1- هناك من يفرح
بالطاعة لأن
الله وفقه لها ، معني أن الله يوفقك لطاعة أنه قبل منك
الطاعة السابقة
واحد صلي الفجر اليوم فربنا يوفقه أنه يصلي بكرة
وبعده
وهكذا ، ثم يصوم اثنين وخميس ثم يتصدق معني هذا أن طاعته قُبلت فربنا
ييسر له الطريق ليعمل طاعات أخري فيفرح المسلم بتلك الطاعات
ربنا
يقول في القرآن :
فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى{5} وَصَدَّقَ
بِالْحُسْنَى{6}
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى{7} وَأَمَّا مَن بَخِلَ
وَاسْتَغْنَى{8}
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى{9} فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْعُسْرَى{10} الليل
انظر للمقارنة من أعطي واتقي
يحدث
معه قبول للطاعة ويفتح الله له ليعمل طاعة وطاعة وطاعة
علي النقيض من
بخل واستغني وكذّب فإن الله ييسره
للعسري
2- هناك من يفرح
بالطاعة لأنه
يعملها وغيره لا يستطيع ، فينظر لغيره نظرة تعالي وأنانية
ويشعر أنه أفضل
منه
فقد تقولي جارتي لا تقوم الليل وأنا أقومه أنا
خير
منها
فلانة تغتاب الناس وأنا لا أفعل ، أنا أفضل منها
تنظري
لمتبرجة تقولي أنا أفضل منها أنا محجبة أو
منتقبة، أنا لا أقلل من
خطورة التبرج
ولكن احذري ، لما تشعري انك احسن من الناس في
الطاعة
ستدخلي في دائرة الأنا وهي داء العظمة
المفروض ان المسلم لا يفرح
بالطاعة لأنه عملها
وإنما لأن الله فتح له باب الطاعة ووفقه لعملها
الاغترار بالطاعة لا أريدك ان تكون
طائع فقط
وإنما أريدك طائع متواضع لا تغتر علي الخلق بطاعتك خف أن الله
قد لا يقبلها
،كن ذليل بطاعتك ليكن جناحك منخفض قل الحمد لله أنه لم
يجعلك عاصي مثل
هؤلاء العصاة ،ادعيلهم ربنا يسترهم ويهديهم ويخلصهم من
أسر المعصية، يجب أن
تشفق عليهم لجهلهم فهم لم يذوقوا طعم
الجنة
الحقيقية حرموا أنفسهم منها
تري مدخن لا تتعاظم عليه بل اسجد شكراً لله ،
ضع
وجهك في التراب إن ربنا عصمك
تري واحد لا يصلي لاتغتر عليه
بصلاتك
تنظر لواحد حليق فتقول أنا أفضل منه أنا ملتحي
إذا رأيتي
واحدة متبرجة اسجدي شكراً لله أنه سترك
وادعيلها ربنا يسترها وياخد
بإيديها
إذا رأيتي غير المسلمين اشكري ربنا انه اختارك
مسلمة
وادعيلهم إن ربنا يهديهم إلي طريق الإسلام
لا أريد أن يسيء أحد فهم
كلامي ، أنا لا أقلل من
خطورة ما حرمه الله ولكن أوضح لك خطورة غرورك
بطاعتك
والله لا يغفر الله لك روي
الإمام مسلم عن جندب أن
رسول الله صلي الله عليه وسلم حدّث أن رجلاً
قال : "والله لا يُغفر الله
لفلان ، فقال الله تعالي : من ذا الذي
يتألا علي أني لا أغفر لفلان ؟ فإني
قد غفرت لفلان وأحبطت عملك"
انظر
لهذا الحديث في صحيح
الجامع لشيخنا الألباني رحمه الله من رواية أبو
هريرة رضي الله عنه وأرضاه
سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول:" كان
رجلان من بين اسرائيل متواخيين
أحدهما مذنب والآخر مُجتهد في العبادة
ولا يزال المجتهد يري الآخر علي
الذنب ، فيقول له اقصر ، وذات يوم وجده
واقع في معصية( كأن تجد عاصياً يجلس
علي مقهي ، يخرج مع بنت ، يتعامل
بالربا ، يقبل الرشوة ، يشرب خمر يقع في
الزنا وانت تقول : اتق الله خف
من عقابه)فقال له: اقصر ، فقال المذنب:
خلّني وربي ، أبُعثت عليّ
رقيبا ؟ فقال: والله لا يغفر الله لك أو لا
يُدخلك الله الجنة،
فقبض
الله أرواحهما ، فقال
للمذنب العاصي : ادخل الجنة برحمتي ، وقال
للمجتهد أكنت بي عالماً ؟ أو كنت
علي ما في يدي قادراً ؟ اذهبوا به إلي
النار."
يقول أبو هريرة راوي الحديث :
"قال كلمة أوبقت دنياه
وآخرته " والحديث في السلسلة الصحيحة
لا تقول كيف فعل الله هذا ؟ سبحانه
{ لا يُسأل عما
يفعل وهم يسألون } [الأنبياء/23]
هذا الحديث لا
يقلل من حجم المعصية ولا يُهوّن من
فضل الطاعة فلا تقول: الحمد لله
ربنا يُدخل العصاة الجنة أنا سأعصي ثم ادخل
الجنة،أقولك انت غلطان
النبي قال:"حسن الظن من حسن العبادة "
لازم تًحسن العبادة الأول ثم
تُحسن الظن بعدها
إنما المقصود هو ألا تغتر بطاعتك علي عباد الله
وحتي
علي العصاة
وقلوبهم وجلة ربنا
سبحانه وتعالي يقول:{
والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم
راجعون } [المؤمنون/60]
السيدة عائشة لم تفهم الآية فقالت للنبي فيما
معناه
: أيزني الزاني ويسرق السارق وهم يخافون الله ؟
فقال النبي
صلى الله عليه وسلم ما معناه: لا يابنة
الصديق إنما ذلك الرجل الطائع
الذي يؤدي ما افترضه الله عليه ويخاف ألا
يُقبل منه.
صم وصل قيام
ليل وصل نوافل وحج واعتمر وغض بصرك
واعمل كل الطاعات ثم ادع الله أن
يقبل منك خف أنه قد يردها عليك
تعلم كلام يحي بن معاذ : " ذنب
افتقرت به إليه خير من طاعة افتخرت بها عليه"
تفتخر علي من؟ علي ربك
خالقك ؟
عندما يكون عندك ذنب يجعلك ذليل باكي حزين أفضل من
أنك
تتكبر بالطاعة التي وفقك الله لها
أريدك أن تصل معي لمرحلة أن طاعتك
تجعلك تشعر
بالحزن ... بالخوف ... بالتواضع... لا
تتكبر علي العصاة
بطاعتك
علامات توفيق الله لك كيف
أعرف أن الله قبل عملي؟
1- التوفيق للعمل الصالح
أي أن
الله يوفقك لعمل صالح طيب ، النبي صلي الله
عليه وسلم يقول : " إذا
أراد الله بعبد خيراً استعمله قالوا: يا رسول الله
وكيف يستعمله قال:
يوفقه لعمل صالح قبل موته"
إذا وفقك الله للعمل الصالح معني ذلك أنك
طائع وأنك
ستفوز
يالله ! اللهم اكتب لنا عملاً صالحاً قبل الموت
2- التوفيق لطلب العلم الشرعي
لا غني للمسلم ولا المسلمة عن طلب
العلم الشرعي ،
واعلمي أنه إذا وفقك الله لأن تتابعي المحاضرات وتتعلمي
العلم الشرعي
والفتاوي والفقه والتفسير والسيرة والتاريخ والرقائق
والأخلاق والمعاملات ،
فإن الله راض عنك ويقبل طاعتك
ممكن تكوني
منتقبة ولا تسمعي دروس العلم فبذلك أنت
عندك خلل في منظومة العبادة
والطاعة
تتصلي مخصوص بجارتك تقولي لها اسمعي المسرحية اليوم
؟!!بدلاً من أن تتصلي بها لتقولي لها اسمعي درس العلم الفلاني أو المحاضرة
الفلانية حتي يشرح الله صدوركما
3- التوفيق لنشر الخير والأمر
بالمعروف والدعوة إلي الله
{ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف
وتنهون
عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم
المؤمنون
وأكثرهم الفاسقون } [آل عمران/110]
خيرية هذه الأمة تكمن
في أمرها بالمعروف والنهي عن
المنكر
بالله عليك دعيت أحد اليوم ؟
تعرف أن جارك يعمل
معصية معينة هل كلمته بلطف وأدب لتدعوه إلي ترك
المعاصي وإلي الخير؟
4- التوفيق للتوبة
وهذا شيء مهم أن
يوفقك الله دائما للتوبة من
المعاصي ، الله سبحانه وتعالي يقول { والله
يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين
يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما }
[النساء/27]
5- التوفيق لنفع الناس وقضاء
حوائج الناس
إذا
مشيت في قضاء حوائج الناس فاعرف أن الله يقبل
طاعتك
6- التوفيق
للعناية بالقرآن
ما أخبار ورد القرآن ؟ هل لا تختم القرآن إلا مرة
كل
سنة في رمضان ؟ لو ربنا وفقك أن تختم القرآن مرة كل شهر يكون خير لك،
ولكن
أنا أطمع في شيء أعلي، أن تحفظ القرآن
أن تتعلم تجويده أن تُعلّمه، لأن
النبي صلى الله
عليه وسلم قال :" خيركم من تعلم القرآن وعلمه "
7-
عدم تدخل الإنسان فيما لا
يُعنيه
"من حسن إسلام المرء تركه ما لا
يعنيه"
إذا تدخلت في مشاكل غيرك دون أن يُطلب منك فاعلم أن
الله يرد
عليك طاعتك وعبادتك
أما إذا تركت ما لا يُعنيك فاعلم أن الله يوفقك
ويقبل
عملك
8- حسن عشرة الأهل
من عوامل قبول الطاعة أيضا حسن العشرة
، تزوج اثنين
وثلاثة لا يوجد مشكلة في التعدد ولكن إذا ظلمت إحداهن
فإن الله لا يقبل
عملك
النبي يتكلم عن خيرية الإنسان فيقول:" خيركم
خيركم
لأهله وأنا خيركم لأهلي "
تعُقّ أباك وأمك وتقطع أرحامك إذاً
عندك خلل في
منظومة العبادة
9- أن يلهمك الله السداد في
القول
والفعل
{ يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي
خيرا كثيرا }
[البقرة/269]
ربنا يعطيك الحكمة في التصرف ، في القول ، في الفعل
هذه علامة علي قبول الطاعة
10- التوفيق للجهاد في سبيل
الله
إذا
ربنا وفقك لهذه النقاط العشرة فاعلم أن عملك
مقبول بإذن الله تعالي
إذاً تعلمنا اليوم شيئين في
غاية الأهمية
أولاً : لا تتكبر علي
الخلق أبداً بطاعتك وكن
دائماً مضطرب القلب خوفاً من ألا يقبلها الله
منك
ثانياً : علامات تعرف من خلالها أن الله يقبل
طاعاتك
أسأل
الله العظيم أن يوفقنا
لحسن عبادته ولطاعته وأن يغفر لنا ذنوبنا وأن
يكفر عنا سيئاتنا وأن يتوفنا
مع الأبرار ، أسأل الله أن يفرج كرب
المكروب وغم كل مهموم وأن يقضي الدين
عن المدينين
وأن ينصر إخواننا
المستضعفين في غزة وفي كل مكان
إنه ولي ذلك والقادر عليه
سبحانك
الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك
وأتوب إليك
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة الضياء للشيخ أحمد
صبري
باقى السلسلة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]