El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: تفسير الآية 15 من سورة [الذاريات الثلاثاء 6 يوليو 2010 - 4:45 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية 15 من سورة [الذاريات] [إن المتقين في جنات وعيون]
من هم المُتَّقون ؟ الذين أطاعوا الله عز وجل. فالإنسان فيه شَهوات ، وله منهج ، وله طَبع ، وهناك تكليف ، وفي الأعمّ الأغلب التكليف يُخالف الطَّبع ، الطَّبع أن تنام والتَّكليف أن تصلي ، والطَّبع أن تأخذ ، و التكليف أن تُعطي ، والطبع أن تنظر ، والتكليف أن تغضّ البصر ، فهذا الذي قرأ القرآن وعرف منهج الله عز وجل ، وضَبَط شَهواته ، وضَبَط جوارحه ، ضبط كسبه للمال ، ضبط إنفاقه للمال ، وفق منهج الله ، وطلب العلم ، وعرف الحُكم الشَّرعي ، وصاحبَ أهل الإيمان ، وابْتَعَد عن أهل الفُسق والفُجور وجعل دَخْلهُ حلالاً ، جعل إنفاقه وفق منهج الله ، هذا الذي صاحب المؤمنين ، دعا إلى الله ، وعمل صالحًا ، أمر بالمعروف ، ونهى عن المنكر ، هذا الذي اتَّقى الله عز وجل ، اتَّقى أن يُغْضِبَهُ ،اتَّقى أن يُسْخِطَهُ ، واتَّقى أن يعصيه ، اتَّقى عذابه في الدنيا ، واتَّقى عذابه في الآخرة ، هؤلاء المتَّقون في جنَّات وعيون ، ومن الخطأ الفادِح أن تنظر إلى الدنيا على حِدَى ، فإن نَظَرتَ إليها على حِدَى تجد الكافر أحيانا غنيا جدا ، وقويّا ولا يعْبأ بِكُلّ هذه القِيَم التي تدَّعيها ، ولا بهذه القيود التي قيَّدْت نفْسَكَ بها فإذا نظَرْت للدنيا فقط تقَع في حَيْرة ، ولكن إذا ضَمَمْت الآخرة إلى الدنيا لا تقع في حَيرة ، يعني مثلا إنسان يُهَرِّب مادّة مُخَدِّرة، تقول : يا أخي على الكيلو بِخَمسة مائة ألف ! لكن اُنْظر لمَّا يقع بِيَد العدالة ، ويُحْكم بالسِّجن المؤبد ، فإذا جمعت هذا بِذاك وجَدْت أنَّه غبيّ ! أما إذا نظرت فقط للخمسمائة ألف ، يصير أذكى منك ، كل تعبك لا يلحق به ، شغل سنة لا يلاحق شغل ساعة عنده ، فَمِن الخطأ الفادِح أن تنظر إلى أهل الدنيا في الدنيا فقط ، فهذا خطأ كبير ، فالله عز وجل قال : لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ(196) [سورة آل عمران]
قد تُعْجِبُكَ أجسامهم ، قد تُعْجِبُكَ أموالهم، وقد تُعْجِبك بيوتهم ومركباتهم وأماكن اصْطِيافهم، ولكن إذا جمعت الآخرة مع الدنيا ترى الكافر كُتلة غباء لأنَّه ضيَّع الآخرة الأبدِيَّة بِسَنواتٍ معدودة ، وترى المؤمن المُقيَّد والخائف والمُستقيم الذي يقول هذه حرام، هذه لا ترضي الله ، هذه فيها شبهة، دائما خائف ، دائما قلق، دائما يتقصد طاعة الله عز وجل ، ترى هذا المؤمن الذي يبدو لك أنه محروم ، ليس محروما أبدا، هو يبْحث عن رحمة الله عز وجل والله سبحانه وتعالى يقول : وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ(32)
ولذلك قال تعالى : أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الْمُحْضَرِينَ(61) [سورة القصص] يعني ، أَيُعْقَل أن يكون هذا المُطيع المستقيم الخائف الذي يتقصَّى أمر الله عز وجل ، ويسْعى إلى تطبيقه أن يكون مصير هذا الإنسان كَمَصير المتفلِّت ؟! إذا لا معنى للدين إطلاقا عندئذ ، قال تعالى : أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ(21) (سورة الجاثية) قال تعالى : أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ(18) [سورة السجدة] قال تعالى : أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ(35) [سورة القلم] فالله تعالى حينما يُعِدُّ لهذا الإنسان حياةً أبَدِيّة لا تنتهي ، مُفْعمةً بالسَّعادة أليس من الغباء الشِّديد أن ينصرِفَ الإنسان إلى الدنيا ويستغني عن هذه الحياة الأبدية التي وعد الله بها المؤمنين، والحياة الدنيا ساعات قليلة؟ قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم فسأل العادين * قال إن لبثنم إلا قليلاً لو أنكم كنتم تعلمون * أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون * [سورة المؤمنون]
فالعبرة إذاً بالخاتمة والعبرة بالعاقبة الموضوع : تفسير الآية 15 من سورة [الذاريات المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
الجنه تنادينيالاشراف العام
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: تفسير الآية 15 من سورة [الذاريات الخميس 30 يونيو 2011 - 0:49 | |
| اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بارك الله فيكم جزاكم الله خيرا ً بما قدمتم جعله الله فى ميزان حسناتكم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال الموضوع : تفسير الآية 15 من سورة [الذاريات المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: الجنه تناديني توقيع العضو/ه:الجنه تناديني | |
|
|
واسلاماهالمراقبة العامة
تاريخ التسجيل : 23/06/2009
| |
أم شروقالمراقبة العامة
تاريخ التسجيل : 12/07/2011
| |