الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم
اركان الدين الاسلامي، بل جعله بعض العلماء الركن السادس في الإسلام، وهو
سبب خيرية هذه الامة فلا خير فينا ان لم نقم بهذا الركن العظيم، وامر الله
جل وعلا ان تكون الامة كلها أمرة بالمعروف ناهية عن المنكر كما قال تعالى
{ولتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}، بل أمر النبي صلى الله
عليه وآله وسلم كل فرد في المجتمع ان يقوم بهذا الواجب «من رأى منكم
منكرا» وهذا يلزم كل بالغ عاقل «فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه فإن لم
يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان».
وهذه الشعيرة هذا الواجب يجوز ان
يوجه الى جميع افراد المجتمع، حتى (الحاكم) يجوز شرعا ان توجه له النصيحة
ويؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر، بل وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيد
الشهداء بانه الذي يقوم إلى امام - أي حاكم - ظالم فيأمره بالمعروف وينهاه
عن المنكر فيقتله الحاكم!!.. هذا سيد الشهداء عند الله.
والامر
بالمعروف والنهي عن المنكر تستطيع وسائل الإعلام تشويهه مهما صنعت، ولا يضر
هذا الركن من أركان الإسلام خطأ يرتكبه احد الناس فتعظمه وسائل الاعلام
ويكون مادة (لليبراليين) شهورا عديدة (يلوكونه) في مقالاتهم الممجوجة،
فالليبراليون يتصادم منهجهم مع هذا الركن تصادما مباشرا، فاذا كنت ليبراليا
فهذا يعني انك لا تؤمن بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر جملة وتفصيلا وان
زعم بعضهم غير هذا، واضعف الايمان الإنكار بالقلب لو كانوا يفقهون!!
والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر يعني النهي عن الفساد في الارض، ووسائله تختلف
باختلاف الازمان والاماكن، فبعض اعضاء مجلس الامة يمارسون هذا الركن وهذه
العبادة في مساءلاتهم ورقابتهم واستجواباتهم، والاعلاميون يمارسونه في
برامجهم ومقالاتهم، وجمعيات النفع العام والمبرات الخيرية تمارسه،
والنقابات والروابط المهنية تمارسه، وكل فرد يستطيع ممارسته بوسائل متعددة.
الشرط
المهم في انكار المنكر الا يؤدي انكاره الى منكر اكبر منه، وان يكون
بأسلوب حسن ولائق، وان يظن صاحبه ان انكاره سيؤدي الى زوال المنكر او
تخفيفه على الاقل، فلابد من الحكمة والموعظة الحسنة في الانكار، ولكل مقام
مقال.
احدى الامور المهمة التي كتبت المقال من اجلها هو وسيلة لانكار
المنكر يغفل عنها اكثر الناس، وهي استخدام قوانين البلد، ففي كل بلد تقريبا
هناك قوانين تسعف الغيورين على المجتمع واهل الصلاح فيه.
أظن أن أكثر
الدول الإسلامية فيها من القوانين الكثير والكثير مما نستطيع استخدامه
للقيام بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن أتمنى ألا نكون ملبين
وأن نبدأ بهذه الوسيلة ونحتسب الأجر عند الله جل وعلا فهذا عمل الأنبياء
والرسل، على الأقل نعتبرها تجربة قد نظنها صعبة لكن بعد ممارستها بضع مرات
سنرى فاعليتها وأثرها في المجتمع، قال تعالى: {لعن الذين كفروا من بني
إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا
لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}.
الموضوع : فليغيره بيده! المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya