| غزوة أحد < دروس وعبر > من وحي القرآن الكريم | |
|
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: غزوة أحد < دروس وعبر > من وحي القرآن الكريم الأربعاء 23 يونيو 2010 - 7:13 | |
| |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: غزوة أحد < دروس وعبر > من وحي القرآن الكريم الأربعاء 23 يونيو 2010 - 7:17 | |
| |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: غزوة أحد < دروس وعبر > من وحي القرآن الكريم الأربعاء 23 يونيو 2010 - 7:17 | |
| |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: غزوة أحد < دروس وعبر > من وحي القرآن الكريم الأربعاء 23 يونيو 2010 - 7:18 | |
| الدرس الثالث : تحريم الربا ودعوة إلى محاسن الأخلاق قبيل المعركة ***************** وقبل أن يدخل السياق في صميم الاستعراض للمعركة معركة أحد والتعقيبات على وقائعها وأحداثها تجيء التوجيهات المتعلقة بالمعركة الكبرى التي المحنا في مقدمة الحديث إليها المعركة في أعماق النفس وفي محيط الحياة يجيء الحديث عن الربا والمعاملات الربوية وعن تقوى الله وطاعته وطاعة رسوله وعن الإنفاق في السراء والضراء والنظام التعاوني الكريم المقابل للنظام الربوي الملعون وعن كظم الغيظ والعفو عن الناس وإشاعة الحسنى في الجماعة وعن الاستغفار من الذنب والرجوع إلى الله وعدم الإصرار على الخطيئة بقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون * واتقوا النار التي أعدت للكافرين * وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون * وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين * والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين " آل عمران : الآيات من 130 : 136 تجيء هذه التوجيهات كلها قبل الدخول في سياق المعركة الحربية؛ لتشير إلى خاصية من خواص هذه العقيدة الوحدة والشمول في مواجهة هذه العقيدة للكينونة البشرية ونشاطها كله ؛ ورده كله إلى محور واحد محور العبادة لله والعبودية له والتوجه إليه بالأمر كله والوحدة والشمول في منهج الله وهيمنته على الكينونة البشرية في كل حال من أحوالها وفي كل شأن من شؤونها وفي كل جانب من جوانب نشاطها ثم تشير تلك التوجيهات بتجمعها هذا إلى الترابط بين كل الوان النشاط الإنساني ؛ وتأثير هذا الترابط في النتائج الأخيرة لسعي الإنسان كله كلما أسلفنا والمنهج الإسلامي يأخذ النفس من أقطارها وينظم حياة الجماعة جملة لا تفاريق ومن ثم هذا الجمع بين الإعداد والاستعداد للمعركة الحربية ؛ وبين تطهير النفوس ونظافة القلوب والسيطرة على الأهواء والشهوات وإشاعة الود والسماحة في الجماعة فكلها قريب من قريب وحين نستعرض بالتفصيل كل سمة من هذه السمات وكل توجيه من هذه التوجيهات يتبين لنا ارتباطها الوثيق بحياة الجماعة المسلمة وبكل مقدراتها في ميدان المعركة وفي سائر ميادين الحياة << يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون * واتقوا النار التي أعدت للكافرين * وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون * >> ولقد سبق الحديث عن الربا فلا نكرر الحديث عنه ولكن نقف عند الأضعاف المضاعفة فإن قوما يريدون في هذا الزمان أن يتواروا خلف هذا النص ويتداروا به ليقولوا إن المحرم هو الأضعاف المضاعفة أما الأربعة في المائة والخمسة في المائة والسبعة والتسعة فليست أضعافا مضاعفة وليست داخلة في نطاق التحريم ونبدأ فنحسم القول بأن الأضعاف المضاعفة وصف لواقع وليست شرطا يتعلق به الحكم والنص الذي في سورة البقرة قاطع في حرمة أصل الربا بلا تحديد ولا تقييد وذروا ما بقي من الربا أيا كان فإذا انتهينا من تقرير المبدأ فرغنا لهذا الوصف لنقول إنه في الحقيقة ليس وصفا تاريخيا فقط للعمليات الربوية التي كانت واقعة في الجزيرة والتي قصد إليها النهي هنا بالذات إنما هو وصف ملازم للنظام الربوي المقيت أيا كان سعر الفائدة إن النظام الربوي معناه إقامة دورة المال كلها على هذه القاعدة ومعنى هذا أن العمليات الربوية ليست عمليات مفردة ولا بسيطة فهي عمليات متكررة من ناحية ومركبة من ناحية أخرى فهي تنشىء مع الزمن والتكرار والتركيب أضعافا مضاعفة بلا جدال إن النظام الربوي يحقق بطبيعته دائما هذا الوصف فليس هو مقصورا على العمليات التي كانت متبعة في جزيرة العرب إنما هو وصف ملازم للنظام في كل زمان ومن شأن هذا النظام أن يفسد الحياة النفسية والخلقية كما فصلنا ذلك في الجزء الثالث كما أن من شأنه أن يفسد الحياة الاقتصادية والسياسية كما فصلنا ذلك أيضا ومن ثم تتبين علاقته بحياة الأمة كلها وتأثيره في مصائرها جميعا والإسلام وهو ينشىء الأمة المسلمة كان يريد لها نظافة الحياة النفسية والخلقية كما كان يريد لها سلامة الحياة الاقتصادية والسياسية وأثر هذا وذاك في نتائج المعارك التي تخوضها الأمة معروف فالنهي عن أكل الربا في سياق التعقيب على المعركة الحربية أمر يبدو إذن مفهوما في هذا المنهج الشامل البصير أما التعقيب على هذا النهي بالأمر بتقوى الله رجاء الفلاح ؛ واتقاء النار التي أعدت للكافرين أما التعقيب بهاتين اللمستين فمفهوم كذلك ؛ وهو أنسب تعقيب إنه لا يأكل الربا إنسان يتقي الله ويخاف النار التي أعدت للكافرين ولا يأكل الربا إنسان يؤمن بالله ويعزل نفسه من صفوف الكافرين والإيمان ليس كلمة تقال باللسان؛ إنما هو اتباع للمنهج الذي جعله الله ترجمة عملية واقعية لهذا الإيمان وجعل الإيمان مقدمة لتحقيقه في الحياة الواقعية وتكييف حياة المجتمع وفق مقتضياته ومحال أن يجتمع إيمان ونظام ربوي في مكان وحيثما قام النظام الربوي فهناك الخروج من هذا الدين جملة ؛ وهناك النار التي أعدت للكافرين والمماحكة في هذا الأمر لا تخرج عن كونها مماحكة والجمع في هذه الآيات بين النهي عن أكل الربا والدعوة إلى تقوى الله وإلى اتقاء النار التي أعدت للكافرين ليس عبثا ولا مصادفة إنما هو لتقرير هذه الحقيقة وتعميقها في تصورات المسلمين وكذلك رجاء الفلاح بترك الربا وبتقوى الله فالفلاح هو الثمرة الطبيعية للتقوى ولتحقيق منهج الله في حياة الناس ولقد سبق الحديث في الجزء الثالث عن فعل الربا بالمجتمعات البشرية وويلاته البشعة في حياة الإنسانية فلنرجع إلى هذا البيان هناك لندرك معنى الفلاح هنا واقترانه بترك النظام الربوي المقيت ثم يجيء التوكيد الأخير : << وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون >> وهو أمر عام بالطاعة لله والرسول وتعليق الرحمة بهذه الطاعة العامة ولكن للتعقيب به على النهي عن الربا دلالة خاصة هي أنه لا طاعة لله وللرسول في مجتمع يقوم على النظام الربوي ؛ ولا طاعة لله وللرسول في قلب يأكل الربا في صورة من صوره وهكذا يكون ذلك التعقيب توكيدا بعد توكيد وذلك فوق العلاقة الخاصة بين أحداث المعركة التي خولف فيها أمر رسول الله ص وبين الأمر بالطاعة لله وللرسول بوصفها وسيلة الفلاح وموضع الرجاء فيه ثم لقد سبق في سورة البقرة أن رأينا السياق هناك يجمع بين الحديث عن الربا والحديث عن الصدقة بوصفهما الوجهين المتقابلين للعلاقات الاجتماعية في النظام الاقتصادي ؛ وبوصفهما السمتين البارزتين لنوعين متباينين من النظم النظام الربوي والنظام التعاوني فهنا كذلك نجد هذا الجمع في الحديث عن الربا والحديث عن الإنفاق في السراء والضراء فبعد النهي عن أكل الربا والتحذير من النار التي أعدت للكافرين والدعوة إلى التقوى رجاء الرحمة والفلاح بعد هذا يجيء الأمر بالمسارعة إلى المغفرة ؛ وإلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ثم يكون الوصف الأول للمتقين هو الذين ينفقون في السراء والضراء فهم الفريق المقابل للذين يأكلون الربا أضعافا مضاعفة ثم تجيء بقية الصفات والسمات الموضوع : غزوة أحد < دروس وعبر > من وحي القرآن الكريم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: غزوة أحد < دروس وعبر > من وحي القرآن الكريم الأربعاء 23 يونيو 2010 - 7:19 | |
| << وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين * والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * >> والتعبير هنا يصور أداء هذه الطاعات في صورة حسية حركية يصوره سباقا إلى هدف أو جائزة تنال وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض سارعوا فهي هناك المغفرة والجنة أعدت للمتقين ثم يأخذ في بيان صفات المتقين الذين ينفقون في السراء والضراء فهم ثابتون على البذل ماضون على النهج لا تغيرهم السراء ولا تغيرهم الضراء السراء لا تبطرهم فتلهيهم والضراء لا تضجرهم فتنسيهم إنما هو الشعور بالواجب في كل حال؛ والتحرر من الشح والحرص ؛ ومراقبة الله وتقواه وما يدفع النفس الشحيحة بطبعها المحبة للمال بفطرتها ما يدفع النفس إلى الإنفاق في كل حال إلا دافع أقوى من شهوة المال وربقة الحرص وثقلة الشح دافع التقوى ذلك الشعور اللطيف العميق الذي تشف به الروح وتخلص وتنطلق من القيود والأغلال ولعل للتنويه بهذه الصفة مناسبة خاصة كذلك في جو هذه المعركة فنحن نرى الحديث عن الإنفاق يتكرر فيها كما نرى التنديد بالممتنعين والمانعين للبذل كما سيأتي في السياق القرآني مكررا كذلك مما يشير إلى ملابسات خاصة في جو الغزوة وموقف بعض الفئات من الدعوة إلى الإنفاق في سبيل الله والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس كذلك تعمل التقوى في هذا الحقل بنفس البواعث ونفس المؤثرات فالغيظ انفعال بشري تصاحبه أو تلاحقه فورة في الدم ؛ فهو إحدى دفعات التكوين البشري وإحدى ضروراته وما يغلبه الإنسان إلا بتلك الشفافية اللطيفة المنبعثة من إشراق التقوى؛ وإلا بتلك القوة الروحية المنبثقة من التطلع إلى أفق أعلى وأوسع من آفاق الذات والضرورات وكظم الغيظ هو المرحلة الأولى وهي وحدها لا تكفي فقد يكظم الإنسان غيظه ليحقد ويضغن ؛ فيتحول الغيظ الفائر إلى إحنة غائرة ؛ ويتحول الغضب الظاهر إلى حقد دفين وإن الغيظ والغضب لأنظف وأطهر من الحقد والضغن لذلك يستمر النص ليقرر النهاية الطليقة لذلك الغيظ الكظيم في نفوس المتقين إنها العفو والسماحة والانطلاق إن الغيظ وقر على النفس حين تكظمه ؛ وشواظ يلفح القلب ؛ ودخان يغشى الضمير فأما حين تصفح النفس ويعفو القلب فهو الانطلاق من ذلك الوقر والرفرفة في آفاق النور والبرد في القلب والسلام في الضمير والله يحب المحسنين والذين يجودون بالمال في السراء والضراء محسنون والذين يجودون بالعفو والسماحة بعد الغيظ والكظم محسنون والله يحب المحسنين والحب هنا هو التعبير الودود الحاني المشرق المنير الذي يتناسق مع ذلك الجو اللطيف الوضيء الكريم ومن حب الله للإحسان وللمحسنين ينطلق حب الإحسان في قلوب أحبائه وتنبثق الرغبة الدافعة في هذه القلوب فليس هو مجرد التعبير الموحي ولكنها الحقيقة كذلك وراء التعبير والجماعة التي يحبها الله وتحب الله والتي تشيع فيها السماحة واليسر والطلاقة من الإحن والأضغان هي جماعة متضامة وجماعة متآخية وجماعة قوية ومن ثم علاقة هذا التوجيه بالمعركة في الميدان والمعركة في الحياة على السواء في هذا السياق ثم ننتقل إلى صفة أخرى من صفات المتقين << والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون >> يا لسماحة هذا الدين إن الله سبحانه لا يدعو الناس إلى السماحة فيما بينهم حتى يطلعهم على جانب من سماحته سبحانه وتعالى معهم ليتذوقوا ويتعلموا ويقتبسوا إن المتقين في أعلى مراتب المؤمنين ولكن سماحة هذا الدين ورحمته بالبشر تسلك في عداد المتقين الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم والفاحشة أبشع الذنوب وأكبرها ولكن سماحة هذا الدين لا تطرد من يهوون إليها من رحمة الله ولا تجعلهم في ذيل القافلة قافلة المؤمنين إنما ترتفع بهم إلى أعلى مرتبة مرتبة المتقين على شرط واحد شرط يكشف عن طبيعة هذا الدين ووجهته أن يذكروا الله فيستغفروا لذنوبهم وألا يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أنه الخطيئة وألا يتبجحوا بالمعصية في غير تحرج ولا حياء وبعبارة أخرى أن يكونوا في إطار العبودية لله والاستسلام له في النهاية فيظلوا في كنف الله وفي محيط عفوه ورحمته وفضله إن هذا الدين ليدرك ضعف هذا المخلوق البشري الذي تهبط به ثقلة الجسد أحيانا إلى درك الفاحشة وتهيج به فورة اللحم والدم فينزو نزوة الحيوان في حمى الشهوة وتدفعه نزواته وشهواته وأطماعه ورغباته إلى المخالفة عن أمر الله في حمى الاندفاع يدرك ضعفه هذا فلا يقسو عليه ولا يبادر إلى طرده من رحمة الله حين يظلم نفسه حين يرتكب الفاحشة المعصية الكبيرة وحسبه أن شعلة الإيمان ما تزال في روحه لم تنطفىء وأن نداوة الإيمان ما تزال في قلبه لم تجف وأن صلته بالله ما تزال حية لم تذبل وأنه يعرف أنه عبد يخطىء وأن له ربا يغفر وإذن فما يزال هذا المخلوق الضعيف الخاطىء المذنب بخير إنه سائر في الدرب لم ينقطع به الطريق ممسك بالعروة لم ينقطع به الحبل فليعثر ما شاء له ضعفه أن يعثر فهو واصل في النهاية ما دامت الشعلة معه والحبل في يده ما دام يذكر الله ولا ينساه ويستغفره ويقر بالعبودية له ولا يتبجح بمعصيته إنه لا يغلق في وجه هذا المخلوق الضعيف الضال باب التوبة ولا يلقيه منبوذا حائرا في التيه ولا يدعه مطرودا خائفا من المآب إنه يطمعه في المغفرة ويدله على الطريق ويأخذ بيده المرتعشة ويسند خطوته المتعثرة وينير له الطريق ليفيء إلى الحمى الآمن ويثوب إلى الكنف الأمين شيء واحد الموضوع : غزوة أحد < دروس وعبر > من وحي القرآن الكريم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: غزوة أحد < دروس وعبر > من وحي القرآن الكريم الأربعاء 23 يونيو 2010 - 7:19 | |
| يتطلبه ألا يجف قلبه وتظلم روحه فينسى الله وما دام يذكر الله ما دام في روحه ذلك المشعل الهادي ما دام في ضميره ذلك الهاتف الحادي ما دام في قلبه ذلك الندى البليل فسيطلع النور في روحه من جديد وسيؤوب إلى الحمى الآمن من جديد وستنبت البذرة الهامدة من جديد إن طفلك الذي يخطىء ويعرف أن السوط لا سواه في الدار سيروح آبقا شاردا لا يثوب إلى الدار أبدا فأما إذا كان يعلم أن إلى جانب السوط يدا حانية تربت على ضعفه حين يعتذر من الذنب وتقبل عذره حين يستغفر من الخطيئة فإنه سيعود وهكذا يأخذ الإسلام هذا المخلوق البشري الضعيف في لحظات ضعفه فإنه يعلم أن فيه بجانب الضعف قوة وبجانب الثقلة رفرفة وبجانب النزوة الحيوانية أشواقا ربانية فهو يعطف عليه في لحظة الضعف ليأخذ بيده إلى مراقي الصعود ويربت عليه في لحظة العثرة ليحلق به إلى الأفق من جديد ما دام يذكر الله ولا ينساه ولا يصر على الخطيئة وهو يعلم أنها الخطيئة والرسول يقول < ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة > والإسلام لا يدعو بهذا إلى الترخص ولا يمجد العاثر الهابط ولا يهتف له بجمال المستنقع كما تهتف الواقعية إنما هو يقيل عثرة الضعف ليستجيش في النفس الإنسانية الرجاء كما يستجيش فيها الحياء فالمغفرة من الله ومن يغفر الذنوب إلا الله تخجل ولا تطمع وتثير الاستغفار ولا تثير الاستهتار فأما الذين يستهترون ويصرون فهم هنالك خارج الأسوار موصدة في وجوههم الأسوار وهكذا يجمع الإسلام بين الهتاف للبشرية إلى الآفاق العلى والرحمة بهذه البشرية التي يعلم طاقتها ويفتح أمامها باب الرجاء أبدا ويأخذ بيدها إلى أقصى طاقتها هؤلاء المتقون ما لهم أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين فهم ليسوا سلبيين بالاستغفار من المعصية كما أنهم ليسوا سلبيين بالإنفاق في السراء والضراء وكظم الغيظ والعفو عن الناس إنما هم عاملون ونعم أجر العاملين المغفرة من ربهم والجنة تجري من تحتها الأنهار بعد المغفرة وحب الله فهنالك عمل في أغوار النفس وهنالك عمل في ظاهر الحياة وكلاهما عمل وكلاهما حركة وكلاهما نماء وهنالك الصلة بين هذه السمات كلها وبين معركة الميدان التي يتعقبها السياق وكما أن للنظام الربوي أو النظام التعاوني أثره في حياة الجماعة المسلمة وعلاقته بالمعركة في الميدان فكذلك لهذه السمات النفسية والجماعية أثرها الذي أشرنا إليه في مطلع الحديث فالانتصار على الشح والانتصار على الغيظ والانتصار على الخطيئة والرجعة إلى الله وطلب مغفرته ورضاه كلها ضرورية للانتصار على الأعداء في المعركة وهم إنما كانوا أعداء لأنهم يمثلون الشح والهوى والخطيئة والتبجح وهم إنما كانوا أعداء لأنهم لا يخضعون ذواتهم وشهواتهم ونظام حياتهم لله ومنهجه وشريعته ففي هذا تكون العداوة وفي هذا تكون المعركة وفي هذا يكون الجهاد وليس هنالك أسباب أخرى يعادي فيها المسلم ويعارك ويجاهد فهو إنما يعادي لله ويعارك لله ويجاهد لله فالصلة وثيقة بين هذه التوجيهات كلها وبين استعراض المعركة في هذا السياق كما أن الصلة وثيقة بينها وبين الملابسات الخاصة التي صاحبت هذه المعركة من مخالفة عن أمر رسول الله ص ومن طمع في الغنيمة نشأت عنه المخالفة ومن اعتزاز بالذات والهوى نشأ عنه تخلف عبد الله ابن أبي ومن معه ومن ضعف بالذنب نشأ عنه تولي من تولى كما سيرد في السياق ومن غبش في التصور نشأ عنه عدم رد الأمور إلى الله وسؤال بعضهم هل لنا من الأمر من شيء وقول بعضهم لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا والقرآن يتناول هذه الملابسات كلها واحدة واحدة فيجلوها ويقرر الحقائق فيها ويلمس النفوس لمسات موحية تستجيشها وتحييها على هذا النحو الفريد الذي نرى نماذج منه في هذا السياق %%$$##@@##$$%%
نـوالى إن شـــــاء الله ذكر الدروس فى المشاركات التالية والله المُستعـــــــــان الموضوع : غزوة أحد < دروس وعبر > من وحي القرآن الكريم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| |
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| |
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: غزوة أحد < دروس وعبر > من وحي القرآن الكريم الأربعاء 23 يونيو 2010 - 7:20 | |
| وفي الصحيحين عن ابن مسعود أنه قال قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم قال < أن تجعل لله ندا وهو خلقك > وقد أشار السياق من قبل إلى سنة الله في المكذبين ; فالآن يقرر أن الله لا يحب الظالمين فهو توكيد في صورة أخرى لحقيقة ما ينتظر المكذبين الظالمين الذين لا يحبهم الله والتعبير بأن الله لا يحب الظالمين يثير في نفس المؤمن بغض الظلم وبغض الظالمين وهذه الإثارة في معرض الحديث عن الجهاد والاستشهاد لها مناسبتها الحاضرة فالمؤمن إنما يبذل نفسه في مكافحة ما يكرهه الله ومن يكرهه وهذا هو مقام الاستشهاد وفي هذا تكون الشهادة ; ومن هؤلاء يتخذ الله الشهداء ثم يمضي السياق القرآني يكشف عن الحكمة الكامنة وراء الأحداث في تربية الأمة المسلمة وتمحيصها وإعدادها لدورها الأعلى ولتكون أداة من أدوات قدره في محق الكافرين وستارا لقدرته في هلاك المكذبين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين والتمحيص درجة بعد الفرز والتمييز التمحيص عملية تتم في داخل النفس وفي مكنون الضمير إنها عملية كشف لمكنونات الشخصية وتسليط الضوء على هذه المكنونات تمهيدا لإخراج الدخل والدغل والأوشاب وتركها نقية واضحة مستقرة على الحق بلا غبش ولا ضباب وكثيرا ما يجهل الإنسان نفسه ومخابئها ودروبها ومنحنياتها وكثيرا ما يجهل حقيقة ضعفها وقوتها وحقيقة ما استكن فيها من رواسب لا تظهر إلا بمثير وفي هذا التمحيص الذي يتولاه الله سبحانه بمداولة الأيام بين الناس بين الشدة والرخاء يعلم المؤمنون من أنفسهم ما لم يكونوا يعلمونه قبل هذا المحك المرير محك الأحداث والتجارب والمواقف العملية الواقعية ولقد يظن الإنسان في نفسه القدرة والشجاعة والتجرد والخلاص من الشح والحرص ثم إذا هو يكشف على ضوء التجربة العملية وفي مواجهة الأحداث الواقعية إن في نفسه عقابيل لم تمحص وأنه لم يتهيأ لمثل هذا المستوى من الضغوط ومن الخير أن يعلم هذا من نفسه ليعاود المحاولة في سبكها من جديد على مستوى الضغوط التي تقتضيها طبيعة هذه الدعوة وعلى مستوى التكاليف التي تقتضيها هذه العقيدة والله سبحانه كان يربي هذه الجماعة المختارة لقيادة البشرية وكان يريد بها أمرا في هذه الأرض فمحصها هذا التمحيص الذي تكشفت عنه الأحداث في أحد لترتفع إلى مستوى الدور المقدر لها وليتحقق على يديها قدر الله الذي ناطه بها ويمحق الكافرين تحقيقا لسنته في دمغ الباطل بالحق متى استعلن الحق وخلص من الشوائب بالتمحيص وفي سؤال استنكاري يصحح القرآن تصورات المسلمين عن سنة الله في الدعوات وفي النصر والهزيمة وفي العمل والجزاء ويبين لهم أن طريق الجنة محفوف بالمكاره وزاده الصبر على مشاق الطريق وليس زاده التمني والأماني الطائرة التي لا تثبت على المعاناة والتمحيص " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين* ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون * " إن صيغة السؤال الاستنكارية يقصد بها إلى التنبيه بشدة إلى خطأ هذا التصور تصور أنه يكفي الإنسان أن يقولها كلمة باللسان أسلمت وأنا على استعداد للموت فيبلغ بهذه الكلمة أن يؤدي تكاليف الإيمان وأن ينتهي إلى الجنة والرضوان إنما هي التجربة الواقعية والامتحان العملي وإنما هو الجهاد وملاقاة البلاء ثم الصبر على تكاليف الجهاد وعلى معاناة البلاء وفي النص القرآني لفتة ذات مغزى ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين فلا يكفي أن يجاهد المؤمنون إنما هو الصبر على تكاليف هذه الدعوة أيضا التكاليف المستمرة المتنوعة التي لا تقف عند الجهاد في الميدان فربما كان الجهاد في الميدان أخف تكاليف هذه الدعوة التي يطلب لها الصبر ويختبر بها الإيمان إنما هنالك المعاناة اليومية التي لا تنتهي معاناة الاستقامة على أفق الإيمان والاستقرار على مقتضياته في الشعور والسلوك والصبر في أثناء ذلك على الضعف الإنساني في النفس وفي الغير ممن يتعامل معهم المؤمن في حياته اليومية والصبر على الفترات التي يستعلي فيها الباطل وينتفش ويبدو كالمنتصر والصبر على طول الطريق وبعد الشقة وكثرة العقبات والصبر على وسوسة الراحة وهفوة النفس لها في زحمة الجهد والكرب والنضال والصبر على أشياء كثيرة ليس الجهاد في الميدان إلا واحدا منها في الطريق المحفوف بالمكاره طريق الجنة التي لا تنال بالأماني وبكلمات اللسان ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون وهكذا يقفهم السياق وجها لوجه مرة أخرى أمام الموت الذي واجهوه في المعركة وقد كانوا من قبل يتمنون لقاءه ليوازنوا في حسهم بين وزن الكلمة يقولها اللسان ووزن الحقيقة يواجهها في العيان فيعلمهم بهذا أن يحسبوا حسابا لكل كلمة تطلقها السنتهم ويزنوا حقيقة رصيدها الواقعي في نفوسهم على ضوء ما واجهوه من حقيقتها حين واجهتهم وبذلك يقدرون قيمة الكلمة وقيمة الأمنية وقيمة الوعد في ضوء الواقع الثقيل ثم يعلمهم أن ليست الكلمات الطائرة والأماني المرفرفة هي التي تبلغهم الجنة إنما هو تحقيق الكلمة وتجسيم الأمنية والجهاد الحقيقي والصبر على المعاناة حتى يعلم الله منهم ذلك كله واقعا كائنا في دنيا الناس ولقد كان الله سبحانه قادرا على أن يمنح النصر لنبيه ولدعوته ولدينه ولمنهجه منذ اللحظة الأولى وبلا كد من المؤمنين ولا عناء وكان قادرا أن ينزل الملائكة تقاتل معهم أو بدونهم وتدمر على المشركين كما دمرت على عاد وثمود وقوم لوط ولكن المسألة ليست هي النصر إنما هي تربية الجماعة المسلمة التي تعد لتتسلم قيادة البشرية البشرية بكل ضعفها ونقصها ; وبكل شهواتها ونزواتها ; وبكل جاهليتها وانحرافها وقيادتها قيادة راشدة تقتضي استعدادا عاليا من القادة وأول ما تقتضيه صلابة في الخلق وثبات على الحق وصبر على المعاناة ومعرفة بمواطن الضعف ومواطن القوة في النفس البشرية وخبرة بمواطن الزلل ودواعي الانحراف ووسائل العلاج ثم صبر على الرخاء كالصبر على الشدة وصبر على الشدة بعد الرخاء وطعمها يومئذ لاذع مرير وهذه التربية هي التي يأخذ الله بها الجماعة المسلمة حين يأذن بتسليمها مقاليد القيادة ليعدها بهذه التربية للدور العظيم الهائل الشاق الذي ينوطه بها في هذه الأرض وقد شاء سبحانه أن يجعل هذا الدور من نصيب الإنسان الذي استخلفه في هذا الملك العريض وقدر الله في إعداد الجماعة المسلمة للقيادة يمضي في طريقه بشتى الأسباب والوسائل وشتى الملابسات والوقائع يمضي أحيانا عن طريق النصر الحاسم للجماعة المسلمة فتستبشر وترتفع ثقتها بنفسها في ظل العون الإلهي وتجرب لذة النصر وتصبر على نشوته وتجرب مقدرتها على مغالبة البطر والزهو والخيلاء وعلى التزام التواضع والشكر لله ويمضي أحيانا عن طريق الهزيمة والكرب والشدة فتلجأ إلى الله وتعرف حقيقة قوتها الذاتية وضعفها حين تنحرف أدنى انحراف عن منهج الله وتجرب مرارة الهزيمة ; وتستعلي مع ذلك على الباطل بما عندها من الحق المجرد ; وتعرف مواضع نقصها وضعفها ومداخل شهواتها ومزالق أقدامها ; فتحاول أن تصلح من هذا كله في الجولة القادمة وتخرج من النصر ومن الهزيمة بالزاد والرصيد ويمضي قدر الله وفق سنته لا يتخلف ولا يحيد وقد كان هذا كله طرفا من رصيد معركة أحد ; الذي يحشده السياق القرآني للجماعة المسملة على نحو ما نرى في هذه الآيات وهو رصيد مدخر لكل جماعة مسلمة ولكل جيل من أجيال المسلمين %%$$##@@##$$%%
نـوالى إن شـــــاء الله ذكر الدروس فى المشاركات التالية والله المُستعـــــــــان الموضوع : غزوة أحد < دروس وعبر > من وحي القرآن الكريم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: غزوة أحد < دروس وعبر > من وحي القرآن الكريم الأربعاء 23 يونيو 2010 - 7:21 | |
| |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: غزوة أحد < دروس وعبر > من وحي القرآن الكريم الأربعاء 23 يونيو 2010 - 7:24 | |
| |
|
| |
أبوسيفالمدير العام
تاريخ التسجيل : 28/10/2009
| |
| |
| غزوة أحد < دروس وعبر > من وحي القرآن الكريم | |
|