بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة
للعالمين ، ومعلمًا
ومرشدًا للخلق أجمعين .
قال الله تعالى : ﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ
الصَّادِقِينَ ﴾
التوبة 119
وقال تعالى : ﴿ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ ﴾
الأحزاب
35
وقال تعالى : ﴿ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ
لَكَانَ
خَيْراً لَهُمْ ﴾ محمد 21
الصدق
: معناه مطابقة الخبر الواقع ،
ويكون فإذا أخبرت بشيء وكان
خبرك مطابقاً للواقع قيل إنه صدق ، مثل أن تقول
عن هذا اليوم : اليوم
يوم الأحد فهذا خبر صدق ، وإذا قلت اليوم يوم
الاثنين فهذا خبر كذب ،
فالخبر إن وافق الواقع فصدق و إلا فكذب .
وكما يكون الصدق في الأقوال
فهو في الأفعال وهو أن يكون الإنسان باطنه
موافقاً لظاهره بحيث إذا عمل
عملاً يكون موافقاً لما في قبله .
فالمرائي
ليس بصادق لأنه يظهر للناس بأنه من
العابدين وليس كذلك .
والمشرك مع الله ليس بصادق لأنه يظهر بأنه
موحد
وليس كذلك .
والمنافق ليس بصادق لأنه
يظهر الإيمان وليس
بمؤمن .
والمبتدع ليس
بصادق لأنه يظهر الإتباع للرسول
صلى الله عليه وسلم وليس بمتبع .
المهم
أن الصدق مطابقة الخبر للواقع وهو من سمات المؤمنين وعكسه الكذب وهو
من
سمات المنافقين .
وفي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال :
{ إن الصدق يهدي إلى البر .
وإن البر يهدي إلى
الجنة . وإن الرجل ليصدق حتى يكتب صديقا . وإن
الكذب يهدي إلى الفجور . وإن
الفجور يهدي إلى النار . وإن الرجل ليكذب
حتى يكتب كذابا }
صحيح مسلم
قوله : " عليكم
بالصدق " أي الزموا الصدق
والصدق مطابقة الخبر للواقع فمتى
طابق الخبر الواقع فهو صدق وهذا باللسان ،
ومتى طابقت أعمال الجوارح
كما في القلب فهي صدق وهذا صدق بالأقوال ، ثم
بين النبي صلى الله عليه
وسلم عندما أمر بالصدق بين عاقبته فقال : " إن
الصدق يهدي إلى البر
وإن البر يهدي إلى الجنة " .
والبر : هو
كثرة الخير فهو نتاج للصدق ،
وصاحب البر يهديه بره إلى الجنة نسأل الله
أن يجعلنا وإياكم منهم ، والجنة
غاية كل مطلب ، ولهذا علمنا الحبيب
المصطفى صلى الله عليه وسلم أن نسأل
الله الجنة ونستعيذ به من النار .
وقوله
" إن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقًا "
، وفي رواية أخرى " ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله
صديقًا
" فالرجل الذي يتحرى الصدق يكتب عند الله صديقًا وهذه درجة عظيمة
نسأل
الله أن يجعلنا من الصديقين .
فمن المعلوم أن الِّصديقية درجة عظيمة لا
ينالها إلا قلة من الناس نسأل
الله أن نكون منهم ، وتكون في الرجال
وفي النساء قال الله تعالى
﴿ مَّا الْمَسِيحُ
ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ
قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ
وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ﴾
المائدة 75 .
وأفضل الصديقين
على الإطلاق أصدقهم ، وهو أبو بكر رضى الله عنه الذي
استجاب للنبي صلى
الله عليه وسلم حين دعاه للإسلام وصدقه في الإسراء
والمعراج .
أما
الكذب فانه قال :( إياكم والكذب )
"إياكم "
للتحذير أي احذروا الكذب ؛ وهو الإخبار بما يخالف الواقع بالقول
أو
بالفعل وقوله " إن الكذب يهدى إلى الفجور " والفجور يعنى الخروج عن طاعة
الله ، فالكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار .
وقوله : " وإن
الرجل ليكذب " وفي لفظ : " لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب
حتى يُكتب
عند الله كذابًا "، والكذب من الأمور المحرمة بل قال بعض العلماء
:
أنه من كبائر الذنوب لأن الرسول صلى الله عليه وسلم توعده بأنه يُكتب
عند
الله كذابًا .
ومن أعظم الكذب ما يفعله الناس اليوم يأتي بالمقالة
كاذبًا لكن من أجل أن
يُضحك الناس .
وقد جاء الوعيد على هذا فقال
صلى الله عليه وسلم
" ويلٌ لمن حدث فكذب ليُضحك
به القوم ويل له ثم ويل
له "
حديث حسن
وهذا وعيد على
أمر سهل عند كثير من الناس .
فالكذب كله حرام ،
وكله يهدي إلى الفجور ولا
يستثنى منه شيء إلا ثلاث أشياء :
في
الحرب والإصلاح بين الناس وحديث المرأة زوجها وحديثه إياها .
ولكن بعض
العلماء قال : أن المراد بالكذب هي هذا الحديث التورية وليس الكذب
الصريح .
نسأل الله أن نكون من الذين انعم الله عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء
والصالحين
وحسن أولئك رفيقا
الموضوع : الصــدق مطابقة الخبر الواقع المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya