ام ابراهيمنائب المدير
تاريخ التسجيل : 05/08/2011
| موضوع: مَرْثِيَةُ الحَيَارَى بَعْدَ أُفُوْلِ النَّجْمِ الهَادِي الجمعة 26 أغسطس 2011 - 21:36 | |
| الحمد لله وكفى ، وسلاما على عباده الذين اصطفى ، وبعد : قلقي على مستقبل الأمة صار أعظم من حزني على موت الألباني ، فبعض الأفراد أمة بأنفسهم ، وبعض الأمم غثاء بكثرتهم ، وكلما ماتت تلك القمم كلما صار وصف الغثاء ألزم ، وإذا كان من فضل يذكر للشيخ الألباني رحمه الله فهو إمامته في سنة النبي صلى الله عليه وسلـم . فما أرض للسنة – في حاضرنا – خصبة الإبقال ، ولا شجرة للحديث – في عصرنا – وارفة الظلال إلا وللألباني يد في إبقالها وإظلالها ، فهو صاحب الغرس الميمون في علوم السنة ، وممد روافدها بسقيه الممنون في صحوة الأمة ، فطاب الغرس المبارك في المكان الخصب ، ونما الزرع الطهور بالماء العذب . هذه قصيدة من وافر الحزن الذي هو من بحور الأسى أزجيها لكل محب للشيخ الألباني رحمه الله ، واعترافا بفضله علي وعلى كل طلبة العلم في العالم ، فاللهم ارفع ذكر الشيخ الألباني في العالمـين ، وارحمه واغفر له يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . الحزنُ أمْضى في الخُطوبِ وأَفْدَحُ *** والصَّمْتُ أغنى في الرِّثَاءِ وأَفْصَحُ والنظم أَضْحَى من جليل مُصَابِنا *** نَثْرَاً يَئِنُّ مُعَانِدَاً يَتَقَـــــرَّحُ ][1] لكنَّ قَلْبِيَ هَالَهُ حُزْنُ الــوَرَى *** وكآبةُ الأشياءِ تَرْوي تُفْصِـــحُ قدْ ماتَ مَنْ كانَ الذي يَمْحُو عَنِ الْ *** آثـَارِ آثـَارَ الكَذُوْبِ ويَفْضَحُ يا نَاصِرَ الدينِ الذي في أَمْسِنَـــا *** قَدْ كُنْتَ رُوْحَاً للدعاةِ تُــرَوِّحُ قد كنتَ أصلا في العلومِ جميعِهـا *** وبدونكمْ مَضَتِ العُلُوْمُ تَرَنَّــحُ أمَّا الحديثُ فأنْتَ أَنْتَ بَعَثْتَــهُ *** فَغَدَا بما صَنَّفْتَهُ يَتَصَـــرَّحُ ][2] والفقهُ رَوْنَقُهُ حلا وتَيَسَّــرَتْ *** أَسْبَابُــهُ وجهودُكم تَتَمَـدَّحُ أما علومُ النَّقْدِ نَقْـــدِ حديثِنا *** فالفضــلُ يعرفُه العليمُ الأرجحُ مَيَّزْتَ بينَ صحيحِها وضعيفِها *** فبهاؤُها قد صـارَ أَبْلَجَ يُفْصِح قد صارَ قَطْفُ ثِمَارِهَا مُسْتَطْيَبَا ][3] *** ذُلُلاً جَنَــــا بُسْتَانِهِ يَتَقَزَّحُ ][4] علمُ الحديثِ غَرْسَتَه فَنَمَا أَلا *** أَنْعِمْ بِهِ عِلْمَاً يُفِيْدُ ويُفْلِحُ أنتَ الذي أَحْيَيْتَ في آمالنا *** ذِكْرَى الأوائِلِ في غَدٍ يَتَكَلَّحُ وَرَوَيْتَ مِنْ ظَمَأٍ غَلِيْلَ قُلُوبِنَا *** الوَحْيُ أَرْوَى للنُّفُوْسِ وَأَرْوَحُ بِجِهَادِكـم عُرِفَ الأُلَى ][5] سَادُو الدُّنَا *** بِجِهَادِكُمْ وجِهَادِهِمْ نَتَسَلَّحُ أَوَلَمْ يَكُنْ شَأْنُ الحديثِ بِغَابِرٍ *** أخبارَ عَنْقَا مُغْرِبٍ ][6] تَتَأَرْجَحُ أَوَلَمْ تكنْ كُتْبُ الحديثِ دَفِيْنَةً *** فَنَشَرْتَهَا والنَّشْرُ عِطْرٌ أَفْيَحُ وخِصَالُكُم كَعُلُوْمِكُمْ في نَفْعِهَا *** طَاَبَتْ وطَابَ طَلِيْبُها المُتَرَبِّحُ قد غَصَّ حَلْقِيَ مَا أَرَى مِنْ مِحْنَةٍ *** تَـــذَرُ الحَلِيْمَ لِهَوْلِهَا يَتَرَنَّحُ مَوْتُ التُّقَاةِ ومَوْتُ كُـلِّ مُعَلِّمٍ *** سِمَـةُ الزَّمَانِ بِعَصْرِنَا فَتَلَمَّحُوا أَوَمَا رأيتُم كيفَ ماتَ تَوَالِيَاً *** شَيْخُ الشُّيُوْخِ ][7] وحَبْرُنَا المُتَسَبِّحُ ] [8] أَوَمَا وَعِيْتُمْ في المَنِيَّــةِ عِبْرَةً *** أَوَمَـا يُفِيْقُ جَهُوْلُنَا المُتَمَرِّحُ ][9] كَمْ مُمْرِضٍ عُدْنَاهُ صَارَ مُبَرَّأً *** وَمُبَرَّأٍ في غَمْضَةٍ لا يَبْرَحُ آهٍ عَلَى حَالِ الدِّيَانَةِ في الوَرَى *** ذُلٍّ وظُلْمٍ صَارِخٍ يَتَبَجَّحُ فِتَنٌ كَقِطْعٍ الليلِ في إِغْوَائِهَا *** مَا ثَمَّ إلا شَرْعُنَا المُتَصَبِّحُ يَا قَوْمَنَا قَدْ صَاحَ فيْكُمْ نَاصِرُ الدِّ *** دِيْنِ الَّذي كَلِمَاتُهُ تَتَفَصَّــحُ إنْ رُمْتُمُ مَجْدَاً تَلِيْــدَاً خَالـِدَاً *** فَتَأَسَّدُوا وَتَشَجَّعُوا وتَسَلَّحُوا وسِلاحُكُمْ في عَصْرِكُمْ إنْ تَبْتَغُوا *** أَمْرَانِ ][10] مَنْ يُعْنَاهُــمَا هُوَ أَفْلَحُ تَهْذِيْبُ مَنْهَجِ شَرْعِنَــا وَبِنَاؤُهُ *** صَرْحَـاً مَنِيْفَا صافيا يَتَوَضَّحُ والثَّانِ تَرْبِيَةُ الشَّبَابِ عَلَى العُلا *** نِعْمَ الـشبابُ الحُرُّ والمُتَكَدِّحُ ذَيَّــــاكُمُ مِيْرَاثُهُ فَتَحَمَّلُوا *** ولِوَاؤُهُ وشِعَارُه فَتَـوَشَّحُوا كمْ فِتْنَةٍ وبَلِيَّةٍ مَرَّتْ بِنَـــا *** وتَمَالأَتْ هِمَمُ اللِّئَامِ تُذَبِّــحُ فإذا الهَصُورُ بِدِرْعِهِ وسِهَامِه *** ومُهَنَّدٍ مُتَأَهِّبَاً ويُلَـــوِّحُ فانْدَاحَتِ الظَّلْمَاءُ في أَوْكَارِهَا *** وتَبَدَّدَتْ بِدَعٌ تَمُوْرُ وتَمْـرَحُ سَلْ عَالِمَاً سَلْ مُسْلِمَا مُتَنَسِّكَاً *** سَلِ البِلادَ سَلِ العِبَادَ ألا اسْمَحُوا واسْتَعْلِنُوا في جأْرَةٍ مُلْتَاعَةٍ *** هَلْ مَاتَ أَلْبَانِيُّنَا المُتَــبَرِّحُ سَتُجِيْبُكَ الأَرْجَاءُ في إِسْعَـــادَةٍ *** مَا مـــَاتَ مَنْ آثارُه تَتَرَوَّحُ
اللهم ارحم الألباني بعدد ما نشر من حروف سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، واغفر للألباني بعدد السنن التي عمل بها كل مسلم ومتسنن ، وارفعه بكل صحيفة خطها درجة في عليين ، يا أرحم الراحمين . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .
كتب الفقير إلى عفو البر الرحيم العلي المعتز بالله أبو محمد رضا بن أحمد بن يونس الصمدي السلفي عشية الخميس 28 جمادى الآخرة 1420 هـ بانكوك – تايلند --------------------------------
[1] 1 يتقرح أي يتألم . [2] يتصرح أي يصير صرحا شامخا وبناء عاليا . [3] مستطيبا إشارة إلى مشروع حياته رحمه الله : الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب . [4] يتقزح أي يتنوع . [5] الألى : الذين . [6] عنقاء مغرب طير كانت تزعم العرب وجوده في غرائب أساطيرها فغدت حكايته مضرب مثل لكل من أتى بما لا يعرفه الناس [7] هو الشيخ العلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله . [8] هو الشيخ الإمام الألباني رحمه الله . [9] البطر المتكبر . [10] إشارة إلى الركنان الأصيلان لأي إصلاح دعـوي ، دعا إليهما رحمه الله ولخصهما في كلمتين هما : التصفية والتربية ، أي تهذيب الدين وتنقيته مما دخل فيه من الخرافات والبدع والأحاديث المكذوبة والموضوعة وما انبنى عليها من أعمـال ، وتربية شباب الأمة على الالتزام بشرع الله تعالى على منهج سلف الأمة الصالح .
| مَرْثِيَةُ الحَيَارَى بَعْدَ أُفُوْلِ النَّجْمِ الهَادِي الشيخ الحافظ الإمام القدوة ، شيخ الإسلام ومفتي الأنام ومجدد السنة والإسلام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله رحمة واسعة وقدس الله روحه ونور قبره . |
| رضا أحمد صمدي
| |
الموضوع : مَرْثِيَةُ الحَيَارَى بَعْدَ أُفُوْلِ النَّجْمِ الهَادِي المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: ام ابراهيم |
|
كفاني مسلمةعـضـو برونزي
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
| |