من يصاب
بالطعن والبطن والحرق والغرق :
المطعون
والمبطون والحريق والغريق
وما أشبههم .
ومن الشهداء :
الذين قتلوا
في سبيل الله . ومن الشهداء :
الذين
يقتلون دون أموالهم ودون
أنفسهم ، كما قال النبي ـ عليه الصلاة
والسلام
ـ حينما سأله رجل
وقال :
(( أرأيت يا
رسول الله إن جاءني رجل يطلب
مالي ـ
أي عنوة ـ قال :
(( لا تعطيه
مالك ، قال : أرأيت إن قاتلني ؟
قال
قاتله ، قال أرأيت إن قتلته ؟
قال : هو في النار ـ لأنه معتد ظالم ـ
قال
: أرأيت إن قتلني ؟ قال :
فأنت شهيد قال : أرأيت إن قتلته ؟ قال هو في
النار
))(179)
وقال النبي عليه الصلاة والسلام :
(( من قتل
دون دمه فهو شهيد ، ومن قتل دون
أهله
فهو شهيد ، ومن قتل دون ماله
فهو شهيد ))(180) .
ومن الشهداء أيضا :
من قتل ظلما
، كأن يعتدي عليه إنسان فيقتله
غيلة
ـ ظلما ـ فهذا شهيد .
ولكن
أعلى الشهداء هم الذين يقتلون في سبيل الله
؛ كما قال تعالى : ( وَلا
تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ
أَحْيَاءٌ
عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (
169 ) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ
اللَّهُ
مِنْ فَضْلِهِ
وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا
بِهِمْ
مِنْ خَلْفِهِمْ
أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(
170
)
(يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ
لا
يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)
(آل عمران
169 ـ171 ) ،
هؤلاء الشهداء في
الآية
وهم :
الذين
قاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا ،
فما
قاتلوا لحظوظ أنفسهم ، وما
قاتلوا لأموالهم ، وإنما قاتلوا لتكون كلمة
الله
هي العليا ، كما
قال لك النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ حين سئل عن
الرجل
يقاتل
شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل ليرى مكانه ، أي ذلك في سبيل الله ؟
قال
:
(( من قاتل
لتكون كلمة الله هي العليا فهو في
سبيل الله ))(181) .
هذا
الميزان ميزان عدل ، لا يخيس ميزان وضعه النبي
صلي الله عليه وسلم يزن
الإنسان
به عمله .
فمن قاتل لهذه الكلمة فهو
في سبيل الله ، إن
قتلت فأنت شهيد
، وإن غنمت فأنت سعيد ،
كما قال الله
سبحانه :
( قُلْ هَلْ
تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا
إِحْدَى
الْحُسْنَيَيْنِ ) إما الشهادة
وإما الظفر والنصر .
( وَنَحْنُ
نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ
يُصِيبَكُمُ
اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ
عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا)
التوبة: 52
، أي : إما
أن الله يعذبكم ، ويقينا شركم ،
كما
فعل الله تعالى بالأحزاب الذين
تجمعوا على المدينة يريدون قتل الرسول
عليه
الصلاة والسلام ،
فأرسل الله عليهم ريحا وجنودا وألقى في قلوبهم الرعب
،( أَوْ
بِأَيْدِينَا) كما حصل في بدر ، فإن الله عذب المشركين بأيدي
الرسول
صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، هذا الذي يقاتل لتكون كلمة الله هي
العليا
هو الشهيد .