السؤال 60: ما صحة الحديث {تعلموا السحر، ولا تعملوا به}؟
الجواب:
حديث
لا أصل له ، لا يجوز أن ينسب إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم، والحديث
الذي لا أصل له عند علماء الحديث يطلق على
إحدى معنيين : إما أنه يطلق على
كلام لا إسناد له، بالكلية، كما فعل
ابن السبكي في كتابه "طبقات الشافعية
الكبرى" لما ترجم لأبي حامد ،
محمد بن محمد بن محمد بن محمد الغزالي،
المتوفى سنة 505هـ ، فذكر فصلاً
بديعاً في الأحاديث التي لا أصل لها في
كتاب إحياء علوم الدين ، وبلغ
عددها قرابة الألف ، هذه أحاديث لا أسانيد
لها أبداً، ووهم فيها أبو
حامد ، وقال : قال صلى الله عليه وسلم.
والنوع الثاني من الذي يقال
فيه: لا أصل له ، حديث مداره على كذاب ،
اختلقه وصنعه، فيقال في هذا
الحديث لا أصل له من كلامه ، صلى الله عليه
وسلم.
فهذا الحديث
{تعلموا السحر ....} لا أصل له من النوع الأول : أي لا
إسناد له
ويقال
إن هذا عجز بيت شعر ، يقول الشاعر:
العلم بالشيء خير من الجهل به
وتعلموا السحر ولا
تعملوا به
ولا يتعلم الساحر
السحر ويكون ساحراً، إلا والعياذ بالله لما يؤمر
بالكفر، ويستجيب
للكفر، ولذا قال عمر بن الخطاب : حد الساحر ضربة بالسيف،
والله أعلم ..
من فتاوى الشيخ فتاوى الشيخ مشهور حسن آل سلمان
*************
صدرت فتوى من
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية
والإفتاء والدعوة والإرشاد حول حديث : (
تعلموا السحر ولا تعملوا به ) :
(
بأن ذلك الحديث لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم ، بل هو
خبر
موضوع ) ( فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء – 1 / 368 ) 0
سئل العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن
باز – رحمه
الله – عن صحة " تعلموا السحر ولا تعملوا به " ؟؟؟
فأجاب :
( هذا الحديث باطل لا أصل له ، ولا يجوز تعلم السحر ولا
العمل به وذلك
منكر بل كفر وضلال ، وقد بيّن الله إنكاره للسحر في
كتابه الكريم في قوله
تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا
الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ
سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ
وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا
يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ
وَمـَا أُنـزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ
بِبَابِـلَ هَـارُوتَ وَمَـارُوتَ
وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى
يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ
فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ
مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ
بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ
بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ
أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا
يَضُرُّهُمْ وَلا
يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا
لَهُ فِى
الأخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ
لَوْ
كَانُوا يَعْلَمُونَ *وَلَوْ أَنَّهُمْ ءامَنُوا وَاتَّقَوْا
لَمَثُوبَةٌ
مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) 0
فأوضح
سبحانه في هذه الآيات أن السحر كفر وأنه من تعليم الشياطين ، وقد
ذمهم
الله على ذلك وهم أعداؤنا ، ثم بين أن تعليم السحر كفر ، وأنه يضر ولا
ينفع ، فالواجب الحذر منه ؛ لأن تعلم السحر كله كفر ، ولهذا أخبر عن
الملكين
أنهما لا يعلمان الناس حتى يقولا للمتعلم : إنما نحن فتنة فلا تكفر
،
ثم قال : ( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ
اللَّهِ
) ، فعلم أنه كفر وضلال ، وأن السحرة لا يضرون أحداً إلا بإذن الله
0
والمراد
بذلك إذنه سبحانه الكوني القدري لا الشرعي الديني ؛ لأنه سبحانه لم
يشرعه ولم يأذن فيه شرعاً بل حرمه ونهى عنه ، وبين أنه كفر ومن تعليم
الشياطين
كما أوضح سبحانه أن من اشتراه أي اعتاضه وتعلمه ليس له في الآخرة
من
خلاق ، أي من حظ ولا نصيب ، وهذا وعيد عظيم ، ثم قال سبحانه : (
وَلَبِئْسَ
مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )
والمعنى
باعوا أنفسهم للشيطان بهذا السحر ، ثم قال سبحانه : ( ولَوْ
أَنَّهُمْ
ءامَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ
لَوْ
كَانُوا يَعْلَمُونَ ) ، فدل ذلك على أن تعلم السحر والعمل به ضد
الإيمان
والتقوى ومنافٍ لهما ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) ( مجموع فتاوى
الشيخ
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – 1 / 653 – 654
الموضوع : ( تعلموا السحر ولا تعملوا به ) حديث لا أصل له المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya