عندما كان الأنصار السبعون يبايعون رسول الله صلى
الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية، كان عبدالله بن عمرو بن حرام، أبو
جابر بن عبدالله أحد هؤلاء الأنصار..
ولما اختار الرسول صلى الله
عليه وسلم منهم نقباء، كان عبدالله بن عمرو أحد هؤلاء النقباء.. جعله رسول
الله صلى الله عليه وسلم نقيبا على قومه من بني سلمة..
ولما عاد الى
المدينة وضع نفسه، وماله، وأهله في خدمة الاسلام..
وبعد هجرة الرسول
الى المدينة، كان أبو جابر قد وجد كل حظوظه السعيدة في مصاحبة النبي عليه
السلام ليله ونهاره..
**
وفي
غزوة بدر خرج مجاهدا، وقاتل قتال الأبطال..
وفي غزوة أحد تراءى له
مصرعه قبل أن يخرج المسلمون للغزو..
وغمره احساس صادق بأنه لن يعود،
فكاد قلبه يطير من الفرح!!
ودعا اليه ولد جابر بن عبدالله الصحابي
الجليل، وقال له:
" اني لا أراي الا مقتولا في هذه الغزوة..
بل
لعلي سأكون أول شهدائها من المسلمين..
واني والله، لا أدع أحدا
بعدي أحبّ اليّ منك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وان عليّ
دبنا، فاقض عني ديني، واستوص باخوتك خيرا"..
**
وفي
صبيحة اليوم التالي، خرج المسلمون للقاء قريش..
قريش التي جاءت في
جيش لجب تغزو مدينتهم الآمنة..
ودارت معركة رهيبة، أدرك المسلمون في
بدايتها نصرا سريعا، كان يمكن أن يكون نصرا حاسما، لولا أن الرماة الذين
امرهم الرسول عليه السلام بالبقاء في مواقعهم وعدم مغادرتها أبدا أغراهم
هذا النصر الخاطف على القرشيين، فتركوا مواقعهم فوق الجبل، وشغلوا بجمع
غنائم الجيش المنهزم..
هذا الجيش الذي جمع فلوله شريعا حين رأى ظهر
المسلمين قد انكشف تماما، ثم فاجأهم بهجوم خاطف من وراء، فتحوّل نصر
المسلمين الى هزيمة..
**
في
هذا القتال المرير، قاتل عبدالله بن عمرو قتال مودّع شهيد..
ولما
ذهب المسلمون بعد نهاية القتال ينظرون شهدائهم.. ذهب جابر ابن عبداله يبحث
عن أبيه، حتى ألفاه بين الشهداء، وقد مثّل به المشركون، كما مثلوا يغيره من
الأبطال..
ووقف جابر وبعض أهله يبكون شهيد الاسلام عبدالله بن عمرو
بم جرام، ومرّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكونه، فقال:
"
ابكوه..
أ،لا تبكوه..
فان الملائكة لتظلله بأجنحتها"..!!
**
الموضوع : أبو جابر عبدالله بن عمرو بن حرام - ظليل الملائكة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya