موضوع: احفظ لسانك ...!!! الثلاثاء 22 يونيو 2010 - 20:23
إن الكلمة لها قدر عظيم فى دين الله - جل وعلا - .. فبكلمة واحدة يدخل الانسان فى دين الله .. وبكلمة يخرج من دين الله .. وبكلمة تشيع روح المحبة بين الناس .. وبكلمة تشتعل الحروب بين الشعوب .. وبكلمة يستحل الرجل فرج المرأة .. وبكلمة يحرم عليها فرجها .. وبكلمة يهوى بها ف جهنم .... وبكلمة يُرفع درجات فى الجنة ..
ومن أجل ذلك قال الرسول - كما فى الصحيحين - : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا ً أو ليصمت ) .
قال الإمام النووى فى رياض الصالحين : وهذا الحديث صريح فى أنه ينبغى أن لا يتكلم إلا إذا كان الكلام خيرا ً وهو الذى ظهرت مصلحته ، ومتى شك فى ظهور المصلحة ، فلا يتكلم .
وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبى قال : ( إذا أصبح ابن آدم ، فإن الأعضاء كلها تُكفر اللسان ، تقول : اتق الله فينا ، فإنما نحن بك : فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا ) .
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه سمع النبى يقول : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب ) ..
وعنه عن النبى قال : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقى لها باالا ً يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقى لها بالا ً يهوى بها فى جهنم ) ..
وعن أبى عبد الرحمن بلال بن الحارث المزنى رضى الله عنه أن رسول الله قال : ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه ) ..
ومن أجل ذلك كان النبى يوضح أن من أسباب النجاة من النار والفوز بالجنة ( حفظ اللسان ) ؟؟
عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال : قلت يا رسول الله ما النجاة ؟ قال : ( أمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك ) ..
وعن سهل بن سعد قال : قال رسول الله : ( من يضمن لى ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة ) ..
قال الإمام النووى - رحمه الله : أعلم أن ينبغى لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما ظهرت فيه المصلحة ، ومتى استوى الكلام وتركه فى المصلحة ، فالسُنة الإمساك عنه ، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه ، وذلك كثير فى العادة ، والسلامة لا يعدلها شىء ..
قال الامام ابن القيم رحمه الله : ( ومن العجب أن الانسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام ، والظلم ، والزنا ، والسرقة ، وشرب الخمر ، ومن النظر المحرم وغير ذلك ، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه ، حتى يرى الرجل يشار اليه بالدين والزهد والعبادة ، وهو يتكلم بالكلمة لا يلقى لها بالا ً ، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب ..
وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفرى أعراض الأحياء والأموات ولا يبالى ما يقول ..
وقد كان بعض السلف يحاسب نفسه فى قوله : يوم حار ، ويوم بارد .. ولقد رؤى بعض الأكابر من أهل العلم فى النوم بعد موته فسُئل عن حاله ، فقال : أن موقوف على كلمة قلتها . قلت : ما أحوج الناس إلى غيث . فقيل لى : وما يدريك ، وأنا أعلم بمصلحة عبادى ..
وقال بعض الصحابة لخادمه يوما :FFF: هات لى السفرة نعبث بها ، ثم قال : استغفر ااالله ، ما أتكلم بكلمة إلا وأنا أخطمها وأزمّها ، إلا هذه الكلمة . خرجت منى بغير خطام ولا زمام . أو كما قال ) ..
أخى !!!
عود لسانك قول الخير تحظ به إن اللسان لما عودت معتاد ُ موكل بتقاضى ما سَنَنت له فاختر لنفسك وانظر كيف ترتادُ