1- أخلص لله في دعائك ولا تدعو إلا الله سبحانه، فإن الدعاء
عبادة من العبادات، بل هو من أشرف الطاعات وأفضلِ القربات، ولا يقبل الله
من ذلك إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم، قال الله تعالى: (وَأَنَّ
ٱلْمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَداً) الجن:18 ،
وقال تعالى: (فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ وَلَوْ كَرِهَ
ٱلْكَـٰفِرُونَ) غافر: 14 ، و عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال له: ((إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)) رواه أحمد (1/293، 307)، والترمذي (2511)، وصححه
الألباني في صحيح الجامع (7957)
2-
إصبر ولا تستعجل الإجابة :فإن نفذ صبرك فأنت الخاسر .. أسأت الادب مع الله ،
فصرت احد رجلين : إما منان وإما بخيل ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت
فلم يستجب لي)) رواه البخاري في
الدعوات (6340)، ومسلم في الذكر والدعاء (2735).
وعنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم
أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل)). قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال:
((يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك، ويدع
الدعاء)) رواه مسلم في الذكر والدعاء
(2735).
وقال
ابن القيم: "ومن الآفات التي تمنع أثر الدعاء أن يتعجل العبد ويستبطئ
الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء، وهو بمنزلة من بذر بذراً أو غرس غرساً فجعل
يتعاهده ويسقيه، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله" الجواب الكافي (ص 10).
3- تب الى الله من كل
المعاصي وأعلن الرجوع الى الله تعالى ، فإن اكثر اولئك الذي يشكون من عدم
اجابة الدعاء آفتهم المعاصي فهي خلف من كل مصيبة .
قال عمر بن الخطاب (
رضي الله عنه ) : بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والسبيح ،قال بعض
السلف : لا تستبطئ الاجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي
اخي : ان مثل
العاصي في دعائه كمثل رجل حارب ملكا من ملوك الدنيا ونابذه العداوة زمنا
طويلا ، وجاءه مرة يطلب إحسانه ومعروفة . فما ظنك أخي بهذا الرجل ؟ اتراه
يُدرك مطلوبه ؟ كلا فانه لن يدرك مطلوبه الا اذا صفا الود بينه وبين ذلك
الملك .
4- إحرص على اللقمة
الحلال : فلا تدخل بطنك حراما …. فإنه إذا اتصف العبد بذلك لمس اثر الاجابة
في دعائة ووجد اثارا طيبة لذلك … قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((أيها
الناس إن الله طيب لا يقبل الا طيبا وان الله امر المؤمنين بما أمر به
المرسلين ، فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما
تعملون عليم )) المؤمنون : 51 وقال : ( يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات
ما رزقناكم )) البقرة : 172 .
ثم ذكر الرجل
يطيل السفر ، أشعث اغبر يمد يديه الى السماء يارب يارب ومطعمه حرام !
ومشربه حرام ! وملبسه حرام ! وغذي بالحرام ! فأنى يستجاب لذلك ؟ ! )) رواه مسلم والترمذي
فهذا سعد بن أبي
وقاص ( رضي الله عنه ) اشتهر بإجابة الدعاء … فكان إذا دعا ارتفع دعاؤه
واخترق الحجب فلا يرجع إلا بتحقيق المطلوب ! .
يقول : ما رفعت الى فمي
لقمة إلا وأنا عالم من اين مجيئها ؟ ! ومن أين خرجت . ذاك هو سر استجابة
الدعاء ..اللقمة الحلال
5-
أحسن الظن بالله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب
دعاء من قلب غافل لاه)) أخرجه الترمذي (3479 )وحسنه الألباني في صحيح
الجامع (245 ، وعنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: أنا
عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني)) رواه البخاري (7405)، ومسلم (2675) ، فلا يمنعنك أخي من
الدعاء ما تعلم من نفسك فقد أجاب الله دعاء شر الخلق ابليس وهو شر منك .
6- إحضر قلبك مع الدعاء ،
وتدبر معاني ما تقول، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما تقدم: ((واعلموا أن
الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه)).
7- لا
تعتدي في الدعاء، والاعتداء هو كل سؤال يناقض حكمة الله، أو يتضمن مناقضة
شرعه وأمره، أو يتضمن خلاف ما أخبر به، قال الله تعالى: { ٱدْعُواْ
رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } الأعراف:55، فمن ذلك:
أن تسأل الله
تعالى ما لا يليق بك من منازل الأنبياء،أو نتنطع في السؤال بذكر تفاصيل
يغني عنها العموم،أو تسأل ما لا يجوز لك سؤاله من الإعانة على المحرمات،أو
تسأل ما لا يفعله الله، مثل أن تسأله تخليدك إلى يوم القيامة، أو ترفع صوتك
بالدعاء الى غير ذلك .
8- مر
بالمعروف وانهى عن المنكر، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه
وسلم: ((والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن
الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، فتدعونه فلا يستجاب لكم)) - رواه الترمذي في الفتن (2169) وحسنه، وأحمد (5/288)،
9- اذا دعوت الله تعالى
فلتبدأ أولا : بحمده والثناء عليه تبارك وتعالى ثم بعدها : بالصلاة والسلام
على النبي صلى الله عليه وسلم .. ثم ابدأ بعد ذلك في دعائك ومسألتك .
10- استقبل القبلة، واختر
أحسن الألفاظ وأنبلها وأجمعها للمعاني وأبينها، ولا أحسن مما ورد في الكتاب
والسنة الصحيحة، لأنها أكثر بركة، ولأنها جامعة للخير كله.
11- أدع الله دعاء
الراغب الراهب المستكين .. الخاضع .. المتذلل الفقير الى ما عند ربه تبارك
وتعالى . أدع بلسان الذلة والافتقار لا بلسان الفصاحة والانطلاق .
أخي
:أدع دعاء عبد فقير إلى ما عند ربه تعالى … محتاجا الى فضلة واحسانه …
مقرا بذنوبه … خاضعا خضوع المقصرين … يرى انه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ،
قال ابن القيم رحمه الله: ": إذا اجتمع عليه قلبه وصدقت ضرورته وفاقته
وقوي رجاؤه فلا يكاد يرد دعاؤه" ،وقال ابن عطاء " تحقق بأوصافك يمدك
بأوصافه ، تحقق بذلك يمدك بعزه ، تحقق بعجزك يمدك بقدرته ، تحقق بضعفك يمدك
بقوته ".
أخي . إذا انكسر العبد بين يديه وبكى وتذلل وأشهد الله فقره
إلى ربه في كل ذراته الظاهرة والباطنة عندها فليبشر بنفحات ونفحات من فضل
الله ورحمته وجوده وكرمه.
الموضوع : إذا أردت أن تكون مستجاب الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya