلاف الكفار ))
(1 ) شرح السنة (6/369)
العطاس عند أهل الجاهلية قال الإمام ابن القيم في مفتاح دار السعادة(617-618) ومماكان الجاهلية يتطيرون به ويتشاءمون منه العطاس كما يتشاءمون بالبوارح والسوانح. قال رؤبة بن العجاج يصف فلاة : قطعتها ولا أهاب العطاسا
وقال امرؤ القيس : وقد اغتدى قبل العطاس بهيكل ... شديد مشيد الجنب فعم المنطق أراد أنه كان ينتبه للصيد قبل أن ينتبه الناس من نومهم ليلا, يسمع عطاسًا فيتشاءم بعطاسه ,وكانوا إذا عطس من يحبونه قالوا له: عمرا وشبابا ,وإذا عطس من يبغضونه قالوا له: وريا وقحابا , والورى : كالرمي داء يصيب الكبد فيفسدها , والقحاب : كالسعال وزنا ومعنى, فكان الرجل إذا سمع عطاسا يتشاءم به يقول:بكلابي إني أسال الله أن يجعل شؤم عطاسك بك لابي ,وكان تشاؤمهم بالعطسة الشديدة أشد كما حكي عن بعض الملوك أن سامرا له عطس عطسة شديدة راعته فغضب الملك فقال سميره:والله ما تعمدت ذلك ,ولكن هذا عطاسي فقال :والله لئن لم تأتني بمن يشهد لك بذلك لأقتلنك, فقال :أخرجني إلى الناس لعلى أجد من يشهد لي, فأخرجه وقد وكل به الأعوان, فوجد رجلا فقال :يا سيدي نشدتك بالله إن كنت سمعت عطاسي يوما فلعلك تشهد لي به عند الملك, فقال: نعم أنا أشهد لك فنهض معه , وقال: يا أيها الملك أنا أشهد أن هذا الرجل عطس يوما فطار ضرس من أضراسه, فقال له الملك :عد إلى حديثك ومجلسك. فلما جاء الله سبحانه بالإسلام ,وأبطل برسوله - صلى الله عليه و سلم- ما كان عليه الجاهلية من الضلالة نهى أمته عن التشاؤم, والتطير, وشرع لهم أن يجعلوا مكان الدعاء على العاطس بالمكروه ,الدعاء له بالرحمة , كما أمر العائن أن يدعو بالتبريك للمعين ,ولما كان الدعاء على العاطس نوعا من الظلم والبغي , جعل الدعاء له بلفظ الرحمة المنافي للظلم, وأمر العاطس عمداً أن يدعو لسامعه , ويشمته بالمغفرة , والهداية وإصلاح البال , فيقول :يغفر الله لنا ولكم, أو يهديكم الله ,ويصلح بالكم. فأما الدعاء بالهداية فلما أن اهتدى إلى طاعة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ , ورغب عما كان عليه أهل الجاهلية , فدعا له أن يثبته الله عليها, ويهديه إليها , وكذلك الدعاء بإصلاح البال ,وهي حكمة جامعة لصلاح شأنه كله, وهي من باب الجزاء على دعائه لأخيه بالرحمة فناسب أن يجازيه بالدعاء له بإصلاح البال ,وأما الدعاء بالمغفرة فجاء بلفظ يشمل العاطس والمشمت كقوله: يغفر الله لنا ولكم ليستحصل من مجموع دعوى العاطس ,والمشمت له المغفرة, والرحمة لهما معا , فصلوات الله وسلامه على المبعوث بصلاح الدنيا والآخرة ولأجل هذا ـ والله أعلم ـ لم يؤمر بتشميت من لم يحمد الله, فإن الدعاء له بالرحمة نعمة فلا يستحقها من لم يحمد الله , ويشكره على هذه النعمة , ويتأسى بابيه آدم فإنه لما نفخت فيه الروح إلى الخياشيم عطس فألهمه ربه ـ تبارك وتعالى ـ أن نطق بحمده فقال: الحمد لله, فقال الله سبحانه يرحمك الله يا آدم) فصارت تلك سنة العطاس فمن لم يحمد الله لم يستحق هذه الدعوة , ولما سبقت هذه الكلمة لآدم قبل أن يصيبه ما أصابه كان مآله إلى الرحمة , وكان ما جرى عارضا وزال , فإن الرحمة سبقت العقوبة ,وغلبت الغضب , وأيضا فإنما أمر العاطس بالتحميد عند العطاس لأن الجاهلية كانوا يعتقدون فيه أنه داء ,ويكره أحدهم أن يعطس , ويود أنه لم يصدر منه لما في ذلك من الشؤم وكان العاطس يحبس نفسه عن العطاس , ويمتنع من ذلك جهده من سوء اعتقاد جهالهم فيه ، ولذلك ـ والله أعلم ـ بنوا لفظه على بناء الأدواء كالزكام, والسعال ,والدوار, والسهام وغيرها. فاعلموا أنه ليس بداء ,ولكنه أمر يحبه الله, وهو نعمة منه يستوجب عليها من عبده أن يحمده عليها, وفي الحديث المرفوع إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب) (1)1،
والعطاس ريح مختنقة تخرج،وتفتح السد من الكبد ،وهو دليل جيد للمريض , مؤذن بانفراج بعض علته ، وفي بعض الأمراض يستعمل ما يعطس العليل ، ويجعل نوعا من العلاج ، ومعينا عليه هذا قدر زائد على ما أحبه الشارع من ذلك,وأمر بحمد الله عليه, وبالدعاء لمن صدر منه , وحمد الله عليه ولهذا فالله أعلم .) وقال والمقصود أن التطير من العطاس من فعل الجاهلية الذي أبطله الإسلام, وأخبر النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ أن الله يحب العطاس كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريره عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ قال إن الله يحب العطاس , ويكره التثاؤب ) فإذا تثاءب أحدكم فليستره ما استطاع فإنه إذا فتح فاه فقال: آه آه , ضحك منه الشيطان)
ـ تشميت الرجل المرأة إذا عطست ـ عن أبي بردة قال : دخلت على أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ , وهو في بيت ابنة الفضل بن عباس . فعطست فلم يشمتني , وعطست فشمتها ,فرجعت إلى أمي فأخبرتها , فلما جاءها , قالت : عطس عندك ابني فلم تشمته , وعطست فشمتها , فقال : إن ابنك عطس فلم يحمد الله , فلم أشمته , وعطست فحمدت الله ,فشمتها , سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : إذا عطس أحدكم فحمد الله , فشمتوه , فإن لم يحمد الله , فلا تشمتوه )رواه مسلم (1)
وقد بوب الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في الأدب المفرد على هذا الحديث : (ـ باب تشميت الرجل للمرأة ـ ) .
وجماع هذه المسألة ماذكره ابن مفلح ـ رحمه الله ـ في الآداب الشرعية (ص :497) : ( عن حرب : قلت لأحمد : الرجل يشمت المرأة إذا عطست ؟ قال : إن أراد أن يستنطقها يسمع كلامها فلا , لأن الكلام فتنة , وإن لم يرد ذلك , فلا بأس أن يشمتهن )
فالمسألة مقيدة بعدم وجود فتنة يخشاها المؤمن من جراء التشميت . فمتى زالت الفتنة فلا حرج , والحكم عام في الرجل والمرأة ,وفي شرح السنة للبغوي (6/369 ) وسئل معمر : هل يشمت المرأة الرجل إذا عطست ؟ قال : نعم لابأس بذلك , قلت : وكذلك تشميت المرأة المرأة , والمرأة الرجل ) .
يتبع بإذن الله.... الموضوع : أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
| | | El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية الإثنين 4 أبريل 2011 - 23:49 | |
| ـ الصبي إذا عطس ـ إذا عطس الصبي الصغير ماذا يقال له: وإن كان طفلاً هل يحمد الله وليه عنه؟ إن عطس صبي عُلّم "الحمد لله" ثم قيل له: يرحمك الله أو بورك فيك ونحوه، ويعلم الرد. وإن كان طفلاً فقال بعض العلماء: إن وليه كأمه , أو أبيه , أو من حضره يحمدون الله عنه، وكذا التسمية على الطعام، يسمون عن الطفل، وقرر ابن مفلح ـ رحمه الله ـ أنه لا يحمد عن الطفل والمجنون؛ لأنهما لم يخاطبا، ففعل الغير عنه فرع ثبوت الخطاب، ولم يثبت فلا فعل، وكذلك العبادة البدنية المحضة لا تفعل عن الحسي، وأن من لا عقل له ,ولا تمييز كان موجوداً على عهده ـ عليه الصلاة السلام ـ، وعهد الصحابة ـ رضى الله عنهم ـ، فلو شرعت عنه التسمية لذلك لشاع، ولنقله الخلف عن السلف؛ لعموم البلوى به والحاجة، فلما لم ينقل ذلك دل على سقوطه ,وعدم اعتباره. بل قد يؤخذ من المنقول من تحنيك الأطفال عدم التسمية؛ لأن الراوي لم يذكرها , والأصل عدمها، لكن يشرع الدعاء له في الجملة. والله أعلم . (1)
(1)بتصرف.من (الآداب الشرعية لابن مفلح:.(498-499
ـ ما يترتب على عطاس الصبي من الأحكام ـ ومما يتعلق بعطاس الصبي من أحكام شرعية , مايخص الصبي من سقط وغيره , وهل يصلى عليه ؟ أو يرث ويورث ؟
جاء عند الترمذي عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : (الطفل لايٌصلى عليه , ولايورث حتى يستهل )(1)
وعند ابن ماجة عن سعيد بن المسيب ، عن جابر بن عبد الله ، والمسور بن مخرمة قالا : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " لا يرث الصبي حتى يستهل صارخا " ، قال : واستهلاله أن يبكي,ويصيح,أو يعطس )(2) ففي هذين الحديثين علق الشارع على استهلال الصبي ,أمر الصلاة عليه, واستحقاقه للإرث. فأما الصلاة قال ابن قدامة (3/250) فإن خرج حياً,واستهل غسل ,وصلي عليه بغير خلاف. حكاه ابن المنذر إجماعاً) .
واختلف أهل العلم – رحمهم الله – فيمن سقط بعد أربعة أشهر , ولم يستهل بصراخ أو بكاء , أو عطاس , أوحركة ممايدل على حياته . فقال الإمام أحمد : إذا أتي له أربعة أشهر غسل , وصلي عليه ).
قال ابن قدامة ( المغني 3/250 ) وهذا قول سعيد بن المسيب , وابن سيرين , وإسحاق , وصلى ابن عمر على ابن لأبيه ولد ميتاً) .
واستدل أصحاب هذا القول بما رواه الترمذي وابن ماجة عن المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه – قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول الطفل يصلى عليه )وفي رواية السقط )قال الترمذي عقبه : (والعمل عليه عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – وغيرهم قالوا : يصلى على الطفل , وإن لم يستهل بعد أن يعلم أنه خلق ,وهو قول أحمد وإسحاق ) .
وقال آخرون لايصلى عليه ,ولايرث, ولايورث لأنه لم يثبت له حكم الحياة , واستدلوا بحديث الاستهلال , فقالوا : ( وظاهر حديث الاستهلال أنه لايصلى عليه, وهو الحق لأن الاستهلال يدل على وجود حياة قبل خروج السقط , كما يدل على وجودها بعده , فاعتبار الاستهلال من الشارع دليل على أن الحياة بعد الخروج من البطن معتبرة في مشروعية الصلاة على الطفل , وأنه لايكفي بمجرد العلم بحياته في البطن فقط ) (1 ) وممن ذهب إلى هذا القول الحسن, وإبراهيم ,والحكم ,وحماد, ومالك, والأوزاعي, وأصحاب الرأي, وسفيان الثوري, والشافعي , ورجحه المجد ابن تيمية وقال : ( لأنه ليس بميت إذ لم ينفخ فيه الروح )وقال به أيضاً :الإمام الشوكاني (2)
فائدة : قال ابن قدامة (المغني 3/251) فأما من لم يبلغ أربعة أشهر فلا يغسل, ولايصلى عليه , ويلف في خرقة , ويدفن لعدم وجود الحياة , لانعلم فيه خلافاً إلا عن ابن سيرين فإنه قال : يصلى عليه إذا علم أنه نفخ فيه الروح وحديث الصادق المصدوق يدل على أنه لاينفخ فيه الروح إلا بعد أربعة أشهر , وقبل ذلك يكون نسمة فلايصلى عليه كسائر الجمادات ) أ. هـ وعلى كل فلا يدخل هذا الأمر في باب الوجوب , وذلك لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يصل على ابنه إبراهيم, وهو ابن ثمانية عشر شهراً . عن عائشة ، قالت : ( مات إبراهيم ابن النبي- صلى الله عليه وسلم - ، وهو ابن ثمانية عشر شهرًا , فلم يصل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ) (3)
مايلحق بالصلاة للمستهل : قال الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ في السيل الجرار : 207إذا قد ثبت للسقط المستهل أنه يصلى عليه فما قبل الصلاة, وهو الغسل والكفن , وما بعدهما, وهو الدفن كذلك ) .
الإرث بالاستهلال : قال الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ في نيل الأوطار (3/506) : ( والحديثان يدلان على أن المولود إذا وقع منه الاستهلال, أومايقوم مقامه ثم مات, ورثه قرابته , وورث هو منهم ,وذلك مما لاخلاف فيه ) . وذكر ابن قدامة(المغني 3/251): ( أن الميراث يٌحتاج فيه إلى اليقين ,والاحتياط بخلاف الصلاة لأنها دعاء له ولوالديه , فلم يحتج فيها إلى الاحتياط )
ـ إذا تكرر العطاس ـ عن سلمة بن الأكوع ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعطس رجل عنده, فقال : يرحمك الله , ثم عطس أٌخرى, فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( الرجل مزكوم ). رواه مسلم والترمذي (1)
وجاء في رواية عند الترمذي: (إلا أنه قال في الثالثة :أنت مزكوم ). وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه , فإن زاد على الثلاثة , فهو مزكوم , ولاتشمته بعد ثلاث ) رواه أبو داود(2)
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (شمت أخاك ثلاثاً , فمازاد فهو زكام ) رواه أبو داود(3) .
وأخرج ابن أبي شيبة عن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ قال : ( شمتوه ثلاثاً , فإن زاد فهو داء يخرج من جسده ) .
وعن عبدالله بن الزبير ـ رضي الله عنه ـ : ( أن رجلاً عطس عنده فشمته ثم عطس فقال له في الرابعة أنت مضنوك ) .
وعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ :قال : ( شمته مابينك وبينه ثلاث , فإن زاد فهو ريح ) (4) .
قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ الأذكار ص 242 : ( إذا تكرر العطاس من الإنسان متتابعاً , فالسنة أن يشمته لكل مرة إلى أن يبلغ ثلاث مرات ) . وقال ص : 243: ( واختلف العلماء فيه , فقال ابن العربي المالكي : قيل يقال له في الثانية : إنك مزكوم , وقيل يقال له في الثالثة , وقيل في الرابعة , والأصح أنه في الثالثة . قال: والمعنى فيه أنك لست ممن يشمت بعد هذا , لأن هذا الذي بك زكام, ومرض لاخفة العطاس ) .
وقال البغوي في شرح السنة ( 6/373) وسئل إبراهيم عن الرجل به زكام , فعطس مراراً, قال :أنا أشمته ثلاثا ثم أتركه , وعن الحسن مثله , وقال مجاهد : تشمته مرة إذا عطس مراراً, كما إذا قرأ سجدة , ثم قرأها الثانية لم يسجد)
قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ(زاد المعاد 2/403) وقوله في الحديث : ( الرجل مزكوم ) تنبيه على الدعاء له بالعافية , لأن الزكمة علة , وفيه اعتذار من ترك تشميته بعد الثلاث , وفيه تنبيه له على هذه العلة ليتداركها ولايهملها , فيصعب أمرها , فكلامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كله حكمة ورحمة , وعلم, وهدى ) .
يتبع بإذن الله.... الموضوع : أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
| | | El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية الإثنين 4 أبريل 2011 - 23:50 | |
| قول شفاك الله للعاطس ) بعد الثلاث
سئل العلامة العثيمين مانصه :
السؤال: هل ورد عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أننا نقول لمن يعطس في المرة الثالثة: شفاك الله؟
الجواب: إذا عطس أحد وقال: الحمد لله، قل له: يرحمك الله، فإذا عطس ثانية فحمد الله، قل له: يرحمك الله، وإذا عطس ثالثة وقال: الحمد لله، قل له: عافاك الله إنك مزكوم، كذلك ادع له بالعافية. ( لقاءات الباب المفتوح 40)
وسئل عن قول ـ شفاك الله -الشيخ العلامة عبدُ المحسن العبّاد - حفظه الله - فقال : ما أعلم هل ورد في هذا شيءٌ أم لا . (شرح سنن الترمذي - كتاب الاستئذان والآداب - الشريط رقم : 298)
وفي الفتاوى الشرعية للشيخ المحدث أبي الحسن السليماني - حفظه الله - (السؤال (30) : رجل تكرر منه العطاس , فبعضهم يقول: إنه مزكوم فلا نُشَمِّتُـه بعد الأولى , وبعضهم يقول: لا نُشَمِّتُه بعد الثانية أو الثالثة , وبعضهم يقـول له: شفاك الله. فمـا هو الصحيح في ذلك ؟
الجواب : من نظر في الأحاديث ؛ وجد حديث سلمة بن الأكوع ـ رضي الله عنه ـ عند مسلم وغيره أن رجلاً عطس عند رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فقال : " يرحمك الله " ثم عطس أخرى فقال : " الرجل مزكوم " وفيه اختلاف على عكرمة بن عمار ، لكن الأكثر رووه عنه بهذا اللفظ, وفي حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعًا وموقوفًا: " شَمِّتْ أخاك ثلاثًا , فما زاد فهو زكام " والرفع زيادة ثقة , لكن في السند علة أخرى , وروي من طريق أخرى فيها سليمان بن أبي داود الحراني , وهو إلى الوهاء أقرب , ومن مرسل أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزام ، وهو مرسل صحيح , أن الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال : " إن عطس فشمتوه , ثم إن عطس فشمتوه , ثم إن عطس فشمتوه , ثم إن عطس فقل : إنك مضنوك " , قال عبد الله بن أبي بكر الراوي عن أبيه : لا أدري أبعد الثالثة أم الرابعة ؟ وهناك آثار أخرى , فالراجح عندي : أن ترك التشميت بعد ثلاث زيادة مقبولة يتعين العمل بها , وانظر ما جاء في " فتح الباري " (10/605-606) . وأما قول الجليس بعد الثلاث : شفاك الله ؛ فلا أعلمه مرفوعًا ولا موقوفًا , إنما هو من قول بعض الشافعية , نقله عنه ابن دقيق العيد , وَوَجْهُهُ أن الرجل مريض يحتاج إلى دعاء بالعافية والشفاء , انظر "الفتح". وعندي أن ما جاء في السُّنه أولى , ولا ينبغي أن نلتزم بعد الثلاث دعاء معينًًا كي لا يُظَنَّ أنه سنة , ويكون بعد ذلك ذريعة للابتداع في الدين . والله أعلم .)
قلت - والله تعالى أعلم - الأصل في الأذكار التوقف , وتحديد ذكر معين يحتاج إلى دليل صحيح , وبما أنه لم يثبت في ذلك نص , فيدعى له بالعافية دون تحديد لفظ معين إلا بدليل ثابت .
قال العلامة الألباني ( أصل صفة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :3/943) فإن الأذكار والأوراد توقيفية ؛ لا يجوز الزيادة عليها ، كما لا يجوز النقص منها ، أو تغيير شيء من ألفاظها ، وقد دلَّ على ذلك السنة ؛ كما في " الصحيحين " (1)1من حديث البراء بن عازب قال : قال لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" إذا أتيت مضجعك ؛ فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، وقل : اللهم ! أسلمت وجهي إليك ... " الحديث ، وفيه :" آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت " .قال البراء : فقلت أستذكرهن : وبرسولك الذي أرسلت . قال :" لا ، - وفي رواية الترمذي ، وصححه (2/240 - طبع بولاق) ، والطحاوي في " المشكل " (2/45) قال : فطعن بيده في صدري ، ثم قال : - وبنبيك الذي أرسلت " .
قال الحافظ في " الفتح " (11/94) : " وأولى ما قيل في الحكمة في رده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على البراء : أن ألفاظ الأذكار توقيفية ، ولها خصائص وأسرار لا يدخلها القياس ؛ فيجب المحافظة على اللفظ الذي وردت به ، وهذا اختيار المازري ؛ قال : فيقتصر فيه على اللفظ الوارد بحروفه ، وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف ، ولعله أوحي إليه بهذه الكلمات ؛ فيتعين أداؤها بحرفها " .
وهذه قاعدة عظيمة يجب مراعاتها في جميع الأذكار والأوراد المروية عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ أن لا يزاد فيها ولا ينقص ، ولا يتصرف فيها بتغييرأي لفظ ؛ لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أنكر على من غير لفظ : (النبي) بلفظ : (الرسول) ، مع أنه لم يغير شيئاً من المعنى ؛ لما تقرر أن الرسول أعم من النبي ، فالرسول نبيٌّ وزيادة ، فإذا كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أنكر ذلك - وليس فيه إلا استبدال لفظ بلفظ - ؛ فلأن ينكر على من زاد زيادة باللفظ والمعنى من باب أولى) ا.هـ
من يكره التشميت هل يشمت ؟ هناك من الناس من ملء الكبر قلبه , وانغمس التجبر في فؤاده , فلا يحب أن يشمت , أوان ينال الفضائل العظيمة في التشميت , فماحكم تشميت أمثال هؤلاء ؟ قال الحافظ ابن حجر(الفتح 10/606) : (الرابع ممن يخص من عموم العاطسين , من يكره التشميت , قال ابن دقيق العيد : ذهب بعض أهل العلم إلى أن من عرف من حاله أنه يكره التشميت , أنه لايشمت إجلالاً للتشميت أن يؤهل له من يكرهه,فإن قيل : كيف يترك السنة لذلك ؟ قلنا : هي سنة لمن أحبها , فأما من كرهها ورغب عنها فلا , قال : ويطرد ذلك في السلام والعيادة , قال ابن دقيق العيد : والذي عندي أنه لايمتنع من ذلك إلا من خاف منه ضرراً, فأما غيره فيشمت امتثالاً للأمر, ومناقضة للتكبر في مراده ,وكسرا ًلسورته في ذلك , وهو أولى من إجلال التشميت .
قلت ( ابن حجر ): ويؤيده أن لفظ التشميت دعاء بالرحمة فهو يناسب المسلم كائناً من كان والله أعلم ) أ.هـ .
من عطس والإمام يخطب هل يشمت ؟ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( إذا قلت لصاحبك:أنصت , يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت ) رواه البخاري ومسلم (1 )
يقول أهل العلم ـ رحمهم الله ـ : وجه الدلالة : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمى الأمر بالمعروف حال الخطبة لغواً ، مع أنه أمر مطلوب شرعاً ، وفيه فائدة متعدية للآخرين ,وهي منع التشويش عليهم ، فكذلك رد السلام وتشميت العاطس ، بل هو أولى وعن أُبَيُّ بن كعب - رضي الله عنه - قال : « قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة ( تبارك ) وهو قائم ، فذكرنا بأيام الله ، وأبو الدرداء ، أو أبو ذر يغمزني ، فقال : متى أُنزلت هذه السورة ؟ فإني لم أسمعها إلا الآن ، فأشار إليه أن اسكت ، فلما انصرفوا قال : سألتُك متى أُنزلت هذه السورة فلم تخبرني ، فقال : إنه ليس لك من صلاتك إلا ما لغوتَ ، فذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر له ذلك ، وأخبره بالذي قال له أُبي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : صدق أُبي » (2)
وجه الدلالة : أن ما طلبه أبو الدرداء أو أبو ذر من أبي بن كعب - رضي الله عنهم - من تاريخ السورة ، فقد كان فرضاً عليهم ، ليعرفوا الناسخ من المنسوخ ، وقد جعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اللغو في حالة الخطبة ، فكذلك رد السلام وتشميت العاطس .
وقد اختلف الفقهاء في حكم تشميت العاطس في خطبة الجمعة إذا حصل موجبه ، وذلك على أربعة أقوال :
القول الأول : يحرم , وبهذا قال أكثر الحنفية ، وبه قال المالكية ، وهو الوجه الصحيح عند الشافعية كما رجحه النووي في المجموع 4/275) ، ورواية عن الإمام أحمد , ويذكر عن الشعبي وسعيد بن جبير , وإبراهيم النخعي , وذكر صاحب المغني: ذلك عن ابن عمر والأوزاعي .وهو ما اختاره العلامة الألباني كما في تمام المنة ص : (339) .
القول الثاني : يجوز , وبهذا قال أبو يوسف في رواية عنه ، وهو وجه عند الشافعية ، والرواية الصحيحة عن الإمام أحمد ، والصحيح عند أصحابه ، وبه قال ابن حزم .
القول الثالث : يحرم على من يسمع الخطبة ، ويجوز لمن لا يسمعها . وبهذا قال الإمام أحمد في رواية عنه ، وهو قول لبعض أصحابه .
القول الرابع : لا يجوز رد السلام ، ويجوز تشميت العاطس . وهذا قول للشافعية .وذكر كل منهم دليله , وتعليله فيما ذهب إليه .
والراجح ـ والله تعالى أعلم ـ هو القول الأول , لأن وجوب الإنصات شامل للجميع ، فيكون المنع من تشميت العاطس ثابتًا في حقه ، كبقية الحاضرين (1) .
فتوى وسُئـل فضيلة الشيخ العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ: عـن حكم رد السلام؟ وتشميت العاطس أثناء خطبة الجمعة؟ وما حكم مصافحة من مد يده أثناء خطبة الجمعة؟
فأجاب فضيلته بقوله: رد السلام وتشميت العاطس أثناء خطبة الجمعة لا يجوز؛ لأنه كلام، والكلام حينئذ محرم؛ ولأن المسلم لا يشرع له السلام في هذه الحال، فسلامه غير مشروع فلا يستحق جواباً. والعاطس غير مشروع له حال الخطبة أن يجهر بالحمد فلا يستحق أن يشمت. وأما مصافحة من مد يده فهو أهون، والأولى عدمه؛ لأنه مشغل إلا أن يخشى من ذلك مفسدة فلا بأس أن يصافح اتقاء للمفسدة لكن بدون كلام، وتبين له بعد الصلاة أن الكلام حال الخطبة حرام. (2)
يتبع بإذن الله.... الموضوع : أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
| | | El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية الإثنين 4 أبريل 2011 - 23:52 | |
| مسألة : إذا عطس الخطيب وكذلك إذا عطس الخطيب، واستمر فإنه لا يشمت لأن الاستماع للخطبة أولى من تشميته , وإن حمد فوقف قليلاً ليشمت فلا يمتنع أن يشرع تشميته, لأنه في حالة سكوت .
ـ النهي عن التشميت في الصلاة ـ عن معاوية بن الحكم السلمي ـ رضي الله عنه ـ بينا أنا أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – إذعطس رجل من القوم , فقلت : يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم ,فقلت : واثكل أمياه ماشأنكم تنظرون إلي ؟, فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم , فلما رأيتهم يصمتونني , لكني سكت , فلما صلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأبي هو وأمي مارأيت معلماً قبله , ولابعده أحسن تعليماً منه , فوالله ماكهرني, ولا ضربني , ولاشتمني , قال : (إن هذه الصلاة لايصلح فيها شيء من كلام الناس , إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ) رواه مسلم (1)
قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ ( شرح مسلم 5/20)وفي الحديث :النهي عن تشميت العاطس في الصلاة , وأنه من كلام الناس الذي يحرم في الصلاة , وتفسد به إذا أتى به عالماً عامداً)( 2)
وبوب أبوداود ـ رحمه الله ـ في سننه على حديث معاوية (930) : ( في كتاب الصلاة ـ باب تشميت العاطس في الصلاة), ثم ساق الحديث في النهي عن ذلك .
تشميت العاطس من حقوق الطريق إن من شمولية هذا الدين , وعالميته أنه هذب أهله, وعلم أبناءه كل ماينفعهم في الدين والدنيا, ومن ذلك حقوق الطريق التي بينه نبينا – عليه الصلاة والسلام –كماجاء في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إياكم والجلوس في الطرقات " قالوا : يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه " قالوا : وما حقه ؟ ، قال : " غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر) متفق عليه .
ووردت روايات أخرى تُضاف إلى الخمس المذكورة ,وقد ذكرها العلامة الألباني في سلسلته وإليك نص كلامه .
قال – رحمه الله – (السلسلة الصحيحة - (ج 6 / ص 9) : (فإنه في الصحيحين وغيرهما وفي مسلم من حديث أبي طلحة دون قوله : (وإرشاد الضال) . وعند أحمد من حديث أبي سعيد زاد فيه وكف الأذى , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ). وفي رواية لأحمد: عن أبي سعيد به لكنه ذكر مكان كف الأذى : (وأرشدوا السائل ). ولفظ أبي طلحة : (غض البصر, ورد السلام,وحسن الكلام ). وورد عن أبي هريرة بلفظ : (غض البصر ,وإرشاد ابن السبيل,وتشميت العاطس إذا حمد الله ,ورد التحية) . وفي حديث البراء بلفظ : (فردوا السلام ,وأعينوا المظلوم ,واهدوا السبيل) .
وفي حديث ابن عباس ولفظه : (فردوا السلام ,وغضوا البصر ,واهدوا السبيل ,وأعينوا على الحمولة) وفي حديث سهل نحوه بلفظ : (قالوا : وما حق المجالس ؟ قال : ذكر الله كثيرا وأرشدوا السبيل وغضوا الأبصار ). وفي حديث وحشي بلفظ : (فردوا السلام ,وغضوا من أبصاركم, واهدوا الأعمى), ـ ووقع في الفتح الأغبياء وهو الأقرب لمعنى سائر الأحاديث ـ وأعينوا المظلوم ).
فمن مجموع هذه الروايات تجتمع عدد من حقوق الطريق : 1-غض البصر ، 2- كف الأذى ، 3- رد السلام 4-الأمر بالمعروف ، 5-النهي عن المنكر, 6- إرشاد الضال , وهداية السائل والأعمى 7- حسن الكلام, 8-إعانة المظلوم 9- الإعانة على الحمولة 10- ذكر الله كثيرا, 11- تشميت العاطس.
وشاهدنا من هذا الحديث أن النبي- صلى الله عليه وسلم -جعل تشميت العاطس من حقوق الطريق .
ما يقول العاطس في جواب التشميت قال تعالى: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً }النساء86
قال ابن العربي المالكي ـ رحمه الله ـ (أحكام القران :1/497): (روى ابن وهب وابن القاسم عن مالك أن قوله تعالى: وإذا حييتم ...) أنه في العطاس والرد على المشمت ,والأكثر على أنها في السلام ورده )
1ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا عطس أحدكم فليقل : الحمدلله , وليقل له أخوه , أو صاحبه : يرحمك الله , فإذا قال : يرحمك الله , فليقل : يهديكم الله ويصلح بالكم ) رواه البخاري (1)
2-عن أبي أيوب الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( إذا عطس الرجل , فليقل : الحمدلله على كل حال , وليقل الذي يشمته : يرحمك الله , وليرد عليه : يهديك الله , ويصلح بالكم )رواه الترمذي (2) .
3- عن سالم بن عبيد ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إذا عطس أحدكم فليحمد الله ) قال : فذكر بعض المحامد , ( وليقل له من عنده : يرحمك الله , وليرد ـ يعني عليهم ـ يغفر الله لنا ولكم ) رواه أبو داود ( 3) .
4- عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهماـ : أنه كان إذا عطس فقيل له : يرحمك الله , قال : ( يرحمنا وإياكم , ويغفر لنا ولكم )رواه البخاري في الأدب المفرد (4)
5ـ عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : ( إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله رب العالمين , وليقل من يرد : يرحمك الله , وليقل هو : يغفر الله لي ولكم )( 5)
قال الحافظ في الفتح 10/610):قوله (قوله بالكم شأنكم ) قال أبو عبيدة في معنى قوله تعالى : ( سيهديكم ويصلح بالكم)أي شأنكم . قال الإمام النووي ( الأذكار ص :241) : ) ويستحب للعاطس بعد ذلك أن يقول : يهديكم الله ويصلح بالكم , أو يغفر الله لنا ولكم )
وقال الإمام النوويـ رحمه الله ـ ( الأذكار ص241)ويستحب للعاطس بعد ذلك أن يقول : يهديكم الله ويصلح بالكم , أو يغفر الله لنا ولكم )
وقال ابن حجرـ رحمه الله ـ في (الفتح : 10/609)ومقتضاه أنه لايشرع ذلك إلا لمن شمت , وهو واضح , وأن هذا اللفظ هو جواب التشميت ) ثم قال في ذكر الخلاف في اللفظ الذي يرد به المشمت وهذا مختلف فيه , قال ابن بطال: ذهب الجمهور إلى هذا(1 )وذهب الكوفيون إلى أنه يقول : يغفر الله لنا ولكم ) اهـ .
قلت :والنصوص عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وردت باللفظين : وهما يهديكم الله, ويصلح بالكم , ويغفر الله لنا ولكم , فلا عبرة بالخلاف مع النص, وعليه أن يتخير بين اللفظين , كما هو مذهب الإمامين مالك والشافعي ـ رحمهما الله ـ .
ورجح ابن أبي جمرة ,وابن دقيق العيد أن يجمع بين اللفظين وذلك أجمع للخير ويخرج به من الخلاف ) قاله ابن أبي جمرة .
ودليله في ذلك ماتقدم في الأثر عن عبدالله بن عمر حيث جمع بينهما في قوله لمن شمته : (يرحمنا وإياكم , ويغفر لنا ولكم )( 2)
من أخبار العاطسين أخرج ابن عبد البرـ رحمه الله ـ بسند جيد عن أبي داود ـ رحمه الله ـ ـ صاحب السنن ـ أنه كان في سفينة ,فسمع عاطساً على الشط حمد, فاكترى قارباً بدرهم حتى جاء إلى العاطس فشمته ثم رجع , فسئل عن ذلك , فقال : لعله يكون مجاب الدعوة , فلما رقدوا سمعوا قائلاً يقول : ياأهل السفينة إن أبا داود اشترى الجنة من الله بدرهم (1)
فتأمل إلى هذا الحرص الشديد من هذا الإمام في اتباع السنة , وتأديتها ,وما أحوج الناس في هذا الزمان إلى أن يعرفوا سير هؤلاء الأعلام .
فنسأل الله أن يرزقنا حسن الإتباع للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسنته .
وذكر العلامة ابن كثير في البداية والنهاية (ج 11 / ص 173) , عن العالم الزاهد الفقيه الحنبلي الواعظ أبو محمد البربهاري ، فقال :وكان شديداً على أهل البدع والمعاصي، وكان كبير القدر تعظمه الخاصة والعامة، وقد عطس يوما وهو يعظ , فشمته الحاضرون، ثم شمته من سمعهم حتى شمته أهل بغداد، فانتهت الضجة إلى دار الخلافة، فغار الخليفة من ذلك وتكلم فيه جماعة من أرباب الدولة، فطلب فاختفى عند أخت بوران شهرا، ثم أخذه القيام - داء - فمات عندها، فأمرت خادمها فصلى عليه، فامتلأت الدار رجالا عليهم ثياب بياض. ودفنته عندها ثم أوصت إذا ماتت أن تدفن عنده. وكان عمره يوم مات ستا وتسعين سنة ـ رحمه الله ـ .
يتبع بإذن الله.... الموضوع : أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
| | | El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية الإثنين 4 أبريل 2011 - 23:53 | |
| أحاديث ضعيفة في العطاس
1- (إذا عطس أحدكم فقال الحمدلله , قال الملك : رب العالمين , فإذا قال : رب العالمين , قال الملك : يرحمك الله ) جاء موقوفاً وهو ضعيف , وجاء مرفوعاً,و إسناده هالك, كما قال العلامة الألباني في ضعيف الأدب المفرد( ص:85).
2- (من قال عند عطسة سمعها : الحمدلله رب العالمين على كل حال ماكان , لم يجد وجع الضرس , ولا الأذن أبداً)ضعيف مرفوعاً وموقوفاً ( السلسة الضعيفة 6139), وضعيف الأدب المفرد ص 86) .
3 –عن مكحول الأزدي قال : كنت إلى جنب ابن عمر , فعطس رجل من ناحية المسجد , فقال ابن عمر يرحمك الله إن كنت حمدت الله )فيه عمارة بن زاذان وهو ضعيف (ضعيف الأدب المفرد ص(:87) .
4- ( من حدث حديثاً فعطس عنده فهو حق) ضعيف في إسناده بقية بن الوليد .
5-( من سبق العاطس بالحمد أمن من الشوص , واللوص ,والعلوص" ذكره ابن الأثير في النهاية وهو خبر موضوع، الآداب الشرعية لابن مفلخ مع التحقيق ص(: 499) .
6-( العطاس, والنعاس, والتثاؤب, في الصلاة من الشيطان)قال ابن حجر: ( الفتح 10/607):وسنده ضعيف .
7-(إن التثاؤب الشديد , والعطسة الشديدة من الشيطان ) أخرجه ابن السني ,وسنده ضعيف ( حاشية زاد المعاد 2/401بتحقيق الأرنؤؤط) .
8- (إن الله يكره رفع الصوت بالتثاؤب ,والعطاس ) في سنده علي بن عروة ,وهو متروك الحديث كما قال الحافظ في التقريب ( المرجع السابق ) .
9-(يشمت العاطس ثلاثاً فإن زاد فإن شئت فشمته ,وإن شئت فلا ) قال عنه الترمذي : هذا حديث غريب مجهول , وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي .
10-(إذا عطس الرجل والإمام يخطب يوم الجمعة فشمته ) ضعيف جداً انظر ضعيف الجامع :596.
11- (استهلال الصبي العطاس ) قال الشيخ الألباني : ( موضوع ) انظر حديث رقم : 837 في ضعيف الجامع
12- (إن من أسرق السراق من يسرق لسان الأمير, و إن من أعظم الخطايا من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق, و إن من الحسنات عيادة المريض, و إن من تمام عيادته أن تضع يدك عليه,و تسأله كيف هو ؟ و إن من أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى تجمع بينهما ,و إن من لبسة الأنبياء القميص قبل السراويل, و إن مما يستجاب به الدعاء عند العطاس ) قال الشيخ الألباني : ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 1986 في ضعيف الجامع 13 – ( شيئان لا أذكر فيهما : الذبيحة, و العطاس هما مخلصان لله ) قال الشيخ الألباني : ( موضوع ) انظر حديث رقم : 3417 في ضعيف الجامع
13 - العطاس عند الدعاء شاهد صدق ) قال الشيخ الألباني : ( موضوع ) انظر حديث رقم : 3864 في ضعيف الجامع
14ـ ( لاتذكروني عند ثلاث تسمية الطعام, وعند الذبح ,وعند العطاس) ( موضوع )السلسة الضعيفة - (ج 2 / ص 21).
15-( مِنَ السعادةِ : العطاسُ عند الدعاء ) . ضعيف .السلسة الضعيفة - (ج 24 / ص 324).
16 ـ ( من عطس أو تجشأ فقال : الحمدلله على كل حال , من الحال صرف الله عنه سبعين داء أهونها الجذام ) قال الكتاني ( تنزيه الشريعة 2/321) : ( لايصح فيه محمد بن كثير ).
17ـ من بدر العاطس إلى محامد الله عوفي من وجع الداء والدبيلة ) قال الكتاني ( 2/ 322) : (لايصح فيه عمر بن صبح , وبشير بن زاذان متروك)
المراجع
الآداب الشرعية لابن مفلح طبعة مؤسسة ناشرون ـ مجلد واحد الأذكار المنتخبة من كلام سيد الأبرار للإمام النووي طبعة دار إحياء التراث العربي الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي طبعة مكتبة الإيمان أحكام القرآن لابن عربي المالكي طبعة شركة دار القدس للتصوير ـ القاهرة القاموس المحيط للفيروز آبادي طبعة دار إحياء التراث العربي المغني لابن قدامة طبعة دار الحديث ـ القاهرة المجموع للإمام النووي بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد الحفيد طبعة دار العقيدة تفيسر القرآن العظيم للعلامة ابن كثير طبعة دار المعرفة تنزيه الشريعةعن الأخبار الشنيعة المصنوعة لأبي الحسن الكتاني طبعة المكتبة التوقيفية توضيح الأحكام من بلوغ المرام للعلامة البسام طبعة دار ابن الهيثم خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية د/ عبد العزيز الحجيلان طبعة دار ابن الجوزي زاد المعاد من هدي خير العباد لابن القيم الجوزية طبعة مؤسسة الرسالة ناشرون سبل السلام للإمام الصنعاني طبعة دار العقيدة سنن الترمذي فريق دار الأفكار الدولية سنن أبي داود طبعة دار المعارف ـ اعتنى به مشهوربن حسن بن سلمان سنن ابن ماجة طبعة دار المعارف ـ اعتنى به مشهوربن حسن بن سلمان سنن النسائي طبعة دار المعارف ـ اعتنى به مشهور بن حسن بن سلمان السلسلة الصحيحة للعلامة الألباني طبعة دار المعارف السلسلة الضعيفة للعلامة الألباني طبعة دار المعارف شرح رياض الصالحين للعلامة العثيمين طبعة دار السلام شرح السنة للبغوي طبعة دار الكتب العلمية شرح مسلم للإمام النووي طبعة مكتبة الصفا
صحيح البخاري طبعة دار السلام صحيح مسلم طبعة دار السلام صحيح وضعيف الأدب المفرد للعلامة الألباني طبعة دار الصديق صحيح الجامع للعلامة الألباني طبعة المكتب الإسلامي ضعيف الجامع للعلامة الألباني طبعة المكتب الإسلامي فتح الباري لابن حجر العسقلاني طبعة المطبعة السلفية ومكتباتها فقه الأدعية والأذكار لشيخنا العلامة عبد الرزاق العباد طبعة كنوز أشبيليا مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية طبعة مكتبة ابن تيمية ـ القاهرة مختار الصحاح للرازي دار الغد الجديد مفتاح دار السعادة للعلامة ابن القيم طبعة دار الحديث القاهرة نيل الأوطار للعلامة الشوكاني الشركة الدولية للطباعة
منقول عن الأخ الفاضل أبومالك عدنان المقطري من ملتقى أهل الحديث الموضوع : أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
| | | الجنه تنادينيالاشراف العام
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| | | | عبداللهالمراقب العام
تاريخ التسجيل : 26/11/2009
| | | | أم شروقالمراقبة العامة
تاريخ التسجيل : 12/07/2011
| | | | | أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| |
| |