الحَجِّ
يجب الحج على المرأة إذا كانت حرّة، بالغة، عاقلة، مستطيعة، لها محرم، يخرج معها، فالحج للمرأة مكان الجهاد للرجل.
عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين ـــ رضي الله عنها ـــ قالت: قلت: يا رسول الله، ألا نخرج فنجاهد معكم؟ قال: «لا، جهادُكن الحج المبرور هو لكنَّ جهاد».
وإذا ثبت أن حج المرأة جهاد، فلا يجوز أن تخرج إلا بمحرم.
عن أبي صالح، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «لا تسافر امرأة سفراً ثلاثة أيام فصاعداً، إلا مع أبيها أو ابنها أو أخيها أو زوجها أو ذي محرم».
وعن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، أن تسافر مسيرة ثلاثة أيام إلا ومعها ذو محرم».
وعن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة ـــ رضي الله عنه ـــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «لا يحل لامرأة بالله واليوم الآخر، تسافر يوماً وليلة إلا مع ذي محرم من أهلها».
فصل (في خروج المرأة إلى الحج)
إذا أرادت المرأة الخروج إلى الحج خرجت من المظالم، وقضت الديون، وصلّتْ صلاة الاستخارة، وقد سبقت، واجتهدت في الخير، والسنن، مهما أمكن.
فإذا وصلت إلى مكان الإحرام اغتسلت، وأحرمت ولبّت، فقالت: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إنَّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
ولا تتجرد من المخيط، ويجوز لها لبس القميص والسراويل والخمار، والخفّ، ولا يجوز لها لبس البرقع، ولا القفازين، ولا النقاب، فإن أرادت ستر وجهها سدلت عليه ما يستره، ولا يقع على البشرة، ولا ترفع صوتها بالتلبية إلا بقدر ما تسمع رفيقتها، وتتجنب الطيب وحلق الشعر، وتقليم الأظفار، والصيد، والدلالة عليه، ويجوز لها أن تختضب بالحنّاء، وتنظر في المرآة، غير أنها لا تصلح شعثاً.g
فإذا دخلت المسجد، دخلت من باب بني شيبة، وقالت عند رؤية البيت: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، حيّنا ربنا بالسلام، اللهم زد هذا البيت تعظيماً وتكريماً، الحمد لله الذي بلغني بيته، ورآني لذلك أهلاً.
وتطوف طواف القدوم، فتبتدىء من الحجر الأسود، فتستلمه، وتطوف، وتجعل البيت عن يسارها، وتقول عند استلام الحجر: بسم الله، والله أكبر، اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، واتباعاً لسنّة نبيك محمد صلى الله عليه وسلّم
وتطوف سبعاً ولا ترمل، ولا تضطبع، ثم تصلي ركعتين خلف المقام، فإذا طافت طواف الفرض، فعلت هكذا، فإذا فرغت من الركعتين، عادت إلى الركن فاستلمته، ثم خرجت من باب الصفا، فتقف عند الصفا، ولا ترقى عليه، وتكبّر ثلاثاً، وتقول: الحمد لله على ما هدانا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. ثم تلبي، وتدعو بما تحب، ويكون سعيها بين الصفا والمروة مشياً.
ويكون أكثر كلامها يوم عرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. إلا أنها لا تسمع الرجال أذكارها.
وإذا أخذت الحصى وهو سبعون حصاة، غسلته، فإذا وصلت إلى مِنى بدأت بجمرة العقبة، فرمت إليها سبع حصيات، وتكبّر مع كل حصاة، وتعلم حصولها في المرمى، وتقطع التلبية مع أول حصاة، وترمي بعد طلوع الشمس، ثم تنحر هدياً إن كان معها، وتقصّر من شعرها قدر الأنملة.
وترمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق بعد الزوال، كل جمرة في كل يوم بسبع حصيات، وتبدأ بالجمرة الأولى، وهي أبعد الجمرات من مكة، وتلي مسجد الخيف، فتجعلها عن يسارها، وتستقبل القبلة، وتدعو كثيراً، ثم ترمي الجمرة الوسطى، وتجعلها عن يمينها، ثم ترمي جمرة العقبة، وتجعلها عن يمينها، ولا تقف عندها.
ومن لم ينفر في اليوم الثاني قبل غروب الشمس لزمه البيتوتة، والرمي من الغد، ويُستحب الشرب من ماء زمزم، والإكثار منه.
وطواف الوداع واجب، فمن تركه فعليه دم، إلا أن تخرج المرأة من مكة، وهي حائض، فلا شيء عليها.
وإذا ودعت البيت، وقفت بين الركن والباب، وقالت: اللهم هذا بيتك، وأنا أمتك، حملتني على ما سخّرت لي، وبلغتني بنعمتك وأعنتني على قضاء نسكي، فإن كنت رضيت عني رضى، وإلا فمن الآن قبل أن تنأى عن بيتك داري، هذا أوان انصرافي، إنْ أذنت لي غير مستبدل بك، ولا ببيتك، ولا راغبة عنك، ولا عن بيتك، اللهم اجمع لي خير الدارين. وإن كانت حائضاً وقت الوداع فلتدع بهذا الدعاء خارج المسجد.
فصل (في العمرة)
والعمرة واجبة، وإذا أرادت أن تعتمر، خرجت إلى الحل، فأحرمت وطافت بالبيت، وسعت، وقصَّرت، فإذا وصلت إلى المدينة، زارت الرسول صلى الله عليه وسلّم وبالغت في الدعاء، وانفردت للصلاة في مكان لا يطلع عليها الرجال، فإذا توجهت إلى بلدها قالت: آيبون، تائبون، عابدون لربنا حامدون.
الموضوع : الحَجِّ المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: ابراهيم كمال توقيع العضو/ه:ابراهيم كمال |
|