El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: سمات عباد الله المتقين الإثنين 30 نوفمبر 2009 - 3:27 | |
| الخطبة الأولى سمات عباد اللهالمتقين خطبة جمعة للشيخ صالح بن عواد المغامسى إمام وخطيب مسجد قُباء
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذبالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد لهوليا مرشدا , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أراد ما العباد فاعلوه ولوعصمهم لما خالفوه ولو شاء أن يطيعوه جميعا لأطاعوه , وأشهد أن سيدنا محمد ونبينامحمد عبده ورسوله , بلغ عن الله رسالاته ونصح له في برياته فجزاه الله بأفضل ما جزىبه نبيا عن أمته صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره واتبعمنهجه بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد عباد الله فأوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلنوخشيته تبارك وتعالى في الغيب والشهادة فإن تقوى الله أزين ما أظهرتم وأكرم ماأسررتم وأعظم ما ادخرتم {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمإِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّمُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَىالنَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } أيها المؤمنون لما كانت التقوى هي الزادالأعظم والسبيل الأقوم كان لأولياء الله المتقين وعباده الصالحين سمات يتحلون بهاوطرائق يسيرون عليها تدل على عظيم تقواهم وعلى أنهم يسلكون الطريق الحميد والسبيلالمستقيممن ذلك أيها المؤمنون ..... 1- خوفهم و وجلهم من ربهم تبارك وتعالىفالخوف من الله جل جلاله من أعظم مقامات الصالحين وعد الله عليهم جنان وارفه فقال جل ذكره وتبارك اسمه { وَلِمَنْ خَافَمَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } وهو من أعظم أسباب التوفيق في الدنياوالآخرة قال الله جل وعلا عن رجلين صالحين من بني اسرائيل كانا مع كليمه موسى {قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَاادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُون } الخوف من مقام الله من أعظم ما يقرب العبد من الله زلفى , من أعظم ما يدفع إلىالطاعات ويحجب بالمؤمن عن المعاصي والسيئات . 2 - من سمات أولياء الله المتقين عظيم رجائهم من ربهم تبارك وتعالى فاللهجل وعلا أكرم من سئل وأرحم من أجاب وأعطى ولقد تبين للخلق أجمعين جلائل رحمته , وعظيم مننه جل وعلا كيف وهو الاله الواحد الذي لا رحيم ارحم منه جل جلاله دلت علىذلك آثاره في خلقه وأخبر عن ذلك في طيات كتابه فيما أنبأ به نبيه صلى الله عليهوسلم .. منّ على زكريا بالولد بعد أن احدودب ظهره وشاب رأسه , وأمر الحوت أنلايأكل ليونس لحما ولا يهشم له عظما{لَوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّنرَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُوم } ], ونجى إبراهيم بعد أن تآمر عليه قومهوأبوه , ومنّ على أيوب بالعافية بعد أن هجره أكثر أهله وذووه صلوات الله وسلامهعليهم أجمعين . فالمؤمن الحق يعرف أن الله جل وعلا يرجى عندكل ضراء , لا يكشف البلوى ولا يرفعها ولا يدفعها إلا هو سبحانه , فمن عرف الله حقاعظم في الله رجائه وطابت نفسه وهو يناجي ربه قالت الملائكة لخليل اللهإبراهيم {قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَتَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّالضَّآلُّونَ } 3 - من سمات عباد الله المتقين هجرهم للفواحش ما ظهر منها وما بطنيعلمون أن الرب تبارك وتعالى تعبدهم بإن يحفظ كل أحد من مؤمن ومؤمنة أن يحفظ جوارحهوأن يحصن فرجه ويغض بصره فتتبع العورات من أعظم مانهى الله جلا وعلا عنه , والمؤمنالتقي النقي يخاف الله جلا وعلا من فوقه فلا يتعرض لعورات المؤمنين ولا لسوءاتهم , إما أن ينقل إليها , وإما أن ينشرها على الملأ , كل ذلك مما حرمه الله جل وعلا . ولأن أسهمت التقنية الحديثة في أن كثيرا من الناس يعمدون إلى امرأة مؤمنةوقعت في خطأ , أو حدثاً شابا صبيا صغيرا تمكّن منه الشيطان فوقع في زلل , فيسجلونذلك أو يصورنه ثم يساومون به , مما يطلبون به جنساً , أو يطلبون به مالاً , وهميظنون أنهم أحكموا صنعتهم وأتقنوا جريمتهم وغاب عنهم أنه مهما صنعوا لا يمكن أنيخفى على الله منهم شيء ومهما قدروا فإنهم لن يخرجوا من قدرة الله ولا من سلطانهفإن الله جلا وعلا في السماء عرشه وفي كل مكان علمه ورحمته وقدرته وسلطانه لا إلهإلا هو . ذكر صاحب كتاب العبر فيما تضمنته حوادث الدهر أن رجلا في أحدأقاليم بلادنا قبل اثنين وخمسين عاما من عامنا هذا , كان يحيا في أقليم كثر فيه فيذلك الزمان المطر , ولم يكن يوم ذاك أكثر بيوت الناس إلا من طين فلما كثر المطروتتابع ترك أكثر الناس بيوتهم خوفا من أن تسقط عليهم , وتعطلت المحال , وتعثرت حياةالناس فأصابه شيء من الفاقة والحاجة فعمد إلى أحد جيرانه يقترض منه مالا فلما دخلعليه كان الجار الطيب مريضا انذاك لكنه رق لحاجة أخيه ورفع وسادته وأخرج منها صرةفيها مال , ثم أخذ منها ما طلبه صاحبه , وأعطاه أياها وأعاد الصرة إلى حيث كانت طمعذلك المقترض , طمع في المال كله فلما أمسوا وحل الظلام على الناس تسور البيت , ثمأتى إلى الدار فإذا بجاره المريض نائم وحوله ابنته طفلة رضيعة وعنده امرأته فأرادأن يحكم جريمته , حمل الطفلة بوطائها ولحافها وفرشها , ووضعها في فناء الدار علّالمطر أن يصيبها فتصرخ , فإذا علا صياحها قامت الأم إليها فانفرد هو بالمال فأخذه , فتم له ما أراد , حمل الطفلة ووضعها في الفناء الذي لا غطاء فيه , ولا جدار له , ولا سقف فوقه , ووضعها بلحافها ووطائها فتتابع المطر عليها فاستيقظت الطفلة فرفعتصوتها بالصياح , استيقظت الأم على صياح ابنتها فلما تبين لها أن ابنتها بعيدة عنها , وأنه لا فراش ولا وطاء ولا لحاف , أصابها ذعر شديد , يمكن للطفلة أن تتقلب , لكنمن الذي حمل الفراش , من الذي حمل الوطاء , من الذي حمل اللحاف , اسئلة لتم تجدالمرأة لها جوابا فهبت مذعورة وأيقظت زوجها وأخبرته الخبر , فقال لها تفقد الابنه , قالت إني أخاف فقام معها يتحامل على مرضه ويتكأ عليها حتى وصلا جميعا إلى الفناءعند ابنتهم , فعمد هذا الرجل وكان قد تخبى في ناحية من الدار عمد إلى الوسادةفرفعها وأخذ الصرة وهو يظن أنه أحكم صنعته , وأتم جريمته , ونسي أن الله ذو قدرةوعزيز ذو انتقام , فما أن حمل الصرة وهمّ بالخروج , إلا والبيت كله يسقط عليه ... فتأمل أيه المؤمن كيف نجى الله بلطفه الرجل وزوجته وابنته لم يصبهم شيء , وكيف أهلك الله جلا وعلا بالقدر ذاته ذاك الذي ءأتمر على أخيه , قال ربنا وهو أصدق القائلين { أَمْأَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ * أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُسِرَّهُمْ وَنجْواهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } فالخوف من مقام الله ومراقبة الله جلا وعلاوالعلم أن الله جلا وعلا مطلع عليك من أعظم صفاتك أيها المؤمن التقي , ومن أعظممايحول بينك وبين معصية الله . من سمات المتقين 4 - المحافظة على صلاة الفجر .. صلاة أفردالله في القران ذكرها وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَمَشْهُوداً ًوعظّم النبي الكريم عليه السلام أمرها " من صلى الفجر فهو في ذمة الله " , فطوبى لعبد سجد لله جذعه وخشع لله قلبه وعفر في التراب لله جبهته , قال ربنا وهو أصدق القائلين { أَوَ لَمْيَرَوْاْ إِلَى مَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ عَنِالْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ }
5 -من صفات المتقين وأولياء اللهالصالحين - مسارعتهم في الخيرات ومسابقتهم في الطاعاتفإنما يستلزمون ما عند الله من النعم و يستدرّون ما عند الله من الفضل يإحسانهم إلىغيرهم وإلى من حولهم , كل ذلك طمعا ورجاءاً في رحمة الله , قال الله جل وعلا عن كليمه وصفيه موسى{ َفسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَاأَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } , وأعظم ما تعبدنا الله جل وعلا بالإحسانإليهم الوالدان , فإن الإحسان إلى الوالدين من أعظم القربات , وأجلّ الطاعات , فإذارزق الإنسان مع بره لوالديه قلباً خاشعاً وطمعاً فيما عند الله ودعاءً متتابعاًورحمة بصبيانه وأهله وذويه وعدلا بين الناس فاز بالحسنى , وقرب من الله زلفى , قال ربنا وهو أصدق القائلين { وَوَصَّيْنَاالْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إحْسانَا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُكُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُوَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَالَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُوَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَالْمُسْلِمِينَ } قال الله بعدهاأ{ُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْأَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةوَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ } ولهذا دلت الآثار على أن العمل يعظم بالنيةويفضل بالسريرة الصالحة الصادقة التي يطلع رب العالمين عليها ولهذا قال صلى اللهعليه وسلم " التقوى ها هنا , ويشير إلى قلبه " صلى الله عليه وسلم . فمن أرادالله به خيرا أسلم لله قلبه , وخشعت لله جوارحه , وأكرمه الله جل وعلا بالثبات علىذلك حتى يلقاه . بلغني الله وإياكم من الخير فوق ما نؤملوصرف الله عنا وعنكم من السوء أكثر مما نخاف ونحذر . أقول قولي هذا وأستغفر اللهالعظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية الحمد لله وكفى وسلاما على عباده الذيناصطفى أما بعد أيها المؤمنون ..... فإن أمة الإسلام في جمعتها هذه تودع آخر جمعة من شعبان في عامها هذا وترتقب أياما وليالي مباركات هن ليالي وأيام شهر رمضانالمبارك , ورمضان أيها المؤمنون , شهر نادانا الله في كتابه نداء كرامة لا نداءعلامة فقال تبارك اسمه وجلّ ثنائه { يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنقَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } , ثم قال بعدها في مواضع { شَهْرُ رَمَضَانَالَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىوَالْفُرْقَانِ } قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى رحمةواسعه ... قال وعند المسلمين مقرر أن من أفطر يوما من رمضان من غير عذر فهو شر منالزاني , شر من السارق , شر من مدمن الخمر , بل يظن المسلمين أن به زندقه إذا أفطريوما من رمضان غير عذر أعاذنا الله وأياكم من ذلك كله , تعبدكم الله فضلا بصيامه , وندبتم إلى قيام ليله , والإكثار فيه من قراءة القران وباقي الأعمال الصالحةوالمؤمن يدرك أن الليالي والأيام أنما هن مطايا قبل الوفادة على الله جلا وعلا , والقدوم على الرب تبارك وتعالى أمر لاريبة فيه ولاشك {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَبِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ } , { يَا أَيُّهَاالْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ } فالله الله في الصيام , وتعبدوا الله جلاوعلا بالصيام بإخلاص نية وعبدا يرجوا ما عند الله من العطاء , ويخشى ما عند الله منالعقوبة . واستصحبوا قول المعصوم صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان إيماناواحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " , وقيام الليل من أعظم خصال أهل التقوى طوالالعام إلا أنه في رمضان أوكد لعموم قوله صلى الله عليه وسلم " من قام رمضان إيماناواحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " , ولقد صلى نبيكم صلى الله عليه وسلم بالمسلمينفي المدينة صلاة التراويح ليلتين أو ثلاث أو أربع ثم خاف أن تفرض على الأمة , فلميخرج إلى الناس , فكان الناس يصلونها أرسالا أي فراداى , ومكثوا على ذلك أيامالصديق رضي الله عنه وأرضاه , وشيئا من خلافة أمير المؤمنين عمر فلما تمت ولايتهواستقر له الأمر قال : لو جمعت الناس على أمام واحد , فقد دخل المسجد ورأى المسلمينيصلون أرسالا أي فراداى أو جماعات مختصرة فجمعهم على أبيّ بن كعب وعلى تميم ابن أوسالداري رضي الله عنهم , وقال في ليلة وقد مر عليهم قال : والتي ينامون عنها أفضل منالتي يقومون لها أي أنها لو كانت في آخر الليل لكان أولى , فينبغي على المؤمن أنيحرص أن يكون له حظاً من قيام الليل قال ربنا { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِالْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْيُنفِقُونَ } ألا وأنه ما استقبل رمضان بأعظم من توبةنصوح يستغفر فيها المؤمن من ذنبه ويتوب فيها إلى ربه ويزدلف فيها بالعمل الصالح ولاينبغي أن يكون رمضان تغييرا في برنامجنا اليومي وإنما يكون رمضان إقبال على اللهواستغفارا للذنوب وازديادا من الأعمال الصالحة وتوسلا ورجاءا من واحد أحد أن يحرمجسدك على النار فإن النجاة من النار نجاة من الخزي الأعظم ودخول الجنة هو الفوزالأكرم , الذي كان الصالحون ومازالوا يسألونه ربهم قال الله جلا وعلا حكاية عنهم { كَانَ عَلَىرَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُولاً } لا تحتقرن أيه المؤمن ولا أيتها المؤمنة أيعمل صالح تتقرب به إلى الله مادام قد دل الشرع على ذلك العمل روي في جيّدالأخبار أن رجلا في زمن بني العباس كانت له جارية أعجمية لا تتقن العربية وكانيحبها حبا جما إلا أنه نغص عليه أن يتفكه بها أنها لا تجيد لغة العرب , وكان يتمنىذلك منها, حتى إذا كان ذات يوم جاءته وهي تقول له بلغة العرب التي يفقهها قالت : ياعماه , علمني قراءة سورة الفاتحة , فضربها وقال لها : تتقنين العربية وتخفين عنيهذا كله من زمن , وهي لا تزيد على هذه الكلمة , يا عماه علمني قراءة سورة الفاتحة , قالت إنني رأيت فيما يرى النائم أنني أمرت بدخول الجنة مع الناس فلما دخلها الناسلم يبقى إلا ثلاثه نساء أنا واثنتين معي فقال الخازن وهذا كله في الرؤيا قال الخازن : من كانت منكم تحفظ سورة الفاتحة فالتدخل , فدخلت الجاريتان لأنهما كانتا تحفظانسورة الفاتحة , قالت : وبقيت أنا فقامت من نومها فزعة مذعورة , وهي تقول يا عماهعلمني سورة الفاتحة فرقَّ لها سيدها , وأخذ يعلمها شهرا كاملا حتى أتقنت سورةالفاتحة , فلما أتقنتها و قرءاتها صحيحة ماتت من يومها هذا .
فانظر أيهالمبارك كيف إذا صلح العمل وصدقت النية ولو قلت , يمنّ الله جلا وعلا على عبده بحسنالخواتيم , وسواءا صحت القصة أو لم تصح فقد دلت الآثار الصحيحة من قبل عن الله وعنرسوله صلى الله عليه وسلم وما حررناه آنفا , أن العمل الصالح يعظم ويفضل بالنيةالصالحة والسريرة الصادقة . ألا وصلوا وسلموا على سيد الأبرار , وإمامالأخيار {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَعَلَى النَّبِي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُواتَسْلِيماً } اللهم صلي على محمد ما ذكره الذاكرونالأبرار, وصلي على محمد ما تعاقب الليل والنهار , وارضى اللهم عن أصحاب محمد منالمهاجرين والأنصار .اللهم ارحمنا معهم بمنك وكرمك يأرحم الراحمين .
اللهماغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين , اللهم اغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين , اللهم إنانسألك الإيمان والعفو عما مضى وسلف وكان من الذنوب والآثام والعصيان , اللهم وفقولي أمرنا بتوفيقك وأيده بتأييدك , اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك . اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى ووجهك الأكرم , واسمك الأعظمأن تبلغنا رمضان وأن تعيننا على صيامه على الوجه الذي يرضيك عنا , اللهم ارزقنا بهصالح التوبة وصادق العمل وكريم النية ياذا الجلال والإكرام . اللهم إنانسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل , ونعوذ بك ربنا من النار وما قرب إليها منقول وعمل , اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان , اللهم أصلح أحوال المسلمين فيكل مكان {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةًوَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } عبادالله {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِوَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِوَالْبَغْي يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروهعلى نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
انتهـــــــــــــــــــــى الموضوع : سمات عباد الله المتقين المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|