تفسير
القرطبي
اختلف العلماء في
"الباقيات الصالحات"؛ فقال ابن
عباس وابن جبير وأبو ميسرة وعمرو ابن شرحبيل: هي الصلوات الخمس.
وعن ابن عباس أيضا: أنها كل عمل صالح من قول أو فعل
يبقى للآخرة.
وقاله ابن زيد
ورجحه الطبري. وهو الصحيح إن شاء الله؛ لأن كل ما بقي ثوابه جاز أن
يقال له هذا. وقال علي رضي الله عنه: الحرث حرثان فحرث الدنيا المال
والبنون؛ وحرث الآخرة الباقيات الصالحات، وقد يجمعهن الله تعالى لأقوام.
وقال الجمهور: هي الكلمات المأثور فضلها: سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم. خرجه مالك في موطئه عن عمارة بن صياد عن سعيد بن المسيب أنه سمعه
يقول في الباقيات الصالحات: إنها قول العبد: الله أكبر وسبحان الله والحمد
لله ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. أسنده النسائي عن أبي
سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (استكثروا من الباقيات
الصالحات) قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: (التكبير والتهليل والتسبيح
والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله). صححه أبو محمد
عبدالحق رحمه الله. وروى قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ
غصنا فخرطه حتى سقط ورقه وقال: (إن المسلم إذا قال سبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر تحاتت خطاياه كما تحات هذا خذهن إليك أبا
الدرداء قبل أن يحال بينك وبينهن فإنهن من كنوز الجنة وصفايا الكلام وهن
الباقيات الصالحات). ذكره الثعلبي، وخرجه ابن ماجة
الموضوع : خذوا ما يستركم ويقيكم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya