عن
عائشة - رضي الله عنها – قالت: قلت: يا رسول الله: ابن جدعان كان في
الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذاك نافعه ؟ قال: ( لا ينفعه؛ إنه
لم يقل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ) رواه مسلم .
المعنى الإجمالي
كان
عبد الله بن جدعان التميمي من رجالات الجاهلية المشهورين بالكرم، فكان له
قدر يُرْقَى إليها بِسُلَّم اتخذه لإطعام الضيفان، ومن كان هذا حاله يتطلع
الناس إلى معرفة مصيره بعد الموت، ولا سيما من أقربائه! فسألت أمنا عائشة –
رضي الله عنها – النبي – صلى الله عليه وسلم - عنه وعن مصيره بعد الموت،
وكانت تربطها به صلة قرابة، فأجابها النبي - صلى الله عليه وسلم - إجابة
صريحة لا لبس فيها ولا غموض أنه لن ينتفع بعمله، وعلّل ذلك بأنه لم يقل
يوماً: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين، أي: أنه لم يكن مؤمناً بالبعث بعد
الموت، ومن أنكر البعث فهو كافر، والكافر لا يقبل الله منه عملاً، وإنما
يتفضل الله عليه فيجزيه في الدنيا بما عمل من صالحات فيها، بأن يُكثِر الله
ماله وولده، أو يطيل عمره، أو يمن عليه بالصحة والعافية أو يجمع له ذلك
كله، { ولا يظلم ربك أحداً }(الكهف:49 ).
الفوائد العقدية
1- أن الإيمان شرط في قبول العمل الصالح والانتفاع به في الآخرة.
2- أن المشرك لا يغفر الله له يوم القيامة.
3- أن الأعمال الصالحة التي يعملها المشرك لا تنفعه يوم القيامة.
4- أن من لم يُصدِّق بالبعث فهو كافر، لا يُقبَلُ منه عملٌ يوم القيامة.
الموضوع : مصير أعمال الكافر بعد الموت المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya