دماء على أستار الكعبه من
أبي طاهر القرمطي حتى الخوميني الرافضى.....
أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيهم أنا
هكذا
وقف المجرم الطاغية أبو طاهر القرمطي ينشد على باب الكعبة يوم الثامن من
ذي الحجة سنة 317 هجرية، وسيوف أتباعه الملاحدة تحصد حجاج بيت الله قتلاً
ونهبًا وسفكًا، وأبو طاهر يشرف من على باب الكعبة على هذه المجزرة المروعة
وينادي أصحابه "أجهزوا على الكفار وعبدة الأحجار، ودكوا أركان الكعبة،
واقلعوا الحجر الأسود".
وتعلق الحجاج بأستار الكعبة واستغاثوا بالله، فاختطفتهم
السيوف من كل جانب واختلطت دماؤهم الطاهرة بأجسادهم المحرمة، بأستار الكعبة
المشرفة، حتى زاد عدد من قتل في هذه المجزرة التي لم تعرفها الكعبة من قبل
عن ثلاثين ألفًا، دفنوا في مواضعهم بلا غسل ولا كفن ولا صلاة، هذا في
الصفا وذاك في المروة وثالث في جوف الكعبة، وقام الملاحدة بعد ذلك بجمع
ثلاثة آلاف جثة حاج وطمروا بها بئر زمزم وردموه بالكلية، ثم قاموا بعد ذلك
بقلع الحجر الأسود من مكانه وحملوه معهم إلى مدينة "هجر" بالبحرين وهي مركز
دعوتهم وعاصمة دولتهم، وكان أبو طاهر قد بنى بها دارًا سماها دار الهجرة،
فوضع فيها الحجر الأسود ليتعطل الحج إلى الكعبة ويرتحل الناس إلى مدينة
"هجر"، وقد تعطل الحج في هذا العام 317 هجرية حيث لم يقف أحد بعرفة ولم تؤد
المناسك وذلك لأول مرة منذ العام التاسع للهجرة وهو العام الذي فرض فيه
الحج على الناس، ولما خرج القرامطة من مكة بعد جريمتهم أخذوا ينشدون:
فلو كان هذا البيت لله ربنا لصب علينا النار من فوقنا
صبًا
لأنا حججنا حجة جاهلية محللة لم تبق شرقًا ولا غربًا
وإنا
تركنا بين زمزم والصفا جنائز لا تبغي سوى ربها ربا
والقرامطة
هي فرقة باطنية مرتدة عن الإسلام خرجت من عباءة التشيع والرفض، وتنسب
لحمدان قرمط وهو من أهل الكوفة، وكان يعمل أكارًا وهي مهنة وضيعة عند
الناس، وقد تأثر بأفكار التشيع المعروفة واعتنق المذهب الشيعي الإسماعيلي
على يد الحسين الأهوازي، ومما ساعد على نمو حركة القرامطة تواكبها مع ثورة
الزنج الشهيرة في أواسط القرن الثالث الهجري، ولقد تشعبت فرق الشيعة
الرافضية إلى ثلاث شعب وفق مخطط مدروس وذلك لإحداث فوضى اجتماعية وأخلاقية
ودينية، في الأمة الإسلامية ككل.
وكان قرامطة البحرين بزعامة أبي سعيد
الجنابي وولده أبي طاهر من أشد فرق الشيعة الباطنية على الإسلام والمسلمين،
وكانوا بمثابة الجناح العسكري للشيعة، وقد أسسوا قاعدة حربية في "هجر"
و"الإحساء" هددت الخلافة العباسية في جنوب العراق، فلما تولى أبو طاهر
زعامة القرامطة جعل كل همه مهاجمة قوافل الحجيج وذلك لهدفين:
أولهما: تعطيل شعيرة الحج ذلك لأن القرامطة كانوا
يعتقدون بأن شعائر الحج، من شعائر الجاهلية ومن قبيل عبادة الأصنام [وهو
نفس الكلام الذي يردده غلاة العلمانيين الآن أمثال نوال السعداوي وغيرها].
وثانيها: سرقة أموال الحجاج ونهب قوافلهم
المحملة بالأموال الطائلة.
وقد كشفت هذه المجزرة المروعة التي قام بها
القرامطة عن مستور عقائدهم وأهدافهم ولقد أرسل أول خلفاء الفاطميين عبيد
الله المهدي برسالة توبيخ وتسفيه وسب لأبي طاهر يلومه فيها على هذه الجريمة
لأنها كشفت أسرارهم الباطنية، مما يدل على العلاقة الوثيقة التي تجمع كل
هؤلاء الملاحدة، وهي علاقة التشيع والرفض.
ولقد ظل الحجر الأسود "بهجر"
طيلة اثنين وعشرين سنة، ولم يرده القرامطة لمكانه إلا بعد أن أمرهم بذلك
الخليفة الفاطمي المنصور.
بعد هذه الحادثة الشنعاء أصبح طريق الحج
محفوفًا بالمخاطر، وأصبح حجاج العراق ومن وراءهم من خراسان وما وراء النهر
لا يذهبون للحج إلا تحت حراسة مشددة وجيش كثيف لرد عادية القرامطة
المجرمين، حتى أن قائد الجيوش العباسية [مؤنس الخادم] خرج بنفسه على رأس
الحامية التي ستحرس قوافل الحج 319 هجرية، وفي كثير من مواسم الحج
المتتابعة خلت المناسك من حجاج العراق وخراسان بسبب عدم توافر الحماية
اللازمة، واستمرت فتنة القرامطة لفترة طويلة عائقًا عن شعور الحجاج بالأمان
ثم توالت بعد ذلك الحوادث المدبرة والمخططة والتي كان يقف وراءها دائمًا
الشيعة بفرقهم الكثيرة والمختلفة والذي يجمعهم الرفض تحت رايته.
ففي سنة
414 هجرية قام رجل مصري شيعي بضرب الحجر الأسود بسيف في يده محاولاً
تكسيره وأخذ بالتهديد بأنه سيهدم الكعبة، فأخذه الناس وقتلوه وأحرقوه، ثم
اتضح بعد ذلك أنه كان ضمن مجموعة مكونة من مائة رجل جاءت بهدف إحداث فتنة
داخل مكة وقد أخذ معظمهم وقتلوا وثار الناس وقتها على سائر الحجاج المصريين
والمغاربة ولم يكن لهم ذنب سوى أن الجناة كانوا مصريين وسالت الدماء مرة
أخرى على أستار الكعبة وأيضًا بسبب الشيعة وجرائمهم لبيت الله الحرام .
ولقد ظلت شعائر الرفض مثل الأذان بـ"حي على خير العمل"
وغيرها ظاهرة دائرة ببلد الله الحرام منذ سنة 335 هجرية، قام خلالها الشيعة
بالتضييق على الحجاج وفرض المكوس الجائرة والمرهقة، وفي أحيان كثيرة كان
أمير مكة التابع للفاطميين يغير على مخيمات الحجيج ويسلبهم وينهبهم لأتفه
الأسباب
وابتداءً من سنة
598 هجرية خضعت مكة لحكم أسرة قتادة بن إدريس الحسني والتي عرفت باسم
الأشراف، وظلت تحكم مكة حتى سنة 922 هجرية، وخلال هذه الفترة الطويلة جدًا
لم ينقطع الصراع بين أفراد أسرة قتادة الحسني على الحكم والسلطة وحاول
بعضهم الاستعانة بالروافض وهو [حميضة بن أبي نمى] وذلك سنة 716 هجرية،
عندما استنجد بزعيم الدولة الإيلخانية التتارية في خراسان "خرابنده"
الرافضي والذي أمده بجيش كبير لاحتلال مكة والفتك بأهلها، ولكن المشروع فشل
بسبب هلاك "خرابنده" المفاجئ، وكان وفد الحجيج دائمًا هو ضحية هذا
الصراعات التي كان يذكيها في الغالب الأطماع الشيعية الرافضية بالحرمين.
الموضوع : دماء على أستار الكعبة المشرفة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya